موقع الروضة الإسلامي

(012)سافر معي في المشارق والمغارب

(012)سافر معي في المشارق والمغارب

في مدينة مانشستر في الأكاديمية الإسلامية:

الخميس: 10/1/1408ﻫ.

في الساعة العاشرة والثلث تحرك بنا القطار من مدينة شيفيلد إلى مدينة مانشستر، وفي الساعة الحادية عشرة والثلث وصلنا إلى مانشستر، ولم يتيسر لنا وجود أحد في هذه المدينة ينظم لنا اللقاء مع المسؤولين عن المراكز الإسلامية أو غيرهم، وكان عندنا عنوان أحد هذه المراكز ويسمى: الأكاديمية الإسلامية، فاستأجرنا سيارة أوصلنا سائقها إلى الأكاديمية.

وقد وجدنا في هذا المركز أحد المسؤولين فيه، وهو إمام المسجد ويسمى محمد أمين وأخذنا منه المعلومات الآتية:

1 ـ الأكاديمية مركز ديني مسجل لدى الحكومة، أنشئ سنة 1967م.
2 ـ ومدير الأكاديمية الدكتور خالد محمود، وهو معروف عند المؤسسات الإسلامية في المملكة العربية السعودية ، وخاصة رابطة العالم الإسلامي. 3 ـ عدد المديرين لهذه الأكاديمية خمسة، وهم: أ ـ عبد الغفور شودري ب ـ محمد نياز. ج ـ محمد لطيف د/ محمد تاج ﻫ ـ محمد أسلم.

4 ـ عدد أعضاء الجمعية خمسمائة شخص، وهم الذين لهم علاقة بالمسجد.
5 ـ نشاط الأكاديمية:

( أ ) يزورون المسلمين في السجون، ويقوم بتدريسهم الإمام يبين لهم مبادئ الإسلام في يوم الجمعة ويوم الثلاثاء، ويوجد فيهم بعض العرب. ويقدمون لهم الطعام في رمضان ويصلون بهم العيدين. (ب) وتوجد للأكاديمية دعوات لإلقاء محاضرات، ويقوم بعض الأعضاء بذلك مرة في الأسبوع.
(ج) وهي عضو في المجلس المحلي لدفن الموتى، ويسمح المسؤولون بدفن موتى المسلمين بدون تابوت (صندوق).
( د ) كما أنها عضو في المجلس المحلي للحكومة، من أجل رعاية حقوق المسلمين في التعليم والشؤون الاجتماعية والجنائية. (ﻫ ) يلقي أحد الأعضاء محاضرة كل يوم خميس في الإذاعة في برنامج عالم الشرق لمدة خمسة عشرة دقيقة ( و) يصدرون فتاوى في القضايا المتعلقة بالمسلمين، في الأحوال الشخصية في المحاكم المحلية. في بعض الموضوعات الإسلامية. ( ز ) تقام في المسجد الصلوات الخمس والجمعة. (ح ) يشهر بعض المسلمين الجدد إسلامهم في الأكاديمية، بمعدل ثلاثة أو أربعة في الشهر. ( ط ) توثيق عقود النكاح. ( ي ) والأخ محمد أمين عضو في المجلس الصحي العام في مانشستر، يقوم فيه بما يهم المسلمين فيما يتعلق بالحلال والحرام في التمريض وغيره. (ك) يدرسون الأولاد مبادئ الإسلام يومي السبت والأحد والإجازات الرسمية، وعددهم أربعون ولدا وأعمارهم ما بين ست سنوات واثنتي عشرة سنة. (ل) يجيبون عن أسئلة بعض النصارى عندما يأتون إلى الأكاديمية، ويلقون محاضرات في الكليات الحكومية. ( م ) عندهم مجلة شهرية،تسمى الهلال، باللغة الأردية. ( ن ) ويقوم جماعة التبليغ بنشاطهم في المسجد. (ق) لهم مطبوعات إسلامية، توزع مجانا على المسلمين.

عدد المساجد في مدينة مانشستر سبعة، ولكل مسجد إدارة:

مسجدان للبرلويين، أحدهما يعتبر أكبر مسجد في المدينة، ومسجدان للشيعة، أحدهما تقام فيه الصلاةوالآخر لا تقام فيه وبقية المساجد للديوبنديين. وعدد المسلمين في مانشستر عشرون ألفاً، حسب الإحصاء الرسمي، منهم عشرون مسلماً من الإنجليز، ثلاثة منهم تزوجوا باكستانيات، وأسلم بعض النساء الإنجليزيات. عدد سكان مانشستر سبعة ملايين ونصف، وفي المدينة خمسة وثلاثون حياً، وهي ثالث مدينة في بريطانيا، بعد لندن وبرمنجهام. وبالمدينة جامعتان.

الصلاة خير من النوم!

كان الجو ممطراً مغيماً، وقام المؤذن يؤذن لصلاة العصر، وعندما وصل إلى حي على الفلاح، قال بعدها: الصلاة خير من النوم! فصاح به الحاضرون: أنت لست في الفجر! فقلت لهم: الجو جعل الوقت يشبه صلاة الفجر، قالوا: وهل يجوز أن يقول ذلك في هذا الوقت بسبب الغيم؟ قلت: ليس ذلك من السنة، ولكن يعذر، لنسيانه وتخيله أنه وقت الفجر، وقد قالها. وذكرت لهم قصة والد الطالب عبد السلام الليبي الذي يدرس الاقتصاد والزراعة في الدراسات العليا في أدمنتون بكندا.

فقد رافقني الأخ عبد السلام إلى القبة السماوية في مدينة أدمنتون الكندية يوم الجمعة 17/10/1405ﻫ. ذكر لي قصة والده عندما ذهب به إلى القبة السماوية في القاهرة، وهو رجل عامي، فلما عرض الفيلم، وهو في سقف القبة، عن النجوم والكواكب والشمس والقمر، استغرق أبوه في النظر إلى السماء، وظن أنه في الصحراء الليبية، فسبح في بحر نوم عميق، وسمعه ابنه وهو يشخر!

معلومات عن المسلمين في مدينة مانشستر:

يبدو أن بعض الإخوة في مدينة شيفيلد اتصل بالأخ صادق البرماني، وأخبره أننا موجودون في مانشستر ونحتاج إلى من يتصل بنا، ليدلنا على المراكز الإسلامية، ولكنه لم يكن يدري أين نحن، وكان هاتفه عندنا فاتصلنا به وجاء إلينا في الفندق. والأخ صادق عراقي، جاء إلى بريطانيا سنة 1973م.
وتخصصه دراسة الكمبيوتر والسيطرة على الأجهزة عن طريقه. قال: إن عدد المسلمين في مانشستر وضواحيها مائة ألف نسمة، من الجالية والطلاب.

وعدد المساجد الكبيرة والصغيرة في المدينة وضواحيها ما بين: 25 ـ 30، منها مساجد في الجامعات: جامعة مانشستر والمعهد التكنولوجي، يصلي فيهما الجمعة ما يقارب مائة وخمسين طالباً، وفي جامعة سل فورت مثل هذا العدد. وعدد الطلبة المسلمين المداومين في الجامعات والمعاهد نحو ستة آلاف من جنسيات مختلفة: مجموعة مهتمة بالعلم، ومجموعة جاءت للهو، ومجموعة مهتمة بالإسلام مع العلم. وقال الآن مجيء الطلبة العرب والمسلمين، بسبب رفع أجور التعليم، حيث أصبح المطلوب في السنة للفرد (4500) جنيه إسترليني، بدلاً من 250 جنيها في سنة 1973م.

وغالب الطلاب من البعثات الحكومية، مع قلتها، بسبب الأحوال الاقتصادية السيئة. أما الجماعات الإسلامية الموجودة في مانشستر فهي متعددة، منهم الديوبنديون، وهم تبليغيون، ويوجد البرليون وهم خرافيون والشيعة ولهم نشاط قوي. وتوجد مؤسسة الشباب المسلم وأكثرهم باكستانيون وبينهم طلاب عرب ولهم لقاءات في حلقات عامة. ويحاولون الاختلاط بالجالية لنشر المبادئ الإسلامية بينهم، لأن عاطفتهم الإسلامية بدأت تنطفئ في نفوسهم، وبخاصة الأولاد.

ويقوم الطلاب بنشاط رياضي وأندية رياضية وفيديو إسلامي، ويوجد ناد لبنات الجالية، وكل هذه النشاطات تغذى بمعان إسلامية.
ويدرسون الأولاد القرآن الكريم والتجويد والتفسير، وغيرها من المبادئ الإسلامية. والمقر الذي ينطلقون منه في نشاطهم تبرع به تاجر باكستاني، ويدرسون أبناء المسلمين في المراكز والمساجد. وتوجد مدرسة في جنوب المدينة ويدرس فيها أبناء المسلمين وهم كثيرون، وأغلبهم تجار (والمدرسة رسمية والتدريس فيها يكون في يومي السبت والأحد).

ونشاط الطلبة فيما بينهم يقوم من خلال جمعيتين:

الأولى: الجمعية الإسلامية، وهي تضم كل الطلاب المسلمين سواء كانوا من العرب أو غيرهم، وهذه الجمعية موجودة في الجامعة. ويقومون بصلاة الجمعة، ولهم دروس متنوعة ولقاءات شهرية، واجتماع على تناول طعام الإفطار في الأيام التي يصومون فيها ومحاضرات. والثانية: جمعية الطلبة المسلمين، وهذه خاصة بالعرب، يلقون دروساً أسبوعية في مسجد ديزبري، ومسجد أركلز، وفي هذا المسجد كثير من الجالية اليمنية.

وتقام احتفالات في المناسبات، ويعقد مؤتمر سنوي يحضر فيهما ما يقارب ألفا ومائتي شخص من كل أنحاء بريطانيا، ويديرهما مسؤولون ينتخبون سنويا. والمبشرون (يقصد النصارى الذي يدعون إلى النصرانية) يطبعون كتبهم باللغة العربية، وهدفهم التأثير على الطلبة العرب في بريطانيا، وكذلك يطبعون تقويماً سنويا باللغة العربية ويوزعونه، وفيه عبارات تمجد النصرانية، ولهم دعاة متفرغون.

وكذلك الشيعة لهم دعاة متفرغون.

ولا بد لأهل السنة من أئمة ودعاة متفرغين يعلمون الجالية وأبناءها، لحمايتهم من اعتناق مبادئ غير إسلامية. والإنجليز كثير منهم يفرون من النصرانية، ويبحثون عن أديان أخرى كالبوذية وغيرها، وبعضهم قد يصل به بحثه إلى التعرف على الإسلام، وهنا يقوم الشباب بمساعدة الشخص بالكتاب أو الشرح المباشر والإجابة عن أسئلته وقد يساعدونه بالمال. وقد دخل في الإسلام بعض السود من جمايكا.

وبعد أن أخذنا هذه المعلومات ـ على عجل ـ من الأخ صادق ذهبنا لنرى مسجد البرلويين، وهو مسجد كبير أسس مسجداً، وليس محولاً عن مبنى قديم ككثير من المساجد، ولم نجد فيه إلا الإمام وكان مشغولاً، وقد كتبوا على يمين الإمام في أعلى المحراب: يا الله وكتبوا على اليسار مقابل ذلك: يا محمد، وهذه طبيعة هذه الفرقة يجعلون الرسول صلى الله عليه وسلم كأنه ند لله، زعماً منهم أنهم يحبونه ويعادون كل من ينكر عليهم.