[
الصفحة الرئيسية
] [
حول الموقع
] [
تعريف بصاحب الموقع
]
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب
::
66- سافر معي في المشارق والمغارب
::
(34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف
::
(033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف.
::
(067) سافر معي في المشارق والمغارب
::
(066) سافر معي في المشارق والمغارب
::
(031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف
::
(065) سافر معي في المشارق والمغارب
::
(030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث
::
::
::
::
::
::
::
::
::
::
جملة البحث
جميع محتويات الموقع
المقالات العامة
مقالات الحدث
الجهاد في فلسطين
2 أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع المسلم
المقالات العامة
الإيمان هو الأساس
غيث الديمة الجزء الأول
غيث الديمة الجزء الثاني
حوارات مع أوربيين مسلمين
حوارات مع أوربيين غير مسلمين
الحدود و السلطان
حكم زواج المسلم بالكتابية
رحلة هونج كونج
جوهرة الإسلام
كتاب الجهاد
المسئولية في الإسلام
دور المسجد في التربية
كتاب سبب الجريمة
كتاب الشورى في الإسلام
كتاب السباق إلى العقول
الإيمان إصطلاحاً و أثره سلوكاً
كتاب طل الربوة
كتاب الوقاية من المسكرات
الكفاءة الإدارية
معارج الصعود إلى تفسير سورة هود
مقدمة سلسلة في المشارق و المغارب
المجلد الأول : رحلات الولايات المتحدة الأمريكية
المجلد الثاني : رحلات المملكة المتحدة (بريطانيا) و آيرلندا
المجلد الثالث : رحلات اليابان وكوريا وهونغ كونغ
المجلد الرابع:رحلات إندونيسيا الجزء الأول 1400هـ ـ 1980م
المجلد الخامس : الرحلة إلى إندونيسيا الجزء الثاني 1410هـ ـ 1990م
المجلد السادس : رحلات إندونيسيا الجزء الثالث 1419هـ ـ 1989م
المجلد السابع : رحلات أستراليا و نيوزيلاندا و سريلانكا
المجلد الثامن : رحلات كندا و إسبانيا
المجلد التاسع : رحلات سويسرا و ألمانيا و النمسا
المجلد العاشر : رحلات بلجيكا و هولندا و الدنمارك
المجلد الحادي عشر:رحلات السويد و فنلندا و النرويج
المجلد الثاني عشر : رحلات فرنسا و البرتغال و إيطاليا
المجلد الثالث عشر : رحلات سنغافورة و بروناي و تايوان
المجلد الرابع عشر : رحلات باكستان و الهند
المجلد الخامس عشر : رحلات تايلاند (بانكوك)
المجلد السادس عشر : الرحلة إلى ماليزيا
المجلد السابع عشر : رحلات الفلبين
المجلد الثامن عشر : رحلة كينيا
الفهرس
(17)
حوار مع غير مسلمين
(17)
حوار مع غير مسلمين
حوار مع المستشرق الألماني: د. كارل بين سْوَا نْجِر
( dr. Karl bin swanger )
[ المركز الإسلامي في ميونخ 13/11/1407هـ]. ترجم الحوار الأخ أبو بلال الفلسطيني.
الحوار طويل مع مستشرق متعصب شرس
والمستشرق المذكور صحفي [يعني أنه درس العلوم الشرقية] ويحضر أخبار التلفزيون الأول والثاني، وراديو لكسمبورج ويكتب في معظم المجلات الحرة. وهو متخصص في الدولة العثمانية وتاريخها ووضع الأتراك في ألمانيا بالذات، ويجيد اللغة التركية ويقرأ خمس جرائد تركية عن وضع الأتراك في ألمانيا. ويوجد له برنامج في القناة الثانية من ألمانيا موضوعه: "جيراننا في أوروبا" يتحدث عن العاملين في ألمانيا، من اليوغوسلاف والأتراك واليونانيين والأسبان والبرتغال والطليان، وهو يعمل عملاً حراً ثابتاً في هذا البرنامج، وهو يبث كل أسبوعين، ويكون فيه برنامج عن الأتراك باللغة التركية. ويحضر برنامجاً شهرياً لمدة خمس دقائق بعنوان: "ماذا تتحدث الصحافة التركية عن ألمانيا؟".
مجاملات مختصرة
وقد تحدث عن صلته ببعض المسلمين في داخل ألمانيا وخارجها، وأطال في ذلك بما لا داعي لذكره، ويبدو أنه قصد أن يطمئنني بذلك حتى أثق فيما يلي به في المقابلة. ولد في سنة 1947م. سرد هذه المعلومات. وبعد أن أدلى بهذه المعلومات، قال: أتشرف بلقائك يا دكتور!.
قلت: وأنا يسرني هذا اللقاء معك. قلت له: ما دينك وما مدى تمسكك به؟. فقال: هو كاثوليكي، وليس شاذاً جنسياً، ولكنه يعيش مع صديقته التي تدرس الاستشراق، وتحضر الدكتوراه في الشؤون التركية، وبخاصة في جريدة سبيل الرشاد التركية. [الذي دينه النصرانية الكاثوليكية، يسأل عن مدى تمسكه بها؟ فيجيب بما ينفي عنه ما يمكن أن يعد عيباً، وهو الشذوذ الجنسي عمل قوم لوط، وبخاصة هذه الأيام التي يقال إن هذا العمل من أسباب انتشار مرض الإيدز، لكن اتصال الرجل بالمرأة بطريقة غير طريقة الزواج، لا تنفي أن يكون الكاثوليكي متمسكاً بدينه، وهذا ما فهمته من إجابة المستشرق كارل وعمره أربعون سنة].
حوار مع المستشرق الألماني: كارك بين سوانجر14/11/1407ﻫ
متى سمعت عن الإسلام؟
قلت له: متى كان سماعك عن الإسلام؟ قال: سمعت عن الإسلام في المدرسة في حدود السنة العاشرة من عمري، في المرحلة الابتدائية. وأتذكر أنني قرأت كتاباً علمياً أظن أن اسمه "ألف سنة من عمر البشرية"، ووجدت في الكتاب صورة للنبي صلى الله عليه وسلم، في حال دخوله فاتحاً مكة المكرمة. [قلت له: المسلمون لا يجيزون إحداث صورة للرسول صلى الله عليه وسلم]
قلت: ومتى سمعت عن الإسلام بوعي؟. قال: الأولى أن يصاغ سؤالك هكذا: لماذا درست الاستشراق؟ ويمكن أن يكون الجواب على هذا السؤال مؤدياً إلى الإجابة عن سؤالك. قلت: لا بأس المهم أن أصل إلى الجواب. قال: حصلت مصادفات ارتبط بعضها ببعض، وساق قصة تسجيله في الجامعة، واختياره لقسم الاستشراق على رغم محاولة أستاذه صده عنه. وذكر أن رجلاً يدعى كارل ماي كتب عن شعوب غير أوروبية، تكرهها الشعوب الأوروبية، منهم العرب، والهنود الحمر، والهنود، والصينيون فقرأ كتبه. قال: وإلى الآن ليس عندي معلومات وافية عن الإسلام.
مصادر قراءتك وبحثك
قلت له: ما المصادر التي استقيت منها معلوماتك عن الإسلام؟. قال: درست مادة الدولة العثمانية والإسلام شريعة ودرست اللغة العربية – كلاسيكية– يقصد اللغة الفصحى، يسمونها قديمة، واللغة العربية الحديثة وتخصصت في مقارنة الأديان وهجوم بعضها على بعض، ورد بعضها على بعض، ودرست حقوق الدولة والمجتمع والفرد في الإسلام.
قلت له: أريد أن تبين لي مصادرك التي استقيت منها في دراستك للإسلام، في أي باب من أبوابه، هل درست كتب المستشرقين فقط، أو أخذتها من علماء مسلمين، أو مترجمة عن كتبهم؟. قال: إني قرأت الكتب كمادة أدبية بحتة باللغات التالية: الألمانية، الإنجليزية، الفرنسية، والإيطالية، والغريب الذي اكتشفته أن أوروبا – يعني حضارتها المادية - امتداد حضاري للشرق، يعني للإسلام. والغريب أن الشرق لم ينهض حضارياً إلى الآن في العلوم التي تطبقها أوروبا. وقال: إنه قرأ عن ابن بطوطة وابن حزم وابن خلدون والغزالي بأي لغة كانت تقع في يده.
قلت: إلى الآن لم يجب عن سؤالي، وهو: هل مصادره استشراقية فقط أو مترجمة عن علماء المسلمين؟. قال: أخذ من الجهتين، وذكر ممن قرأ لهم، أبا الأعلى المودودي، وقال: إن الكتب التي درسها ترجمت بأمانة وثقة.. وقرأت رسائل حسن البنا، وقصته في الدعوة وتاريخه في عشر رسائل باللغة التركية. ثم قال: ولا تسألني بأي لغة وكيف قرأتها
هل الإسلام عالمي؟
قلت: من خلال قراءاتك عن الإسلام، هل اتضح لك أنه دين عالمي يجب على المسلمين وغير المسلمين أن يتبعوه؟ قال: كونه عالمياً نعم ولا جدال في ذلك. قلت: مقصودي بكونه عالمياً أن الكتب التي سبقته قد حرفت وأصبحت غير صالحة، وأصبح القرآن الكريم والدين الإسلامي دين البشرية فرض على كل واحد منهم أن يدخل في هذا الدين، هل فهمت هذا من قراءاتك؟. فغضب الرجل واحمر وجهه وتلون، والتفت إليّ قائلاً باللغة العربية:
{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}
[الكافرون:6].
قلت: السؤال فقط هو هل عرفت هذا المعنى من خلال قراءاتك لترجمة معاني القرآن وغيره من الكتب الإسلامية؟ فاستمر في غضبه، وقال: لو كنت شخصياً أؤمن بأن القرآن كلام الله لكنت الآن مسلماً. قلت: سؤالي واضح، و هو هل عرفت أن الإسلام جاء بهذا المعنى؟ ولم أسألك عما تعتقد. فقال: نعم أنا فهمت هذا جيداً أن الإسلام جاء بذلك. وكان قصدي من هذا السؤال إشعاره بأنه إذا فهم هذا الفهم، فقد قامت عليه الحجة، ويجب عليه أن يدخل في الإسلام، وقد فهم هذا القصد جيدا، ولهذا غضب.
الإسلام شامل لحياة الإنسان كلها
قلت: الإسلام عقيدة وشريعة ونظام، وتربية اجتماعية، واقتصاد وسياسة وأخلاق حسنة، ما الذي اطلع عليه من هذه المعلومات وما الذي أعجبه أكثر منها؟. تنهد الرجل، والتفت إلي التفاتة المغضب، مع ابتسامة صفراء، وقال: أرجو أن تفهمني بوضوح لا تحرجني بأسئلة كثيرة. وقال: أنه ولد كاثوليكياً، ودرس في روضة الأطفال وهي كاثوليكية، وتربى كاثوليكياً وعاش كاثوليكياً.
وقال: درست الابتدائية، وكنت حراً في ديانتي، ولم أدرس ديناً إجبارياً، لأن البلد علمانية، وكذلك المدرسة العليا الثانوية والجامعة، وكنت حراً في اختيار أي دين دون أن يفرض علي أحد رأياً أو ديناً. ودرست الاستشراق مادة علمية بحتة، كأي مادة أخرى، ولم ادرس الدين عقدياً ليقتنع به أو لا أقتنع.
وقال: يجب أن تفهم أنني تربيت على فصل الدين عن الدولة، ويجب أن تعلم أنه منذ وجد إعلان حقوق الإنسان بأن الديمقراطية لها أساسان مهمان: الأول: أن السلطات كلها بيد الشعب، ليس لأحد أن يفرض على الشعب شيئاً، وإنما الشعب هو الذي يقرر ما يريد الأساس الثاني: أنه لا يحق لأي إنسان أن يقتل إنساناً آخر ولو كان قاضياً.
وبناءً على هذا فأنا تعلمت فصل الدين عن الدولة، ويوجد في الإنجيل الوصايا العشر، ولكن هذه الوصايا أخلاقية، إن شئتُ اتبعتها وإن شئت تركتها، لا أحد يستطيع أن يفرض علي هذه الأشياء لأنها شخصية. ولي كامل الحرية في الأخذ بها أو عدمه، فكونك تكلمني بهذه الأشياء العقدية وغيرها، أنتم تعتبرون ذلك جزءً من الدين، وعندكم السلطة العليا هو الله. هو الذي يضع القانون، وهو الذي يضع الدستور، فهذه أنا شخصياً لا أقبلها تربينا أننا لا نقبلها.
قلت: قل له - أخاطب المترجم - له: أنا ما قصدت إجباره على قبول هذه الأمور، وإنما هو مجرد سؤال، يجيب عليه بنعم أو لا. أعجبني هذا أو لم يعجبني، وأنا أكتب ما يقول نفياً أو إيجاباً، ونحن عندنا في الإسلام:
{لا إكراه في الدين}
. قال: النقطة التي أنت تسأل عنها تفهمها، بمعنى يختلف عما أفهمه أنا، لأنك مسلم وأنا مسيحي، فالأخلاق الإسلامية تحتاج إلى تفسير... وهكذا.
ثم تدخل الدكتور عبد الفتاح شوقي [وكيل النقابة العامة للأطباء في مصر، وكان في زيارة لألمانيا] محاولاً أن يوضح له ما أريد باللغة الإنجليزية. ولكنه قال: إن ما يفهمه عن الإسلام يتعارض تماماً مع الديموقراطية. ثم قال - من باب المجاملة -: أنا كما قال فيلسوف هندي أنا أختلف معك في الرأي ولكن أضحي بعنقي في سبيل الدفاع عن رأيك. وعلى الرغم من أنه يوجد تناقض بين الإسلام - أو قال الشريعة - وما نرى لكن نحن نحترم رأي المسلمين.
قلت: هذا السؤال نتركه، يبدو أنك لا تريد الإجابة عنه.
هل تحب فعلا أن تعرف حقيقة الإسلام؟
سؤال آخر: لو أتيحت لك فرصة لتعرف عن الإسلام، هل يحب أن تعرف فعلاً عن الإسلام، وعن أي طريق تريد أن تعرف، عن طريق كتاب مترجم، أو محاضرة أو عن طريق رجل من علماء المسلمين؟. قال: يصعب أن أجيب بوضوح عن هذا، ولكن رأي الشخصي أن يدرس الإنسان الإسلام دراسة علمية بحتة برأي حر، ثم يتصل بالمسلمين ليس في أوروبا، بل في بلاد الشرق، حيث الغالبية العظمى مسلمون، وذكر أنه قرأ ترجمة معاني القرآن عن طريق القاديانية، وقرأ ترجمته عن آخرين.
ومع ذلك تبقى الصفة الغالبة في بلاد الإسلام، تركيا حاولتْ الابتعاد عن الإسلام، ولكن تبقى صفتها الإسلام، وقد درست ثماني سنوات ونصفاً ويجب أن أقرأ الإنسان كثيراً. وأفضل أن أدرس ذلك في موطن الشيء الذي أريد أن أتعلمه. [كان من أهم أهدافي في الأسئلة التي أوجهها إلى المستشرقين أن أشعرهم بأنه من الظلم التحدث عن الشيء من غير مصدره الأصيل].
هل يوجد مسلمون يدرسون الإسلام في أقسام أديان الجامعات الأوربية؟
قلت له: أقسام الأديان في الجامعات الأوروبية، هل يوجد في هذه الجامعات مسلمون يُدرِّسون الدين الإسلامي كما يفهمه المسلمون، أو أن المقارنات كلها تحصل من قبل غير المسلمين؟. قال: لا يعلم بالضبط عن كل الجامعات، ولكن كثيراً من الذين يقال: إنهم تخصصوا في شؤون الإسلام، تخصصهم سطحي والذي يأخذ الإسلام يأخذه من وجهة نظر معينة. وصرح بأنه يؤيد البهائية والقاديانية!. قلت له: هل يعلم أن الفرقة الأحمدية فرقة غير مسلمة عند المسلمين؟. فقال: نعم.
هل الحرية في الغرب تسمح للمسلمين نشر دينهم في الإعلام؟
سؤال: يقال إن في الغرب حرية، فهل تخول هذه الحرية للمسلمين أن يمتلكوا وسائل إعلام، كالإذاعة والتلفاز والصحافة لينشروا دينهم لأبنائهم في أوروبا ويحافظوا عليهم؟. قال: الأصل في القانون أن كل إنسان له الحق أن يبدي رأيه بالكلمة الحرة، في الإذاعة والصحافة وبالصورة كاللوحات والتلفزيون. وهذا سؤال قانوني لا أستطيع الإجابة عليه بوضوح، ويمكن أنك تريد أن تسأل: هل يمكن للمسلمين أن تكون لهم إذاعة حرة منفصلة أو برنامج تلفزيوني، وهذا لا أدري عنه.
قال له المترجم: يمكن بضع ساعات في الراديو، وبضع ساعات في التلفزيون، وليست إذاعة منفصلة ولا برنامج تلفزيوني منفصل؟ فقال: نعم، هذا يحتاج إلى تقرير المسؤولين في الراديو والتلفزيون، ولكن هذا صعب، لا يوجد هنا مثل تعليم اللغات، أن يعلم الألمان الإسلام وهذا غير ممكن.
قال: وهناك ثلاثة أمور أساسية في الراديو والتلفزيون، وهي الأخبار السريعة والتعليقات السياسية، والمحاورات والآراء المختلفة والموسيقى والدعاية. والإسلام لا يدخل في هذه الأشياء وإنما يدخل تحت البرامج الحرة، فأي إنسان له الحق أن يتكلم في الراديو والتلفزيون بصورة ما.
قلت له: هذا مجرد استطلاع، والمسلمون ليس عندهم استعداد ولا قدرة على ذلك. قال: سُمح في ألمانيا ببرامج التلفزيون عن طريق الكابل، برامج خاصة، ويمكن لأي منظمة قوية أن تنظم لنفسها ساعات معينة تتفق مع هذه الشركات وتبث ما تريد، ولا يمنع المسلمين شيء من ذلك.
لماذا فصل الدين عن الدولة في الغرب؟
قلت له: ما سبب فصل الأوروبيين الدين عن الدولة؟ [كنت أحاول أن أفرق بين الأسئلة التي أشعر أنه لا يرتاح لها بأسئلة أخرى]. فابتسم أيضاً والتفت إلي وأطرق ساكتاً. فقلت للمترجم: قل له: أرجو أن لا أكون أثقلت عليه بهذه الأسئلة أو أحرجته، فليجب كما يريد عن أي سؤال أو يعتذر عن الإجابة إذا أراد. فقال: هذه المقابلة شيقة كثيراً وبحق!
ثم قال: توجد أسباب كثيرة: اجتماعية وسياسية ودينية، والكنيسة نفسها لعبت دوراً في هذا، وأسباب نفسية، وأسباب تاريخية، لكن لذلك علاقة بالمسيحية فهي دين لا يوجد فيها نواة للشريعة، ولا يوجد في لبها الدولة. ويوجد في الإنجيل الحالي - وأرجو أن تترك كونه محرفاً - بوضوح فصل الدين عن الدولة، وكذلك قال المسيح: ملكوتي في السماء وليس في الأرض، وقال: أعط ما لقيصر لِقيصر، وأعط ما لله لله، فالمسيحية بأصلها ليس فيها ما يقيم دولة.
وعلماء المسلمين ينتقدون المسيحية بقوة، ولا يجد المسيحيون إجابة عن انتقادهم واضحة، وهو ما حصل في العصور الوسطى كيف فعلت الكنيسة بالعلماء من اضطهاد؟. والكنيسة في ذلك الوقت أصبح البابا فيها هو القيصر، والقيصر هو البابا، وهذا كان استغلالاً سيئاً للدين المسيحي والدين المسيحي بريء من ذلك، والآن عدنا إلى المسيحية من جديد، وهو الدين الصحيح وليس كما كان في العصور الوسطى.
اختلاف الإسلام عن المسيحية
والإسلام يختلف عن المسيحية اختلافاً جوهرياً، فالإسلام من بدايته دين ودولة، بخلاف المسيحية، الإسلام منذ نشأته دين ودولة، والمسيحية كانت ديناً لا دولة، فاستغلت لتكون ديناً ودولة وكانت تجربة فاشلة والآن عدنا إلى ما كنا عليه في الحقيقة. أما الإسلام فهو دين ودولة، وعندما لم يستطع المسلمون أن يفرضوا أنفسهم - يعني لم يقدروا على تطبيق دينهم - وضعفوا تركوا الدولة، والآن عادت الصحوة والنهضة الإسلامية، فهي في الحقيقة تريد أن تعيد للإسلام دولته التي هي أصلاً قام من أجلها..
ميونخ- ألمانيا- الكاتب على اليسار، والمستشرق الدكتور كارل بين سْوَا نْجِر في الوسط، والمترجم أبو بلال على اليمين
قال سْوَا نْجِر: ولذلك لو عملنا الرسم البياني نجد أن المسيحية بدأت عالية ثم نزلت والآن عادت كما هي أصلاً، أما الإسلام فبدأ عالياً، والآن نزل ويحاول أن يرتفع وسينزل. [انظر كيف يعترف مسيحي مستشرق متعصب حاقد بطبيعة الإسلام - على رغم تهجمه عليه - بأنه دين ودولة، والذين يدعون الإسلام من المنافقين، بما فيهم بعض لابسي العمائم، يجحدون تلك الطبيعة، كعلي عبد الرزاق، وبعض تلاميذه من الأزهريين، وزملائهم في بلدان أخرىى، أما قوله: وسينزل فهو من حقده الشديد، لأته يريد تأييس المسلمين من استمرار ارتفاع رايته، ولو انتصر في بعض الأوقات،
{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}
(التوبة:32)
].
ثم قال: الإسلام والمسيحية اتفقا في شيء واحد: أن الإسلام شيء متفق عليه دين ودولة، فالمسلمون يريدون أن يعيدوه ديناً ودولة، والنصارى عرفوا أن دينهم ليس دولة فأرادوا أن يتركوا الدولة.
الكنيسة اضطهدت العلماء في الغرب باسم الله
قلت له: المسلمون يعرفون أن الكنيسة عندما ذبحت العلماء وقتلتهم وسجنتهم كانت تعتدي عليهم باسم الله وهي كاذبة. [وهنا تدخل الدكتور عبد الفتاح شوقي ليخفف الأسلوب، فقال: نقول: وعملها غير صحيح بدلاً من كاذبة، فوافقت وترجم له ذلك].
فقال المستشرق: أرجو أن لا ندخل في هذه الموضوعات، ولنتكلم في موضوعات أخرى.قال الدكتور عبد الفتاح: أنه يشعر بأنك تهاجم دينه، وقال لي المترجم: هو له كلام عن الإسلام، فتكلم معه الدكتور عبد الفتاح وطال النقاش.
فقلت للدكتور عبد الفتاح: قل له: لا مانع أن يقول ما عنده عن الإسلام، وإن كان لا يريد مني أن أقول ما عندي عن المسيحية، لأني واثق أن حقائق الإسلام ستدفع أي فرية عليه، بخلاف المسيحية المحرفة، فإنها لا تستطيع أن تقف أمام الحقائق الواردة عليها. فترجم له الشطر الأول من الكلام، فقال كلاماً يدل أنه ليس عنده وقت للنقاش، قلت: قل له يتكلم بما يريد فأنا سأستفيد من كلامه عاجلاً أو آجلاً.
وكنت أريد من ذلك أن يفهم أننا لا نخاف مثلهم من ذكر ما يزعمون أنه عيوب في الإسلام، لأن تلك العيوب مفتراة، بخلافهم هم يخافون من العيوب الموجهة ضد المسيحية، لأنها موجودة فيها ولأشعره بأنا مستعدون أن نسمع ما عندهم أكثر من سماعهم ما عندنا. كما كنت أريد أن أسمع من مستشرقي هذا الزمان، وهل يوجد فرق بينهم وبين أساتذتهم السابقين لأنهم يزعمون أنهم محايدون في بحثهم!.
فقال: الأمور التي أنتقدها هي:
أولاً: الحرية الشخصية للإنسان، المسلم حر أن يذهب إلى الفاتيكان ويطلق النار على البابا، كما فعل التركي، والمسيحي ليس من حقه أن يذهب إلى مكة والمدينة.
ثانياً: شبه الجزيرة العربية لا توجد بها كنيسة إلا في الكويت، وقال له المترجم: وفي الإمارات، [وهو يقصد بخلاف أوروبا فإن فيها مساجد للمسلمين].
ثالثاً: الإسلام لا يعترف إلا بالأديان التي سبقته ولا يعترف بأي فكر ديني يظهر بعد، كالقاديانية، والبهائية، وشهود يهوى، فهؤلاء ما لهم في الإسلام إلا السيف، وهذا يخالف حرية الإنسان وحقوقه.
رابعا: حرية المعتقد حسب ما نفهم في القانون الأوروبي يجوز أن يكون الإنسان ملحداً، والإسلام لا يعترف بذلك.
خامساً: حرية المعتقد في الإسلام أن الإنسان إما أن يكون ذمياً أو مسلماً، وإذا كان ذمياً، وهو الكتابي، فعليه أن يدفع الجزية مقابل أن يعيش في الدولة الإسلامية، أما عندنا فليعتقد الإنسان ما يشاء بدون أن يدفع شيئاً.
سادساً: المشكلة الأساسية عند المسلمين حرمة القرآن عندهم، فالقرآن لا يمكن مناقشته.أما عندنا فتوجد أربعة أناجيل، ليست كلام الله وفيها تناقضات، ولذلك يدرسونها، بحرية ويعرفون من أين جاءت التناقضات، وهذه الدراسة أدت بنا أن يتاح لنا حرية العلم فأصبح العلم عندنا حراً لا قيود عليه، واكتشف العلماء أشعة الليزر. واعترض عليه ه المترجم فقال: إن المسلمين هم الذين اكتشفوا ذلك..
قال: وعلى هذا الأساس ما دام المسلمون يعتقدون أن القرآن كله من أوله إلى آخره مقطوع به أنه من عند الله بلا مناقشة فلا يمكن أن تتحرر عقولهم. وناقشه الدكتور عبد الفتاح وهو المترجم في هذه النقطة قبل أن تترجم لي، وكان الدكتور عبد الفتاح غاضباً، والرجل لا يريد أن يسمع رداً على كلامه..
ثم تحدث عن الصحوة الإسلامية.. وقال: المراد بها إحياء الإسلام في النفوس، وهذا في الحقيقة تعصب، وختم كلامه بقوله: أشكرك على هذه المقابلة وأشكر المترجم. قلت له: وأنا أشكرك كذلك، وما ذكرته دعاوى والدعوى تحتاج إلى محاكمة، فهل عندك استعداد للنقاش في هذه الدعاوى، أما أنا فعندي استعداد أن أبقى معك في كل جزئية ساعات. فقال: أنا متعب وأحتاج إلى الراحة، فلعلي أجد الدكتور قادري مرة أخرى وأقابله مقابلة أطول وقد أستفيد منه.
فقلت له: أنا لا أجبرك على البقاء وأنت لا تستطيع، ولكن عليك أن تبحث عن الحقيقة لتجد أن كل ما ذكرته عن الإسلام له جواب من طبيعة الإسلام، وما ذكرته عن المسيحية له جواب من طبيعة المسيحية، وأما القوانين البشرية فالقرآن منزه أن يقارن بها. ونحن نعتقد أن قمة الحرية في الأرض لا توجد إلا في الإسلام، وأما غير الإسلام فإنما هو استعباد يسمى حرية. فقلب الرجل يديه وقام مودعاً.
هذه الأمور التي ذكرها تحتاج إلى بيان، ولكنه رفض سماع ذلك
والحقيقة أن هذه الأمور التي ذكرها تحتاج إلى أن يعرفها المسلمون المفكرون ويدحضوها في مناهج جامعاتهم ومعاهدهم ضمن مواد الاستشراق التي تدرس في بعض المعاهد الإسلامية. وقد تهرب الرجل من سماع الأجوبة على ما أورد من شبهات، لأنه كان هو بنفسه يعرف الجواب عن كل شبهة - فيما يغلب على ظني - ويعرف أنه سيسمع أجوبة دامغة، ولكنه فضل أن ينفث سموم صدره ويذهب قبل أن يسمع شيئاً، ولهذا سأوجز الإجابة عنها في حدود قدرتي في الحلقة القادمة، وإن لم يصبر على القاء لسماعها.
وعلى الدعاة الذين يريدون أن يقوموا بالدعوة في الغرب، أن يتسلحوا بما يستطيعون به لإظهار محاسن الدين الإسلامي والرد على شبهات الأعداء ومعرفة مفاسد دينهم المحرفة والحريات الزائفة التي يدعونها وبيان عوارها.
الفهرس
14231090
عداد الصفحات العام
3379
عداد الصفحات اليومي
جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م