{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(069)سافر معي في المشارق والمغارب

(069)سافر معي في المشارق والمغارب

تربية المسلم نفسه بأسماء الله وصفاته:

وبعد هذا اللقاء مع الأخ المهندس صلاح الجعفراوي، دعاني الإخوة الذين يزاولون نشاطهم في المركز
الإسلامي إلى حضور حلقة حضر فيها ما لا يقل عن أربعين شخصاً، كانوا قد تدارسوا القرآن الكريم، وطلبوا مني إلقاء محاضرة فألقيت كلمة موضوعها: تربية المسلم نفسه بأسماء الله الحسنى ثم تلا ذلك إلقاء أسئلة متنوعة، كان كثير منها يتعلق بالربا والزواج بالكتابيات، وذبائح أهل الكتاب، والسكنى في بلاد الكفر، والأسباب المبيحة لها أو المحرمة. وودعنا الإخوة بمناسبة مغادرة ألمانيا غداً. والحمد لله رب العالمين.

الوقاية من مرض الإيدز؟!.

عندما انتشر خبر مرض الإيدز في بلاد الغرب بلغت القلوب الحناجر من الرعب، وعندما علموا أنه ينتقل كثيراً بسبب الاتصالات غير الشرعية ـ وبخاصة الشذوذ الجنسي ـ كف كثير من الناس عن الاتصال المشبوه، فكفت المرأة عن الاتصال برجل لا تعرفه، وكف الرجل عن الاتصال بامرأة لا يعرفها، وكف الذكور عن الذكور، وأصبح كل واحد يحاول أن لا يتصل إلا بمن يغلب على ظنه أنه غير مصاب بهذا المرض الخطير، يعني عزم أهل الغرب على الوقاية!.

أتدري كيف حاولوا أن يتقوا مرض الإيدز؟

لقد رجع كل ذي محرم إلى محارمه، فالرجل الذي يعلم أن ابنته غير مصابة بهذا المرض يغشاها كما يغشى زوجه، والأم التي تعرف أن ابنها سليم تراوده حتى ينال منها كما ينال من زوجه وهكذا بقية المحارم!!!
هذا مع أن هذا الشذوذ أصبح عادياً عند أهل الغرب في كثير من الحالات، ولا غرابة فيه لأن الموازين قد اختلت عند القوم وأكبرها هو الإيمان الذي إذا فقد واختل اختل كل شئ في حياة الإنسان.

الاثنين: 24/11/1407ﻫ.


جهود عبد السلام في التربية والدعوة:

جاءني الأخ عبد السلام عمر علال المغربي الذي اتفق معه الإخوة في المركز على إيصالي إلى مطار فرانكفورت للسفر منه إلى فينا. وقال لي الأخ عبد السلام: أرجو أن تكثر لي من الدعاء أن يوفقني الله لتربية أولادي تربية إسلامية سليمة، وأن يهديهم الله للخير الذي يرضيه، في هذا البلد الذي تحيطنا فيه الأفكار والعقائد المضادة لديننا.

قال: لقد حاولت أن أحافظ على ديني وأخلاقي وأخلاق أهلي وأولادي بكل طاقتي، وأي جماعة في هذا البلد فيها خير، من المسلمين تحافظ على دينها فإني أتصل بها، فقد اتصلت بجماعة التبليغ وخرجت معهم لبعض البلدان الإسلامية خمسين يوماً، زرنا خلالها المملكة العربية السعودية واعتمرنا، والحمد لله رب العالمين شعرت بالراحة وزاد تمسكي بديني، كما أتصل في فرانكفورت دائماً بجماعة الأخوان المسلمين في مركزهم، وأحضر معي أولادي الخمسة الذين عمر أكبرهم 14 سنة، وعمر أصغرهم سنتان ولي في ألمانيا خمسة عشر عاماً.

وقال: إن الألمان متكبرون، ولكنهم يحترمون الشخص الذي يحافظ على دينه وأخلاقه ويقوم بعمله بدون غش، وذكر قصة حصلت في عمله مع بعض زملائه من المسلمين والألمان، فقال: إنه كان يعمل في مطار فرانكفورت، وذهب إلى بلاده في المغرب لمدة سنة، ثم رجع فلم يجد عملاً في المطار، وبحث عن عمل ووجد عملاً في شركة القطار، ووجد عشرين مغربياً يعملون هناك، ولم يكن أحد منهم يصلي أو يلتزم بأمر الله في الحلال والحرام، وعندما نصحهم الأخ عبد العزيز سخروا منه وقالوا له: إذا كنت تريد التمسك بالدين فاذهب إلى بلادك، ثم استمر في المحاولة، مع كل واحد بمفرده حتى نجح في إقناعهم، وأصبحوا كلهم يصلون ويلتزمون بالدين في الجملة.

وقال: إن الموظفين من الألمان كانوا يحفظون من أولئك العمال بعض الكلمات العربية البذيئة، وعندما رأوهم التزموا قالوا لهم: أنتم غير صادقين في تدينكم، أما عبد السلام فإنه صادق، لأنه كان ملتزماً بدينه من أول ما جاء عندنا ولم يكن يغش، وأما أنتم فكنتم تدفعون رشوة للطبيب حتى يعطيكم إجازة مرضية ولستم مرضى، فقال: لهم عبد السلام: إنهم كانوا عصاة وقد تابوا. والله تعالى يقبل التوبة من عبده إذا تاب.

سقت هذه القصة ليعلم أن كل مسلم يجب أن يكون رجل دعوة في موقعه، بالقدوة الحسنة وبالبيان
الذي يقدر عليه، ولو كان كل مسلم كذلك في حدود قدرته لما خلت بقعة من الأرض من دعاة مصلحين، ولو أن عبد السلام سكت عن إخوانه وتركهم على سلوكهم، لما أفاقوا من غفلتهم- ويهدي الله من يشاء- بل ربما كانوا هم أثروا فيه. وقد رأى غير المسلمين في ذلك القدوة الحسنة التي تدعو إلى البحث والسؤال عن هذا الدين، وقد تكون قد قامت عليهم الحجة بذلك.

أوصلني الأخ عبد السلام إلى المطار وبعد أن أخذت بطاقة دخول الطائرة ودعني ورجع، أسأل الله أن يهديه ويهدي أولاده ويهدي بهم وبه إنه على كل شيئ قدير.





السابق

الفهرس

التالي


14236006

عداد الصفحات العام

1654

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م