{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(03) سافر معي في المشارق والمغارب

(03) سافر معي في المشارق والمغارب

اليوم الجمعة: وضع خطة زيارتنا لسريلانكا:

وفي الساعة التاسعة جاءنا الأخ الشيخ محمد إبراهيم رئيس الجماعة الإسلامية في سريلانكا، والأخ شهيد الله بن حافظ فقير أحمد، ووضعنا برنامج زيارتنا كما يأتي:


1 ـ زيارة الحاج نظيم محمد إسماعيل.
2 ـ صلاة الجمعة.
غداً السبت:
1 ـ زيارة الكلية الغفورية.
2 ـ زيارة مركز الجماعة الإسلامية.
3 ـ زيارة دار الأيتام في ماكولا.
4 ـ زيارة كلية البنات.

يوم الأحد:

ـ زيارة الجامعة النظمية الإسلامية.

يوم الاثنين:

ـ زيارة مدينة: (كَنْدِي).

وهنا فقدنا التسهيلات!

وأول ما بدأنا به الذهاب إلى وكالة الخطوط، لمعرفة أوقات الرحلات وخط سيرها إلى أسطنبول التي كنا كلفنا المرور بها، بعد الانتهاء من زيارة سريلانكا التي هي آخر الدول التي نزورها في جنوب الأرض.
وهنا فقدنا تلك التيسيرات التي كنا نجدها في أستراليا ونيوزيلندا وسنغافورة، كان التفاهم مع الكمبيوتر سهلاً، يخبرك في لحظات عن كل شيء تستفسر عنه، ويحجز لك ويؤكد الحجز، ويكتب لك ذلك في ورقة تحملها معك، فلما جئنا إلى بعض بني آدم الذين لا يوجد عندهم كومبيوتر، وإنما يتصرفون هم بحسب رغباتهم وما يحصلون عليه من مصالح، فقدنا تلك التسهيلات. وجدنا معلومات ذات تفاؤل كاذب، ومواعيد لا تَصْدُق، وطلب بخشيش لا يفتر، ولهذا خرجنا من الوكالة بخفي حنين.
[هذا مثل يضرب لمن رجع بالدون، وفقد الغالي، يقال إن رجلاً يقال له حنين وهو إسكافي أي يصلح الخفاف والنعال فبايعه إعرابي في خفين ولم يشترهما منه، فاحتال حنين على الإعرابي، فعلق أحد الخفين في طريق الإعرابي، فلما رآه قال: ما أشبه هذا بخف حنين، لو كان معه آخر اشتريته، وكان قد علق له الخف الآخر في مكان آخر في طريقه، فلما رأى الخف الآخر نزل وعقل بعيره عند الخف الأخير ورجع لأخذ الأول، فأخذ حنين بعير الإعرابي ورجع إلى الحي وعاد الإعرابي بالخفين، فقيل: رجع بخفي حنين!].
زيارة الحاج محمد نظيم محمد إسماعيل:

ذهبنا إلى مكتب الحاج محمد نظيم في منطقة تسمى: بـ(كولومبو) والحاج محمد بلغنا عنه أنه يجمع بين التجارتين: تجارة الدنيا وتجارة الآخرة، كما سيأتي!. عندما اجتمعنا به حيانا، وعرفه الشيخ بمهمتنا وخط سيرنا، حسب العادة، وكان المترجم بيننا وبينه الأخ شهيد الله. أخبره الشيخ عمر بما علمناه عنه من الاهتمام بشؤون الإسلام في هذا البلد، وتهنئته بما وفقه الله له من عمل صالح يفتقر إليه المسلمون في هذا العصر، وأن هذا الخير يعود إليه برضا الله وثوابه والله غني عن العالمين.

وقال له: إن كل ما أنفقته في سبيل الله محفوظ لك، تجده في الوقت الذي ستكون أحوج إليه فيه، ونرجو أن تجتهد في غرس هذه الروح في نفوس أبنائك وأصدقائك، كما غرسها الله في نفسك وهي حب العمل للإسلام والتفاني في العمل من أجله. وقال الحاج محمد نظيم: إنني صديق للشيخ ابن باز، والشيخ الحركان، وقد زارنا، وكذلك ابن قعود وابن عتيق والعبودي.

وسئل الحاج بعض الأسئلة وأجاب عنها.

وقال: إنه يوجد في تاريخ سريلانكا أن الصلة بين العرب وبين هذا البلد كانت موجودة قبل الإسلام، ووصل العرب إلى هذا البلد تجاراً، واستمرت الصلة إلى أن انتشر الإسلام فيه عن طريق التجار. ومدير الجامعة ـ الدكتور شكري ـ خبير بهذه الأمور. وعقد في يناير من هذا العام مؤتمر لتدوين تاريخ مسلمي سريلانكا، أنفق عليه الحاج محمد نظيم نصف مليون روبية، وحضره علماء من الهند وباكستان وأستراليا وماليزيا وتايلاند ونيبال وأمريكا وسريلانكا، وعددهم خمسة و ثلاثون شخصاً، تقدر نفقة المؤتمر مائة ألف ريال سعودي تقريباً.

كانت حالة المسلمين قبل عشرين سنة في سريلانكا سيئة جداً، فقد استغل الاستعمار البلاد وخيراتها، وسلبوا المسلمين حقوقهم وساء تعليمهم واقتصادهم، فنظر الحاج نظيم إلى هذه الأحوال، وأسس جمعية النهوض بالمسلمين قبل أربع سنين، وهو رئيسها، والمسلمون تسعون في المائة منهم فقراء، يعيشون في القرى، والأثرياء منهم لا يهتمون بالمصالح العامة.

وقد بلغت المنح الدراسية لطلاب الكليات في السنة الواحدة أربعمائة منحة، لكل طالب ثلاثمائة روبية.
وأقيمت الحلقات العلمية يومي السبت والأحد، يذهب المدرسون المسلمون لتدريس أبناء المسلمين المواد العلمية في الطب والهندسة وغيرهما، ليؤهلوهم للالتحاق بالكليات العلمية وهو الذي ينفق عليهم، فارتفع عدد الطلبة المسلمين الذين يدخلون في الكليات العلمية. وقال الأخ محمد نظيم: إن الله ألهمه التفكير في أحوال المسلمين والعمل لصالحهم، ودعا كبار العلماء قبل تأسيس الجامعة فتشاوروا وكونت لجنة عددها واحد وأربعون شخصاً، منها لجنة إدارة الجامعة وأفرادها تسعة.

وشارك عدد قليل جداً من المسلمين في هذه المشروعات وربما تصل تبرعاتهم إلى اثنين في المائة من التكاليف. إن ما يكلف من المال للجامعة فقط: ثلاثمائة وخمسة وعشرون ألف دولار وأربعمائة دولار أمريكي شهرياً. تخرج من الجامعة إلى الآن عشرون طالباً، منهم اثنان يَدْرسان في السودان في معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

وثلاثة في الأزهر، وواحد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، وواحد في الجامعة الإسلامية الدولية في ماليزيا، والآخرون منهم من يدرس في نفس الجامعة، ومنهم من يعمل في إدارة النشر والطباعة، وهو قسم يترجم كتباً من اللغة العربية إلى اللغة التاميلية المحلية، ولهم مجلة شهرية يكلف كل عدد منها عشرين ألف روبية.

وقد أنشأ الحاج محمد نظيم بناءً وقفاً على الجامعة، وجاء وفد من البنك الإسلامي للتنمية فمنحه نصف مليون دولار أمريكي للمشاركة في هذا المبنى، والتجارة فيها كساد، والخير موجود في الدول العربية، ولعلهم يعينوننا على مجهوداتنا، وقد منحتنا جامعة الأزهر خمسة مدرسين وانتهت مدتهم وذهبوا. وشهيد الله يدرس على نفقة محمد نظيم، وقد وافقت الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد على تحمل مرتبه. وذكر الحاج نظيم أنه توجد جماعات إسلاميةفي سريلانكا، منها: الجماعة

الإسلامية، وجماعة التبليغ، وهيئات أخرى.

وفي مجال التعليم: جمعية النهوض بالمسلمين، وجمعية الشبان المسلمين، تقدم خدمات، وهي قسمان.
ثم ودعنا الحاج محمد نظيم وذهبنا نصلي الجمعة. [وبعد أن خرجنا من عند هذا الرجل الكريم: قلت للشيخ عمر معلقاً على جهود هذا الرجل وبذله: "بعض الناس تتكلم أعمالهم أكثر من ألسنتهم"].






السابق

الفهرس

التالي


14213268

عداد الصفحات العام

994

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م