﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(015) سافر معي في المشارق والمغارب

(015) سافر معي في المشارق والمغارب

الثلاثاء: 17/11/1404ﻫ

بل أعطوك ما طلبت!

صلينا الفجر، ونفذنا البرنامجين: الأول قراءة جزء من القرآن الكريم، والثاني قراءة صفحات من كتاب رياض الصالحين، أما البرنامج الثالث، الذي هو الإفطار، فقد قال الشيخ: أنا اليوم أطلب من أهل الفندق إحضار الإفطار، فقلت: لا بأس، وإن كانت هذه وظيفتي طول أيام رحلتنا، قال: ما اسم الإفطار في اللغة الإنجليزية؟ فأخبرته فرفع سماعة الهاتف واتصل بخدمة الغرف فأجابته الموظفة، فقال لها: تو إقس ـ يعني طبقين من البيض، ون تي، يعني كوباً واحداً من الشاي، ووضع سماعة الهاتف، وكانت الموظفة مازالت تكلمه، وهو لا يدري ماذا تقول؟ وجاء الخادم بطبقين من البيض وكوب من الشاي فقط، بدون خبز ولا، زبدة، ولا مربى، ولا جبنة، كما جرت العادة.

فقلت للشيخ: ما هذا؟ قال: لعلهم نسوا! قلت: بل أعطوك ما طلبت وعملوا بالظاهر، وخافت الموظفة أن تزيد على طلبك وقد أغلقتَ الهاتف، وهي ما تزال تتكلم، وما كانت تدري أن الشيخ هو الخائف، لقلة بضاعته التي تمكنه من الاستمرار في الحوار معها. على كل حال، طلبنا من الخادم إحضار الناقص فأحضره، وأكملنا برامجنا ببرنامجنا الثالث.

شربنا بئرين كاملين!

كان الإخوة قد اشتروا لنا خمس آبار لنشرب منها وقت الحاجة، فشربنا منها اثنين بعد الإفطار، أتدري ما تلك الآبار؟ إنها ثمر النارجيل التي أودع الله فيه ذلك الماء العذب المغذي الذي لا تصل إليه الأيدي ولا الدلاء، تلك الآبار المعلقة في رؤوس أشجار النارجيل السامقة، فقد أعطينا الخادم بئرين ليفتحهما.

وهم يفتحونها بطريقة خاصة، فالسكين الذي يفتحونها به شبيهة بالمحش الذي يحصد به الزراع والقصب، يضربون برأسه الوسط العلوي من الثمرة بعد أن يزيلوا قشرته، فيحدث بضرب رأس السكين فتحة صغيرة تدخل فيها أنبوبة البلاستيك، إن وجدت، ويشرب ما فيها من الماء، وإن لم توجد الأنبوبة، أمال الشارب الثمرة إلى فمه وشرب، ولكنه يحتاج إلى حذر من سيلان الماء على الثياب، لعدم وجود قمع يسهل التقامه بالفم، وعلى كل فقد شربنا بئرين، كل واحد منا بئراً.

ولم يبغنا هندًا ولا أخت أنقرا:

اتصل بنا الأخ الشيخ مولوي محمد إبراهيم هاتفياً من لدى الوكالة الجوية، وذكر لنا أن الحجز ممكن إلى كراتشي، ثم اسطنبول إذا دفعنا قيمة التذكرة للأخيرة - وكانت تذكرة كولمبو - كراتشي موجودة معنا ـ فذهبنا إلى الوكالة لشراء التذكرة إلى اسطنبول، ولكن وجدنا وعوداً كالرعود بدون قطرة مطر ولا طل، إذ تأكد لنا أن السفر إلى كراتشي غير ممكن، وطلبنا أن يحجز لنا على أي دولة من الخليج كالبحرين والكويت وأبي ظبي، ولم يتيسر لنا شيء من ذلك.

ثم ذكر لنا أن الطائرة السعودية ستقلع غداً إلى جدة مباشرة، ويمكن أن نحجز فيها، فسررنا بذلك واتفقنا على أن نسافر عليها، ووافق الشيخ على إلغاء الرحلة إلى اسطنبول وهذا الذي كنت أتمناه بفارغ الصبر، وبخاصة أن هذه الأيام أيام حج، وقد يصعب علينا السفر من اسطنبول لو تمكنا من السفر إليها إلى جدة، فحجزوا لنا على الطائرة السعودية، وأكدوا الحجز، وعندما خرجنا من مكتب الوكالة ذكر الشيخ هذا البيت مستشهداً به على حالتنا - الطائرة السعودية موجودة لنقلنا إلى بلادنا مباشرة ونحن نلتمس سواها:
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول

ولقد ارتاحت نفسي ارتياحا عظيماً لهذا القرار الذي قدره الله لنا، وإن كنا لم نكمل مهمتنا الأخيرة في تركيا، وسبب ارتياحي أمران:

الأمر الأول: خشية عدم وجود مقاعد في الطائرات هذه الأيام إلى جدة، ولو تيسر لنا السفر من كولمبو إلى تركيا.

الأمر الثاني: الشوق الذي كنت أحاول إخفاءه عن الشيخ الذي أعرف منه أنه يراعي مشاعر رفيقه، وقد يقرر العدول عن السفر إلى اسطنبول لو أظهرت له ذلك الشوق صراحة، وما كنت أريد أن أثنيه عن ذلك، ولكن الله قدر وفيما قدره الخير. وقد هزني الشوق الذي لم يعد لإخفائه معنى، بعد أن تقرر أن نعود إلى بلادنا بقدر من الخالق سبحانه وتعالى، فأظهرت ما كنت أعانيه من حب الرجوع إلى بلدي الحبيب في أقرب فرصة، فقلت معبراً عن ذلك، في بمشاعري، وليس بأشعاري، لأني كما كررت ذلك مرارا، لست بشاعر ولكن لي مشاعر، أصوغها بأي أسلوب.

أدافع أشواقي العظامَ تصبرا،،،،،،،،،،،،،،وتنسينيَ الأعمال شوقي إذا طرا
ولكن إذا أخلو بنفسي لراحتي،،،،،،،،،،،،،،،،،يعاودني ذاك الحنين مُسهِّرا
يذكرني طورا بأهل وأسرة،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وطورا بأصحاب فآسى تحسرا
فأدفعه أني أقوم بواجب،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،أروم رضاء من إلهي فأَدبِرا
فيلقي عليّ اللوم أنت مخيم،،،،،،،،،،،،،،،،،بواد به الشيطان حلّ وعسكرا
تحيط بك الأوثان والكفر والخنا،،،،،،،،،،،،،وأرضك يا هذا يتوق لها الورى
بلاد بها البيت العتيق وصنوه،،،،،،،،،،،،،،،بطيبة مثوى خير من وطئ الثرى
فشد إليها الرحل والزم ربوعها،،،،،،،،،،،،،،وصل رحما فيها تناشدك السُّرى
فأسعى إلى الشيخ الكريم مصمما،،،،،،على البوح بالشوق الذي كان مضمرا
وعندي من البرهان ما فيه مَقنَعٌ،،،،،،،،،،،،،،،،،وعزمي لا يثنيه جد ولا مرا
ولكنه يرمي إذا جئت لحظه،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ويبدأ بالمزح اللطيف مخدرا
ويذكر أن الوقت يمضي بسرعة،،،،،،،،،،وقد قرب الترحال يا صاح فاصبرا
يفاتحني قبل الإباحة بالذي،،،،،،،،،،،،،،،،،،،كتمت كأن الله بالأمر أخبرا
ويسعى إلى الباباي فورا مقطعا،،،،،،،،،،،،،،ينافسني مزحا وقد كان مُؤثرا
لقد مرت الأوقات وهو مرافقي،،،،،،كأن لم يكن بينٌ عن الأهل قد جرى
يدارسني الوحيين في كل برهة،،،،،،،،،،،،،ومطعمه ما كان يخلو من القرى
يداعبني باللوز والجبن تارة،،،،،،،،،،،،،،،،وأخرى بِشَهدٍ في الحليب مقطرا
ويطرب للشعر اللطيف محرضا،،،،،،،،،،على قرضه يُضْحِي ويُمْسِي مُصَبِّرا
وقد زاره شيطان شعر ببلدة،،،،،،،،،،،على شاطئ البحر الذي هاج فانبرا
يخاطب ذاك البحر في ثوب عزة،،،،،،،،،،،،،،،يذكره أن الإله الذي برى
تسليتُ يا شيخي بأخلاقك العُلا،،،،،،،،،،وكنت لما ترجو سميعا ومبصرا
ولكن أقدار الإله سوابق ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وما كان مختارا له كان أخْيرا
وها هو قد خار الرجوع لربعنا،،،،،،،،،،،،،ولم يبغنا سندا ولا أخت أنقرا

مطعم الشيخ: زنبيل من البلاستك كان يدخر فيه بعض الأطعمة والفواكه لتناولها عند الحاجة في الفندق
وكنت أحاول أن أحمله عنه، ولكنه يأبى، ويقول مازحا: أخشى أن تأكل شيا منه بدون إذني، وما كان إلا مفضلا حمله بنفسه. والمراد بالسند كراتشي من إطلاق الجزء على الكل لأنها عاصمة السند، والمراد بأخت أنقرا استنبول.

([1]) المراد بالسند كراتشي من إطلاق الجزء على الكل لأنها عاصمة السند، والمراد بأخت أنقرا استنبول.





السابق

الفهرس

التالي


16485465

عداد الصفحات العام

854

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م