{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(02)سافر معي في المشارق والمغارب

(02)سافر معي في المشارق والمغارب

زيارة المركز الإسلامي في مدينة فيينا:


اجتمعنا بإمامه الشيخ محمد معصوم بن محمد شفيق آيدن.

ولد الأخ محمد سنة 1948م في ديار بكر في تركيا.
ودرس في مدرسة الأئمة والخطباء في بلاده. ثم التحق بالجامعة الإسلامية في اسطنبول، وفيها درس اللغة
العربية. عمل في مدرسة الأئمة والخطباء عشرة سنوات.


صورة خارجية للمركز الإسلامي بـ(فيينا) النمسا

وانتقل إلى النمسا مفتياً في الجمعية الإسلامية رسمياً، وهي جمعية رسمية في النمسا، وكان في هذه الجمعية من سنة 80 ‎ ـ 1982م، وفي سنة 1982م انتقل إلى هذا المركز متعاقداً مع الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية.

وسألته عن تأسيس هذا المركز الذي يضم مسجداً عظيماً ومرافق كثيرة؟

فقال: بدأت المرحلة الأولى لبناء المركز سنة 1967م ولم يتم بناؤه لعدم الإمكانات المادية.
وفي سنة 1975م قدم سفير المملكة العربية السعودية من الملك فيصل ستين مليون شلن.
وفي سنة 1977م كُلِّفَتْ إحدى الشركات بناءه. وفي أول محرم سنة 1400ﻫ افتتح المركز.

والمرافق الموجودة في المركز: الجامع الكبير الذي يصلي فيه المسلمون الجمعة، ومسجد أصغر تقام فيه صلاة الجماعة في الأيام العادية، ومكتبة مزودة بكتب ومراجع إسلامية معدة للمطالعة بطاولاتها ومقاعدها، وقاعة محاضرات كبيرة، ومكاتب إدارية وسكن للإمام.

وبه مدرسة إسلامية يطبق فيها المنهج السعودي، وهي ابتدائية والطلاب الذين يدرسون فيها كلهم عرب، وبها: حضانة وروضة. وعدد الأولاد فيها كلهم 35، ولم يمض على افتتاحها إلا سنة واحدة.
ويؤخذ من كل طالب رسوم لتغطية النفقات 22 ألف شلن. وسألته عن نشاط المركز؟


الكاتب في محراب المسجد بالمركز الإسلامي بـ(فيينا).

فقال: أداء الصلوات، وعقود الزواج، وإشهار الإسلام، والذين أشهروا إسلامهم من النمساويين في المركز
128 من وقت افتتاحه. [الذين يشهرون إسلامهم في المراكز أكثرهم يسلمون خارج هذه المراكز لأسباب مختلفة وإشهار إسلامهم في المراكز قد يكون لحاجتهم إلى إثبات إسلامهم رسميا لما ينبني عليه من الزواج بين المسلمين أو غير ذلك].

وتلقى في شهر رمضان محاضرات دينية، وتصلى فيه الأعياد وعدد المصلين في العيد يزيد على ثلاثة آلاف مسلم. وفي أيام السبت والأحد يدرس الأطفال القرآن مجاناً، والمكتبة مفتوحة لمن يريد الاستفادة.
ويتردد النمساويون المسلمون للاستفسار عما يشكل عليهم [يلاحظ عدم زيارة المسلمين ومتابعتهم إذا لم يحضروا بأنفسهم إلى المراكز]. وتوجد محاولة لإصدار مجلة إسلامية باللغة العربية واللغة الألمانية واللغة التركية. وتوزع بعض الكتب والسجاجيد للمساجد.

ويزور النمساويون غير المسلمين المسجد يومياً تقريباً، من شهر سبتمبر إلى آخر شهر يونيو للسؤال عن الإسلام، وأخذ معلومات عنه وقد يصل عددهم في اليوم إلى سبعين شخصاً.

وسألته عن موظفي المسجد؟ فقال: مدير المركز: الأستاذ عبد الرحمن ذاكري وهو كويتي. ولمسجد إمامان: وهو الشيخ محمد معصوم، والشيخ عبد الحميد حدادة، الأول مبعوث من الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، والثاني مبعوث من رابطة العالم الإسلامي، وهو مدير المدرسة ويوجد حارس ومؤذن وبواب. ويوجد سبعة من المدرسين وهم مصريون.

وسألته عن النشاط في الجالية الإسلامية؟ فقال: تحصل زيارات للجالية الإسلامية في فيينا وخارجها، وتوجد بالمركز كتيبات صغيرة إسلامية ترجمها رجل في ألمانيا اسمه محمد رسول باللغة الألمانية، والمؤلف مصري.

وسألته عن الموضوعات الإسلامية التي يهتم بها النمساويون؟ فقال: يسألون كثيراً عن سبب تحريم أكل لحم الخنزير، وسبب تحريم شرب الخمر، وأي موضوع يشرح لهم عن الإسلام يحبون أن يسمعوه.

قلت له: هل ترى أن الحجة قد قامت على غير المسلمين بالدعوة إلى الإسلام؟ فقال: بعضهم قد يكون سمع عن الإسلام معاني صحيحة، وأغلبهم لم يبلغهم على وجهه الصحيح، لعدم وجود العدد الكافي الذي يقوم بالدعوة وهو يفقه الإسلام، ويتفرغ للدعوة.

قلت: أي الفئات من غير المسلمين أكثر سماعاً وقبولاً للإسلام؟ فقال: الذي نعرف أن كبار السن أكثر عناداً، ولو فهموا الإسلام، والشباب إذا فهموا الإسلام إقبالهم أكثر.

قلت له: هل يمكن أن تتاح الفرصة للمسلمين لينشروا دينهم عن طريق أجهزة الإعلام النمساوية، كالإذاعة والتلفزيون؟

قال: يوجد في كل شهر برنامج عن الإسلام في الإذاعة، وبعنوان صوت الإسلام، وكذلك في التلفزيون، ويدير هذا البرنامج الجمعية الإسلامية الرسمية، وهي مكونة من الجاليات الإسلامية، والمسؤول عنها هو عبد الرحيم زاي الأفغاني [سيأتي الكلام عن هذه الجمعية وعن عبد الرحيم الذي يشكو منه المسلمون شكوى مرة]. والمسلمون لهم حرية الدعوة في هذا البلد، لأن الدولة اعترفت رسمياً بالإسلام.

قلت: ما علاقة المركز بالجمعية الإسلامية؟ قال: لا توجد علاقة، لأن المركز يدار من قبل سفراء الشعوب الإسلامية، والجمعية تعتبر حكومية، ومشكلة المركز مادية [إلى هنا انتهت المقابلة مع الشيخ محمد معصوم إمام المركز].

معلومات عن المركز الإسلامي في مدينة فيينا:
عندما التحق البوشناق والهيرتسكوفينا، انضموا إلى الإمبراطورية النمساوية بعد مؤتمر برلين في عام 1878م، أخذت السلطات آنذاك تلتفت إلى حاجات وأمور المسلمين، فأقامت مسجداً للجيوش الإسلامية في شارع الألزر بمدينة فيينا، بعدها تبرع القيصر فرانس جوزيف الأول بمبلغ 25 ألف كولدن من أجل إنشاء مسجد للمسلمين، وقد خصص محافظ مدينة فيينا: كارل لويكر في حينه أرضاً ليقام عليها هذا المسجد، إلا أن انحلال الإمبراطورية النمساوية في أعقاب الحرب العالمية الأولي، كان قد أعاق تحقيق هذا المشروع.

وكان قد أقيم في مدينة فيينا في تلك الفترة مصلى للمسلمين في دار السفارة التركية، وآخر في دار أحد رجال الأعمال، في شارع بينسلاندورفر بمدينة فيينا أيضاً. بعدها بدأ يتزايد عدد المسلمين في النمسا حتى بلغ سبعين ألفاً، وكانت الصلاة، ولا زالت تقام للطلاب وغيرهم من المسلمين، في إحدى قاعات المعهد الآسيوي الإفريقي، وفي قاعة جمعية الخدمات الاجتماعية الإسلامية.

وفي عام 1968م تَكَوَّن مجلس للأمناء من ممثلين عن ثماني دول إسلامية، برئاسة سفير الجمهورية المصرية
في فيينا: حسن التهامي، وعضوية سفير المملكة العربية السعودية: فخري شيخ الأرض، وسفير الجمهورية التركية في فيينا حسن استنلي، وسفير الجمهورية الإندونيسية في فيينا: ليلي أوتسار، وسفير الجمهورية الباكستانية في فيينا: أنور مراد، وسفير الجمهورية اللبنانية في فيينا: عبد الرحمن الصلح، وسفير الجمهورية العراقية في فيينا: خالد الهاشمي، وسفير إيران في فيينا: أمير أصلان أفشار.
واشترى المجلس أرضاً من بلدية فيينا، ثم وضع حجر الأساس عليها في التاسع والعشرين من شهر شباط
(فبراير) عام 1968م بحضور وزير الخارجية النمساوية آنذاك: الدكتور كورت فالدهايم، [وهو الآن
رئيس الجمهورية النمساوية. وأسقف فيينا] الدكتور فرانس كونيك، وأكثرية سفراء الدول الإسلامية.


منظر من مدينة فيننا ـ النمسا

وقد نقشت على الحجر الأساس الكتابة الآتية:

(الله -المركز الإسلامي في "فيينا")

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته المتقين، الحمد لله الذي وفقنا لإقامة المركز الإسلامي في فيينا في شهر رمضان المبارك سنة 1378ﻫ. سبحانك.. اللهم اجعل هذا صرحاً منيراً بالعلم والهدى، واجعله نبراساً يهدي في هذا المكان من العالم ووسيلة لهداية خلقك، وجمع القلوب إلى محبتك وعبادتك".
إلا أن قلة الأموال في حينه حالت دون بناء المركز إلى أن تبرع له الملك فيصل بن عبد العزيز ببنائه في عام 1975م وكلف القيام بهذه المهمة سفير المملكة العربية السعودية في فيينا الشيخ فريد بصراوي.

وتقدمت عدة مؤسسات إنشائية لإقامة هذا المشروع، حيث رسا على المقاول ريجارد لوكر الذي شرع بالبناء في السادس من شهر حزيران (يونيو) عام 1977م، وفي الحادي عشر من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1977م سمع الأذان لأول مرة من على منارة المسجد التي اعتلاها الهلال. وفي السادس والعشرين من شهر نيسان (أبريل) سنة 1978م، كان الهلال ينتصب على قبة المسجد.




السابق

الفهرس

التالي


14213137

عداد الصفحات العام

863

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م