﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(037) سافر معي في المشارق والمغارب

(037) سافر معي في المشارق والمغارب
هذه الحلقة تكملة لزيارة مجلس الشورى السابقة (36)

مع كثرة العرب الذين يكرر علماؤهم الدعوة إلى الجهاد وقلة اليهود، لما لم ينتصروا عليهم.

وسألني بعضهم قائلاً: إن كثيراً من العلماء يكررون كلمة: "الجهاد" وعدد العرب أكثر بكثير من عدد اليهود، فضلاً عن عدد المسلمين، وقد مضى على قضية المسلمين خمسون سنة، وإلى الآن لم يحرروا القدس، وقد مل الناس من تكرار كلمة الجهاد وكلمة: "إن شاء الله"..

قلت له: المصطلحات الإسلامية يجب فهمها على حقيقتها، ومنها هذه الكلمة: "الجهاد في سبيل الله" وهو مصدر للفعل "جاهد" والفعل لا يقوم بذاته وإنما يقوم بفاعله، فإذا قام الفاعل بالفعل تحقق الفعل، وإن لم يقم الفاعل بالفعل لم يتحقق.

فقد كلف الله تعالى المسلمين بالجهاد في سبيله، فلما قاموا به في العصور الإسلامية السابقة ارتفعت راية الإسلام ونال المسلمون عزتهم، وقد احتل النصارى الصليبيون بلاد المسلمين في الشرق، وبقي المسجد الأقصى أسيراً بأيديهم مائتي عام، حتى كاد المسلمون ييأسون من طرد عدوهم، وعندما قاد المسلمين "صلاح الدين الأيوبي" وجاهد بهم المعتدين حرر البلاد الإسلامية منهم في فترة قصيرة.

وما من عصر رفع فيه المسلمون راية الإسلام في وجوه عدوهم إلا نالوا النصر، ودليله في هذا العصر الجهاد الأفغاني الذي جعل الاتحاد السوفييتي ـ وهو دولة عظمى ذات قوة عسكرية ضاربة ـ يخرج من أفغانستان يجر أذيال الهزيمة. [وإن كان المسلمون قد أصيبوا بصدمة شديدة بالصراع الذي حصل بين قادة المجاهدين، أياً كانت أسباب هذا الصراع، وكان ذلك سبباً في تنصيب الصليبيين الجدد عملاءهم على البلاد بعد احتلالها والعدوان عليها].

والعبرة ليست بكثرة عدد المسلمين وحده ـ وإن كان العدد مطلوباً وله مكانته في الإسلام - وإنما العبرة بإخلاص المسلمين وقوة إيمانهم، وإعدادهم العدة التي كلفهم الله إياها، والنصر الذي وعده الله عباده المؤمنين إنما وعد به المؤمنين الصادقين الذين يتوكلون عليه ويتعاطون الأسباب التي أمرهم بها، ولم يَعِد الله بالنصر مدعي الإيمان الموتى الذين يدعون الإيمان بألسنتهم ويخالفون دعواهم بقلوبهم وأعمالهم.

ونحن عندما نقول: سننتصر على اليهود (إن شاء الله) نقولها عن اعتقاد جازم أن هذا الضعف الذي أصيب به المسلمون اليوم لا بد أن يتغير، وأن يقوى إيمانهم، وتجتمع كلمتهم على الحق، ويقوموا بأمر الله لهم بالجهاد، وعندئذ يتنزل نصر الله عليهم، ونعتمد في هذا على ثلاثة أمور:

الأمر الأول: النصوص العامة الواردة في القرآن والسنة بنصر الله تعالى من نصره.

الأمر الثاني: ما ورد من بشرى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، من أن المسلمين سيقاتلون اليهود وينتصرون عليهم.

الأمر الثالث: ما علم من تاريخ الأمة الإسلامية أنها تمرض ولا تموت، وأنها تغفو ولا تنام، وتستعيد صحتها وقوتها وصحوتها، وتنتفض انتفاضة تسترد بها حقوقها، وتلقن أعداءها دروساً تفقدهم كبرياءهم وتحرمهم ثمار عدوانهم، وفي التاريخ دروس وعبر.








السابق

الفهرس

التالي


15248553

عداد الصفحات العام

984

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م