{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(058) حوارات مع مسلمين جدد

(058) حوارات مع مسلمين جدد

الحلقة الخامسة والأخيرة في الحوار مع الدكتور هلف

قال الدكتور هلف: من أسباب كراهة الألمان للمسلمين، وكثرة المهاجرين هي التي تجعل بعض الأحزاب تكرههم، والألمان الآن يظهرون تعاطفا مع المهاجرين من الاتحاد السوفييتي -سابقا-لقلتهم، ولو كثروا لقل هذا التعاطف معهم.

والمهم هو أن يندمج المسلمون في المجتمع، مع تمسكهم بالإسلام، لأن الصداقات تخفف من الكراهية.

[قلت: المسلمون في الغرب ينقسمون-من حيث الاندماج في المجتمعات الغربية وعدمه-ثلاثة أقسام:

القسم الأول: اندماج في المجتمع الغربي اندماج ذوبان وانسلاخ من دينه وأخلاقه الإسلامية، وأصبح غربي المعتقد والسلوك-ولم يبق معه من الإسلام إلا الاسم-وهذا ينطبق على كثير من أفراد الجيل الأول من العمال وذريتهم من الوافدين إلى الغرب.

والقسم الثاني: خاف على دينه وعقيدته، وأحس أنه لا يجيد السباحة في بحار المجتمع الأوربي، فقرر الانزواء، والغالب عدم نجاحه في هذا الانزواء، لأنه لا يحصل على لقمة عيشه إلا بالاختلاط بالمجتمع، ولكن شعوره بالخوف على دينه، وقلة اختلاطه بالمجتمع الأوربي في غير وقت العمل، يقلل من ذوبانه في المجتمع الأوربي ويحفظ له بعض عباداته وأخلاقه.

والقسم الثالث: عرف كيف يسبح في بحار المجتمع الأوربي وينجو من الغرق، وإن أصابه بلل. وغالب هذا القسم من الطلاب والمثقفين الصالحين، وقد يؤثر في بعض أفراد المجتمع الأوربي، وهذا القسم هو الذي أزعج الأوربيين الذين ما كانوا يتوقعون أن يبقى أحد من المسلمين في أوربا خارجا عما يسمونه بالتأقلم، ولذلك اشتدت حملاتهم على هذا القسم، ووصفه بالمتطرف، وما معركة الحجاب في فرنسا إلا أحد الأدلة على ذلك.]

سبب تأليف الدكتور هلف كتابه هذا

قلت للدكتور[هلف]: ما سبب تأليفك كتاب [الإسلام قوة عالمية؟] قال: هناك سببان:

السبب الأول: أني بعد إسلامي، أردت أن أظهر ما فهمته من حقائق الإسلام للألمان...

السبب الثاني: أنني أردت إظهار فكرة التعاون بين الشعوب.

وسألته عن أثر الكتاب في الدولة الألمانية، والشعب الألماني؟ فقال: لا أدري، لأن رجال الدولة لا يقرؤون كثيرا، ولكن الكتاب طبع منه مرة واحدة عشرون ألف نسخة، وقد نفد منذ سنة واحدة، ويراد طبعه من جديد، والناس يطلبونه كثيرا، وبخاصة بعد أزمة الخليج. [ورب ضارة نافعة، كما يقال!]

وسألته عن إمكان ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية؟

فقال: إن تعريبه في ألمانيا صعب، لأنه يحتاج إلى إمكانات. [فلت: بلغني أن الكتاب ترجم إلى اللغة العربية] ويرى الدكتور "هلف" أنه ينبغي إنشاء جامعة إسلامية في أوربا، ولكنها تحتاج إلى دولة تمولها.

ولما كان من أهم أهداف الدكتور [هلف] تعاون الشعوب وتفاهمهم، فقد ختم كلامه بقوله: إن القيصر قبل ثمانية قرون، كان يملك المنطقة الواقعة بين ألمانيا وتشكوسلوفاكيا، وكان عنده اتجاه لإيجاد التفاهم بين الشرق والغرب، وكان حراسه من العرب.

تعليق لكاتب سلسلة في المشارق والمغارب - ملحوظات:

الملحوظة الأولى: أن الرجل يبدو عليه صدق اللهجة، وقوة الإيمان، ولا نزكي على الله أحدا، وإرادة الخير والنصح للمسلمين.

الملحوظة الثانية: يبدو من الملخص العربي لمقدمة كتابه، أنه نصح المسؤولين في ألمانيا بصفته مستشارا لوزارة الخارجية في منطقة بافاريا ونصح للشعب الألماني، بصفة عامة- أن يعاملوا المسلمين معاملة طيبة، يغلب فيها التعاون والتفاهم للوصول إلى مصالح مشتركة للجانبين، بدلا من محاولة السيطرة والتسلط.

الملحوظة الثالثة: موقفه الواضح الناصح، فيما يتعلق بالحلول التي يجب أن يتخذها المسلمون، للخروج من الضعف والذل الذين أحاطا بهم، وأساس تلك الحلول التمسك بدينهم واجتماع كلمتهم على الحق، وأنهم لا يمكن أن ينتصروا على اليهود إلا بذلك.

الملحوظة الرابعة: ليت بعض المؤسسات الإسلامية-من الجامعات ومراكز البحث العلمي والنوادي الأدبية-تهتم بترجمة كتابه ترجمة صحيحة إلى اللغة العربية، بعد تقديم تقرير عنه من ذوي الثقافة الإسلامية المجيدين للغة الألمانية واللغة العربية، وتصحيح ما قد يكون في حاجة إلى تصحيح، بالاتفاق مع الكاتب.

وليت القادرين من المسلمين يساعدون في طباعة مثل هذا الكتاب بلغته الألمانية، وباللغات الأجنبية الأخرى، وبخاصة، الإنجليزية والفرنسية–بعد تزكيته من أهل الاختصاص، أو تصحيح ما يحتاج إلى تصحيح- لأن المؤلف يخاطب قومه بما يمكن أن يؤثر فيهم تأثيرا يفوق تأثير غيره من الكتاب من خارج أوربا. لينشر الكتاب بين المثقفين العرب، وبخاصة العلمانيين، ليطلعوا
على الكنز الغالي الذي منحهم الله وأظهر عظمته، فتعمدوا إضاعته، بل تعمد كثير منهم محاربته.

وقد اكتشف عظمتَه رجالٌ لم يكن للدين عندهم قيمة، بل إن كثيرا ممن عرفوا تلك العظمة وآثروها على غيرها من المال والجاه والمنصب، وصبروا على الأذى والمحن والجفاء من أهل بلدهم، كانوا ملحدين مثل مؤلف هذا الكتاب، ولم يكونوا يوما من الأيام يظنون أنهم سيصبحون أهل دين، وبخاصة هذا الدين الذي لم يشوه في أذهانهم أي دين أو مبدأ كما شوه، وهاهم أصبحوا ينصحون دولهم وشعوبهم بتفهم هذا الدين وما فيه من مزايا، تنير الدروب المظلمة التي يسيرون فيها في أواخر القرن العشرين!

الملحوظة الخامسة: ينبغي أن تكرم المؤسسات الإسلامية هذا الرجل المغمور، الذي لم ينل الشهرة التي نالها من لا يدانيه في فهم الإسلام والتمسك به، ونال على أساس تلك الشهرة التكريم والإطراء، وهو لا يستحق شيئا من ذلك، بل نال ذلك التكريم من بعض المؤسسات الإسلامية من ليس بمسلم، بسب بعض الثناء على العرب وعلومهم.







السابق

الفهرس

التالي


14217255

عداد الصفحات العام

2352

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م