{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(011)سافر معي في المشارق والمغارب

(011)سافر معي في المشارق والمغارب

زيارة الجالية الصومالية:

ثم زرنا مقر الجالية الصومالية في مدينة شيفيلد، والتقينا بعض أعضاء الجمعية المسؤولة عن الجالية، وذكروا أن الجالية الصومالية نزحت بعد الحرب العالمية الأولى، سنة ـ 1914م ـ وعددهم في مدينة شيفيلد خمسمائة نفس تقريباً. وبدأ تأسيس النشاط الإسلامي في الستينات لرعاية الجالية، ولم يكن النشاط قوياً، وما كان يوجد تخطيط، لأن الغالبية عمال، جاءوا من أجل الحصول على لقمة العيش، وكانوا في الأصل يظنون عدم البقاء في بريطانيا، ولكنهم استقروا بعد ذلك لسوء الحال في بلادهم، وواجهتهم مشكلات، ففكروا في إيجاد رابطة ليحافظوا بها على أنفسهم وذريتهم.

وفي سنة 1985م وافقت الحكومة على إعطائهم المبنى الذي يزاولون نشاطهم الآن فيه ـ وهو الذي اجتمعنا بهم فيه ـ فبدأ العمل يتوسع، واعترفت الحكومة بمؤسستهم وصلتهم بالحكومة المركزية مباشرة. وأنشأت الجالية صندوقاً لمساعدة المحتاجين في الأصل، ثم تطورت حتى أصبحت منظمة. ولديهم اجتماعات تلقى فيها دروس إسلامية بمساعدة بعضهم بعضاً. وقد نصحناهم بأن يستعينوا ببعض أعضاء المركز الإسلامي، ليلقوا بعض الدروس في الجالية، وألقيتُ كلمة توجيهية.

وقد ألح الحاضرون على تبليغ الجهات المسؤولة عن الدعوة الإسلامية في البلدان الإسلامية، أن تمد لهم يد العون ببعث دعاة يعلمونهم، وكتب إسلامية، ومساعدة مادية تمكنهم من مواصلة عملهم. وأخبرني الإخوة أن الجالية شارفت على الذوبان في المجتمع الإنجليزي، لو لا أن قيض الله لهم امرأة صالحة أيقظتهم من سباتهم، وصرخت فيهم أن يعودوا إلى دينهم ويحفظوا كيانهم، وبدءوا في الاجتماعات وجمع التبرعات، ونظموا أنفسهم وقد تحسن الآن وضعهم نسبيا. والمرأة تسمى فاطمة ديريا (FATIMA.DEREIA) وهي متزوجة وعندها أولاد، وهي التي أعطتنا هذه المعلومات وإنها تتحدث وهي تكاد تحترق على الحالة التي وصلت إليها الجالية الصومالية.

الجالية اليمنية في مدينة شيفيلد:
ثم زرنا مسجد الجالية اليمنية، الذي يقوم بالعمل فيه الأخ الشيخ عبد الله الزعبي، الذي ولد سنة 1954ﻫ ، وتخرج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، كلية اللغة العربية، وكنت آنذاك عميدا لهذه الكلية. نزحت الجالية اليمنية إلى هذه المدينة منذ (35 سنة تقريبا). قسم منها من البحارة، وبعضهم عملوا في المصانع،

وكان دخولهم أولا عن طريق مدينة كاردف. عددهم في مدينة شيفيلد يزيد على ألفين. كان يقوم بالعمل بينهم الشيخ زهران المصري قبل أربع سنوات وقد أثمر عمله في توبة بعضهم إلى الله، واشتروا مسجدا صغيرا، وكانوا يصلون فيه الجمعة فقط.

وقد جاء الأخ عبد الله الزعبي مبعوثا من الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، من سنة 1984م وقضى وقته مع هذه الجالية ليلا ونهارا، ونجح في حضور بعضهم الصلوات الخمس في جماعة، وكان يلقي بعد كل صلاة موعظة قصيرة، ويلقي درسا عاما بعد كل مغرب يحرص على الاستماع له كل المصلين.

وقد تزوج بعض اليمنيين إنجليزيات، فحصل بسبب ذلك تفتت في النواحي الاجتماعية.
والآن كثير منهم يحرص على التزوج من اليمنيات. وأكبر أولاد هذا الجيل من 15_16 سنة. وتحسنت أحوالهم الاجتماعية، ويزور بعضهم بعضا، ويشيعون من مات منهم بعدد كبير، وقد يصلي في المسجد 130 شخصا. ويلقى يوم الأحد درس عام يحضره ما يقارب سبعين شخصا.

ويقوم الأخ عبد الله بزيارة أفراد الجالية في منازلهم، ويحثهم على عدم الزواج بالإنجليزيات، وعلى أن يتزوجوا من بنات الجالية نفسها، وقد اقتنع قسم كبير بذلك وأصبحوا يتناصحون فيما بينهم بذلك. ويوجد للجالية اتحادان: أحدهما شمالي، والأخر جنوبي، وقد حصل في أول الأمر محاولة لصد النشاط الإسلامي وتحرشوا بالأخ عبد الله، ولكن كثيرا من أفراد الجالية أصبحوا الآن يصلون ويحضرون الدروس والنشاط سائر بين الجالية من الشمال والجنوب على السواء. [هذا قبل أن تحصل الوحدة الصورية بين الشمال والجنوب أولا، ثم الوحدة الكاملة بينهما بعد المعركة التي انهزم فيها الشيوعيون، في عام: 1414ﻫ – 1994م.

[ولقد أثمر التعصب المناطقي بين شمال اليمن وجنوبه أحقادا وتمزقا مستمرا، أريقت بسببه دماء، وهدمت منازل ومساجد، وقتل بسببه المئات من العلماء والمفكرين والقادة المدنيين والعسكريين، وافتح اليوم الذي أعد فيه هذه الحلقة، بتاريخ 2 من شهر محرم الحرام من هذا العام 1441ه، 1/9/ 2019م افتح شاشات التلفاز لترى في بعض المحافظات اليمنية، ومنها المدينة المركزية "عدن" لترى ما أحدثه التعصب بين الشمال والجنوب، من آثار مدمرة!].

ويقوم الأخ عبد الله الزعبي ببعض القضايا الاجتماعية، كعقود الزواج وتجهيز الموتى، ويقدم لهم بهذه المناسبات النصائح المفيدة. وقال الأخ عبد الله: إن الجالية اليمنية عزيزة النفس، لا تتصل بالجهات التي تقدم المساعدات للدعوة في الشعوب الإسلامية، ولا تحاول تلك الجهات التعرف على أحوالها ومساعدتها، مع شدة حاجتها، ولذلك فإن حقها مهضوم.

وقال: إن قسما من أولاد اليمنيين ذهبوا إلى الكنائس والحاجة ماسة إلى مدرسين يتقنون العربية والإنجليزية.
[أقامت الحكومة اليمنية معهدا علميا في مدينة برمنجهام، ولو أنها تحاول تعميم هذه المعاهد في المدن التي توجد بها جالية يمنية كبيرة لنفع الله بها، أو تبعث بعض العلماء الصالحين للقيام بالدعوة بينهم، فإنهم في أمس الحاجة إلى التدارك قبل أن يذوبوا في المجتمعات الغربية.

كان المتسبب الأول في إقامة المعاهد العلمية في اليمن القاضي يحيى بن لطف الفسيل رحمه الله، ثم دعم دعاة الإسلام تلك المعاهد في اليمن وخارجها بالتعاون مع الحكومة ووسعوها، حتى قاربت ألف معهد، ولكن الدولة في اليمن كرت على تلك المعاهد وألغتها إلغاء كاملا، مع تذمر علماء اليمن وكثير من أعيان البلاد ومشايخ القبائل، استجابة للضغوط الأمريكية وتحقيقا لرغبة غلاة العلمانيين في البلد...]

زيارة مسجد مكي:

ثم ذهبنا لزيارة مسجد مكي، فوجدنا فيه الأخ الشيخ أسلم زاهد وهو إمام المسجد. ولد سنة 1957م. درس في جامعة العلوم الإسلامية في كراتشي، وقد جاء إلى بريطانيا قبل سنتين وستة أشهر. والجمعية التي تشرف على نشاط هذا المسجد تسمى: "جمعية إصلاح المسلمين" وقد تأسست سنة 1979م.
وأميرها هو الشيخ محمد بوستان، وأمير المسجد عبيد الرحمن. عدد الجماعة في بريطانيا كثير، وعددهم في هذه المدينة ألفان ـ أي الذين يحضرون الصلاة ـ ولهم ثلاثة مساجد في المدينة.

وتقوم الجماعة ببناء المساجد، وتزويد المدارس بالمدرسين ويقومون بالدعوة، على طريقة جماعة التبليغ.
ويحاولون إنشاء مدراس للأولاد. وقد أقاموا مدرسة للبنات، تدرس فيها العلوم الإسلامية والمنهج الحكومي.
ويحاولون أن تأذن لهم الحكومة رسميا أن يقيموا كل شعائرهم الدينية والاجتماعية والتعليمية، وغيرها حسب توجيهات الإسلام. وعندهم مدارس مسائية لتعليم الأبناء مبادئ الإسلام وتحفيظ القرآن، وتدريس اللغة العربية.


وقال الشيخ محمد أسلم: إنه لا بد من بذل جهد كبير لتربية الأولاد حتى يعملوا بالإسلام، وأكثر الأولاد الآن لا يحضرون الصلاة في المساجد، وإنما يحضر بعضهم للدراسة فقط، وكذلك الكبار لا يحضر المساجد إلا القليل.

ويقوم بعض أعضاء الجماعة بنصحهم ويزور العلماء النساء في المنازل لإلقاء درس أسبوعي يجتمعن في منزل من المنازل. وقال: إن الحكومة البريطانية تعارض مدرستهم التي أنشئوها للبنات بسبب عدم استكمالها الشروط اللازمة من الناحية المادية وأنهم تقدموا يطلبون المساعدات من بعض حكومات الشعوب الإسلامية ولم يتلقوا شيئا، ويخشون أن تصر الحكومة البريطانية على إغلاق المدرسة.






السابق

الفهرس

التالي


14217235

عداد الصفحات العام

2332

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م