﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(011) سافر معي في المشارق والمغارب

(011) سافر معي في المشارق والمغارب

يوم الجمعة: 5/3/1420هـ ـ 1999م

مع المستشرق بروفيسور (فرنسيس بيرج):

كنا في مكتبه في قسم الدراسات الإسلامية ـ وهو تابع لدائرة دراسات اللغات السامية ـ في جامعة: "رند أفريقيا". وكان معه الدكتور "فادي جرجس" اللبناني الذي هاجر إلى جنوب أفريقيا سنة: 1989م، فراراً ـ كما قال ـ من الأحوال السيئة في بلاده وهو يدرس في نفس القسم، وقد قام بالترجمة بيننا.


الكاتب وعلى يساره الأستاذ فادي جرجس اللبناني الذي تولى الترجمة مع المستشرق فنرنيس بيرج في مكتبه بجامعة رند أفريقيا

يهتم بالمقارنات اللغوية

والدكتور بيرج من المهتمين بالمقارنات اللغوية، ولذا اتجه إلى التخصص في الحضارة الأكاديمية من الحضارات القديمة. وهو مسئول في الكلية عن تعليم اللغة العربية واللغة العبرية. وظائفه: كان مدرساً في جامعة بريتوريا لمدة 25 عاماً. وهو يدرس الآن: علم الدفاع عن الأديان، من وجهة نظر إسلامية. قلت له: متى سمعت عن الإسلام في حياتك؟

متى سمعت عن الإسلام وما ذا تفهم عن الإسلام؟

قال: لقد نشأت في منطقة "ناتال" وهي منطقة يكثر فيها المسلمون والعلماء، ولهذا كان سماعي عن الإسلام مبكراً. قلت له: ماذا تفهم عن الإسلام، هو دين حياة أو هو فقط للشعائر التعبدية الظاهرة؟ قال: أنا عدت إلى المراجع الإسلامية الأصلية، والذي فهمته من تلك المراجع أن الإسلام يجمع بين الدين والدنيا بين العبادة والسياسة، والمنحى الأخلاقي في الإسلام منحى شامل.

هل ينجح المنهج الإسلامي إذا طبق في الأرض؟

قلت: هل ترى المنهج الإسلامي إذا طبقت شريعته في هذا العصر سينجح؟ قال: أنا أؤمن أن الحياة تسير بقوانين إلهية، وهي متمثلة في شرائع الإسلام والمسيحية. [هكذا أقحم المسيحية مع الإسلام، مع أن كتب الأناجيل ليس فيها شريعة يمكن تطبيقها في حياة الناس العامة]. والشريعة الإسلامية لا شك يمكن تطبيقها في هذا العصر.

أما المسيحية الأولى ـ الكتاب المقدس ـ فالمنحى الأخلاقي مثل عظة الجبل في إنجيل متى في الفصلين: الخامس والسادس، فيهما تفسير مسيحي للوصايا العشر. وقد أنشئ القسم في سنة 1994م من السنة الأولى في الكلية. وقد كان قبل ذلك موجوداً من سنة 1970م في الدراسات العليا.

والمواد التي تدرس في القسم، هي: القرآن، والتفسير، والحديث، والسيرة، والشريعة، وانتشار الإسلام، والإسلام والسياسة، ودراسات إسلامية. وغالب الأساتذة في القسم مسلمون، وعددهم أربعة، وهم متعاقدون. وغالب الطلاب ـ كذلك ـ مسلمون. وعددهم: 22 طالباً 10% غير مسلمين. وفي الدراسات العليا 7 في مرحلة الدكتوراه، و12 في مرحلة الماجستير، و6 يحضرون دراسات متعمقة.

ما مراجع هذا القسم؟

وسألته عن مراجع القسم لهذه المواد والدراسات؟ فقال: الحاجة تقتضي المراجع المكتوبة باللغة الإنجليزية، وأصحابها غير مسلمين. قلت: الأصل أن تدرس الموضوعات الإسلامية عن طريق الكتاب المسلمين وليس، عن طريق غير المسلمين. قال: نحن نشجع الطلاب على الرجوع إلى المصادر الإسلامية الأصلية. قلت له: هذا لا يكفي، لأن المراجع كتبها غير المسلمين تكون مضامينها صادرة من وجهة نظرهم، وهي قد تختلف كثيراً عن المضامين الإسلامية الصحيحة.

بم تفسر تفرق المسلمين؟

ثم سألته: بماذا تفسر تفرق المسلمين؟ قال: يوجد وجهان لفهم الإسلام: فإسلام محلي، وإسلام عالمي [الإسلام في حقيقته إسلام واحد، والمسلمون هم الذين ينقسمون في فهمهم لبعض الموضوعات الإسلامية، ولكن المستشرقين وأتباعهم ينسبون التقسيم للإسلام، ويجعلون اختلاف المسلمين اختلافاً في الإسلام نفسه]. أي مجتمع داخلي ومجتمع خارجي. توجد تيارات مختلفة؛ الدين عامل وحدة ومصلحة، ولكنه لا يزيل التيارات الأخرى العاملة.

فلو قسمت المسلمين وجدتهم اثنية أو عرقية أو لغوية، أو مالية: فقير وغني. هذه فكرة عامة. ولو طبقوا دينهم ليزيل الخلاف، فذلك ممكن من الناحية النظرية لا من الناحية العملية، حتى في العصور الأولى كان هناك خلافات ونزاعات.

قلت له: ما ذا ترى في مستقبل العرب واليهود؟ قال: ما دامت أمريكا تناصر اليهود فسيبقى اليهود أقوياء. قلت: ولو توحد العرب؟ قال: الحركة الصهيونية إلى سنة: 1948م كانت بدون بلد. والعرب إذا تكتلوا ربما استطاعوا إزالة إسرائيل كبلد، لا من حيث الحركة الصهيونية.

ما سبب إصرار أمريكا على دعم اليهود؟

قلت: ما سبب إصرار أمريكا على دعم اليهود ووقوفها ضد العرب، مع أن مصالحها في المستقبل البعيد عند العرب؟ قال: أمريكا تعرف ذلك، وهي تحاول أن توجد توازناً في قوى المنطقة، وقد دخلت في حرب الخليج لمصلحة بعض العرب ضد بعض. [في الظاهر لمصلحة بعض العرب، وأما في حقيقة الأمر فإن الواقع يدل على أن العرب قد خسروا خسائر فادحة، وأن المصلحة الحقيقية عادت إلى اليهود، حيث ازداد تمزق العرب، وانهار اقتصادهم، وقضي على أكبر قوة عسكرية كانت تخيف اليهود، وهي قوة الجيش العراقي الذي استدرجت أمريكا نظام العراق ليغزو به الكويت بعد استدراجه للحرب مع إيران، من أجل القضاء على ذلك الجيش].

لم لم يفكر البيض في العناية بالسود؟

قلت: لماذا لم يفكر البيض في العناية بالسود وتعليمهم وهم أهل البلد، والبيض أقلية؟ قال: منذ بداية الاحتلال كانت هناك اصطدامات بين الفريقين، ومنطلق التمييز كان تقسيم الناس جماعات وإعطاء كل جماعة الحماية ضد الأخرى. ولم يكن التمييز مبنياً على العرق فقط، بل هناك أيضاً اختلافات حضارية واجتماعية. وكان الخوف من التمازج بسبب الخوف من فقدان القوة والمركز الاقتصادي والهوية الشخصية.

النظم الاجتماعية كانت ضد مبدأ التمييز، لأن الحياة لا تسمح ببقاء التمييز واستمراره. ويمكن للبيض أن يتعلموا من المسلمين في كيفية محافظتهم على أنفسهم وهويتهم منذ 350 عاماً. وكان الفرق الاجتماعي والحضاري كبير وشاسع، ولكن عن طريق التمدن بدأت الفوارق تزول.

مقارنة فعل اليهود في فلسطين، وفعل البيض في جنوب افريقيا

قلت: كيف تقارن بين حالة جنوب أفريقيا التي احتلها البيض ونهجوا فيها منهج التمييز الظالم، وبين فلسطين واحتلال اليهود لها ومعاملتهم للعرب؟ قال: كان البيض يظنون أن محاصرتهم للسود في مناطق خاصة بهم سيكون في مصلحتهم دائماً، ولكن القوة الاقتصادية والاجتماعية كانتا ضد هذا المبدأ. وانطلاقاً من هذا المبدأ فإن إسرائيل لا يمكن أن تبقى على هذا الحال. ووضع إسرائيل أصعب من وضع البيض في جنوب أفريقيا. وإضافة إلى العامل العرقي هناك في فلسطين عامل الدين.

الدين في جنوب أفريقيا ليس عاملاً مؤثراً جداً، وبإمكانك النظر إلى القادة السياسيين، بحيث اختاروا مسلمين في مراكز الدولة الحساسة، كما بإمكانك النظر إلى دولة ملاوي في جنوب أفريقيا، حيث المسلمون أقلية، ومع ذلك حصل قائد مسلم على نسبة مرتفعة في الانتخابات، كان رئيساً للجمهورية، وسيجددون له الرئاسة الآن.

لو كنت قاضي بم تقضي بين الإسلام والأديان الأخرى؟

قلت له: لو كنت قاضياً وطلب منك أن تحكم أي الأديان أفضل للناس عامة، ماذا تقول؟ قال: من الطبيعي أن يجيب كل واحد بأن الأفضل الدين الذي يعتقده، لكن ما دمت طلبت إجابتي على فرض أني قاض أنا لا أشجع على دين واحد، بل أترك الحرية للناس في اختيار الدين الذي يريدون. ولكن هناك ديانات أخرى، وموقفي موقف تسامح وقبول وإعطاء فرص للناس، ومن نحن كبشر حتى نقارن ونرجح، والمسيحية والإسلام يؤكدان عامل الوحي، مع وجود فروق شاسعة، بإمكاننا محاولة فهمها، لكن من الصعب التوفيق بين الدينين.

في الإسلام إصرار على شريعة الله العظمى، وفي المسيحية إصرار على التجسد. الإسلام يؤكد أن الله هو الأعلى، والمسيحية تؤكد على التجسد واقتراب الله من البشر. وأنا كشخص لا يمكنني الحكم على الأديان. وفي الشكل النقي الأصلي يمكن لكل دين أن يكمل الآخر.

الإسلام لا يحتاج إلى ما يكمله لأنه كامل بذاته

قلت له: الإسلام كامل في نفسه، لا يحتاج إلى غيره ليكمله، وقد قال الله تعالى في كتابه: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. قلت له: في الإسلام الله واحد فقط. قال: من حيث المبدأ المسيحيون لا إشكال عندهم في وحدانية الله.

كيف يكون الثلاثة واحدا في النصرانية؟

قلت: المسلمون عندهم إشكال: كيف يكون الثلاثة واحداً؟ قال: حتى في الإسلام، عندما تقول: قال الله، أو فعل الله، فيه إشكال أيضاً، لأن الإنسان هو الذي يقول وهو الذي يفعل.

قلت: المسلمون يعتقدون أن ذات الله تعالى لا تشبهها ذوات المخلوقين، وإذا قلنا: قال الله أو فعل الله، فقول الله وفعله صفتان له، وصفاته كذاته لا يمكن أن تشبهها صفات المخلوقين، فهو واحد متصف بصفات، ولا يلزم من اتصافه بصفات أن يكون متعدداً. قال: المسيحية الأولى لا يمكن فيها تنازع بين الله وبين الإنسان.

قلت له: ماذا تعرف عن إنجيل برنابا؟ قال: ليس لديه دراسات في هذا الإنجيل، وفيه ما يدل على أنه متأخر الكتابة. وهنا اقترب وقت صلاة الجمعة فلم نستطع استمرار الحوار، وقد أهداني نسخة من الإنجيل باللغتين العربية والإنجليزية، وكان معي إبراهيم سلو.






السابق

الفهرس

التالي


16307690

عداد الصفحات العام

778

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م