{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(066)سافر معي في المشارق والمغارب

(066)سافر معي في المشارق والمغارب

حوار المسلم الألماني عبد الشكور كونز (KUNZE):

زرنا الأخ عبد الشكور في منزله قبل صلاة العصر، وهو مقعد. ولد الأخ عبد الشكور سنة 1919م في
مدينة برلين، وأسرته كانت متمسكة بالدين وهم كاثوليك. كانوا يقرءون الإنجيل يومياً، وكانوا، كما قال: قساوسة وراهبات، ولم يكونوا مثل المسلمين، يضعون القرآن على الرف [ليس كل المسلمين كذلك، ولا كل النصارى متمسكين بدينهم المحرف، بل المتمسكون بالإسلام ـ مع تقصير أغلبهم فيه ـ أكثر بنسبة لا مقارنة بينهم وبين النصارى…]

و قال: إنه كان يناقش أهله في عدم صحة التثليث، وعمره خمس سنوات، قبل دخوله المدرسة الابتدائية.
وقال لهم مرة: لو أن طالباً في الرياضيات أراد أن يأخذ في الامتحان درجة كاملة [وقال: سِتِّينَ] بجمع: 1+1+1=1 فهل يعقل أن يكون جمعه صحيحاً. ثم قال: لا يوجد في النصرانية توحيد.


الكاتب مع المسلم الألماني المقعد عبد الشكور في منـزله

وأول ما سمع عن الإسلام من ترجمة معاني القرآن الكريم، وعمره خمسة عشرة عاماً، ولم يكن عنده مهماً، وإنما كان يريد أن يكون نصرانياً صالحاً، وكان يقرأ الإنجيل، وكلما قرأه ازداد بعداً منه، ثم قرأ التوراة، ووجد فيها نصف الجواب، وهو يتعلق بالتوحيد، ولكن هو ليس من بني إسرائيل، ودين اليهود خاص بهم.


وسألته عن سبب ابتعاده عن الإنجيل، مع أنه كان يحب أن يكون مسيحياً صالحاً؟ فقال: إنه لا يوجد فيه الجواب عن الأسئلة المهمة في العقيدة، وأهمها كيف يكون الثلاثة واحداً، وقال: أنه وجد التوحيد في التوراة، ولكنه استمر في البحث عن دين.

قلت: ماذا حصل عنده عندما قرأ ترجمة معاني القرآن الكريم هل وجد الأجوبة عن أسئلته؟ قال: وجد التوحيد في القرآن ووجد نفسه كذلك، وأسلم بقلبه، ولم يكن عنده إشكال في تحريم الخمر وأكل لحم الخنزير، لأن أهله ما كانوا يشربون الخمر ولا يأكلون لحم الخنزير، ولكنه عندما علم أهله عنه أنه يؤمن بالقرآن الكريم أصبح كافراً عندهم، وكانوا يكثرون عليه الأسئلة فيزداد بذلك بحثاً ومعرفة، وانتقل من الإسلام النظري إلى الإسلام العملي.

السبب في إسلامه: سماعه أنشودة‍‍ ‍‌‍!

قال: الأخ عبد الشكور: إنه كان في ليبيا من سنة 41 ـ 1943م، في الجيش الألماني أيام الحرب، وكان يسمع الأذان من المساجد. ولكنه لم يلفت انتباهه شيء كما لفت انتباهه صبي كان يردد أنشودة كل صباح وكان صوته جميلاً ووجهه مشرقاً، وكان عبد الشكور ينصت له وينظر إلى إشراقة وجهه، وكان يقول: لا بد أن يكون هذا الصبي مَلَكًا، وكان يحاول أن يعطيه طعاماً فيرفض، قال: وربما كان يرى أن طعامنا حراماً عليهم.

قال: ولكثرة تكرار تلك الأنشودة وإعجابي بها، كتبت كلماتها بالحروف اللاتينية ـ هذا كان قبل إسلامه ـ وكان عندما يسمع صوت الصبي يتأثر، ليس بالصوت فقط، ولكن كان يشعر أن في هذا الكلام الذي لا يفهمه معاني ليست من هذه الأرض، وكان ينتظر كل يوم الوقت الذي يخرج فيه الصبي، ليقرأ تلك الأنشودة، ويريد أن يسمعها وكان يردد معه بقراءته لها بالحروف الألمانية.

ثم سجن في ليبيا مع الجنود المنهزمين، ونقل إلى سجن في أمريكا، وفي السجن بدأ يدرس اللغة العربية وبدأ يقرأ الحروف العربية، فحصل على نسخة من المصحف وكان عمره 24 سنة، وبدأ يقرأ القرآن الكريم فعرف عند ذلك أن تلك الأنشودة التي كان يرددها ذلك الصبي هي سورة الفاتحة! قال: وأحسست عند ذلك أنني يجب أن أشكر الله، وسميت نفسي عبد الشكور!

قلت له: ما الفرق بين حياتك قبل الإسلام وبعده؟ قال: بعد الإسلام أحسست بالرضا والطمأنينة، ولم يكن ذلك موجوداً عندي قبل الإسلام، لعدم وجود ما في القرآن في الكتب السابقة. وأهم شيئ عند الأخ عبد الشكور أن تتصل نفسه بربها في الحياة قبل الموت، لأن النفس أهم من الجسد، قال: وليس قصدي الفصل بين الروح والجسد.

قلت له: ما الصفات التي ترى وجوب توافرها في الداعية المسلم، حتى يكون مؤثراً في غير المسلمين؟
قال: الدعوة هي القدوة الحسنة. وأهم القضايا التي يجب أن تناقش هي التوحيد، وقال: كنت أناقش الناس مناقشات دينية، وكنت أشعر أني أساعدهم في الإجابة على أسئلتهم، بسبب أني كنت مسيحياً أعرف المشكلات التي تواجههم.

والوسيلة المناسبة لنشر الإسلام في الغرب هي اللقاءات العامة، كالمحاضرات، وليست المحادثات الشخصية [هكذا يرى: ولكن ظهر لي من نشاط بعض الإخوة الذين يتصلون بغير المسلمين أن المحادثات الشخصية وسيلة نافعة].

وقال الأخ عبد الشكور: إن القيمة الكبرى في حياته، هي عيشة الإسلام ورضى النفس. وإذا كان كثير من المسلمين يخافون الموت، فإنه يعتبره صديقه العزيز: وقال: الذي يخاف الحساب هو ضعيف الصلة بالله، أما الذي صلته قوية بالله فإنه يحب ذلك. [هذه العبارة غير سليمة فالرسل والملائكة وأولياء الله كلهم أشد خوفاً لله ويوم الحساب من غيرهم.]

وكان له صلة بالفرقة القاديانية، وبقي معهم فترة طويلة، ولم يكن يعتقد ما يعتقدون، وعندما عرف معتقدهم تركهم. وعنده ترجمة القرآن الكريم للمستشرق الألماني هننج (HENNING)، وقال: إنه مستشرق حيادي وهو نصراني، ولكنه يدرس الكلمات من حيث اللغة فقط ويترجم. وسألته: ألا توجد في ترجمته أخطاء تنافي بعض مقاصد القرآن؟ فقال: ليس فيه أخطاء، وإنما بعض التعبيرات يمكن أن تستعمل بدلها تعبيرات أخرى، لأن اللغة الألمانية تجددت. وتوجد له طبعة جديدة صححتها مستشرقة ألمانية باللغة الألمانية الجديدة

[قلت إذا كان هذا الرجل المسلم من مدة طويلة وهو متحمس للإسلام ومرجعه في ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الألمانية لمستشرق نصراني، ويرى هذا المسلم أن هذه الترجمة هي أقرب الترجمات إلى الصواب لأنه لم يجد سواها، فكيف سيكون فهمهم للإسلام؟ ولولا أنه فهم أن القاديانية لا يصح اتباعها لكان المرجع الثاني من ترجمات معاني القرآن الكريم باللغة الألمانية هو ترجمتهم].

وسألته: هل فهمت من الإسلام أنه شامل لحياة البشر كلها؟ قال: أنا لا أعرف شمول الإسلام للاقتصاد والسياسة وغيرها، ولكن يوجد بعض المسلمين الألمان عندهم علم، عليهم أن يفهموا غيرهم من المسلمين الألمان، وذكر منهم الشيخ محمد صديق وأحمد دنفر، وعلي بارو (وهذا مسلم شيعي!) وعبدالكريم قرت وزوجته فاطمة هرن.

وسألته عن أهم المشكلات في الغرب؟ فقال: المادية التي تنخر في المجتمع. وقال: إن نسبة الطلاق لا تحتاج إلى معرفة في الغرب، لأن الناس يعيشون على الاتصال غير المشروع. وقال: إن القاديانية أصلها جماعة سياسية إنجليزية، ويرى أنه يجب على المسلمين أن يناقشوهم ويوضحوا لهم الأخطاء التي عندهم.

ونصح المسلمين في ألمانيا بأن يزور بعضهم بعضاً، ويتعرفوا على مشكلاتهم، وأن يحضروا كل اللقاءات الإسلامية، أو ما يعقده غير المسلمين من لقاءات تتعلق بالإسلام ليعرفوا ماذا يقال عن الإسلام؟





السابق

الفهرس

التالي


14217062

عداد الصفحات العام

2159

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م