{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(33) حوارات مع مسلمين جدد

(33) حوارات مع مسلمين جدد

حوار مع أخوات المسلمات سويديات في العاصمة ستوكهولم الأحد 22/12/1407هـ.

اجتمع عدد من الأخوات المسلمات السويديات فى المسجد وكان الأخ فهد الفلسطيني هو المترجم.. فألقيت فيهن كلمة عن أصول الإيمان وقواعد الإسلام، وذكرتهن بهذه النعمة التي ساقها الله إليهن، وعليهن أن يشكرن الله على ذلك ويزددن من الإيمان والتفقه في الدين والعمل الصالح، وأن يربين أولادهن عليه، وأن يجتهدن في دعوة غيرهن إلى الإسلام.

ثم سألتهن بعض الأسئلة التي اعتدت أن أسأل المسلمين من أهل كل بلد عنها.
ومن ذلك: ما الديانة التي كن عليها؟.

فكان أغلبهن على جواب واحد وهو الديانة النصرانية، ولكن لم يكن متدينات، لأنهن نشأن في أسر لا تؤمن بدين، وبعضهن ذكرن أن المسيحية لم تكن ملائمة لفطرهن.

وسألتهن: متى سمعن عن الإسلام، وماذا سمعن عنه؟. فذكر بعضهن أنهن سمعن عنه في سن الصغر في المدرسة، ولكن لم يؤثر فيهن لا سلبياً ولا إيجابياً، لأنه درس دراسة تاريخية مقتضبة، وبعضهن سمعن أن الإسلام متشدد يمنع أشياء كثيرة على الإنسان. وقالت إحداهن: إنها كانت تفهم أن الله ليس المقصود به الخالق الذي يعبد، وأن محمداً "صلى الله عليه وسلم" هو مساعد له..

وقالت أخرى: إنها كانت تعتقد أن محمداً رسول ولكن رسالته خاصة بالعرب.. وقالت أخرى: إنها كانت تعتقد أن محمداً كان نبياً، ولكن مبعوث لتبليغ رسالة المسيح.

أما أسباب إسلامهن، فبعضهن أسلمن تبعاً لأزواجهن، فكل واحدة تزوجت بمسلم أسلمت لاقتناعها بأن دين زوجها صحيح.. وبعضهن كانت تبحث عن دين واحتكت بالمسلمين، فعرفت الإسلام واقتنعت به.

وقالت إحداهن: إنها مارست المسيحية عشرين سنة، ثم أصبح عندها تساؤلات، ثم شكوك في كون المسيح هو الله، وحصل عندها صراع نفسي، وترددت على كثير من الكنائس لتجد خطاً معيناً يكون أقرب إلى الحقيقة، فلم تجد شيئاً من ذلك فاعتكفت على دراسة اليهودية لقدمها فلم ترتح لها.. وقبل أربع سنوات التقت بجارها الأخ أشرف الخبيري، وهو رئيس الرابطة الإسلامية في السويد، وحصل بينها وبينه نقاش واقتنعت بالإسلام فأسلمت.

وسألتهن: ما الذي أثر فيهن من الإسلام؟

فكانت أجوبة أغلبهن أن التوحيد الخالص في الإسلام، وكون الإنسان يعبد الله مباشرة بدون وساطة القسس، هو الذي جذبهن إلى الإسلام، وكون الإسلام يوافق العقل بخلاف المسيحية.

ثم سألتهن عن صفات الداعية المؤثر في السويدي؟.

فكان جوابهن: أن يكون واثقاً بعلمه، عنده دراسة مقارنة الأديان، وأن يكون قوي الحجة لإقناع الملحدين، وأن يكون متواضعاً، صريحاً في الحق. وقالت إحداهن: يجب على المسلمين أن ينظروا إلى غير المسلمين بشفقة ورحمة، ويساعدوهم بإيصال الإسلام إليهم بالوسائل الممكنة، مع الصبر عليهم، لأنهم يجهلون الإسلام.

(34) حوار مع مسلم جامايكي

في مدينة شيفيلد. [بريطانيا في 8/1/1408هـ]. في الساعة السابعة والربع مساء وصلنا إلى مدينة شيفيلد. صلينا المغرب والعشاء في مسجد المركز الإسلامي، وجرت مع الإخوة المصلين مناقشات طويلة فيما يتعلق بالدعوة ومناهجها وأساليبها، ثم حصل اللقاء مع مسلم جديد من جاميكا - في البحر الكاريبي، جنوب شرق أمريكا الجنوبية - وجنسيته بريطانية. ولدسنة 1958م. وكان المترجم بيني وبينه الطالب السعودي حامد خوجة،


الكاتب مع الطالب السعودي حامد خوجة في مدينة شيفيلد أمام المركز الإسلامي. 9/1/1408ﻫ ـ 2/9/1987م

وقال: إنه أول ما سمع عن الإسلام كان سنة 1978م تعامل مع شخص نيجيري يتوضأ ويصلي، فسأله عن ذلك فأخبره أنه مسلم، وأن الإسلام يوجب الوضوء والصلاة، وطلب منه أن يشرح له الإسلام، فشرح له شيئاً قليلاً.. وعندما جاء إلى بريطانيا بدأ يقرأ عن الإسلام بعض الكتب التي استعارها من المكتبة المركزية، وهي تتحدث عن مبادئ الإسلام.

أما ديانته قبل الإسلام، فكانت اليهودية وكانت أسرته يهودية، وفسر ذلك بقوله: إن هذه الديانة كانت خليطاً من اليهودية والنصرانية. ومن قراءته في تلك الكتب، علم أن القرآن لم يحصل فيه شيء من التحريف فارتاح لذلك، وترجح له أن الإسلام دين صحيح، ولم يدخل في الإسلام إلا في شهر ديسمبر سنة 1986م.

وكان سبب تأخره عن الدخول في الإسلام إرادته معرفته من ناحية التطبيق العملي، ومقابلة المسلمين ليزداد معرفة منهم ويتخذ قراراً جازماً. والذي قوى إرادته في الدخول في الإسلام، أن عالماً عربياً مسلماً زار مانشستر واجتمع به في المسجد وشرح له الإسلام، فاقتنع به وبعد ذلك أسلم هنا في شيفيلد. وقال: إنه الآن يشعر بالأمن والاطمئنان والاستقرار النفسي ويرى أن أحسن ما وجده في حياته هو الإسلام.

سألته: هل واجهت صعوبة عندما أسلمت؟.

فقال: إنه واجه صعوبة في ثلاثة أمور:

الأمر الأول: اللغة العربية، لأن كثيراً من الأشياء العبادية يحتاج المسلم فيها إلى حفظها ومعرفتها من اللغة العربية.
الأمر الثاني: أن جو المسلمين جديد عليه، ويحتاج أن يتأقلم عليه حتى يكون مثلهم.

الأمر الثالث: أن الإسلام يغطي حياة المسلم كلها، وهذا يقتضي أن يتعلم أشياء كثيرة ويسأل عنها.

وقال: إنه قد تعود على أمور معينة لا يقرها الإسلام، وفي تركها دفعة واحدة صعوبة.
ولكنه وجد في الإسلام ما يجعله يلتزم به جهد طاقته فهو يشعر أن المسلمين لا يخونون ولا يغتابون ولا يكذبون بخلاف غير المسلمين.. وقال: إنني أشعر أن المسلمين يكرمونني وآخذ منهم دون أن أعطيهم، بخلاف غيرهم فإني أشعر بأنهم يأخذون مني ولا يعطونني.

[قلت في نفسي: الله المستعان لقد أصبح كثير من المسلمين كغيرهم في تلك الأمور، ولكن منهج الإسلام باق محفوظ في كتاب الله وسنة رسوله، والذي يخالفهما يعلم أنه مرتكب محرما، وهذا قد يدعوه إلى التوبة إلى الله وترك ما ارتكب من المعاصي]

وقد شرحت له سهولة الإسلام، وأن الناس قد دخلوا في هذا الدين قادة ورعية، من أول ما بدأ الإسلام ينتشر في الأرض، وأصبحوا جنوداً لله، يمتثلون الأوامر ويجتنبون النواهي. وأن الشيطان والنفس الأمارة بالسوء والهوى جنود سوء، تثبط الإنسان عما فيه له فائدة في الدنيا والآخرة. وأن مِن نعم الله عليه وجوده بين هذه الفئة من الشباب الذين يعينونه على نفسه، ويعيش معها حياة إسلامية تسهل له السير والاستمرار في عبادة الله.




السابق

الفهرس

التالي


14214909

عداد الصفحات العام

6

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م