{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(034)سافر معي في المشارق والمغارب

(034)سافر معي في المشارق والمغارب

الثلاثاء: 18/9/1400 ﻫ – 30/7/ 1980م
السفر إلى باندونغ:

كنا قد طلبنا من الأخ حلمي أمين الدين ـ وهو من مبعوثي إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ويعمل في مكتب الملحق الديني، وقد تخرج في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ـ أن يحجز لنا على الخطوط الإندونيسية إلى باندونغ، فاتصل بالأخ عبد الله باهرمز وأخبره أن الطائرة تقلع من جاكرتا إلى باندونغ في الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، وأن علينا أن نغادر الفندق إلى المطار في الساعة الحادية عشرة والنصف.

ولكن عبد الله خرج لحاجة وتأخر كثيراً فعاتبناه على ذلك واستأجر لنا سيارة، وعندما ركبنا قال للسائق: جَلَنْ جلن، يأمره بالسرعة وكان وصولنا إلى المطار ـ وهو داخلي ـ في الساعة الثانية عشرة ودقائق. وأدركنا الطائرة التي أقلعت في الساعة الواحدة إلا عشرين دقيقة.

في مدينة باندونغ

مع الشيخ المكي وابنه المدني:

وكان في استقبالنا فضيلة الشيخ الحاج أنور مسدد وابنه عبد الحليم الذي تخرج هذا العام في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وقد اصطحبانا إلى منزلهما في : غاروت، إحدى ضواحي باندونغ. والشيخ أنور مسدد يبلغ من العمر اثنين وسبعين عاماً، قضى منها في مكة المكرمة أحد عشر عاماً، قال: وأنا مشهور في مكة بمسدد غاروت، درست في مدرسة الفلاح سنة: 1930م.

وكان يدير المدرسة السيد الطيب المراكشي، ثم السيد أبوبكر الجيشي، وكانت في القشاشية وتخرجت في هذه المدرسة عام: 1934م وعملت بها مدرساً إلى عام: 1941م حيث رجعت إلى بلدي إندونيسيا عند نشوب الحرب العالمية الثانية.


الشيخ مسدد غاروت يترجم المحاضرة في الجامع الكبير بعد الفجر
أندونيسيا - باندونغ - 20/9/1400ﻫ ـ 1/8/1980م.

وأخذ الشيخ يسرد لنا شيئاً من تاريخ حياته والأحداث التي عايشها، فقال: في سنة: 1942م جاء اليابانيون إلى إندونيسيا فاستعمروها مدة ثلاث سنوات، واستقلت سنة1945م، وكنت مع سوكارنو في وزارة الشؤون الدينية رئيساً لقسم شؤون المساجد، ثم عينت أستاذاً في الجامعة في جوك جاكرتا إلى سنة: 1967م، ثم مديراً للجامعة الإسلامية الحكومية في باندونغ وقمت أنا بإنشائها، إلى سنة: 1973م، ثم صرت مدرساً فيها، وفي عام: 1975م أحلت إلى التقاعد، وكنت عضواً في البرلمان لمدة عشرة أعوام عن حزب نهضة العلماء، وعينت وكيلاً للرئيس العام لنهضة العلماء، وبعد أن توفي الرئيس العام أصبحت أنا الآن رئيساً لنهضة العلماء، وكان الرئيس الذي قبلي هو الحاج نصري سنشوري.

وذكر لنا من أعماله: أنه أحد أعضاء اللجنة التي تولت ترجمة معاني القرآن الكريم التي طبعتها وزارة الشؤون الدينية، وأحد أعضاء اللجنة التي تولت تفسير القرآن الكريم باللغة الإندونيسية، وقد تم هذا التفسير الذي طبع منه أربعة مجلدات في كل مجلد ثلاثة أجزاء والباقي تحت الطبع. وسألناه عن مراجع هذا التفسير؟ فقال: المراجع منها القديم مثل تفسير ابن كثير والقرطبي والبيضاوي وتفسير الزمخشري، ومنها الحديث كتفسير المراغي وتفسير القاسمي والتفسير الواضح، قال: وقد ترجمنا معاني القرآن أيضاً إلى لغة جاوة الغربية المعروفة باللغة السونداوية وقد طبع في أربعة مجلدات.
قلت له: ما دمتم قد وفقتم لترجمة معاني كتاب الله وتفسيره، فينبغي أن تجتهدوا في إدخال بعض أجزاء هذا التفسير في الجامعات، فقال: ادع الله لنا أن يعيننا، وأشار إلى أننا في حاجة إلى الإمكانات لطبع كمية كبيرة وتوزيعها على الجامعات والمكتبات، قال: وكنت في سنة: 1955م مطوفاً لسوكارنو.

وسألته هل ترددت على مكة كثيراً؟ قال: نعم وكان آخرها هذا العام المنصرم وكنت في اليوم الأول من شهر محرم في داخل الحرم، عندما قام الذين ادعوا أن المهدي قد ظهر بصحن الحرم، قلت له: كيف خرجت؟ وكيف كان شعورك في هذه الحادثة؟ قال: أما خروجي فقد كنت في الطابق العلوي ورأيت الباب مفتوحاً والناس يخرجون منه فخرجت، وأما الحالة التي حصلت فقد آلمتنا وأنزلت الحسرة في نفوسنا عندما كنا نرى الرصاص يطلق في داخل الحرم الذي جعله الله آمنا والحمد لله الذي قضى على أولئك المعتدين.
قلت له: ما الفرق بين مكة الآن وبينها في الأيام التي كنت فيها طالباً ومدرساً من عام: 1930م إلى عام: 1941م؟ فقال: الفرق كبير، أصبحت الآن متقدمة في كل شيء.

هل كانا من أولي الأحلام والنهى؟

قال الحاج أنور: وقد كنت مع سوكارنو في القاهرة عندما زارها في عهد عبدالناصر، وصليت إماماً في الجامع الأزهر وهما ورائي، قلت: وهل كانا من أولي الأحلام والنهى؟ قال: لا.

أساتذة الشيخ في مكة:

سألناه عن أساتذته في مكة؟ فقال: قرأت على السيد علوي مالكي رياض الصالحين وشمائل الترمذي وألفية ابن مالك، ومن أساتذتي الشيخ عمر حمدان التونسي والشيخ محمد العربي، وقرأت على الشيخ أمين الكتبي الجوهرة، وحفظت عليه القرآن الكريم. والمكنون في البلاغة وعلى الشيخ علي حسن السناري التوحيد.

إلام يعود الضمير؟

من نكات الشيخ المكي في المسجد الحرام أنه كان يقرأ مع زملائه على الشيخ علوي المالكي باب "كم" الخبرية في ألفية ابن مالك، وكانت تلك الليلة ليلة زفاف الشيخ علوي المالكي مدرس الألفية، فقال الشيخ علوي: إلام يعود الضمير في قول ابن مالك: "واستعملتها"؟ ونص البيت كما يلي:

وَاستَعمنها مخبرا كعشره،،،،،،،،،أو مئاة ككم رجال أو مرة

فقال الطالب أنور: الضمير يا سيدي يعود إلى (مره) في آخر البيت هناك. قال: وكنت أقصد بالبيت بيت أستاذنا، لأنه في ليلة زفافه وهو يدرسنا، ونحن كنا نحب أن يتفرغ في هذه الليلة التي تعتبر ليلة سرور لعدة أسر ولزملاء الشيخ وتلاميذه، قال: ففهم الشيخ المقصود وضحك كثيراً وبعض الحاضرين لم يفهم [ذكرتني هذه النكتة بنكتة بعض علماء السودان مع الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في رحلته من موريتانيا إلى المملكة العربية السعودية، لأداء مناسك الحج، عندما نظر إلى ثيابه المطوية فظن العالم السوداني أنه يريد أن يغير سراويله، فقال:

ولسراويل بهذا الجمع،،،،،،،،،،،،،،شبه اقتضى عموم المنع]

وذكر الشيخ المكي من زملائه في الدراسة في مكة السيد عبد الرحيم الأهدل الذي يعمل في الزراعة في المدينة المنورة، قال: كنت أنا وهو في فصل واحد، قلت له: أنا وعبد الرحيم من شجرة واحدة وهو صديقي.





السابق

الفهرس

التالي


14215123

عداد الصفحات العام

220

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م