{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(045) سافر معي في المشارق والمغارب

(045) سافر معي في المشارق والمغارب

السبت 16/6/1410 ﻫ ـ13/1/1990م.

زيارة الشيخ عبد الله سالم في مؤسسة الأزهر:

عند زيارتي الأولى لإندونيسيا كان أول مسجد صليت فيه هو الجامع الأزهر في إندونيسيا يوم الجمعة الموافق 28 من شهر شعبان سنة 1400 ﻫ. وقد استقبلنا في تلك الزيارة الشيخ عبد الله سالم، وهو أمين عام جامعة المعهد الإسلامي ـ وهي مؤسسة جامعية على الطراز الإسلامي ـ كما قال الشيخ عبدالله سالم ـ ويرأس المؤسسة الدكتور همكا ـ ستأتي المعلومات عنه ـ .

أقسام المؤسسة: وتتكون المؤسسة من عدة أقسام:

قسم التعليم

من روضة الأطفال إلى المدرسة العليا وهي التي يلتحق المتخرج منها بالمرحلة الجامعية. وقسم الصحة ويتولى معالجة الموظفين والطلاب مجاناً، ويعالج غيرهم من خارج المؤسسة بأجر رمزي. وقسم الشباب، ويقوم بنشاطات رياضية وثقافية واجتماعية، وبعض نشاط الفتوة، مثل الدفاع عن النفس ونحوه.

النشاطات الثقافية

ومن النشاطات الثقافية إلقاء المحاضرات الأسبوعية لطلبة الجامعات والمدارس في جاكرتا، بحيث يحضرها ما لا يقل عن ألف طالب، يلقي هذه المحاضرات بعض كبار العلماء، مثل الدكتور محمد ناصر والدكتور رشيدي. ومن نشاطاتهم تعليم الموسيقى الحربية، وضرب الدفوف (والإندونيسيون مغرمون بالموسيقى والأغاني والدفوف وما شابه ذلك). ويتبع التعليم شعبة تعليم اللغة العربية، وقد تخرج منها اثنان وأربعون شخصاً، وتدرس القراءة والكتابة صباحاً ومساء للرجال وللنساء. وقسم المكتبات، وتوجد في مكتبة المؤسسة خمسة آلاف كتاب باللغة العربية، واللغة الإنجليزية واللغة الإندونيسية، ولكن رواد المكتبة قليلون.
وقسم الدعوة، وتصدر عنه مجلة وهي نصف شهرية يوزع منها أكثر من 50 ألف نسخة.

وقال الشيخ عبد الله سالم: إنه زار المملكة العربية السعودية سبع مرات، كانت أولاها سنة 1959م. دخلنا بعد هذه المذاكرة المسجد (الجامع الأزهر) الذي خطب الناس فيه وصلى بهم الدكتور همكا، وكانت الخطبة ـ كما فهمت من النصوص العربية التي كان يستشهد بها ـ تتعلق بصيام رمضان وفوائده وآدابه.

وجوب حفظنا للأمانة التي سلمها لنا الأجداد:

وبعد صلاة الجمعة طلب مني أن ألقي محاضرة، فتحدثت إلى الناس، وعبرت في الحديث عن سرورنا وغبطتنا بلقاء هذه الجموع والعواطف الإسلامية، وذكرتهم بأن الدين الإسلامي أسلمنا إياه الأسلاف والأجداد، وهو أمانة عندنا، وعلينا أن نؤدي هذه الأمانة ونحفظها، ولا عز لنا إلا بأدائها وحفظها، وأن كل من يحاول صرفنا عنه فإنه خائن ظالم علينا أن نحذره، وأن المبدأ الوحيد الذي يكون عليه الولاء والبراء هو هذا الدين، وأن كل مبدأ يخالف هذا الدين يجب البراءة منه وقد جُرِّبَتْ كل المبادئ فكانت خسارة علينا ووبالاً. [كنت أشير بهذا إلى المبادئ التي وضعها كثير من حكام البلدان الإسلامية، أساساً لحكم بلدان المسلمين بدلاً من حكم الله الذي يجب أن يكون هو أساس الحكم، ومن تلك المبادئ (البانتشاسيلا)، ويبدو أن رجال الأمن الإندونيسيين الذين سمعوا ترجمة المحاضرة فهموا هذا القصد، ولذا تابعونا في تحركاتنا، بل جاء ضابط أمن إلى الفندق، وكنت غائباً، فسأل الشيخ عبد القوي أسئلة شبيهة بالتحقيق، كما ذكرت ذلك فيما سجلته في الرحلة السابقة]. تلك كانت نبذة عن الزيارة الأولى للأزهر الإندونيسي عام 1400ﻫ.

معلومات عن الجامع الأزهر في الزيارة الثانية عام 1410ﻫ:

كان الدكتور(همكا) قد انتقل إلى جوار ربه. واجتمعت فيها بالشيخ عبد الله سالم وسجلت عنه المعلومات الآتية: ولد الشيخ عبد الله سالم في سنة 1905م. درس في جمعية خير في جاكرتا. وكان رئيس برلمان جاكرتا من حزب ماشومي. وهو نائب رئيس مؤسسة الأزهر، وكان الرئيس الدكتور همكا.
ومن المؤسسين الدكتور حريري هادي وهو وكيل وزارة التخطيط. ومسئول الصندوق في المؤسسة نور سار.



نشأت مؤسسة الأزهر

أنشئت مؤسسة الأزهر في 23 فبراير سنة 1952م. وفي سنة 1956م تطور نشاط مدرسي بجانب المسجد، وكان المعهد الإسلامي أول هذا النشاط، أي أنه أول مدرسة أنشئت في هذه المؤسسة، وأقيمت المدارس العامة من الابتدائي إلى الثانوي وكان عدد المؤسسين اثني عشر شخصاً، توفوا جميعاً ما عدا اثنين، وهما الشيخ عبد الله سالم والدكتور حريري هادي.

وأضيفت مواد دينية على المواد الرسمية العامة. وفي المدارس الآن 6600 طالب وطالبة، في مركز الأزهر في جاكرتا. ويوجد فرع في شربون بجاوة الغربية على بعد 200 كيلو من جاكرتا. وفرع آخر سكابومي في جنوب جاكرتا على بعد 120 كيلو متر.

ونشاطهم في التربية موضع ثقة، وتوجد خمسة أقسام من النشاطات:

1 ـ التربية. 2 ـ الشباب. 3 ـ المستوصف. 4 ـ دورات إرشادية. 5 ـ المسجد. ونشاط المسجد مستمر أربعاً وعشرين ساعة. وتلقى محاضرات عصر كل أربعاء للنساء، تحضرها أكثر من ألف امرأة. ويعقد فيه مجلس تعليم كل يوم أحد في الصباح. وتقام فيه دورات للأمهات ليزددن معلومات شرعية.

ومقر المسجد في حي راق يذهب الرجال لأعمالهم، وزوجاتهم يأتين إلى المسجد للدراسة. وتقام فيه دورات لإعداد الدعاة. وتقام دورات لتعليم اللغة العربية، ودورات في الدراسات الإسلامية. والمستوصف يعالج جماعة المسجد والطلاب وأعضاء المؤسسة، وفيه ثلاثة أطباء. وفيه أي المسجد نشاط شبابي: دراسة إسلامية ورياضية (فتوة) والنشاط يسير على ما يرام، ويجمع الزكاة ويوزعها على مستحقيها. وفي عيد الأضحى توزع الذبائح، وللجامع مقام في الشعب الإندونيسي، فهو مسجد الأمة ومسجد الاستقلال ومسجد الحكومة.

لماذا سمي المسجد بالأزهر؟

وسمي المسجد بالأزهر إكراماً وتحية للشيخ محمود شلتوت، عند زيارته لإندونيسيا سنة 1961م. وكان في الأصل يسمى مسجد (كبايورنج) KABAURANG باسم الحارة. والمسجد يهتم بالتربية، لأن المسلمين ينافسون أهل الأديان الأخرى.

ومدارس الأزهر اشتهرت عند الناس وحازت ثقتهم، حتى إن كبار رجال الدولة والوزراء يدخلون أولادهم فيها، لأن مستقبل الأولاد يكون جيداً من الناحية العلمية عامة والإسلامية خاصة، وهي ذات أهمية استراتيجية في مستقبل إندونيسيا، ويراعى فيها المستوى العالي، وستضاف لها مدارس فرعية في المناطق الأخرى. ونحاول تقوية المواد العامة، والمواد الدينية، والمدرسون في مدارس الأزهر أكفاء، وتحاول المؤسسة تقوية هؤلاء المدرسين وترقيتهم في الشريعة، لينشروا الروح الإسلامية للطلاب في جميع المواد. وقال الشيخ عبد الله سالم: نرجو توجيهاتكم لما لكم من خبرة في التربية والتعليم، بحيث نستطيع التنسيق بين المواد العصرية والمواد الدينية.

عدد الأساتذة 300 مدرس. والمراحل الموجودة فيها من الروضة إلى الثانوية. عدد الطلاب ستة آلاف طالب وطالبة، وفي كل مدرسة يوجد مدرس للغة العربية. و الذين تخرجوا في المرحلة الثانوية، ألف طالب وطالبة تقريباً 95% منهم يواصلون دراستهم من الابتدائي إلى التخرج من الثانوي. وكتب اللغة العربية تطبعها المؤسسة. وأغلب المدرسين من الكليات العامة، ما عدا مدرسي الثقافة العامة، فهم من الجامعات الإسلامية الحكومية أو من المعاهد الإسلامية. وستفتح المؤسسة كلية الاقتصاد والتجارة، وستدرس فيها مواد الشريعة الإسلامية. وفي إندونيسيا منافسة شديدة بين الأديان، فلا بد من تثقيف الأمة الإسلامية من جميع النواحي ولابد أن يتعاون رجال الأعمال السعوديين مع الإندونيسيين.

وكان في هذا الاجتماع مع الدكتور عبد الله سالم بعض الأساتذة، وهم: الدكتور حريري هادي ولد سنة 1930م. يحمل دكتوراه في الاقتصاد من جامعة إندونيسيا سنة 1959م. ودرس سنتين في أمريكا، وسنة في هولندا، وستة أشهر في بولندا. وهو الآن وكيل وزارة التخطيط. والأستاذ نور سار ولد سنة 1932م. ويحمل ماجستير في الاقتصاد، وهو أمين الصندوق ورجل أعمال. والدكتور: تمزيل عبد الله سالم، ولد سنة 1947م. التخصص الطب العام، يعمل في نفس المؤسسة. والشيخ محفوظ مأمور، ولد سنة 1942م. التخصص في الثقافة الإسلامية تخرج في معهد كونتور وهو مدير المدارس الأزهرية. والأستاذ قمر الدين، ولد سنة 1941م. التخصص: كلية التربية الجامعة الإسلامية الحكومية وهو مدرس في قسم التربية.





السابق

الفهرس

التالي


14217209

عداد الصفحات العام

2306

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م