{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(041) الإيمان هو الأساس-(نتائج)

(041) الإيمان هو الأساس-(نتائج)


( أ ) الأخوة الصادقة في الله.



(ب) النصح.



(ج ) اجتماع كلمة الأمة على الحق.



6 ـ أسباب الاجتماع والائتلاف التي منحها الله عباده المؤمنين.



7 ـ أسباب الفرقة والتنازع التي نهى الله عباده المؤمنين عنها.



8 ـ نصيب المسلمين اليوم من القوة والعزة.



9 ـ فقد غالب المسلمين العزة لتفريطهم في الأخذ بمقوماتها.

ا(041)لإيمان هو الأساس-نتائج

http://www.al-rawdah.net/vb/forumdisplay.php?3-%E3%E4%CA%CF%EC-%C7%E1%CA%D2%DF%ED%C9



1 ـ الإيمان شرط في صحة العبادة وقبولها والإثابة عليها:



إن ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، فيه إخبار للناس بأمور الغيب، وهي إما ماضية، كقصص الأنبياء وأممهم، وإما مستقبلة، كأشراط الساعة، وما يحصل في اليوم الآخر، من حشر وحساب وجزاء، وثواب وعقاب، ومن الغيب إخباره الناس عن الله وعن صفاته، وكونه أرسل رسوله إليهم ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وأن القرآن الكريم وحي أنزله الله إليه، وأن سنته وحي كذلك وان طاعته واجبة ومعصيته محرمة.



فمن صدق الرسول عليه الصلاة والسلام في ما أخبر به عن ربه، فهو مؤمن، وهو الذي تكون عبادته صحيحة مقبولة عند الله ويستحق عليها الثواب؛ لأن الإيمان شرط في صحة العبادة، كما قال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً(124)}[النساء].



وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(97)}[النحل].



وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً(112)}[طه].



وقال تعالى: {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الدَّرَجَاتُ الْعُلا(75)}[طه].



وقال تعالى: {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ(40)}[غافر] .



ومن كذبه في شيء من ذلك، فقد كفر، والكافر لا يقبل الله منه عملاً، ولو كان يعمل ما ظاهره الصلاح كالصدقة وصلة الرحم، ونصر المظلوم وغير ذلك، ولا يثيبه عليه في الآخرة، وليس الله تعالى بظالم له بعدم قبوله تلك الأعمال منه وعدم إثابته عليها في الآخرة؛ لأنه هو لم يرد بعمله الصالح في الظاهر الآخرة، إذ لم يؤمن بها كما أراد الله منه، وإنما أراد الدنيا وقد أعطاه الله منها ما لا قدرة له على شكره عليها لو كان مؤمناً، فكيف وقد كَفر كُفر اعتقاد.. وكفر عمل.. وكفر نعمة!؟ قال تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ(145)}[آل عمران].



قال تعالى: {فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ(200)}[البقرة].



والآيات الدالة على حبوط عمل الكافر كثيرة في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ(5)}[المائدة].



وقوله تعالى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(217)}[البقرة].



وقال تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(147)}[الأعراف].



وقال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ(18)}[إبراهيم].



وقد سألت عائشة، رضي الله عنهـا، الرسول عليه الصلاة والسلام، عن أعمال الكفار التي ظاهرها الصلاح فقالت: يا رسول الله، ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذلك نافعه؟ قال: (لا ينفعه، إنه لم يقل يوماً: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين) [صحيح مسلم (3/86) بشرح النووي.].



2 ـ المبادىء لا يحملها ويطبقها إلا من آمن بها:



إن المبادئ لا يحملها ويعمل بها إلا من آمن بها، واعتقد أنها تنفعه وتعود عليه بالفائدة والمصلحة، أما الذي يشك فيها ويكذِّب بها، فإنه يحاربها ويقف ضد العمل بها، علناً إن كان قادراً قوياً، كما فعل المشركون، وكما يفعل أعداء الإسلام الأقوياء في كل زمان، وسراً إن كان ضعيفاً، كحال المنافقين في المدينة بعد هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام، وانتصاره على الكفار في غزوة بدر الكبرى.



ولهذا يكثر توجيه الخطاب في القرآن الكريم إلى المؤمنين، مع أنه نزل لكل الناس، سواء كان الخطاب يتعلق بالشعائر التعبدية، كالطهارة والصلاة والصيام والحج والزكاة، أو في العلاقات الأسرية أو في الأطعمة والأشربة، أو في العدل والقصاص وتحكيم شرع الله أو في الوفاء بالعقود وترك الخيانة، أوفي الأموال، أو في اجتماع كلمتهم واعتصامهم بحبل الله، أو في الأمر بطاعة الله وطاعة رسوله عموماً، أو في النهي عن طاعة الشيطان، أو في أداء أي حق من الحقوق: حقوق الله، وحقوق عباده..



وكذلك خاطب المؤمنين بفعل الخير عموماً وحماية الحق وقيادة البشرية به والشهادة عليهم، هذه الأمور وغيرها من شريعة الله مطلوبةُ الأداءِ من كل الناس، ولكن الله تعالى خاطب بها عباده المؤمنين خاصة؛ لأن المؤمنين هم الذين يطيعون الله.



قال تعالى في شأن الطهارة والصلاة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [6] [المائدة]. الآية.



وقال في شأن، صلاة الجمعة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(9)}[الجمعة].



وقال في شأن الصيام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183)}[البقرة].



وقال تعالى في شأن الحج آمراً المؤمنين، كما هو واضح من الخطابات قبله وبعده: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ(196)}[البقرة].



وقال في شأن الزكاة: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} - إلى قوله -{وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ(1-4}[المؤمنون]. وهم الذين أمر رسوله عليه الصلاة والسلام، أن يأخذ منهم الصدقة في قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً..(103)}[التوبة].



أما غير المؤمنين فقد شرع الله أخذ الجزية منهم؛ لأنها ليست عبادة، وإنما هي من الحقوق الإدارية في علاقتهم بالمسلمين.



وقال تعالى في العلاقات الأسرية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(58)}[النور].



وقال تعالى في شأن الأطعمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(173)}[البقرة].



وقال في الأشربة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(90)}[المائدة].



وقال تعالى في العدل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ(135)}[النساء].



وقال تعالى في القصاص: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ(178)}[البقرة].



وقال تعالى في شأن تحكيم الشريعة: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(51)}[النور].



وقال تعالى في شأن الوفاء بجميع العقود: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ(1)}[المائدة]. وقال تعالى في شأن الخيانة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(27)}[الأنفال].



وقال تعالى في شأن الأموال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ()29}[النساء]. وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(228)}[البقرة].



وقال تعالى في شأن اجتماع الكلمة على الحق والاعتصام بحبل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا..(102)}[آل عمران].



وقال تعالى في شأن طاعة الله وطاعة رسوله عموماً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً(59)}[النساء].



وقال تعالى في النهي عن اتباع الشيطان: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ(21)}[النور].



وقال تعالى في أداء الحقوق - حقوق الله وحقوق عباده -: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(11)}[المؤمنون])
.



وقال تعالى في شأن فعل الخير وحمايته، وقيادة البشرية به والشهادة به على الناس كلهم، مع بيان مؤهلاتهم في هذه الشهادة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ(78)}[الحج].



فالأمة الإسلامية وحدها هي التي تطبق شريعة الله في أرضه عندما تكون أمة إسلامية حقاً، وتقود الأمم وتهديها بها، وتشهد عليها بالحق والعدل: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ..(110)}[آل عمران].



وكذلك كان الرسول عليه الصلاة والسلام، كان يخص المؤمنين بالأمر والنهي، مع أنه رسول الله إلى الثقلين إنسهم وجنهم مسلمهم وكافرهم.



من ذلك: ما رواه أبو هريرة، رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) [اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان (رقم: 29، ص: 10).]. وغيره ذلك كثير.



فهل يدعم المسلمين وينصرهم على نشر مبادئهم وثباتها في الأرض وحمايتها أعداء الإسلام الذين محاربتهم له هي الأصل؟ نعم قد يضطر المسلمون إلى محالفتهم في بعض الأحيان لا لنصرهم ونصر دينهم، وإنما لاضطرارهم إلى تحقيق مصالحهم الدنيوية التي يحاربهم عليها عدو آخر أكثر خطرا ممن يتحالفون معهم، وإلا فالأصل عدم الركون إليهم وموالاتهم التي تضر بهم وبدينهم، كما قال تعالى: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ (113)} [هود].



وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)}[آل عمران]



وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)}[المائدة]





السابق

الفهرس

التالي


14239875

عداد الصفحات العام

1384

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م