{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(08) الإسلام وضرورات الحياة - المبحث الثالث: وجوب الدعوة إليه

(08) الإسلام وضرورات الحياة - المبحث الثالث: وجوب الدعوة إليه



فسبيل الرسول عليه الصلاة والسلام التي أمره الله تعالى بسلوكها هي الدعوة إلى الله على بصيرة، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(67)}[المائدة].



وهذا التليغ، هو الذي وصفه الله تعالى بـ"لبيان" وأراد تعالى من رسله كلهم إيصاله إلى أممهم، فلا خوف ولا خشية لمن يقفون ضد دعوتهم ويهددونهم، مهما كلفهم من الأذى والمحن، وقد وصف سبحانه وتعالى هذا التبليغ بالمبين، أي البين الواضح الذي لا خفاء به، حتى تقوم الحجة على العباد، كما قال تعالى:{فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (35)} [النحل]



وقال تعالى عن الرسل الثلاثة الذين كذبهم قومهم: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (17)} [يس]



وقال تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138)} [آل عمران] وأبان سبحانه للمشركين الذي كذبوا الرسول عليه الصلاة والسلام، أنه إنما كلفه بالبلاغ المبين، فليس عليه إلا البيان الواضح الذي جعله ربه وظيفته، قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (92)} [المائدة] وقال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (12)} [التغابن]



هذه الدعوة، وهذا البلاغ المبين، كلف الله تعالى هذه الأمة أن تقوم بهما بعده، فسبيلها هو سبيل رسولها عليه الصلاة والسلام، كما قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ المشركين(108)} [يوسف]. لأن هذا الدين نزل للناس كافة فيجب على من آمن به أن يدعو إلى الله من لم يؤمن به لينتشر الدين وتقوم الحجة على الخلق.



وقال النبي عليه الصلاة، لأصحابه بعد أن سأله جبريل عن أصول الإيمان والإسلام وأجابه: (هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) [مسلم (1/37-38).].



وكان عليه الصلاة، يبعث أصحابه للدعوة إلى الله وتعليم الناس أمور دينهم. كما قال لمعاذ بن جبل، رضي الله تعالى عنه: (إنك تأتى قوماً أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله تعالى، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم، فإن أطاعوك فخذ منهم، وتوق كرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) [البخاري (2/125) ومسلم (1/50).].



وقال عليه الصلاة والسلام، لعلي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه، عندما أعطاه الراية يوم خيبر: (ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدى بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) [البخاري (4/207) ومسلم (4/1872).].



وكان عليه الصلاة والسلام، يأمر أمراءه في الجهاد بالدعوة إلى الإسلام أولاً، وقبول ذلك ممن استجاب والكف عنه. كما في حديث بريدة رضي الله تعالى عنه، قال: كان رسول الله عليه الصلاة والسلام، إذا أمَّر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله - إلى أن قال -: (فإذا لقيت عدوك فادعهم إلى ثلاث خصال: ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك، فاقبل منهم وكف عنهم) [مسلم (3/1356-1357).].



فدين الله تعالى الذي هو أهم الضرورات، لا يكون محفوظاً الحفظ الذي أراده الله تعالى، إلا بدعوة الناس إليه، وبيانه لهم بالحجة والبرهان؛ لأن في الدعوة إليه تكثيراً لسواد أهله، وتقوية لهم ولدينهم بحمايته من العدوان من أعدائه الذين يتربصون به في كل زمان.



نعم كتاب الله تعالى الذي هو القرآن قد تكفل الله بحفظه، ودين الله محفوظ فيه وفي سنة الرسول الصحيحة، من أرده وجده فيما إلى يوم القيامة، والله عز وجل كلف هذه الأمة بحفظ هذا الدين - وهو الضرورة الأولى من ضرورات حياتهم - بالطاعة والعمل، كل فيما يخصه ويقدر عليهكما هو معلوم.






السابق

الفهرس

التالي


14234983

عداد الصفحات العام

631

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م