{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(02) سافر معي في المشارق والمغارب

(02) سافر معي في المشارق والمغارب

الجمعة: 15 /8/1400ﻫ 27/6/1980م

السفر إلى كراتشي:

وفي صباح هذا اليوم أخلدنا إلى الراحة وغرقنا في بحر النوم العميق تعويضاً عن فقده في الليلة السابقة.
وفي الساعة الثامنة مساء تحركنا إلى مطار جدة الدولي وتم وزن العفش في الساعة الثامنة والنصف فودعنا أصدقاءنا في جدة ودخلنا قاعة الانتظار.

ألا أيها الليل الطويل ألا انجل!

وفي الساعة التاسعة والدقيقة الأربعين صعدنا إلى الطائرة، على أن يكون الإقلاع حسب الموعد في الساعة العاشرة والنصف، ولكن الطائرة تأخرت إلى الحادية عشرة، وذلك أمر طبيعي كثيراً ما يحصل، إلا أن المضيفة أعلنت عن وجود خلل في الطائرة يقتضي نزولنا إلى قاعة الانتظار مرة أخرى، فنزلنا وانتظرنا إلى الساعة الثانية عشرة، فأعلن المذيع أسفه لتأخر الطائرة مرة أخرى وأنها ستقلع في الساعة الواحدة وخمس وأربعين دقيقة، فانتظرنا وتخلل هذا الانتظار التسلية المعتادة: توزيع شراب العصير ثم طبق العشاء الخفيف، وتمنى الابن عبد البر لو استطعنا أن ننام!

فوضى كثير من المسلمين أزعجت غيرهم!

وفي الساعة الثانية عشرة والنصف أعلن عن موعد إقلاع طائرة مصرية إلى القاهرة، فأخذ الركاب يتزاحمون ويتدافعون ويتصايحون، وبعض الأوروبيين ينظرون إليهم نظر دهشة وتعجب من هذه الحالة السيئة ومن هذا المنظر الفوضوي، وكان أحدهم قريباً منا يقف فينظر متعجباً ثم يقعد ثم يذهب بنفسه إلى المسافرين لينظر إليهم من قريب ويسمع أصواتهم، ثم يعود فيجلس فقلت للأخ الإندونيسي سل هذا الأوروبي من أين هو؟ فسأله فقال له: من إيطاليا. قلت له: هل يجيد اللغة الإنجليزية؟ فقال: لا، ولكنه يتفاهم بها قليلاً.


انظر إلى صفوف المسلمين في الصلاة!

قلت: فلنجعله في موقف الدفاع بعد أن نعتذر له من هذا المنظر ونبرئ منه الإسلام، فقلت: أخبره بأن هذا المنظر لا يقره الإسلام، وأن المسلمين الأصل فيهم الإيثار والصبر والنظام، وسبب هذا الذي يراه هو جهل المسلمين بدينهم وبعدهم عنه. فقال: لي ثلاث سنوات في المملكة العربية السعودية وقد تكرر هذا المنظر أمامي.

فقلت له: قل له: هل رأى المسلمين عندما يقفون في صفوف الصلاة في المسجد وراء الإمام؟ قال: نعم، قلت: هذا نظام الإسلام في المسجد وفي الحرب وفي الحج وفي كل مكان ولكن جهل المسلمين هو السبب.

دعوة إلى الإسلام:

سألناه هل يعرف شيئا عن الإسلام؟ فأجاب: قليلاً عن طريق بعض الكتابات الصحفية. وهل ترغب في دراسة الإسلام والدخول فيه؟ فأجاب: أنا ـ مثل المسلمين ـ أعتقد أن إله الكون واحد، وإن كنت مسيحياً.

فطلبنا منه أن يدرس الإسلام وأن يدخل فيه، لأن القرآن آخر ما نزل من الكتب السماوية وهو محفوظ من التغيير والتبديل، والرسول آخر الرسل وخاتمهم، والدين الإسلامي هو الدين الذي لا يرضى الله دينا سواه، واتفقنا على أن نراسله ونبعث له بعض الكتب عن مبادئ الإسلام [ولكن عنوانه فقد، فلم نستطع الوفاء بالوعد]. وكان باستمرار يشرب الدخان، فأشرنا إلى أضرار التدخين فاعترف بذلك، ولكنه قال:(بروبلم) أي مشكلة ـ يعني تركه صعب.

وفي الساعة الواحدة والثلث أعلن عن استعداد الطائرة فصعدنا إليها. وتحركت الطائرة في الساعة الثانية إلا عشر دقائق وفي الثانية والدقيقة الثانية عشرة كرر الأسف وعادت الطائرة إلى مكانها بعد جولة في الأرض لا بأس بها ووعد المذيع بإعطاء معلومات جديدة وفي الساعة الثالثة نزلنا إلى القاعة مرة أخرى وأعلن أن الإقلاع سيكون في الرابعة. ويسر الله تعالى أن أقلعت الطائرة فعلاً في الساعة الرابعة والنصف صباحاً بدلاً من العاشرة والنصف مساء فكانت تلك الليلة طويلة علينا كطولها على امرئ القيس الذي خاطب الليل قائلاً:
ألا أيها الليل الطويل ألا انجل،،،،،،،،،بصبح وما الإصباح منك بأمثل

إلا أن السبب مختلف والهدف الذي كان يود هو أن يصبح من أجله ـ والإصباح عنده غير مفيد ـ غير الهدف عندنا ونحن على يقين أن ما أختاره الله كان خيراً، ولكنا بشر نستعجل والحمد لله على كل حال.
وكان الابن عبد البر والأخ عبد الله بن سعيد باهرمز ـ أحد الطلبة الإندونيسيين في كلية اللغة العربية ـ في الدرجة السياحية، وأنا في الدرجة الأولى، لأن تذكرة سفري الرسمية كانت كذلك، وما كنت أظن أني أجد صعوبة في طائرة سعودية في التخاطب، عندما أقلعت الطائرة جاءت المضيفة فخاطبتني باللغة الإنجليزية، فقلت:(نو اسبيك إنجلش) قالت: (نو اسبيك أربيك) فأشرت إليها أن تأتي بمن يكلمني باللغة العربية، والظاهر أنها لم تفهم فواصلت المحاولة، فقالت: (آر يو ونت تي؟) قلت) :يس) فجاءت بالشاي، ثم قدمت طعام الإفطار.

السبت: 16 /8/1400ﻫ 28/6/1980م

واستغرقتُ بعد ذلك في النوم، ونزلت الطائرة في مطار الظهران في الساعة السادسة والدقيقة الثامنة، وواصلت أنا في المطار على مقعدي النوم. وغيرت المضيفة الأولى بغيرها، فأيقظتني قبل إقلاع الطائرة وكانت هذه المرة عربية فقالت لي: أتريد أن تستمر في النوم؟ أم أوقظك بعد إقلاع الطائرة؟ قلت: عجيب أمرك! توقظينني من نومي لتسأليني هذا السؤال؟! قالت: نعم لأجل الفطور. فقلت: دعيني فقد أفطرت.

وفي الساعة السابعة والنصف صباحاً أقلعت الطائرة من مطار الظهران، وواصلت بعد ذلك نومي حتى سمعت المضيفة تعلن اقترابنا من مطار كراتشي. وهبطت الطائرة في مطار كراتشي في الساعة العاشرة إلا عشر دقائق صباحاً بتوقيت المملكة وقد زرنا بعد ذلك كلا من مدينة لاهور ومدينة فيصل أباد ومدينة كراتشي، زيارات سريعة.

الأحد: 17 /8/1400ﻫ 29/6/1980م
والاثنين: 18/8/1400ﻫ ـ 30/6/1980م
والثلاثاء: 19/8/ 1400 ـ 1/7/1980م

وسافرنا مساء الأربعاء: 20/8/1400ﻫ ـ 2/7/1980م من كراتشي إلى بانكوك التي نزلتنا شركة الخطوط الناقلة ساعات قليلة يوم الخميس: 21/8/1400ﻫ ـ 27/1980م في أحد فنادقها سافرنا بعدها في نفس اليوم إلى ماليزيا، وقد أثبت ما سجلته في زيارة المدن الباكستانية المذكورة، في الكتاب الخاص بباكستان، وما سجلته في هذه الساعات في بانكوك في الكتاب الخاص بتايلاند، وما سجلته عن ماليزيا في الأيام التي بقينا فيها، وهي: الجمعة: 22/8/1400 ﻫ ـ 4/7/1980م السبت: 23/8/1400ﻫ ـ 5/7/1980م والأحد 24/8/1400ﻫ ـ 6/7/1980م في الكتاب الخاص بماليزيا، وما كتبته عن سنغافورة يوم الاثنين: 25/8/1400ﻫ ـ 7/7/1980م في الكتاب الخاص بسنغافورة.

الثلاثاء: 26/8/1400ﻫ ـ 8/7/1980م

السفر من سنغافورة إلى جاكرتا:

وفي الساعة العاشرة تحركنا من الفندق إلى مطار سنغافورة فتسلمنا حقائبنا وأنهينا الإجراءات، وأقلعت بنا طائرة الخطوط السنغافورية في الساعة الحادية عشرة والدقيقة العاشرة، وبعد الإقلاع مباشرة أطللت من النافذة ـ كعادتي ـ فرأيت البحر وقد انتشرت فيه البواخر والقوارب، ثم ظهرت بعد قليل الجزر المكسوة بالخضرة وهي منتشرة في البحر بأشكال هندسية مختلفة.

في مطار جاكرتا:

وبعد ساعة وثماني دقائق أعلن المضيف دخولنا الأراضي الإندونيسية وهي كذلك مكسوة بالخضرة إلا أنها أقل كثافة ـ فيما بدا لي في تلك المنطقة ـ من ماليزيا وسنغافورة، كما ظهرت بعض الأنهار المتعرجة التي تكتنفها الأراضي الزراعية وتنتشر القرى التي تستظل بيوتها بالأشجار، وفي الساعة الثانية عشرة والدقيقة الثالثة والعشرين هبطت بنا الطائرة في مطار جاكرتا. [ويسمى: مطار سوكارنو].

مررنا بموظف الجمرك وكان التفتيش دقيقاً إلا أنه عندما رآنا بلباسنا العربي قابلنا بالترحيب ولم يمس حقائبنا، فغادرنا المطار وأخذنا سيارة أجرة صغيرة لم يتسع مخزنها لحقائبنا، فرص ما بقي في المقعد الأمامي بجانبه، و رَصَّنَا الأربعة في المقعد الأخير، قلت للإخوة: أترون لو كان هذا في إحدى المدن العربية يرضى قائد سيارة أن يفعل هذا مع المبالغة في أخذ المزيد من المال، وهذا القائد لا يأخذ إلا ما حكم له به عداد السيارة.







السابق

الفهرس

التالي


14240025

عداد الصفحات العام

1534

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م