{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(058) سافر معي في المشارق والمغارب

(058) سافر معي في المشارق والمغارب

الجمعة: 6/11/1404ﻫ.

لا أريد أن أغير عادتي:

سهرت في هذه الليلة إلى الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل لكتابة مذكراتي اليومية التي كانت مبعثرة في كراسة صغيرة، خشية من نسيان كثير منها إذا تأخرت عن كتابتها كثيرا .ً[ وقد دأبت بعد ذلك على حمل دفتر كبير يتسع لكتابة المذكرات اليومية بالتفصيل لمدة شهر أو أكثر، ووجدت ذلك أنفع وأحفظ للمعلومات مفصلة].

وبعد أن صلينا الفجر وقرأنا حزبنا من القرآن والسنة ـ في كتاب رياض الصالحين، للنووي رحمه الله قال الشيخ: البرنامج الثالث اليوم عندنا ضعيف، ما رأيك لو نزلنا إلى مطعم الفندق لنرى ما يمكننا تناوله من الطعام؟.

فقلت له - وكنت مرهقباً - : أنا يا شيخ في حاجة إلى الراحة اليوم، وإذا كان عندك في مطعمنا المعتاد (زنبيل كان الشيخ يحمله من مكان لآخر نضع فيه بعض المأكولات التي لا شبهة فيها، لتناولها عندما نشك في حصولنا على طعام تطمئن إليه نفوسنا، وبخاصة في المساء والصباح) شيء يمكن أن تتناوله، وأنا أحب أن أنام، فقال: يوجد شيء من الخبز وقليل من العسل يمكنني الاكتفاء به ولا أريد أن أغير عادتي.

هذا جزائي!

غادر الشيخ غرفتي إلى غرفته ولم يغير عادته، وأنا أردت أن أغير عادتي، فاستلقيت على سريري وأخذت أغمض عيني، فلم أتمكن مما أردت، ذلك أنه كان يوجد بجانب غرفتي إزعاج شديد: طرق مستمر لإصلاحات في الفندق، فلم أنم ولم أنزل مع الشيخ للمطعم وكان حقاً عليّ السمع والطاعة، ولم أذهب معه لأشاركه في مطعمنا ولو قل ما فيه! وقلت في نفسي هذا جزائي. ثم فتحت ثلاجة الفندق فوجدت بها قرطاساً من حبوب الفول السوداني وبعض علب العصير البرتقال، فاستدركت بذلك البرنامج الثالث، والحمد لله.

جولة حول مدينة بيرث:

وفي الساعة الحادية عشرة جاءنا الأخ خليل وذهبنا لنتجول في بعض المناطق القريبة من مدينة: بيرث، فمررنا بالمنطقة الصناعية وقال الأخ خليل: إن أستراليا تصدر المواد الخام، وأهمها: الحديد والقمح والثروة الحيوانية. وعدد سكان مدينة بيرث مليون، وسكان بقية غرب أستراليا كلها نصف مليون.

وكنا في طريقنا إلى رابية مرتفعة في شرق المدينة، وكل المناطق التي بينها وبين المدينة صناعية، ومن ضمنها مطبعة الأخ خليل التي مررنا بها، وهي تقع على يسار الذاهب إلى تلك الربوة. وتوجد في الغابات بيوت متفرقة للمزارعين، وسألنا: هل تعطي الدولة الأرض للمزارعين؟ قالوا: في هذه المنطقة الآهلة بالسكان يشتري المزارع الأرض من المالكين، أما في الشمال فالدولة تعطي المزارعين الأرض مجاناً، وقد تعطي بعض المزارعين مليون فدان، ويحددون لكل عشرة أفدنة وجود بقرة واحدة، لأنه إذا حصل جفاف تموت الأبقار، ويتضاعف موتها إذا كثرت. وتوجد في المزارع خيول يستعملونها للسباق من أجل المقامرة.

ولم نجد في طريقنا إلى تلك الربوة مشاة في الطريق مع طول المسافة نسبياً، حتى قال الشيخ: كأن البلد لا سكان فيها. وقال الأخ خليل: إن الناس في أعمالهم والأولاد في المدارس، والناس هنا لا يجتمعون ولا يتراحمون قلوبهم متنافرة، على الرغم من أن القانون الأسترالي يلزم الجار أن يساعد جاره، وإذا حدث للجار ضرر وجاره يقدر على مساعدته فلم يساعده يعتبر كأنه جنى عليه.

قلت: إنهم حاولوا قدر استطاعتهم وعلى مستوى عقولهم أن يحققوا للإنسان مصالحه، ولكن العقول مهما بلغت من الذكاء، وأهلها مهما اجتهدوا في تحقيق المصالح، والقوانين مهما روعي فيها ذلك، كل ذلك لا يحقق تلك المصالح بالقدر الكافي بدون شرع الله، وإن التقت بعض اجتهاداتهم مع شرع الله في بعض الجزيئات، وقد يطبقون ذلك خوفاً من القانون وليس عن إيمان، كما هو شأن المسلم الذي يطبق الشرع من أجل أن يرضي الله، والقانون بدون خوف الله يمكن أن يحتال عليه.

وطلب الأخ خليل منا أن نبعث له ببعض الكتب الإسلامية المترجمة إلى اللغة الإنجليزية، تشرح مبادئ الإسلام، ليقوم بطبعها ويستفيد منها المسلمون وغيرهم ـ مع العلم أن عنده مطبعة ـ وطلب منا بعض الكتب التي تهتم بالإعجاز العلمي ليستعان بها على دعوة غير المسلمين من الطبقات المثقفة.





السابق

الفهرس

التالي


14230813

عداد الصفحات العام

3102

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م