{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(028) سافر معي في المشارق والمغارب

(028) سافر معي في المشارق والمغارب

عرض وتردد ثم موافقة:

عرض علي الإخوة في حزب العدالة والرفاهية زيارة رئيس الدولة، فترددت وقلت لهم: أنا زيارتي خاصة، والرجل كثير المشاغل والمواعيد، فقالوا لي: إنه رجل متواضع، ويقدر العلماء ويطلب منهم الدعاء، وقد استقبل قبل عدداً من العلماء من الداخل ومن الخارج، ومنهم: فضيلة الشيخ السديس إمام المسجد الحرام، وهو يطلب النصيحة ممن يزوره من العلماء، ويمكنك أن تقدم له نصيحة مختصرة.

وعندما اتصل به الأخ الدكتور محمد هدايت نور وحيد، رئيس مجلس الشعب، عارضاً عليه الزيارة رحب بذلك، فذهبت مع الأخ هدايت، فاستقبلنا استقبالاً حاراً، وهذه خلاصة ما دار في الجلسة.

الاجتماع بالرئيس في القصر:
وقد طلبت من الدكتور نور هداية وحيد عدم الإذن للإعلاميين بالتصوير، سواء كان للتلفاز أو الصحف، فتم ذلك، ولم يصور إلا العاملون في القصر. في الساعة الواحدة بعد الظهر من يوم 10/7/1426ﻫ ـ 15/8/2005م تم اللقاء به ومعه منسق شئون الوزراء والرئاسة وكان يكتب الحوار الذي دار بيننا.

وكان معي أحد المتخرجين من الجامعة الإسلامية بالمدينة الأخ نور هداية وحيد وهو الذي رافقني إليه وهو رئيس مجلس الشعب الإندونيسي، ويعد الرجل الثاني بعد الرئيس، والأخ عبد الله باهرمز وهو الذي ترجم بينينا، وبدأ الرئيس الكلام الذي يشكو فيه من المشكلات التي تواجه إندونيسيا، وبخاصة الفساد العام وأخص منه الفساد الخلقي، وطلب النصح والدعاء على أن يعينه الله تعالى على القيام بالواجب.

ومما قاله مسروراً به ما سيحصل هذا اليوم من التوقيع في الساعة الثانية والنصف ظهراً بتوقيت جاكرتا على ما تم الاتفاق عليه بين الحكومة وزعماء إقليم آتشيه في مدينة "هلسنكي".

شكرته على اللقاء، وقلت:

إن الاهتمام الذي يوليه بقومه جدير بأن يعينه الله تعالى على ذلك، وقلت له: إن علماءنا السابقين اختصروا أركان نجاح من يديرون شئون العمل صغروا أم كبروا في أركان مختصرة: وهي:
1-العلم
2-الخبرة
3-الأمانة
4-القدرة على التنفيذ

وهذه الأركان، جاء بها القرآن والسنة كما هو معروف. فإذا توفرت في المسئول عن أي موظف فهو جدير بالنجاح في عمله، ولهذا عندما قال عزيز مصر ليوسف عليه السلام: {إنك اليوم لدينا مكين أمي} قال له يوسف: جعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم

والحفظ يدل على ثلاثة أمور:

الأمر الأول: العلم، لأن الجاهل غير مؤهل لحفظ ما وليه.

الأمر الثاني: الخبرة، لأن الذي لا خبرة عنده لا يقدر على حفظ ما تولاه، ولو كان عنده علم نظري لم يصقله بالتجارب.

الأمر الثالث: القوة، فإن الضعيف يغلب على أمره فيصعب عليه الدوام على تنفيذ شئون إدارته وقراراتها.

فالإصلاح لا بد أن تتوفر في أهله هذه الأركان، فلا يتحقق الإصلاح إلا بالعلم والخبرة والأمانة والقدرة، والذي لا أمانة له يخون، والجاهل يفسد أكثر مما يصلح، ومن لا خبرة له لا يوثق في نجاحه، والضعيف يُغلب على أمره. ويجب أن تستقطبوا من تتوفر فيه الكفاءة، سواء كان من حزبكم أو حزب حلفائكم ومن غيرهما، ما دام هدفكم الإصلاح.

فقال لي: إنني في غاية السرور بلقائكم، وبما نصحتموني به، ولا سيما تلك المبادئ المفيدة في الإصلاح، ثم طلب الدعاء، وأهديت له كتاب الإيمان هو الأساس، وقلت له: إن هذا الكتاب هو من أحب كتبي إلي، وإن كانت بعض كتبي أكبر منه، لأن من قوي إيمانه كثر خيره وعمت بركته وأمنه الناس على ضرورات حياتهم ومكملاتها، ومع الكتاب سبحة أشار بها بعض الإخوة، لأن الإندونيسيين يُسَرون بالهدايا الروحانية، للإشارة إلى أن ذكر الله والعمل بالطاعات لا ينفك بعضها عن بعض.

شكرنا على الزيارة وعلى الهدية وودعنا، وأراد توديعنا خارج الباب، فرجوت منه البقاء. وبعد ذلك أخبرني الدكتور نور هدية وحيد أن المنسق المذكور اتصل به وقال له: إن الرئيس مسرور جداً باللقاء الذي تم مع الشيخ، ويشكركم على أن جمعتموه به، وقال: إن الشيخ متواضع ومنفتح. وانتهى اللقاء في الساعة الثانية إلا ربعاً.




السابق

الفهرس

التالي


14239826

عداد الصفحات العام

1335

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م