(01)سافر معي في المشارق والمغارب
رحلة بلجيكا 1407ﻫ ـ 1987م
في مطار بروكسل: في مدينة بروكسل
أقلعت الطائرة من مطار فينا عاصمة النمسا في موعدها المحدد: الساعة السادسة والنصف 18,30 إلى بروكسل عاصمة بلجيكا، وكانت متجهة إلى الغرب متابعة للشمس. وهبطت بنا الطائرة النمساوية في مطار بروكسل في الساعة الثامنة مساء، فكانت مدة الطيران من فينا إلى بروكسل ساعة ونصف الساعة 1,30.
كنت أول خارج من الطائرة، وأول من ختم جوازه، وأول من أخذ حقائبه وخرجت من مبنى المطار ووقفت على الرصيف أتلفت لعلي أرى الشخص الذي كُلِّف استقبالي في المطار، فلم أر أحداً، وقفت قليلاً، ثم عزمت على أن أستأجر سيارة توصلني إلى أحد الفنادق، وأتصل بصاحبي من هناك.
ولكني التفت إلى قاعة المستقبلين في الداخل، فإذا أنا أرى رجلاً لابساً ثوباً عربياً، وعلى رأسه كوفية (طاقية)، وله لحية وبجانبه شخص آخر ملتح، وهما ينظران إلى الممر الذي يخرج منه الركاب، فقلت: إن الأثر يدل على المسير، فتركت الحقائب وأسرعت إليهما، وعندي ما يقرب من اليقين أنهما صاحباي، فلما رآني الشاب ذو اللباس العربي، وأنا مثله في اللباس، إلا أن رأسي مكشوف، ورأسه مستور، أسرع نحوي، سائلاً: أنت الدكتور عبد الله القادري؟ قلت: نعم، فقال: كيف سبقتنا بهذه السرعة؟ فلم نكن نظن أن أي راكب قد خرج من قاعة العفش، قلت: الحمد لله ربنا يسر وكنت أول خارج.

خريطة بلجيكا السياسية
وأوصلني الأخوان، وهما مغربيان، أحدهما يسمى: عبد الكريم الداودي، وسيأتي التعريف به، أوصلاني إلى فندق في وسط المدينة يسمى: فندق بلس (PALACE HOTEL) وهو قريب من فندق شيراتون.
سطور مستعارة:
من عادتي أن أكتب عن البلد الذي أزوره بعض المعلومات المختصرة، وعن ما يتيسر من وثائق حول موقف البلد من الإسلام، ولم يتسن لي ذلك في بلجيكا لضيق الوقت واستغلاله في اللقاءات الدعوية، وهي أساس الرحلات والزيارات.
وقد فتشت في الشبكة العالمية (الإنترنت) فوجدت في الشبكة الإسلامية سطوراً استعرت منها ما يأتي:
بلجيكا مملكة تقع في الشمال الغربي من أوروبا مساحتها (513ر30) كيلو متراً مربعاً وعدد سكانها أكثر من عشرة ملايين نسمة.
وينتمي معظم الشعب البلجيكي إلى فئة الفلمنكيين الذين يشكلون حوالي 55% من سكان بلجيكا وهم من سلالة الفرانكيين وهي قبائل جرمانية احتلت ما يعرف ببلجيكا في القرن الخامس الميلادي ويتكلمون اللغة الهولندية. والأولون حوالي 30%، ويرجع نسبهم إلى قبائل السلتية التي عاشت في المنطقة إبان الاجتياح الفرنكى، ويتكلمون اللغة الفرنسية.
ويعيش في بلجيكا حالياً زهاء نصف مليون مسلم حسب تقديرات المشرفين على المركز الإسلامي والثقافي في بلجيكا، معظمهم من المنتمين إلى الجالية الوافدة من البلاد الإسلامية وتحديداً من المملكة المغربية وتركيا وألبانيا بشكل رئيسي، إلى جانب مختلف الجنسيات الأخرى.
ويعد المركز الإسلامي والثقافي في بلجيكا أحد أهم المراكز الإسلامية في غرب أوروبا على الإطلاق وأحد المنارات المتقدمة للدين الإسلامي في أوروبا. وقد أنشئ المركز عام 1936م في مبنى صغير مستأجر في أحد أحياء بروكسل المتواضعة.
وفي عام 1967م قام الملك البلجيكي الراحل بودوان الأول بإهداء الملك فيصل -يرحمه الله - جزءً من متحف الآثار الدائم لمدينة بروكسل الذي يقع في أحد أجمل مواقع العاصمة البلجيكية وعلى بعد أمتار معدودة من مقر المفوضية الأوروبية والمجلس الأوربي، ليكون بعد ذلك مسجداً ومقراً للمركز الإسلامي الثقافي. واعترفت الحكومة البلجيكية إثر هذه المبادرة عام 1968م بالدين الإسلامي كدين رسمي في البلاد، مما يعد سابقة في تاريخ تعامل الحكومات والدول الأوروبية مع الحضور الإسلامي في أوروبا.
وصادقت الدولة البلجيكية عام 1975م بإدخال دروس التربية الإسلامية ضمن البرامج المدرسية لأبناء الجالية مما زاد من ثقل ومسؤوليات المركز الإسلامي والثقافي في بروكسل.
وفي عام 1978م افتتح الملك خالد - يرحمه الله - المركز الإسلامي الجديد، الذي بدأت رابطة العالم الإسلامي بالإشراف عليه اعتباراً من عام 1982م. وشهدت بروكسل في نطاق تطوير نشاطات المركز افتتاح أول معهد إسلامي أوروبي عام 1983م. وفي عام 1986م تم افتتاح أول مسجد في مطار العاصمة البلجيكية تحت إشراف المركز الإسلامي. ويوجد في بلجيكا زهاء ثلاثمائة مسجد وبيت للعبادة موزعة في مختلف أنحاء البلاد. انتهى..
http://www.islamweb.net/ver2/Archive/readArt.php?lang=A&id=96469
|
|