موقع الروضة الإسلامي

(05) سافر معي في المشارق والمغارب

(05) سافر معي في المشارق والمغارب

السبت: 14/11/1404ﻫ

زيارة لأمير الجماعة الإسلامية كلومبو في منزله:

جاءنا إلى الفندق الأخ شهيد الله في الساعة التاسعة والدقيقة الأربعين، فصحبنا إلى منزل الشيخ مولوي إبراهيم لنقوم بتنفيذ برنامج هذا اليوم. مررنا بجانب الفندق بحارة تسمى: سيليب آيلند، أي جزيرة العبيد وهم المسلمون الذين جلبهم الإنجليز من إندونيسيا وماليزيا عندما احتلوا البلاد، وهي حارة يظهر عليها البؤس والفقر وبها مسجدان صغيران.

وفي منزل الشيخ مولوي إبراهيم تناولنا حلوى تسمى: "وتلبم" مصنوعة من قصب السكر. وشكا الإخوة من انتشار دعوة الشيعة في البلاد، بسبب نشاط الإيرانيين وبخاصة السفارة، وذكروا أن ممثل الإمام الخميني زار المسلمين هنا، وزار جامعتهم وألقى خطبة دعا فيها إلى المذهب الشيعي وقبول انتشار الثورة الإسلامية في كل أنحاء الأرض.

وقالوا: إنهم يتمنون أن توجد سفارات قوية لدول الخليج في هذا البلد، لأن في وجودها نوعاً من التعادل.
قلنا لهم: المشكلة أن حكومتكم اعترفت باليهود، وفتحوا لهم مكتباً هنا والواجب على المسلمين مقاطعة أعدائهم وأصدقاء أعدائهم.

تعليق وتنبيه وتحذير

[هذا العنوان وما يليه، أشرت إلى مضمونه في سلسلة في المشارق والمغارب إشارات متفرقة، ولكني أجمع هنا شيئا من أثر الأخطار، التي اتخذتها إيران، للقضاء على وحدة أهل السنة]

عندما أخرج الخميني من العراق، وصنع الغرب له مأوى، ومنصة في فرنسا، يصدر منها تعليماته للشعب الإيراني، في الوسائل المتاحة له، ضد الشاه الذي كان الغرب يخطط، لطرده، بعد أن أصبح يلقب بشرطي الخليج، وإحلال من يلبس قميص الدين الإسلامي باسم شيعة أهل البيت، وتحته جسم فارسي، من أجل يضرب الغربيون الإسلام ويقرقوا كلمة المسلمين، الذين ظهر للغرب أن بعض دولهم أنشأت مؤسسات تعليمية، كالمدارس ولمعاهد والجامعات، مع حلقات تحفيظ القرآن في المساجد، ومنابر تعليم ودعوة، ومؤسسات توعية في داخل بعض البلدان الإسلامية.

وأصبح الإسلام ينتشر في العالم، بصورة سريعة، خشي أهل الغرب، من قوة الإسلام التي ستقوي الدول
الإسلامية، وقد تؤدي قوتها إلى وحدتهم، وهم يعلمون، أن تلك الوحدة لو تحققت، لحالت بينهم وبين الهيمنة على العالم الإسلامي، الذي يملك كل مقومات القوة، من أرض مليئة بإمكانات متنوعة لكل يحتاجه المسلمون، ومن عدد كبير من سكان هذه الأرض، لهم متخصصون في العلوم التي ستكون نواة لنهضتهم، وتكون سببا في استغنائهم عن سيطرة الغرب عليهم. وأنه لا يحول بين المسلمين وبين التخلص من تلك القوة إلا بقاؤهم متفرقين، لا تجمعهم رابطة، والذي يطلع على تصريحات علماء ومفكرين، وكتاب غربيين، قدامى ومحدثين في هذا المجال يتيقن من هذ النهج الغربي، وموقع واحد من مواقعهم في الشبكة العالمية، يتحقق له هذا الأمر، مثل "مؤسسة راند".

ولهذا استضافوا الخميني في فرنسا، حتى هيئ تهيئة تمكنه القيام بالثورة على "شرطي الخليح" كما يطلق الصائد جارحته على فريسته، وخرج شرطي الخليج الذي استغنوا عن خدماته، حت لم يجد له غرفة في العالم ينام فيها حيا، أوموضع أمتار يدفن فيها ميتا، حتى تصدقت عليه مصر بتلك الأمتار. تلك كانت ثورة الخميني الذي بدأ من أول يوم وطئت فيه قدمه أرض، يعد العدة لحرب أهل السنة في معقلهم الطاهر، أرض الوحي، في أعظم منطلق الوحي والرسالة، وانتشار الإسلام في الأرض.

وما كان يحصل في مكة والمدينة، في مواسم الحج والعمرة، التي يقيمون لها المؤتمرات، لإعداد المخربين من العالم، في تلك المواسم، مقنع لأولي الألباب، وما حصل بعد ذلك في بلدان المسلمين، كالعراف ولبنان، وسوريا واليمن، من تصدير جوارحه لاصطياد أهل السنة، وتمزقهم وتمزق بلدانهم في كل بلد وخارجه، نشهد به الشاشات وكل وسائل الإعلام. وما يقوم به سفراؤه وملحقوهم ودعاتهم، وما يقدمونه من منح دراسية لأبناء المسلمين في داخل إيران وخارجه، ليعدوا الملالي والحجج وما يغرون به الجمعيات الإسلامية، وبخاصة الصوفية وجهلة الساسة الذين يدعون التدين، من أموال ومراجع بلغاتهم ولغات أخرى متنوعة، شاهد على كل ذلك.