﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(032)سافر معي في المشارق والمغارب

(032)سافر معي في المشارق والمغارب
السبت 12/11/1406ﻫ

قال الأخ خالد: إن في جامعة توكوشيما ما يقارب أربعة آلاف طالب، وتوجد ثلاثة أقسام لتدريس اللغة

العربية في ثلاث جامعات: جامعة اللغات الأجنبية في أوساكا، تدرس فيها لغات العالم، وجامعة اللغات الأجنبية في كويوتو، وجامعة اللغات الأجنبية في طوكيو. وتوجد جامعة بوذية في أوساكا، تعاقدت مع أستاذين من القاهرة يدرسان اللغة العربية والعلوم الإسلامية، والهدف من ذلك أن يعرفوا الإسلام عن طريق أهله تعليماً.

وسائل النقل من توكوشيما إلى هيروشيما:

أولاً: في الحافلة من ناروتو إلى توكوشيما:

في الساعة الحادية عشرة خرجنا من فندق شهر العسل في ناروتو إلى محطة الحافلات في توكوشيما، وفي الساعة الثانية عشرة إلا ربعاً تحركنا من محطة الحافلات في توكوشيما إلى مدينة تاكاماتسو، وكنا نمر في وديان بين الجبال، والغابات لا تغيب مطلقاً عنا أينما اتجهنا أو التفتنا، وكانت القرى عن اليمين والشمال متصلة لا تنقطع وكأننا نمشى في مدينة واحدة، وبين آونة وأخرى نشاهد البحر عن يميننا، وتارة نجد مدناً كبيرة لا يفصل بين المدينة والأخرى إلا مسافة قصيرة تنتشر فيها القرى.

ميزتان ظاهرتان:

كنا نتعجب من بناء اليابان الحضاري خلال أربعين سنة، أينما اتجهنا وجدنا عجائب وغرائب، وبمناسبة بعض الجسور وغيرها مما كنا نراه في الطريق، قال الأخ باكريم: في اليابانيين ميزتان عظيمتان: الميزة الأولى الجد في العمل، والميزة الثانية حسن المعاملة.



ثانيا: في الباخرة من تاكاماتسو إلى مدينة أُونُو:

وصلنا إلى مدينة تاكاماتسو في الساعة الواحدة والثلث، أي إن المدة التي قطعنا من توكوشيما إلى تاكاماتسو
بالحافلة ساعة ونصف وخمس دقائق. قطعنا تذاكر لركوب العوامة، وانتظرنا نصف ساعة، فإذا العوامة قد رست فصعدنا إليها، وهذه العوامة محمولة على إطار من المطاط المنفوخ الذي يجعل بينها وبين الماء فراغاً، فتكون مرتفعة عنه، ويعبر عنها بهذه الحروف "HOVER CRAFT " وهى تسير بمراوح دافعة من الوراء، فإذا أريد رسوها خفف من الهواء الذي يملأ ذلك الإطار فتهدأ إلى أن تقف، فإذا أريد لها أن تسير ملئ الإطار بالهواء.

وبدأت السير من "تاكاماتسو" في الساعة الثانية إلا خمس دقائق حسب الوقت المقرر لها، وقد لفت نظرنا أن مواعيد السيارات والقطارات والطائرات والبواخر، يكون فيه دقائق زائدة على الساعات أو ناقصة عنها، وسألت الدكتور صالح السامرائي والدكتور موسى محمد عمر عن السبب؟ فقالوا: إن في ذلك تعويداً للياباني أن يحافظ على مواعيده بالدقيقة، والغالب أن وسيلة السفر لا تتأخر عن موعدها.

وكانت العوامة تمر بعدد من الجزر الصغيرة في البحر، وهى جبال صغيرة، وغالبها زراعية وتقل فيها الصخور.
ويسكن في الجزر الكبيرة نسبياً صيادو اللؤلؤ والأسماك، أما الصغيرة جداً فلا يسكنها أحد. وأي جزيرة يوجد بها سكان، فإن المواصلات إليها ومنها مؤمنة في أوقات محددة، فلا إشكال في المواصلات في اليابان.
وقد رست بنا العوامة في مدينة "أُونُو" في الساعة الثانية والثلث فكانت مدة السير في البحر خمسا وعشرين دقيقة.

ثالثا: في القطار العادي من مدينة "أُونُو" إلى مدينة "أوكاياما":

بمجرد نزولنا من العوامة مشينا ما لا يزيد عن عشرين متراً، انتظرنا قليلاً، فإذا القطار واقف، فصعدنا وكان من القطارات العادية، وهو همزة وصل بين العوامة والقطار السريع. تحرك بنا من مدينة "أونو" في الساعة الثانية والنصف وكان يسير بنا بين قرى صغيرة ومزارع من الأرز وما أكثر مزارع الأرز في اليابان.

ما أحرصهم على أوقاتهم!

ولفت نظري في القطار امرأة تقعد بين طفلين، بيد كل واحد منهما كتاب يبدو أنه مدرسي، وكانت
تلتفت إلى أحدهما وتتحدث معه وتشرح له وتشير له إلى الصور ثم تدعه، وهو يحرك شفتيه ويشير بأصبعه إلى الصور والحروف في الكتاب، ثم تلتفت إلى الثاني وتفعل معه كما فعلت مع الأول، وهو إذا تركته فعل مع كتابه كما يفعل أخوه، وهكذا طول الطريق وهي على تلك الحال. ما أحرص اليابانيين على أوقاتهم وأوقات أولادهم! وما أعظم الثمار المادية التي جنوها بسبب ذلك! وكنا نلتفت إلى اليمين أو اليسار فنجد اليابانيين يعملون: طائفة في المزارع، وطائفة في منشآت الطرق من جسور وأنفاق وغيرها.

وكان القطار يقف في بعض القرى وقفات قصيرة ليهبط منه قوم ويصعد إليه آخرون، ثم يواصل سيره...
وصلنا إلى محطة القطار في مدينة "أوكاياما" في الساعة الثالثة والدقيقة الخامسة فكانت مدة السير خمساً وثلاثين دقيقة. وهذه المدينة من المدن الرئيسة في المواصلات.

رابعاً: في القطار السريع من أوكاياما إلى مدينة هيروشيما:

وصعدنا إلى القطار السريع فتحرك بنا في الساعة الثالثة والثلث من مدينة أوكاياما، وكنت أنظر من نافذة القطار إلى المدينة، فرأيت طرق القطارات فيها مثل شرايين جسم الإنسان. وقف بنا القطار وقفات قصيرة في بعض المدن ليترك قوماً ويأخذ آخرين، ومن المدن التي وقف بنا فيها مدينة فوكوياما، قال الإخوة: إنها مدينة مشهورة بتدريس علوم البحار، ويوجد بها طالب مصري اسمه محمد حجاج على محمد له فيها عشرة شهور.

كثرة الأنفاق لتوفير مساحات الأرض المعمورة:

وتكثر الأنفاق في طريق هذا القطار يخترق فيها الجبال، فلا يخرج من نفق إلا ليدخل في نفق آخر، وهو يقطع في الساعة الواحدة ما بين مائتين وخمسين وثلاثمائة كيلو، إنه كالطائرة. وهذه الأنفاق توفر لليابانيين مساحات واسعة من الأرض يستفيدون منها، بدلاً إضاعتها في الطرق، والأرض جبلية ويفضلون اختراقها، بدلاً من مد الجسور عليها، والأنفاق أكثر أمناً من الجسور، ولا بد أن تكون أفضل اقتصاداً، فالياباني لا يقدم على شيء إلا بعد دراسته من جميع الجوانب.






السابق

الفهرس

التالي


15331760

عداد الصفحات العام

3893

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م