{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(014) سافر معي في المشارق والمغارب

(014) سافر معي في المشارق والمغارب

إخلاص الشريف هداية الله في دعوته إلى الإسلام وجهاده وزهده في الحكم:

حاول سكان المنطقتين: "بانتن" و"سوندا كلابا" أن يكون الشريف سلطاناً عليهم، فأبى وأمرهم بطاعة السلطان، وقال لهم: إنه لم يفتح المنطقتين إلا بأمره وبجنوده الذين يعتبر نفسه واحداً منهم، وعندما علم السلطان ذلك زاد احترامه له وتقديره، فعين ولد الشريف هداية الله وهو حسن الدين حاكماً لولاية "بانتن" وما حولها وزوجه ابنته، فقام بالولاية خير قيام.

ومع كون الشريف هداية الله كان بمنزلة الحاكم العام للمسلمين في جاوة الغربية، فإنه كان يصرح للمسلمين في عواصمها الثلاث: بانتن، وجاياكرتا، وشربون، والقرى والأرياف التابعة لها، بأن سلطان المسلمين هو سلطان دماك. [دماك هي مقر إقامة السلطان، وهي في جاوة الوسطى]. الذي يهيمن على جاوة كلها.

واشترك الشريف هداية الله مع سلطان دماك في قتال إمارة هندوكية بجاوة الشرقية، في منطقة تسمى: باسروان، ولكن السلطان اغتيل واضطربت الأمور بعده بسبب مطامع بعض رجاله وفشل الغزو، فترك الشريف هداية الله مزاولة السياسة التي كانت تسير بجانب الدعوة والتعليم، وأسند كل مهام الدولة إلى ابنه حسن الدين، واستمر هو في وظيفته وأنشأ معهداً في هضبة جاتي حتى توفي بها سنة 978هـ/1570م، ولهذا لقب بعد وفاته بـ(سونن قونج جاتي آي) أي مولى هضبة جاتي. [ولتخليد ذكراه سميت الجامعة الإسلامية الحكومية في جاكرتا باسمه فيقال: "جامعة الشريف هداية الله"].

9 ـ ومنهم الشريف: حسن الدين بن الشريف هداية الله المذكور سابقاً، وكان الساعد الأيمن لوالده في الدعوة والجهاد والسياسة، وقد سبق أنه تولى إمارة: بانتن، ولكن والده تنازل عن الحكم في عام 960هـ/1552م، فأصبح الحاكم الأول في جاوة الغربية، وامتد نفوذه إلى مناطق أخرى منها ولاية: لامبونج في سومطرة الجنوبية التي زارها بنفسه. وتوفي بعد جهود عظيمة من الدعوة والتعليم والجهاد والحكم في عام 978هـ/1570م.

هؤلاء بعض رجال الدعوة الذين نشروا الإسلام في الجزائر الإندونيسية، وكل هؤلاء من ذرية رجل من أهل البيت يدعى المهاجر إلى الله أحمد بن عيسى العلوي، يتصل نسبه بالإمام جعفر الصادق، ولد سنة 273هـ ونشأ بالبصرة وهاجر إلى حضرموت بعد ما حصل من اضطرابات في العراق، ونشر هو وبنوه المذهب السني في حضر موت بعد أن كان المذهب الإباضي هو المسيطر بها. وكان السيد جمال الدين الحسين الأكبر أول من هاجر من ذرية المهاجر إلى الله كما مضى . [كل هذه المعلومات المتعلقة بالدعاة التسعة المذكورين هنا أخذتها باختصار شديد من رسالة: دخول الإسلام وانتشاره في أندونيسيا حتى القرن السابع عشر الميلادي، من ص: 339-393].

ومن الدعاة المشهورين في إندونيسيا رجل يدعى الشيخ إسماعيل الذي وفد إلى المنطقة رئيساً لوفد قادم من الحجاز بعثه شريف مكة، وكانت أول بلدة نزلوا بها "باسوري" في الساحل الغربي لجزيرة سومطرة، ثم رجعوا شمالاً مارين ببلدة "لمبري" وأبحروا إلى بلدة "آروه" على الساحل الشرقي من الجزيرة تقابل "ملقا" ثم رجعوا شمالاً إلى "سامودرا" بعد أن توقفوا في إمارة "فيرلاك" الإسلامية، وكان ملك "سامودرا" عندئذٍ "ماراسيلو" الذي قاد إمارته إلى المجد بعد أن وحدها مع إمارة: "باساي".

ويرى الدكتور الْحِبْشِي أن قدوم هذا الوفد كان من أجل تنصيب هذا الملك رسمياً على هذه السلطنة، لأن شريف مكة كان يعتبر الزعيم الروحي للعالم الإسلامي عند الإندونيسيين. وقد رد الدكتور الْحِبْشِي على بعض المؤرخين الذين ذهبوا إلى أن إمارة "سامودرا باساي" لم تكن إسلامية في العقد التاسع من القرن السابع الهجري. ومعنى هذا أن هذا الوفد وصل إلى هذه المنطقة في آخر القرن السابع الهجري. [المرجع السابق، ص: 234-241].






السابق

الفهرس

التالي


14231001

عداد الصفحات العام

3290

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م