﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(016)ثبات هذا الدين واستعصاؤه على أعدائه

(016)ثبات هذا الدين واستعصاؤه على أعدائه

مصالح ضيَّعناها، ومفاسد تعاطيناها:

ولقد كان قادة المسلمين قادرين على منافسة اليهود بالسبق إلى عقول الغربيين في أوربا وأمريكا، ببيان قضاياهم الفكرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، منذ فترة طويلة بالوسائل المتاحة المشروعة، وبخاصة قضيتهم مع اليهود المغتصبين للأرض المباركة "فلسطين".

فقد كان عند المسلمين، وبخاصة الدول العربية، ما يحتاج إليه الغربيون أكثر مما عند اليهود، عندهم البترول، وعندهم الممرات الدولية البرية والجوية والبحرية، وعندهم المواد الخام، وعندهم الأسواق، التي لا يستغني عنها الأوربيون والأمريكيون، وغيرهم.

كانوا يستطيعون أن يفرضوا مصالحهم أو كثيراً منها في مقابل مصالح الدول الغربية، وينالوا كثيراً من مصالحهم بذلك. وكانوا يستطيعون أن يستغلوا الحرية الإعلامية الموجودة في الغرب، فيستعملوا كثيراً من وسائل الإعلام: من صحف وإذاعات، وتلفزيونات، ينقلون فيها إلى الشعوب الغربية مبادئ الإسلام وأخلاق المسلمين، ويقنعون كثيراً من السياسيين والإعلاميين وذوي الكفاءات المتنوعة بقضاياهم
وحقوقهم، التي يهدرها زعماؤهم بتأييدهم لليهود ظلماً وعدواناً [
[ راجع الروضة موقع الإسلامي، على الرابط التالي:
http://al-rawdah.net/r.php?sub0=rahalat&sub1=a5_general&p

كانوا يستطيعون أن يدعموا جاليات ذات أعداد كبيرة من الشعوب الإسلامية في الدول الغربية، دعماً معنوياً، ودعماً مادياً، ليكونوا جماعة ضغط سياسي وإعلامي واقتصادي، ينافسون من يسمون بـ"اللوبي اليهودي" الذي استقل بالأمر، سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً وإعلامياً، فسيطر على مراكز القرار، التي أصبحت اليوم تربط مصيرها بمصير اليهود.
ضيَّع زعماء المسلمين تلك الفرص، وضيَّعوا معها توعية شعوبهم في مناهج تعليمهم وإعلامهم، بالمخاطر التي يعلمون أنها تحيط بهم، وأن نتائجها ستكون مدمرة مهلكة للحرث والنسل.. وفرَّطوا في تقوية جيوشهم، عقيدة وأخلاقاً، وفكراً وثقافةً وتدريباً، وتوفيراً للسلاح، الذي يدفعون به عن أوطانهم، ويرهبون به عدوهم.
بل فتحوا أبواب الفساد لانتشار العقائد، والأفكار والأخلاق الفاسدة، في هذه الشعوب، وأعدوا لذلك كله أجهزة إعلامهم، التي شغلت الأمة بالرقص والغناء والمجون، حتى أصبح غالب الناس في هذه الشعوب لا يفكرون إلا في بطونهم وفروجهم، وما يسلب عقولهم من المخدرات والخمور، وما يفسدها من الأفكار والثقافات، ولا زالت تملأ العقول بفاسد الأفكار، وتدنس القلوب بأوسخ الأوضار، وإغراء الأجسام بالعوم في حمآت الفُجَّار.

ولسنا نغفل ما قام به بعض الصالحين من أهل الغيرة والحمية على هذا الدين، من تهيئة بعض الوسائل الإعلامية، من فضائيات ومجلات، وجرائد ومواقع في الشبكة العالمية "الإنترنت" تحمل للمسلمين من المناهج والموضوعات ما ينفعهم في عقيدتهم، وشريعتهم وأخلاقهم، لو يمموا وجوههم نحوها، والحمد لله قد استفاد منها كثير منهم، ولكن تلك الوسائل النظيفة، تسبح ضد تيار الوسائل العفنة وتواجه أمواجاً عاتية، إذ تجد من الدعم المعنوي والمادي، ما لا تجده وسائل الخير والصلاح.

وها نحن اليوم، نتجرع كأس تلك المواقف المخزية وذلك التفريط المدمر، إذ أصبح اليهود أكبر قوة عسكرية في المنطقة العربية، يرفعون سوط الإنذار بالحرب فترتعد منهم فرائص أهل القرار في بلدان المسلمين.. يملكون السلاح الهجومي المدمر بكل أنواعه، ويحظرون على دول المسلمين وحكوماتهم السلاح الذي يدافعوا به عن أنفسهم!

يملك اليهود من مصانع السلاح الفتَّاك، بما فيه السلاح النووي، ما يهددون به جميع دول المسلمين القريبة والبعيدة، ولا تملك الدول العربية وغيرها من حكومات الشعوب الإسلامية إلا ما يأذن اليهود بشرائه من الدول الغربية، بحيث يبقى المسلمون تحت رحمة أعدائهم، حتى في قطع الغيار، التي لو توقفت؛ لتوقفت حركة الحياة المدنية في هذه الدول، فضلاً عن العسكرية!

المثال الثالث: للوثنيين، وهم كفار قريش ومن شابههم من عبدة الأوثان:

ويمثل هؤلاء عدد من الدول في هذا العصر، من أبرزها الهند، التي لا يألو حكامها جهداً في الكيد للمسلمين في داخلها، وفي الدول المجاورة لها، وبخاصة باكستان وبنغلاديش وأفغانستان، وقد قوي تعاونها في الفترة الأخيرة مع الإدارة الصليبية الصهيونية في الولايات المتحدة، ومع المحتلين اليهود للأرض المباركة.. وهذا التعاون يجعل عدوان الهند السافر أو الخفي ينال حكومات الشعوب الإسلامية الأخرى، وبخاصة الدول العربية، وبالأخص دول الجزيرة العربية.

ومن الدول الملحدة التي تؤذي مواطنيها من المسلمين، دولة الصين التي سامت المسلمين في جميع مراحلها سوء العذاب، وبخاصة في العهد الماوي الملحد الذي نال المسلمين فيه من المحن والعدوان ما يفوق كثيراً من مراحل الحكم في الصين.

ولا زالت جمهورية الصين الشعبية الحالية التي حصل فيها شيء من الانفتاح على العالم، وشيء من التسامح مع المسلمين، لا زالت تضطهد المسلمين في "تركستان الشرقية" اضطهاداً لا مثيل له، وبخاصة بعد أن رفع اليهود والصهاينة في أمريكا الحرب على ما يسمونه بالإرهاب، الذي استغلته غالب الدول المعادية للإسلام لشن الحرب على المسلمين، بحجة محاربة الإرهاب!

وفي القرآن الكريم، والسنة النبوية، والسيرة المطهرة، تفاصيل كثيرة لهذه الطوائف: طائفة أهل الكتاب من اليهود والنصارى وطائفة المنافقين، وطائفة الوثنيين والملحدين، يمكن أن يطلع عليها من أراد ذلك، والواقع على ذلك شاهد.

وقد تواطأ غالب قادة الأديان على محاربة هذا الدين وأهله، من يوم أشرقت شمسه في مكة المكرمة، وقامت دولته في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى يومنا هذا، وسيبقون كذلك يحاربون الإسلام والمسلمين إلى أن تقوم الساعة. كما أخبرنا الله تعالى بذلك في كتابه: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة 217 ].

وقد سبقت محاربتَهم للإسلام وكتابه ورسوله، محاربتُهم لغيره من الأديان، فقد حارب المشركون جميع رسل الله من عهد أول رسول أرسله الله إلى العالمين في عهده "نوح" إلى عهد رسول الله "عيسى" عليهما السلام، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وكفر اليهود بالإنجيل، كما كفر النصارى بالتوراة، وأجمعوا كلهم على الكفر بالقرآن.

وفيما قصه القرآن الكريم عن الأنبياء عليهم السلام وأممهم، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم والمشركين العرب واليهود والنصارى، غناءٌ لمن يريد الوقوف على ذلك الكيد وتلك الحروب الظالمة. ولولا أن هذا الدين هو دين الله الخاتم الذي ختم الله به كل الأديان، ولولا أنه تعالى تكفَّل بحفظه، وحفظ مصدره ونصره لأهله على أعدائه، لولا ذلك لما بقي للإسلام أثر في الأرض، لكثرة أعدائه في الداخل والخارج، وشدة محاربتهم له.




السابق

الفهرس

التالي


16485440

عداد الصفحات العام

829

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م