{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(01)سافر معي في المشارق والمغارب

(01)سافر معي في المشارق والمغارب
الاعتزاز بالإسلام!

إن الذي يدخل في الإسلام من الأوروبيين بعد اقتناع، وهو يعيش في مجتمع جاهلي يخالفه في العقيدة والعبادة والسلوك، إن هذا المسلم في جهاد دائم، وإنه ليعتز بدينه اعتزازاً يجعله لا يبالي الغربة وهو في بلده، لذلك ترى النساء المسلمات وهن قلة قليلة يخرجن لقضاء حوائجهن وفي أعمالهن، وهن محجبات من رؤوسهن إلى أرجلهن - عدا الوجه والكفين - وعامة الناس ينظرون إليهن نظرة دهشة وعجب من هذا الزي الغريب، ولكنه الإيمان الذي يجعل صاحبه لا يفكر إلا في رضا ربه. [ليت نساء المسلمات اللاتي يصارعن للحاق بالغربيات، يأخذن العبرة من هؤلاء الفتيات اللاتي رفعن رؤوسهن بالحشمة الإسلامية في تلك البلدان].

ولقد رأيت هذا المنظر بنفسي، في وسط مدينة أسلو، وما كنت أظن أن أراه في هذا المكان، وبخاصة من نساء نرويجيات، وما هذا والله إلا اعتزاز بالإسلام، أساسه قوة الإيمان.

الأربعاء: 2/1/1408هـ.

كان مقرراً أن نقوم اليوم بجولة خفيفة على الجبل الذي يقع عليه الفندق (park hotel) ويسمى الجبل: (kollen holmen) وهذا الجبل يشرف على مدينة أوسلو، وعلى قمته شيد سلم التزلج الذي يرتفع ارتفاعاً شاهقا. فإذا صعد الشخص إلى قمته أشرف على المدينة أكثر. ولكن الجو أصبح مغيماً والمطر ينهمر بغزارة، ولم يأت الأخ أبو يوسف إلا في الساعة الحادية عشرة إلا ربعاً، حيث حاسبنا موظفي الفندق وأسرعنا إلى مطار فورينبو (fornepu) الذي يقع جنوب غرب مدينة أوسلو، وهو أقرب مطار إلى مدينة أوسلو، فهو يبعد عن الفندق ستة عشر كيلو متراً والفندق يشرف عليه، أما المطار الثاني فهو يبعد أربعين كيلو متراً.

مررنا ونحن في طريقنا إلى المطار بسفارة تركيا على يسارنا وذكر لي الأخ أبو يوسف أن البرلويين الذين يسمون أنفسهم أهل السنة، قد انقسموا قسمين مختلفين اختلافاً شديداً، سببه أن الإمام المسؤول عنهم يوجب عليهم أن يسمعوا له ويطيعوا في كل ما يقول بدون مشاورة، وبعضهم رفض هذا الأسلوب فانقسموا، والجماعة الجديدة ليس لها إمام وهي أخف شراً فيما يبدو من الأولى.

السفر من الدولة الفتية إلى الدولة العجوز!

ودعني الأخ أبو يوسف، وصعدت إلى الطائرة المتجهة إلى بريطانيا، في الساعة الثانية عشرة بتوقيت النرويج، وأقلعت في الساعة 12.37 ظهراً، وهي طائرة بريطانية: بوينغ 757. وبإقلاعها من مطار فورينبو بأوسلو، ودعت الدولة الفتية متوجها إلى الدولة العجوز، وخرجت من جميع الدول الاسكندنافية بدون ختم جوازي، وإنما بعضها يختم عند الدخول فقط، وذلك يمكن السائح أن يعود مرة أخرى إلى تلك الدول ما دامت التأشيرة صالحة لم تنته مدتها المحددة.

ونظرت من نافذة الطائرة إلى مدينة أوسلو وما حولها فإذا هي منطقة جبلية. وسمعت قائد الطائرة عندما ارتفعت مستوية في السماء يقول كلاما فهمت منه الجو والغيم وأوسلو والشمس ولندن، ففسرت ذلك بأنه ربما قال للناس: إذا كانت الشمس قد حجبت عنكم هنا في أوسلو بسبب الغيم فلعلكم تجدونها ساطعة أمامكم هناك في لندن، وضحك الناس عندما سمعوا كلامه.

وكان المطر ينهمر في أوسلو بغزارة والجو مغيماً، فلما ارتفعت الطائرة ظهرت الشمس، وكانت السحب تحتها تغطي الأرض ولكنها لشدة سطوع الشمس عليها كانت شديدة البياض. وكانت الطائرة تتجه نحو الجنوب الغربي على بحر الشمال.

الشيخ والشيخة!

وقعد بجانبي شيخ كبير السن، وبجواره عجوز يمكن أن تكون زوجته أو رفيقته، والغالب عند أهل الغرب الرفقة، وقرب لهما المضيف أم الخبائث مع الطعام فأكلا وشربا، وزادهما فشربا حتى انتشيا، وأخذا يقهقهان قهقهة متواصلة بأصوات مرتفعة، وكانا ينظران إليَّ وأنا أكتب ويتعجبان، وقدم لي الطعام فرفضت تناوله، وقال لي العجوز: لماذا لا تأكل؟ فقلت له: لا أريد، وجاء المضيفون بالقهوة والشاي فالتفت إليَّ العجوز وقال: هل تريد قهوة أو شاياً؟ قلت: لا أريد شيئاً، فالتفت كل من العجوزين إلى الآخر متعجبين.

وبعد مضي ساعة تقريباً من إقلاع الطائرة بدأت السحب تتفرق وتبتعد بعضها عن بعض، فرأيت من خلال فجواتها البحر، كما رأيت بعد ذلك القرى الصغيرة التي تنتشر على بعض الجزر، وسألت صاحبي العجوز: هل هذه الجزر تابعة لبريطانيا؟ فقال: نعم، وكانت تلك الجزر ذات أحجام متنوعة بأشكال مختلفة.

وأراد الرجل أن يتحدث معي عندما سمع مني بعض الكلمات الإنجليزية، فسألني: من أين؟ فأخبرته، ثم سألني: هل أنت رجل أعمال؟ فقلت له: لا، بل أنا سائح عادي. ثم استمر في الأسئلة فدخل في محيط الكلمات التي لا أفهمها فقلت له: إن معرفتي باللغة الإنجليزية قليلة جداً، فقال: آسف وسكت. وأخذت الطائرة في الهبوط إلى مطار هيثرو رويدا رُويدا حتى هبطت في مطار هيثرو الدولي بلندن في الساعة 2.21 ظهراً بتوقيت النرويج. وفي الكتاب الخاص ببريطانيا ستجد ما جرى فيها.





السابق

الفهرس

التالي


14230804

عداد الصفحات العام

3093

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م