﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(02) سافر معي في المشارق والمغارب

(02) سافر معي في المشارق والمغارب

الجمعة: 13/11/1404ﻫ.

في الساعة الخامسة والنصف صلينا الفجر، ثم قرأنا وردنا "وهو جزء من القرآن الكريم، وصفحات من
رياض الصالحين" ثم اتبعناه بالبرنامج الثالث، وهو الإفطار. منظر البحر يغري بزيارته: وبعد تناول طعام الإفطار، وقفنا بجانب النافذة في غرفة الشيخ وسحبنا الستارة، فإذا أمواج البحر ترتفع ارتفاعاً عالياً، فقلت للشيخ: ما رأيك في أن ننزل نتمشى على الساحل، لنتمتع بهذا المنظر الرائع، ونستنشق الهواء العليل في هذا الصباح الباكر؟

والشيخ يعلم شدة شوقي للتمتع بمنظر البحار، وأراد أن يزيد من شوقي، فقال: الأحسن أن نذهب في الساعة التاسعة، فقلت له: هذا وقت طويل وستكون الشمس قد ارتفعت، ولا يكون الجو مناسباً كالآن، و سيأتينا بعض الإخوة، فلا نحصل على وقت كاف للتمتع بالبحر، ثم نظر إلى الأمواج وهي ترتفع وتصطدم السابقة باللاحقة، وقال ـ مبالغاً في التشويق ـ: شفْ شُف ـ أي انظر انْظر ـ كيف ترتفع أمواجه؟ قلت: إذاً فلنذهب، فقال: هيا توكلنا على الله، فلبسنا ثيابنا ونزلنا نتجول بجانب البحر والأمواج تتواثب كأنها في مظاهرة، حتى كان الرشاش يصل إلينا مع بعدنا عنه. ورأينا شباباً يتسكعون وبعضهم يتكففون، وآخرين يزاولون الرياضة، رجالاً ونساء. ورأينا سفناً كبيرة تمخر عباب البحر، ورأينا زورقاً صغيراً كان يرتفع بارتفاع الموج، كأنه كرة تقذفه الموجة إلى السماء، ثم ينخفض حتى يختفي عن أعيننا.

الشيخ يستثير صاحبه ليقول شعراً:

وهنا وقف الشيخ يتأمل هذه الأمواج العارمة، وتحركت قريحته فقال ـ معبراً عن شعوره نحو هذا البحر، فبدأ محاولا استثارتي بهذين البيتين، وهما كما ترى ليسا بالشعر المعروف من الشعراء، فهو وزميله – الأهدل – ليسا بشعرين، وإنما عندهما مشاعر، يحاولان جمع كلمات يَصُّفَّان بعضها مع بعض، ويجعلانها، على هيئة الشعر، حيث يكون على اليمين شطر، وعلى اليسار شطر آخر، ليبدو الشطران شبيهين بأبيات الشعر، والضمائر في شعور هما تعود إلى البحر:

فناجه ثم ناجه ثم قل لي،،،،،،،،،، ما باله يثور بالأمواج
ثم قال زميله:

هزه الشوق للقاء فأضحى،،،،،،،،،،،،،،،،في سرور راقصاً بابتهاج
قائلاً: إنكم ضيوف كرام،،،،،،،،،،،،،،،عندنا من غرائب الحجاج
قد لبستم ملابساً ذات حسن،،،،،،،،زان أرضي بريقُها وفجاجي
خبروني من أين جئتم؟ وماذا،،،،،،،،،،،،،أنتم طالبون في أمواجي؟
إن عندي من الغنى ما يواسي،،،،،،، طالب الرزق من فتىً محتاج
فأجبناه. يا أخا الكون إنا،،،،،،،،،،،في غنىً عنك والإله نناجي
إنه الله قد حباك جمالاً،،،،،،،،،،،،،،،،وثراءً بخلقه في الفجاج
إنه ذو الغنى وأنت فقيرٌ،،،،،،،،،،،،،مثلنا فاستمع بغير حجاج
ما دعانا إلى لقائك إلا،،،،،،،،،،،،،،ما هوينا من رؤية للهياج
وبلاد التوحيد جئناك منها،،،،،،،،مهبط النور والسَّنا الوهَّاج
طهَّر الله من طغاة رباها،،،،،،،،،،،،واستنارت بأفضل المنهاج

[يشير البيت إلى تطهير الجزيرة العربية من الشرك بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم].

طلب مني الشيخ أن أسمعه إياها، فلما سمعه، جاءته الغير، فهاج وماج، وجادت قريحته، بهذا الشعور الثجاج:

فناجه ثم ناجه ثم قل لي،،،،،،،،،،،،،،ما لهذا الأثير والأمواج
ألأنَي أتيت أرنو إليه،،،،،،،،،،،،،أم لأني غريب هذي الفجاج
قد برانا إلهه وإلهي،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ما لهذا العتو والإزعاج
تارة يرسل العباب ويرغو،،،،،،،،،،،،مرة ثم يمعن في الإدلاج
غره أن جزءا من ال،،،،،،،،،،،أر ض أحاطت به مياهٌ دواج
رب هذا المخلوق قاسٍ علينا،،،،،أنت قد أبدعته بهذا النهاج
ثبتنه وأرسلنَّ عليـه سافيات،،،،،،،،،،،،،،،،،،بوارحاً وعواج
والبسني أزكي ثيابِ تقاةٍ،،،،،،،،،،واخلفني منك بخير التناج
وأعدني إلى منازل طه،،،،،،،،،،عند خير الأحباب والأزواج
لأصلي في مسجد قد بناه،،،،،خير رسل الإله أرسلت بالمنهاج
وأطوفن بالمطاف كثيرا،،،،،،،،،،،،،،وأروِّي من قبلة الأفواج
إن حبي تلك الديار عظيم،،،،،،،ليس بوذا ولا هياكل الأهواج
ليس فيها خزعبلات هنود،،،،،،،،،،،،لا ولا شرك جين وتاج
إن فيها ثورا وأحدا وسلعا،،،،،،،،،وطفيلا وشامة نور وراجي
آدم يروا فعال قوم عواج أين أيْن حواء،،،،أين أبونا آدم يرو فعال قوم عواجي
يعبدون الأحجار والأشجار وإلها،،،،،،،،،،،،،،،،خُلِقَ وأسواقهم تمور بالأزواج
رب إن الهدى هداك وآيا تك ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،بينات بغير ازدواج
حط عني خطيئتي وذنوبي،،،،،،،،،،،،،،،،،،واكفني المقت إنني يارب راجي
منك رحمة ونعمة وقصورا،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،شماء في دارك الخلاد
هذه ومضات شعر إليك قلتها،،،،،،،،،،،،،،،صحبة القادري خلِّ العواجي
عند بحر كبير محيط صبح يوم،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،جمعة في ثورة الأمواج

رحمك الله يا شيخ عمر! لقد سعدت بصحبتك تسعين يوما، في رحلتين، هذه الرحلة، لكل من أستراليا ونيوزيلندا، وسيرلانكا، والرحلة الثانية، لكل من أمريكا وكندا وإسبانيا كنت معك كالابن الصغير مع أبيه، في الحب والإيثار، الجد وقت الجد، والمزح وقت المزح، ومذاكرة العلم كل يوم، فما كنا نفطر صباحا، إلا بعد قراءة ما تيسر من القرآن الكريم، وقراء صفحات من رياض الصالحين، ولم أشعر معك في حركات زياراتنا، وإقاماتنا، بسأم أو ملل، لقد كنت تتلمس ما أحب، بأسلوب غير واضح، لتسبقني إلى اختيار ما أحب في كل شيء

وأكرر مرة أخرى، أن الشيخ ليس بشاعر، إني لست كذلك بشاعر، ولكن عندنا مشاعر أدرجناها في هذه السطور، فلتكن شعراً أو نثراً، فقد كتبت في مناسبة تاريخية، وسيأتي في هذه الرحلة، شيئا من تلك المشاعر التي سجلت باسم الشعر، ولقد زدت في هذه الحلقات قليلا مما لم أسجله في حينه، لتذكر تلك العواطف الجياشة، ولهذا سجلتها في يومياتي، ورجعنا بعد أن قضينا على شاطئ البحر ساعة إلى الفندق.






السابق

الفهرس

التالي


15251905

عداد الصفحات العام

699

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م