{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(041) سافر معي في المشارق والمغار

(041) سافر معي في المشارق والمغار

الجمعة 28/10/1404ﻫ.

جولة حول مدينة هوبرت:

وفي الساعة التاسعة جاء إلينا الشيخ عبد الرحمن عبد الفتاح، حيث حاسبنا موظفي الفندق واستأجرنا سيارة من سيارات الفندق، لنأخذ جولة في المدينة على أطرافها المطلة على البحر الذي يفصل بين أجزائها وتمتد عليه الجسور لعبور السكان من طرف إلى آخر، وكذلك عن طريق الناقلات البحرية الصغيرة، ومن تلك الجسور كوبري تسمانيا الذي ذكروا أنه يرتفع عن سطح الماء 496 قدماً، وكان الشيخ عمر يرى أنه أقل من هذا المقدار، وبعد جولة طويلة رجعنا إلى المركز الإسلامي لأداء صلاة الجمعة.

وقد التقينا طالباً عراقياً يسمى: مؤيد صديق عبد الرحمن، وهو شاب مثقف معلوماته الإسلامية الفكرية جيدة، ولغته الإنجليزية منطلقة، وله في أستراليا سنتان، يحضر الدكتوراه في جامعة تسمانيا وكانت ترجمته طيبة جداً حتى تمنينا أن يكون هو الذي تولى الترجمة في الليلة الماضية.

وقال الأخ مؤيد: إننا في حاجة إلى بعث كتب إسلامية ومجلات من البلدان العربية، وبخاصة المملكة العربية السعودية والكويت وبعض دول الخليج. ونص على مجلات: المجتمع الكويتية والإصلاح والأمة والبلاغ وأعطانا عنوانه لنحاول الاتصال بالمسؤولين عن تلك المجلات لبعثها إليهم.

ومن الطلاب الذين التقينا هم الأخ: أحمد عوض عبد التام السوداني، الذي يدرس الكمبيوتر، وقد تزوج فتاة أسترالية التقاها في مصر كانت تدرس في كلية البنات الإسلامية ولم تكمل دراستها، قال: إنها مشتاقة إلى فهم الدين واللغة العربية.

صلاة الجمعة والاجتماع بالطلاب:

وبعد صلاة الجمعة طلب مني الطلبة الماليزيون وغيرهم أن أجلس معهم في المسجد للرد على بعض أسئلتهم، وكان أغلبها يدور حول ما تبثه إيران من شبهات ومن انتقادات لسياسات الدول العربية، وكان كثير من التحليلات السياسية مغالطة واضحة، وقد بينا لهم كذب كثير تلك المغالطات وأكثر ما ينسبونه إلى غيرهم متصفون به، واستغرقت الجلسة مع هؤلاء الطلاب الوقت الكائن بين صلاة الجمعة وصلاة العصر، ثم تناولنا طعام الغداء في منزل الشيخ عبد الرحمن، وهو ساكن في الدور العلوي من المركز والمسجد في الدور الأرضي.

وفي الساعة الرابعة والدقيقة الخامسة عشرة خرجنا من المركز إلى المطار، سلمنا حقائبنا للموظفين وأخذنا بطاقات صعود الطائرة، وكنا نظن أن سفرنا سيكون رأساً من مطار هوبرت إلى مطار برزبن، ولكن عندما تسلمنا بطاقات العفش قال الموظف للشيخ عبد الرحمن: إنهم سيستلمون عفشهم في برزبن، أما هم فإنهم سينزلون في مطار مالبورن، وينتقلون إلى طائرة أخرى، ثم في مطار سدني سينتقلون إلى طائرة أخرى أيضاً، وهي التي توصلهم إلى مطار برزبن.

قلت للأخ عبد الرحمن: كيف نعمل في هذه التغييرات ونحن لا نستطيع التفاهم باللغة الإنجليزية؟ فسأل الموظف عبد الرحمن عما قلتُ؟ فقال ـ على سبيل ـ المزاح: اتبع الناس فإذا وجدت نفسك في مطار أدلايد، فارجع إلينا مرة أخرى، وأدلايد في غرب مالبورن، وبرزبن في الشمال الشرقي لسدني، فإذا ذهبت مع الناس إلى أدلايد كان بيت الشعر منطبقاً عليّ:

سارت مشرقةً وسرت مغرباً،،،،،،،،،،،شتان بين مشرق ومغرب

ولمدينة برزبن هذه قصة معنا، فقد كان لفظها أول ما سمعناه ثقيلاً على سمعنا وعلى ألسنتنا، فكانت عندنا كناية عن الشيء الصعب، لذلك كان الشيخ إذا رأى شيئاً فيه صعوبة كنى عنه بهذه الكلمة "برزبن" والناس لا يعرفون إلا أنها اسم للمدينة، فقلت له ونحن نصعد إلى الطائرة: لقد بدأت برزبن معنا ونحن في أول السفر إليها ولكن الله هو الميسر.

بعث قطعة الجليد في البريد!

وقد كانت النكات ظريفة في مسيرنا من المركز إلى المطار، حيث كان قائد السيارة الأخ السوداني أحمد عوض عبد التام، ويرافقنا الإمام عبد الرحمن عبد الفتاح. قال الأخ عبد الرحمن: سأبعث لكم الصورة التي أخذتها لكم على جبل "ولنجتون" وفيها قطعة من الجليد التي كانت على رأس الأهدل، ولكن جو المملكة حار وأخشى أن تذوب تلك القطعة (وهو يقصد صورتها) قلت له: ابعث بها في أيام الشتاء، قال الشيخ عمر: ابعث بها إليَّ، لأن عنواني واضح، قلت له: يا شيخ عنواننا واحد، ولكن تريد أن تخفي الصورة لما فيها من الطرافة بالنسبة لي، حيث إن صورة قطعة الجليد واضحة على رأسي، وأنت على رأسك الطاقية، وهي معلومة عند أبنائك. وعندما صعدنا إلى الطائرة ودعنا الأخوان الكريمان: الشيخ عبد الرحمن والأخ أحمد عوض.

السفر من هوبرت إلى برزبن:

وفي الساعة الخامسة والدقيقة العاشرة أقلعت بنا الطائرة من مطار هوبرت إلى مطار مالبورن.

مالها تركتنا؟!

أخذت المضيفة تباشر الركاب بالشاي والقهوة وأم الخبائث، وتمر من عندنا ولم تلتفت إلينا، فقال الشيخ: مالها تركتنا هذه؟ فقلت: لعل عدم وضعنا الطاولات أمامنا هو السبب، ثم وضعتُ الطاولة أمامي، فجاءت مسرعة قائلة ماذا تريدون: شاياً أم قهوة أم خمرة؟

قلت للشيخ: ماذا تريد؟

قال: شاي، فقلت لها: كوب شاي واحد، وكوب حليب، فاستدرك الشيخ وقال لها ثلاث كلمات يجيدها: من فضلك، والظاهر أن سبب حفظها موافقتها في اللفظ كلمة "إبليس"، وأما الثانية فهي أحد ألفاظ العدد: " تو" أي اثنين، وأما الثالثة فهي الحليب: "ملك" قال لها الشيخ: "بليس تو ملك" وقد ندم الشيخ على طلبه الشاي فقط أو القهوة فقط كل مرة، وأنا أطلب الحليب، وهو حليب بقر صافي لذيذ نجده في الفندق وفي الطائرة، وفي المنازل، فأراد الشيخ أن لا يفوته ما تشبث به زميله وهو الفطرة.

إن كان الصمم من اللغة الإنجليزية فنحن توأم!

هبطت بنا الطائرة في مطار مالبورن في الساعة السادسة والدقيقة العاشرة.

نزلنا من الطائرة والشيخ يقول: نقول لأول مضيف أو مضيفة نجدها: برزبن ونريها البطاقة، فوجد مضيفة واقفة على رأس الممر الذي يخرج منه ركاب الطائرة إلى قاعات المطار، فأراها البطاقة وقال: برزبن، فمشت أمامنا قليلاً حتى أرتنا البوابة رقم: 5، فأشارت لنا إليها، وجئنا إلى الموظفة المسؤولة في هذه البوابة فأريناها البطاقة، وقلنا: برزبن، فأشارت لنا إلى الداخل وقالت: ابقوا هنا، فدخلنا إلى القاعة، فجلسنا ننتظر مع المنتظرين، وقال الشيخ: خل بالك ترى آذاني مصمومة، يقصد: انتبه للإعلان عن رحلتنا، قلت له: هل آذانك مصمومة من كل كلام، أم من اللغة الإنجليزية فقط؟ فإن كان الصمم من اللغة الإنجليزية فقط فنحن توأم.

وبعد خمس دقائق أعلنت المضيفة عن صعود الطائرة وسمعنا كلمة: تو سدني، ومشينا وراء الركاب فصعدنا، وقد كانت أرقام بوابات الخروج من مطار هوبرت، ومطار مالبورن ومطار سدني واحدة: (5) كما كانت أرقام مقاعدنا في الطائرات الثلاث الدرجة الأولى كذلك واحدة.

طايحين في الخمر!

جاءت إلينا المضيفة بطبق الطعام، فرددناه لعدم معرفتنا بما فيه من حلال وحرام، فأشارت لنا أن هناك أشياء أخرى ستحضرها إن أردنا، فقلت لها: احضري ذلك، فأحضرتها وكان من بينها سلطة خضراء، فأخذناها ورددنا الباقي، ثم أخذ الشيخ فنجان قهوة وأخذت كوب حليب ـ ونظر الشيخ إلى الجيران فرآهم يشربون الخمر، إذا شرب أحدهم من نوع أحضر له نوع آخر منه، فيشرب وهكذا، فقال متعجباً بلهجة ملؤها الحزن والأسى: "شف طايحين في الخمر. [أي انظر كيف يسرفون في شربها]. " فقلت له: ما بعد الكفر ذنب! وقلت له: إن من فضل الله علينا أن نترك ما لا ندري أهو حلال أم حرام، ونسأل الله أن يرزقنا شكره والتزام أمره، وهؤلاء لا يسألون عن شيء، ولا يفكرون في حلال أو حرام كالأنعام بل هم أضل ولكنهم لم يبلغوا حقيقة هذا الدين لتقصير المسلمين.

في مطار سدني:

وهبطت الطائرة في مطار سدني في الساعة الثامنة والدقيقة الأربعين ـ أي أن مدة الطيران كانت ساعة وثلث الساعة تقريباً، وكان المطر في ذلك الوقت منهمراً، ولكنه لم يمسنا، لأن الخروج من الطائرة والدخول إليها في ممر متصل بها وبقاعات المطار دائماً. وفي آخر الممر المؤدي إلى القاعة وجدنا المضيفة واقفة، كالعادة في كل مطار لتسهيل مهمة الركاب المحتاجين مثلنا، فأريناها البطاقة فأشارت لنا إلى بوابتنا.


ويرفضانه!

وفي طريقنا إلى البوابة اعترضنا شابان، أحدهما أكبر سناً من الآخر فسلما علينا فقلت: من أين أنتما؟ وقال أكبرهما: نحن لبنانيان، وسألني هل جئتما هنا من أجل حضور المؤتمر الإسلامي؟ قلت: أي مؤتمر هذا؟ فقال: لقد عقد مؤتمر إسلامي عالمي قبل أسبوعين، قلت: لماذا؟ فقال: لأجل شؤون الحج، فعرفنا أنه يقصد المؤتمر الشيعي، وقلت: لعل هذين الشابين من شيعة لبنان، أو أنهما تأثرا بذلك، وكل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه (ويقاس على ذلك كل أنواع المعاصي والفسق ومن ذلك: الترفيض، أي "يرفّضانه").

وكثير من المؤتمرات التي يعقدها الشيعة أو غيرهم ممن يتخذون الدين الإسلامي مطية لبعض مآربهم، هي شبيهة بمسجد الضرار الذي بناه المنافقون في عهد الرسول  ، للإضرار بالمسلمين وتفريق كلمتهم، ولم نستطع التحدث مع هذين الشابين لأن الموظف المسؤول بمجرد ما رآنا قال: فضلا اذهبوا إلى الطائرة ـ فصعدنا إلى الطائرة وتحركت للإقلاع بمجرد ركوبنا. وأقلعت الطائرة من مطار سدني إلى مطار برزبن في الساعة الثامنة والدقيقة والخامسة والخمسين.

دقة النظام وإنجاز المواعيد:

إن القوم قد أتقنوا التنظيم المريح السريع، وكذلك التزموا الحفاظ على العادية.[أعني بها ما عدا الوعود السياسية، التي قد يتعاطون من أجل عدم الوفاء بها كل وسيلة ممكنة، إذا كان في الوفاء بها ضرراً عليهم]. ، ولذلك يتيسر أمر المسافر ولو كان لا يجيد لغة القوم، فترى الموظف المرشد في كل مكان في المطارات وغيرها كالدوائر الحكومية.

ومن ذلك دقة مواعيد طيرانهم تهبط من طائرة في مطار وتصعد إلى أخرى في نفس الوقت أو بعده بقليل، وتجد أرقام مقعدك وبوابة خروجك واحدة في المطارات المختلفة، وإن تلك الدقة وتلك الأنظمة تستحق الإعجاب، ونتمنى للشعوب المتخلفة في النظام ودقة المواعيد أن تبلغ تلك الدقة، ليس في طيرانها بل في كل أعمالها وليس اقتداء بتلك الدول المسماة بالدول المتقدمة بل تمسكاً بالإسلام الذي لم يسبق في كل مجال من مجالات حياة الإنسان بدقة نظام أو موعد، ولقد جعل خلف الموعد من علامات النفاق.

نظام هناك و فوضى هنا!

قد يتعجب القارئ من هذا العنوان الذي ينافي مضمون العنوان الذي قبله في ظاهره، كيف يكون القوم ذوي دقة في النظام والمواعيد وتنتشر فيهم الفوضى؟ ولكن إذا عرف القارئ انفكاك الجهة كما يقول علماء أصول الفقه زالت الغرابة. وانفكاك الجهة هنا المقصود به أن دقة النظام والمواعيد في أمور، والفوضى في أمور أخرى، فلا منافاة أن يوصفوا بدقة النظام والمواعيد في الأمور الأولى، وبالفوضى في الأمور الأخرى.

إنهم يحافظون على المواعيد وعلى تطبيق النظام وإعطاء الإنسان حقه الذي يفرضه القانون، ومعاملتهم حسنة جداً ويظهر عليهم الرفق وغير ذلك من الأمور، وهذا ما قصدته في العنوان السابق. وإنهم إذا دخلوا المراقص والمسارح وتناولوا الخمرة وبدؤوا في الرقص والاحتكاك يفوقون فوضى جميع الحيوانات، وكأنهم مجانين وقد رأيت ذلك في التلفزيون الذي تعمدت أن أرى كثيراً من برامجه. إنهم يجتمعون عراة إلا من شريط يستر العورة الكبرى ـ كما يقول الفقهاء ـ هذا بالنسبة للمرأة ـ في الغالب ـ أما الرجل فحسب مزاجه والغالب أن يكون مستوراً إلى الكعبين ـ ويأخذ الرجال والنساء أزواجاً – يعني رجلا وامرأة – في الرقص وما يتبعه من الاحتكاك السيئ وترتفع أصواتهم ارتفاعاً مزعجاً، ولا يستطيع الإنسان وصف ما يرى إلا بالجنون، ولكنهم قد لا يفعل ذلك كثير منهم في الشوارع والأسواق والطائرات، وقد يحصل من بعضهم شيء من ذلك، على صفة ليست كتلك التي في المراكز الفوضوية (أي المسارح والمراقص).
ولكننا في هذه الطائرة رأينا المضيفين والمضيفات، تجمعوا في مقدمة الطائرة يتضاحكون ويقهقهون ويشربون، وارتفعت أصواتهم ارتفاعاً غير عادي وقد تجمعوا بجانب الشيخ الكريم يضحكون وفي أيديهم كؤوس الخمر فقلت له: إني أخشى أن تنكب عليك هذه الكؤوس فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، قلت له: قل لهم: مالكم تكأكأتم على كتكأكؤكم على ذي جنة؟ وصرفهم الله عنه استجابة لاستعاذته.

الخلاصة أن نظامهم دقيق في المعاملات الرسمية، وتخيم عليهم الفوضى في الصلات الشخصية، والغالب أن يكون ذلك في أماكن خاصة وقد يحصل شيء منه في الأماكن العامة. وحلقت الطائرة على مدينة برزبن بعد ساعة من إقلاعها من مطار سدني ـ فكانت المدينة، والظلام الذي يغطيها والأنوار المتلألئة بها، شبيهة بجوخ أسود وُشِّيَ بفصوص من فضة، وقد بدت شوارعها وحاراتها متناسقة بتناسق أضوائها الكهربائية وهي ممتدة على مساحة واسعاً جداً من الأرض. وقد هبطت بنا الطائرة في مطار برزبن في الساعة العاشرة والدقيقة الخامسة ـ مع العلم أن الطائرة من نوع بوينغ 727 السريعة الطيران فكانت مدة الطيران ساعة واحدة.




السابق

الفهرس

التالي


14217298

عداد الصفحات العام

2395

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م