﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(07) سافر معي في المشارق والمغارب

(07) سافر معي في المشارق والمغارب

السبت: 30/8/1400ﻫ ـ 12/7/1980م

زيارة الشيخ عبد الله الشافعي:

في صباح هذا اليوم زارنا في الفندق الشيخ عبد الله الشافعي مؤسس المدرسة الشافعية، وشرح لنا ما تقوم به مدارسه المتعددة، واعتذر لنا عن عدم حضوره أمس عندما زرنا المدرسة وألح علينا في نقل رغبته بأن تساعد الجامعات مدارس الشافعية بتخصيص منح دراسية ومدرسين للغة العربية فوعدناه أننا سنبلغ المسؤولين في الجامعة وطلبنا منه أن يبعث للجامعة الإسلامية منهج المدرسة ويطلب معادلته لأن المنح إنما تخصص بناء على المعادلة.

الأحد: 1/9/1400 ﻫ ـ 13/7/1980م

يوم إجازة النصارى هو يوم إجازة المسلمين!

كان هذا اليوم هو يوم الأحد، وهو أول أيام شهر رمضان المبارك لهذا العام، وهو يوم إجازة في إندونيسيا، على عادة النصارى، مع أن الشعب شعب مسلم ينبغي أن يأخذ يوم راحته يوم الجمعة الذي يحتاج فيه إلى الاستعداد لصلاة الجمعة، الذي لا تمكن الحكومة المسلمين منه كاملا، كما تمكن النصارى يوم الأحد.

ونحن وإن كنا لا نرى تعطيل العمل لا في يوم الجمعة ولا في غيره، لأن الإسلام يحث المسلم على العمل في كل وقت وعمل المسلم عبادة لله سواء كان من الشعائر التعبدية أو من الأمور المباحة، ما دام يقصد به وجه ربه تعالى أو لا يخالف شرعه، والآيات القرآنية تدل على عدم تخصيص يوم الجمعة بالتعطيل ـ

وإن كان يوم عيد أسبوع المسلمين، يجتمعون فيه في كل أنحاء الأرض للصلاة وسماع الخطبة ـ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} وقال: ) فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} سورة الجمعة، الآيات: 9-10}. وكان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، يعملون يوم الجمعة في مزارعهم إلى أن يقرب وقت الصلاة، كما في حديث عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ كَانَ النَّاسُ يَنْتَابُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ مَنَازِلِهِمْ وَالْعَوَالِيِّ فَيَأْتُونَ فِي الْغُبَارِ يُصِيبُهُمُ الْغُبَارُ وَالْعَرَقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُمُ الْعَرَقُ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِنْسَانٌ مِنْهُمْ وَهُوَ عِنْدِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَوْ أَنَّكُمْ تَطَهَّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا} [البخاري: رقم: 851 ومسلم رقم: 1398].

فالآيات القرآنية دلت على جواز البيع والشراء إلى وقت النداء، ودلت على مشروعية الابتغاء من فضل الله بعد الصلاة، وهذا الحديث دل على أن الصحابة منهم من يأتي من منزله ومنهم من يأتي من العوالي والظاهر أن المقصود من بساتينهم التي يذهبون إليها يوم الجمعة وما ذلك إلا للعمل والله أعلم.

ولكن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، بالتبكير والاغتسال والتطيب يؤخذ منه إعطاء فرصة لمن أراد ذلك مبكراً، والمسلمون ـ إذا كان لا بد لهم من يوم تعطيل ـ أحق بيوم الجمعة وكونهم يعطلون في يوم تعطيل النصارى طوال اليوم، دليل على انحرافهم وتقليدهم لأعداء الله في أعيادهم وهذه الموافقة فيها شيء من الموالاة التي حذر منها القرآن الكريم: {َمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [البقرة 51]

لهذا تجد المسلمين يضيقون ذرعاً في بلادهم عندما يعطي حكامهم عيداً للنصارى وهم قلة تعطل فيه جميع الدوائر الحكومية والمحلات التجارية كل أسبوع، وهم لا تؤدي في هذا إلا قلة قليلة منهم لحظات معدودة في الكنيسة طقوسها، وهم كفار وعباداتهم كفرية وبقية الوقت يقضونه في لهو ولعب.

أما المسلمون وهم الأغلبية فيومهم يوم عيد مشروع ويؤدون عبادة مشروعة تحتاج إلى وقت للاستعداد قبل الصلاة، ثم يحال بينهم وبين هذا العيد المشروع، يضيق المسلمون ذرعاً بهذا الوضع وبعض البلدان قد لا يعطى المسلم فيها فرصة للصلاة، إذا فاتت بعض مصالحهم كأن يكون طالباً في كلية علمية كالطب والهندسة والدراسة مستمرة وقت الصلاة.. فأين إسلام هؤلاء الذين يضايقون المسلمين في أوقات عباداتهم ويحققون للكافرين مآربهم.

كلمة حق لا بد منها:

وهنا لا بد من كلمة حق أقولها للمسلمين وأعدائهم على السواء: الأصل في يوم الجمعة أن يكون يوم عمل - غير إجباري - لأن عمل الصحابة جرى على ذلك ـ كما دلت على ذلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وقد سبق بعضها، ولزيادة الإيضاح أسوق هذه الأحاديث الصريحة في العمل يوم الجمعة. [عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم من العوالي فيأتون في العباء ويصيبهم الغبار والعرق فيخرج منهم الريح، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنسان منهم، وهو عندي، فقال: (لو أنكم تطهرتم يومكم هذا). وفي رواية عَنْهَا: كَانَ النَّاسُ مَهَنَةَ أَنْفُسِهِمْ وَكَانُوا إِذَا رَاحُوا إِلَى الْجُمُعَةِ رَاحُوا فِي هَيْئَتِهِمْ فَقِيلَ لَهُمْ: (لَوِ اغْتَسَلْتُمْ). [سبق تخريج الحديث، والرواية الأخيرة في صحيح البخاري، برقم: 852].

وفي رواية كان الناس أهل عمل ولم يكن لهم كُفاه فكانوا يكون لهم تفل فقيل لهم: (لو اغتسلتم يوم الجمعة) أخرجه البخاري ومسلم، وللبخاري قالت: كان أصحاب رسول الله r عمال أنفسهم فكان يكون لهم أرواح فقيل لهم: (لو اغتسلتم) وفي رواية أبي داود قالت: كان الناس مهان أنفسهم فيروحون إلى الجمعة بهيئتهم فقيل لهم: (لو اغتسلتم) [جامع الأصول (7/327/328) وراجع مجمع الزوائد (2/172)].

هذه الأحاديث مع قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} وقوله: َ{إِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة 9-10]. تدل دلالة واضحة على أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، في عهده كانوا يعملون يوم الجمعة.

وعلى هذا لا ينبغي أن يشدد على تعطيل يوم الجمعة، لإمكان الجمع بين قضاء المصالح العامة، وهي من رضا الله، وبين الاستعداد للصلاة وهذا هو ما جرى عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو واضح من النصوص السابقة.

وينبغي أن يعطى المسلم الحريص على التفرغ للعبادة هذا اليوم فرصة للتنظيف والتطيب والتبكير إلى المسجد، وأن توقف الوظائف العملية التي تحول بين هذا المسلم وبين هذا الحق مثل الدراسة والتدريس والعمل في المصانع، وما أشبه ذلك مما يجبر المسلم على التأخر عن التبكير وما يلزمه، وإذا كان لا بد من التعطيل فينبغي أن يكون يوم الجمعة. [هذا استطراد رأيت أن إيضاح هذا المعنى فيه مفيد، فأرجو من القارئ المعذرة].






السابق

الفهرس

التالي


16307906

عداد الصفحات العام

994

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م