{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(014) سافر معي في المشارق والمغارب

(014) سافر معي في المشارق والمغارب
في مدينة: (كَنْدِي)

وكان وصولنا مدينة: (كَنْدِي) في الساعة الواحدة تماماً، فكانت المدة التي قضيناها بين مدينة كولمبو ومدينة كندي ثلاث ساعات، لأنا لم نواصل السير بالسرعة المعتادة، بل كنا نقف تارة ونميل لبعض الطرق الفرعية الأخرى.

جولة في مدينة كندي:

أثمان الفيلة:

وفي الطريق رأينا بعض الناس راكبين على الفيلة، فسألت عن قيمة الفيل؟ فقالوا: يختلف باختلاف نابه، فإذا كان نابه طويلاً كبيراً يكون ثمنه غالياً، وقيمته التقريبية خمسة وعشرون ألف روبية (سبع روبيات تساوي ريالا سعوديا في هذا الوقت)، قلت: وهل توجد الفيلة في الغابات وتصاد؟ قالوا: نعم، توجد، ولكن اصطيادها منع، لأن الدولة تخشى من انقراضها، وعلق على ذلك بعض الحاضرين فقال: إنهم يحددون نسل الإنسان ليقل ويمنعون اصطياد الحيوان ليكثر.

في حديقة الأزهار أصبحت المائة خمسين!

ذهبنا إلى حديقة الأزهار لنأخذ جولة سريعة فيها، فوقفنا على بابها في الساعة الثالثة والنصف عصراً، وذهب الإخوان إلى الموظفة لأخذ تذاكر الدخول بالسيارة، لأن الحديقة واسعة، والليل قد اقترب، والمسافة إلى مدينة كولمبو بعيدة والطريق ضيق متعرج، وأعطينا الموظفة مائة روبية لتأخذ منها المبلغ المطلوب وتعيد الباقي، فأعادت لهم مبلغاً على أساس أن ما أعطوها هو خمسون روبية وليس مائة، وطال وقوفهما عندها، حيث استغرق ثلث ساعة وعندما رجعا أخبرانا بذلك.

وقد أخذتْ ثمانياً وثلاثين روبية، وهي موزعة توزيعاً عادلاً كما يلي:

ثلاث روبيات على السيلانيين الثلاثة، وهم الشيخ: محمد مولوي إبراهيم، والشيخ محمد مخدوم المبارك، والسائق، على كل واحد منهم روبية واحدة، وخمس روبيات على السيارة، وعلى الشيخ ورفيقه خمس

وعشرون روبية.!

ودخلنا بسيارتنا، فتجولنا في الحديقة عشرين دقيقة مثل الوقت الذي وقفنا فيه بالباب، وبها بِرْكة صممت على هيئة خريطة سريلانكا، وزهورها التي رأيناها لا بأس بها، وقال الإخوان: إن كل رئيس دولة أو زائر كبير يزور الحديقة، يغرس فيها شجرة ويكتب عليها اسمه للذكرى. ورأينا النهر وهو يحيط بها من جهاتها الثلاث الغربية والشمالية والشرقية. وتوجد على ضفة النهر (خارج الحديقة) منازل لبعض المواطنين وهي تمكنهم من التمتع بالماء الجاري، وبالغابات والأزهار.

في جامعة سريلانكا:

ثم ذهبنا إلى جامعة سريلانكا المشتملة على جميع الكليات اللازمة، وهي التي يُدَرِّس بها الشيخ محمد إبراهيم مولوي اللغة العربية والثقافة الإسلامية، ويقع في مكان مرتفع من حرمها مسجد للطلبة المسلمين فيها، ويسكن فيها خمسة وعشرون طالباً مسلماً بأجر رمزي لمصلحة المسجد.

وقال الشيخ مولوي: إن الجامعة مغلقة منذ ثلاثة شهور بسبب الاضطرابات الطلابية التي حصلت فيها، فتدخل الجنود ودخلوا حرم الجامعة، والنظام يقتضي عدم دخول الشرطة حرمَ الجامعة، فثار الطلاب وحدث عنف وأغلقت بسبب ذلك، ولا زالت مغلقة.

يدرس بالجامعة ستة آلاف طالب، منهم مائتان وخمسون مسلمون، ومساحتها ستمائة فدان، وكلها غابات ما عدا مكان المباني، وقد كانت الجامعة في كولمبو شكلت لجنة لاختيار موقعها، وكان ضمن اللجنة أحد المسلمين ويسمى: أكبر، وقد سمي به أحد مساكن الطلاب: "أَكْبَرْ هُوْلْ" أي مبنى أكبر، واختارت اللجنة هذا الموقع للجامعة، ونقلت إليه.

زاهر يهتف!

وفي طريقنا راجعين رأى الأخ أحمد محمد المبارك شاباً يهتف لنا بيده من باب منزله هتافا، يقول: قفوا، فلما وقفنا أسرع الشاب إلينا، فإذا هو أحد طلبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، رأى الشيخ عمر في السيارة فعرفه وأخذ يهتف هتاف ملحا، وألح علينا في أن نزوره في بيته فاعتذرنا لضيق الوقت، وكان الذي يهتف هو محمد زاهر.


اختار العمى على الهدى:

وبهذه المناسبة ذكر لنا طالب آخر في المنطقة الشرقية في بلدة تسمى: "كَاتَانْكُدِي" واسمه عبد الرؤوف بن
عبد الجواد، كان قد قبل في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في كلية الدعوة وأصول الدين، وعندما وصل إلى المدينة طلب أن يكون في المعهد الثانوي، فدرس فيه سنة ورسب، وطلب من الجامعة أن ترحله إلى بلده، فرحل عن طريق الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز زاعماً أن أخاه قتل ويريد زيارة أهله، وعندما وصل إلى بلده لم يعد للدراسة.

أضله صوفي

وقد اتصل به أحد شيوخ الطريقة الرفاعية من الهند وانحرف انحرافاً خطيراً في العقيدة، وأصبح يقول: إن جبريل نزل بالوحي في غار حراء ووجد رجلاً نائماً فلما صعد إلى السماء وجده هناك. ويفتري على ابن تيمية افتراءات كثيرة، وكذا محمد بن عبد الوهاب وله خطب في أشرطة "كاسيت" والفيديو بهذه الخرافات.

ويبدو أن الهندوس يساعدونه لأنه إذا جاء إلى كولمبو ينزل عندهم، قلت: لقد أقام الله عليه الحجة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن مكوث الطالب سنة في الجامعة بين الطلبة والمدرسين مع ما في الجامعة من إشراف وتوجيه وتعليم، يكفي من يريد الخير للاستمرار عليه ولكن الرجل اختار العمى على الهدى.

ثم استمر مسيرنا إلى أن وصلنا إلى الطريق الفرعي الموصل إلى الكلية العربية للبنات، فاستأذن السائق ليمر بمنزله عن طريق فرعي آخر إلى اليسار، ثم التقى بعد ذلك بالطريق العام بجوار مزرعة بندرنيكه التي بها قبره. وكان وصولنا إلى الفندق كولومبو، في الساعة السادسة والنصف تقريباً، صلينا المغرب والعشاء قصراً وجمعاً، وكان عندنا بقية من فاكهة الباباي أكلناها قبل النوم، وأخذ كل منا راحته في غرفته، فوضع جنبه باسم ربه.

ووعدنا الإخوان الشيخ محمد إبراهيم مولوي، أمير الجماعة الإسلامية في سريلانكا، والشيخ المبارك عميد الكلية الغفورية، أن يراجعا غداً وكالة الخطوط فيما يتعلق بالحجز وتأكيده قبل أن يأتيا إلينا غداً صباحاً.





السابق

الفهرس

التالي


14235738

عداد الصفحات العام

1386

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م