{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(02) سافر معي في المشارق والمغارب

(02) سافر معي في المشارق والمغارب
الاجتماع بمسلمي الجالية اللبنانية:

وتركنا الأخ شفيق ليذهب ثم يعود بعد ساعتين، لأخذنا في جولة في مدينة سدني للتعرف على طبيعتها، وكنت كعادتي في تشوق للخروج إلى مشارف المدينة على ساحل البحر لأتصورها من جميع جهاتها تصوراً مباشراً بعد أن تصورتها تصوراً جغرافياً نظرياً، وهي تقع في جنوب شرق القارة الجديدة.

ولكن الأخ شفيقاً اتصل بعد أن خرج من عندنا بالهاتف معتذراً عن العودة لشغل عرض له، وقال: إن الأخ محمد مصطفى صدِّيق اللبناني سيأتيكم بعد أربعين دقيقة ليأخذكم في جولة، فأبطأ علينا الأخ محمد فلم يأتنا إلا قبيل المغرب، حيث طلب منا أن نخرج في جولة ثم نتناول طعام العشاء في بيته ونجتمع ببعض الأسر اللبنانية. وهم من أكبر الجاليات العربية في القارة ـ سيأتي الكلام عن الجاليات ـ وقد تجنس كل من مضت له الفترة النظامية في البلد، والأخ محمد أحدهم، وكان يحدثنا عن قارة أستراليا وبدء الهجرة الأوربية إليها وعن سكانها الأصليين وعن الجاليات الموجودة بها من العرب والأتراك والهنود، وغيرهم، وبدا من حديثه أنه ملم بالمعلومات المتعلقة بالبلد.

وبعد ساعة ونصف تقريباً وصلنا إلى منزله الذي ملكه بالتقسيط في ضاحية أوبن، وهي منطقة هادئة، وجاء إلينا بعض أقاربه وجاليته. تذاكرنا معهم بعض الشؤون الإسلامية ولا سيما تربية أولادهم بمناسبة وجود بعض الأطفال الذين يتحدثون باللغة الإنجليزية واللهجة اللبنانية، وقد تناولنا طعام العشاء في منزل الأخ محمد وكان من عدة أنواع من الأطعمة العربية وبخاصة اللبنانية منها، ثم ذهب بنا إلى منزل أحد زملائه الذي اجتمع فيه عدد من الجالية، لسعته فاجتمعنا بهم وكان حديثهم منصباً حول نقاط معينة:

النقطة الأولى: عدم وجود العلماء المتفقهين في الدين المخلصين في العمل، الذين يمكنهم أن يجمعوا كلمة المسلمين ويعلموهم دينهم.

النقطة الثانية: وجود بعض من يتصدى للدعوة والإمامة، وهو ينشر بعض الطرق الصوفية الغالية مثل الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية التي يتزعمها محمد عبده البرهاني السوداني، وكان عندهم صورة من أدعيته.

النقطة الثالثة: استجابة من يتصدون للدعوة إلى الله في زعمهم ـ لتوجيه بعض الدول السياسي الذي يخدم مصالحها، مثل إيران وبعض الدول العربية المتفقة معها في سياستها أو غير المتفقة، وذلك بسبب بذل تلك الدول الأموال بشرط تنفيذ رغباتها، وفي ذلك تفريق للمسلمين؛ لأن بعض أولئك الأئمة يستغلون المنابر لتأييد سياسة تلك الدول وزعمائها، وتجريح زعماء دول أخرى، وطلبوا منا أن نساعدهم في حل هذه المشكلات التي فرقتهم وأحدثت بينهم العداوة والبغضاء، حتى إن بعضهم يكتب ضد بعض على صفحات الجرائد العربية التي يصدرها بعض النصارى.

وقد نصحناهم أن يحاولوا التفاهم فيما بينهم بالمعروف وأن يصبروا، من أجل اجتماع كلمتهم، بدون أن يتنازلوا عن الحق في عقيدتهم وبدون اتباع البدع والخرافات، وأن يحاولوا حل هذه المشكلات عن طريق الاتحاد الذي يعتبر الواجهة الشرعية لهم، وركز على هذا المعنى فضيلة الشيخ عمر، كما نصحوا أن يلتمسوا بالوسيلة الممكنة وجود علماء وأئمة من ذوي الفقه في الدين والإخلاص في العمل، ليقوموا بتوجيههم وجمع كلمتهم على الحق، وأن يحرصوا على التحدث مع أبنائهم باللغة العربية في المنازل ليحافظوا على صلتهم بلغة دينهم وكتابهم، وأن يؤدبوهم بآداب الإسلام ويغرسوا في نفوسهم مبادئه الإيمانية والسلوكية.

ثم وعدناهم أن نسعى ما استطعنا في حل مشكلاتهم سواء في داخل البلد (أستراليا) مع الاتحاد أو الأطراف المتنازعة، أو في المملكة العربية السعودية ببعث دعاة إلى المنطقة. ثم استأذنَّا ورجعنا إلى الفندق ـ وفي طريقنا طلبوا منا زيارة مركز الخدمات الاجتماعية الذي أعدوه لإقامة الأفراح فيه، كالعرس، والعيد، وكذلك تعزية أقارب من يتوفى منهم، ويريدونه أن يكون نادياً ثقافياً، وطلبوا بعث كتب إسلامية له للاستفادة منها.

عدنا إلى الفندق في الساعة الثانية عشرة ليلاً، صلينا المغرب والعشاء، وكان مكيف غرفتي مضرباً عن بث الحرارة للتدفئة مصراً على بث الهواء البارد ليزيد الطين بلة، حاول الدكتور جعفر حل الإشكال حيث اتصل بالمسؤولين لإصلاح المكيف فوعدوا بالحضور لإصلاحه بسرعة ولكنهم تأخروا، فاستعنت بالله ودخلت في أغطيتي ونمت إلى الصباح.





السابق

الفهرس

التالي


14217691

عداد الصفحات العام

320

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م