{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(03)أثر فقه عظمة الله في الخشوع له

(03)أثر فقه عظمة الله في الخشوع له

هذه الحلقة تابعة للحلقة الثانية السابقة

وليفكر كل إنسان أنه خلق بدون شفتين، أو بدون لسان، أو بدون يدين، أو بدون مفاصل لفخذه وقدميه، أو مطموس العينين، أو فاقد الأذنين، أومسدود الجهاز الإخراجي، وقس على ذلك. كيف سيعيش في هذه الدنيا؟

لقد ذكر الله تعالى الإنسان بهذه الصفحة وهي نفسه، من كتاب الله المفتوح التي تصاحبه في كل أحواله يستطيع أن يقرأها ويتأملها قارئاً وغير قارئ، عالماً وغير عالم، في النور وفي الظلام، مقيماً ومسافراً، غنياً وفقيراً، في مسجد أو مصنع، في قصر كبير أو عش صغير، في بدو أو حضر.

ذكَّر الله الإنسان بذلك تذكيراً عاماً، فقال: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ(21)} [الذاريات].
وذكَّره تذكيراً خاصاً بضرب بعض الأمثلة في هذه النفس، فقال تعالى: {(7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ (9)}[البلد]. وقال عز وجل: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)} [النحل].

وذكَّره تعالى بأنه قادر على إذهاب ما شاء من أعضائه أو سلب منافعه، فقال سبحانه: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46)} [النعام].

ومن أعظم ما منح الله تعالى به الإنسان العقل الذي ميزه به عن الحيوانات، وجعله مناط تكليفه وسبب تشريفه، فإذا كانت أعضاء جسمه المادية تميز له المطاعم والمشارب، حارَّها وباردها وحلوها ومرَّها، وغيرها من الماديات رطبها ويابسها، وليِّنها وصلبها، وطولها وقصرها، وجميلها ودميمها، وحسن الأصوات وقبيحها، فإن العقل يميز به بين الحق والباطل، والنافع والضار، والعلم والجهل، والمصالح والمفاسد، والضلال والرشد، وغير ذلك من المعاني والمعارف التي لا تدركها الحواس، وإن كانت منافذ لها. إن تفكُّر الإنسان في هذه الصفحة الخاصة به - وهي قليل من كثير - تجعله يدرك عظمة الخالق ويشعر بالرهبة والخشية التي هي من أهم أسباب الخشوع والإخبات كما يأتي.

خصيم مبين:

ذلك هو المفروض في الإنسان - أي ِّ إنسان - أن يشعر بالرهبة والخشية فيخشع لمن خَلَقَهُ فسوَّاه وعدله، وأكرمه ونعَّمه، ولكن غالب الناس تعمى أبصارهم وتنحرف عقولهم، فلا يرون الصراط المستقيم، ولا يستقر لسان ميزان عقولهم على الحق القويم، فيسلكون مسلك عدوهم "الشيطان" وأتباعه فيؤثرون التقليد المردي على الدليل الهادي والبرهان، فإذا هذا الإنسان الضعيف الذي مرَّ بتلك الأطوار كلها، ينصب من نفسه عدواً لرب العالمين، مشاقَّاً له في صف عدوه المبين: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ(6)} [فاطر]. ناسياً أنه خُلِقَ { مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} كما قال تعالى: {خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)} [النحل]. {أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77)} [يس].





السابق

الفهرس

التالي


14217290

عداد الصفحات العام

2387

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م