{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(047) سافر معي في المشارق والمغارب

(047) سافر معي في المشارق والمغارب
نبذة مختصرة عن الأستاذ رشدي بن عبد الملك، الذي أعطانا المعلومات عن والده [الشيخ همكا] كما في الحلقة السابقة: ولد سنة 1935م. التخصص: علم العلاقات الاجتماعية في جامعة إندونيسيا والمعهد العالي للإعلام. الأعمال: عضو في مجلس الرئاسة المركزي للجمعية المحمدية من سنة 1985م ـ 1990م ثم اختير أيضاً عضواً في الفترة الحالية. وهو مسؤول في مؤسسة الحكمة المختصة بدراسة سياسة الجمعية المحمدية، يراقبون تطورات المجتمع الإندونيسي.

وهو رئيس تحرير مجلة (بانجي ماسيار أكات panji masyar akat) ويبدو أن حزب الاتحاد والتنمية يريد ترشيح الأستاذ رشدي، ليكون عضواً في البرلمان، وهو عضو في هذا الحزب. [ولا ينافي هذا كونه عضواً في المجلس المركزي الرئاسي في المحمدية، وكونه مسؤولاً لمؤسسة الحكمة في الجمعية، فالجمعية من الناحية الرسمية ليست حزباً، وأعضاء الجمعيات لهم الحق في الدخول في أحد الأحزاب الثلاثة السياسية].

والمجلة عرفت بأنها إسلامية. وبها باب خاص بالأخبار المحلية والدولية وتهتم بقضايا معينة، كأخبار البوسنة والهرسك وبها موضع خاص بالمقالات الإسلامية. والناس يعتبرونها من أشجع المجلات التي تتحدث عن التنصير. كما تهتم بأخبار النصارى الذين يدخلون في الإسلام، وبها مقالات لتصحيح العقيدة والمفاهيم الإسلامية والأخلاق والعادات الإندونيسية، التي قد يكون في بعضها ضلال وانحراف، فيبين ذلك للناس.

الأحد: 24:/6/1410هـ ـ 22 /1/1990م

يوم الفتوة واختلال الموازين:

في صباح كل أحد تبدأ من الساعة السادسة تقريباً كوكبات من الشبان والشابات ـ طلاباً وطالبات، وموظفين وموظفات ـ مسيراتها الرياضية على امتداد الشارع العام الذي يمر بالفنادق الكبيرة والأسواق ويخترق جاكرتا شمالاً وجنوباً.

كل كوكبة لها لباسها الذي يميزها عن غيرها بلونه المختلف، ويتقدمها مدربها، وهي تسير في استعراض يشبه استعراض الجيوش، يفدون إلى هذا الشارع. [وعلى حافتي الشارع العمارات الكبيرة من الشركات والبنوك والفنادق، ومنه فندق: ماندرين الذي أنزل به، ويقع في شرقي الشارع، وفندق: غراند حياه، ويقع في غربي الشارع]. من كل الاتجاهات من الشوارع الفرعية، وتبدأ كل كوكبة مسيرتها من الشمال إلى الجنوب أو بالعكس، وتستمر إلى أن تصل إلى المسافة التي حددتها لنفسها ثم تعود إلى حيث بدأت. وفي هذا اليوم بالذات لم يكن عندي موعد في الصباح الباكر، فوقفت قرب النافذة ورأيت ذلك المنظر المنظم المنسق، وكان المطر ينهمر وهم يسيرون.

وقد أعجبني هذا العمل المعتاد، حيث إنهم لا يستغرقون في النوم يوم الإجازة من الصباح إلى المساء كما يفعل الموظفون والطلاب في بعض البلدان العربية ـ في الغالب ـ أيام الإجازات، وإنما يزاولون نشاطهم، ليحافظوا على صحتهم ولياقتهم، ولهذا سميته يوم الفتوة.

ولكن الذي أساءني أن أرى كثيراً من الشبان يلبسون سراويل طويلة ساترة إلى كعوبهم، وكثير من الشابات يلبسن لباساً قصيراً كاشفاً لسيقانهن، وهو من اختلال الموازين في هذا العصر، مع العلم أنه توجد بين هذه الجموع فتيات محتشمات.

المؤسسة الشافعية:

في رحلتي الأولى إلى إندونيسيا في يوم الخميس 28 /8/1400هـ ـ 10/1/1980م قمت بزيارة هذه المؤسسة، وهي عند الإطلاق (أي إطلاق الشافعية) يراد بها المؤسسة الشافعية، نسبة إلى مؤسسها الشيخ عبد الله شافعي.

وهي تشمل الإعدادية والثانوية العالية. وبها معهد للأيتام لا يقل عددهم عندئذٍ عن أربعمائة يتيم ويتيمة. وعدد طلاب المؤسسة كلها لا يقلون عن خمسة آلاف طالب وطالبة، وكثير منهم يسكنون في القسم الداخلي ولها فروع في مدن أخرى.

ومع الدراسة المنهجية توجد تدريبات مهنية: خياطة وتطريز، وطباعة، وصياغة، وغيرها. وكان المؤسس [سيأتي التعريف به قريبا ]ً قد ورث أرضاً واسعة من والده، فوقف هذه الأرض لهذه المؤسسة، وبنى عليها المرافق اللازمة بالتدرج.

ولا زال يسعى للتوسع في الأرض والبناء، واستيعاب أعداد كثيرة من أبناء المسلمين الذين هم في أمس الحاجة إلى الرعاية والتعليم، ولا يعرف قدر جهود أمثاله من المهتمين بإقامة المدارس والملاجئ لأبناء المسلمين، إلا من رأى الجهود القوية التي يبذلها أعداء الله، لإبعاد شباب المسلمين عن دينهم من المنصرين وغيرهم، من داخل البلاد وخارجها.

وصلنا إلى مقر المؤسسة، واستقبلنا المسؤولون الموجودون بها ـ وكان الوقت وقت إجازة، وكان الاجتماع في قاعة المحاضرات بمعهد اليتامى ـ وكلهم موجودون في مساكنهم قرب المعهد ـ الذين اجتمعوا ـ بنين وبنات ـ وغالبهم في سن السادسة عشرة فأقل، البنون في جهة، والبنات في أخرى، ولباس البنات ساتر موحد، وكانوا عند قدومنا ينشدون أناشيد إسلامية تتضمن ترحيباً بالقادمين، والظاهر أنها معدة لكل ضيف ـ وكان الشيخ عبد الله الشافعي غائباً، وحضر نائبه واعتذر له. [سيأتي أنه زارنا بعد ذلك في الفندق واعتذر عن غيابه].

وعندما دخلنا القاعة طلبوا من الأخ عبد الله باهرمز أن يعرف الحاضرين بالضيف. [الضيف يطلق على غير الواحد كالواحد]. (وكان معي الشيخ عبد القوي بن عبد المجيد القارئ مدرس القرآن الكريم بمعهد الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والابن عبد البر وكان عمره 16سنة، وعبد الله سعيد باهرمز، كان طالباً في كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة، وبعد تخرجه تعاقد داعية مع الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، في المملكة العربية السعودية ولا زال. [إلى زيارتي الرابعة لإندونيسيا سنة1413هـ بل إلى سنة 1427هـ]. وهو من أركان مكتب الملحق الديني في جاكرتا). ففعل، ثم رتل أحد اليتامى ما تيسر من القرآن الكريم، وهو ـ إضافة إلى يتمه ـ مقعد، ثم قدم يتيم آخر كلمة ترحيب وأشاد بما يقوم به المؤسس من مساعدة الأيتام، وتلته إحدى اليتيمات كذلك، ثم قرأت إحدى اليتيمات سورة الصف من حفظها.

محاضرة مختصرة في المؤسسة الشافعية:

ثم طلب مني أن القي محاضرة، ففعلت، وتضمنت تهنئة المؤسس بهذا الفضل العظيم المبارك والدعاء له بالتوفيق للمزيد من الخير والإخلاص في العمل، ودعوة العلماء والأغنياء للاقتداء بهذا العمل المبارك، وتهنئة طلبة هذه المؤسسة بما يسره الله لهم من العناية بهم، ولا سيما هؤلاء اليتامى، وأن عليهم أن يشكروا الله ويدعوا للمؤسس ليكافئوه على عمله، وأن على الجميع شكر الله الذي لولاه ما تيسر هذا العمل.

وذكرت هؤلاء اليتامى بحالة غيرهم ممن يقعون في أيدي الكفار من النصارى وغيرهم، فإنهم ينفقون عليهم ليخرجوهم من دينهم ويجعلوهم أعداء له، مع ضرب بعض الأمثلة لذلك. ثم قام نائب رئيس المؤسسة فرحب بنا وشكرنا على الزيارة، وأشار إلى حاجة المؤسسة إلى الدعم والمساعدة، لا سيما المدرسين للغة العربية والمنح الدراسية، وأشار إلى أنهم سيبعثون للجامعة الإسلامية في المدينة بمنهج المؤسسة لمعادلته. ثم تجولنا بعد ذلك على مرافق المؤسسة وما يزاول فيها من نشاطات، من التدريبات المهنية للبنين والبنات من خياطة وتطريز وطباعة ونجارة وغيرها.

الشيخ محمد طاهر الرحيلي رئيس المدرسة الطاهرية في جاكرتا

زارنا في الفندق.

وللشيخ عبد الله الشافعي أخ يدعى: طاهر رحيلي( ) أسس مثل أخيه مؤسسة أخرى تسمى الطاهرية، وهي شبيهة بالشافعية، ولم تتيسر لنا زيارتها، ونسأل الله لهما مزيداً من السداد والتوفيق.






السابق

الفهرس

التالي


14239891

عداد الصفحات العام

1400

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م