{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(040) سافر معي في المشارق والمغارب

(040) سافر معي في المشارق والمغارب

مع محمد بن إبراهيم محمد:

ودعْنا رئيس مجلس القضاء الإسلامي الجديد في مكتبه، وذهبنا لزيارة رئيس مجلس القضاء الإسلامي القديم


الشيخ نظيم في منزله. ولد الشيخ نظيم في: 8/7/1932م. أصله من الهند، جاء أبوه من الهند من منطقة "بروش" وتزوج في كيب تاون.

دراسته:

دراسته الأولى كانت في كيب تاون. من أساتذته الإمام معاوية صديق، درس على يديه القرآن في المسجد. ودرس على جده مبادئ الإسلام، وكانت وفاة جده قبل 40 سنة. ثم سافر إلى مكة سنة: 1949م مع أهله على الباخرة، وعددهم: 45 شخصاً، ومنهم أبوه وجده وجدته وأخواله، وكان سفرهم عن طريق الهند، ولم تكن توجد باخرة مباشرة إلى جدة، استغرق سفرهم شهراً، وكان قصدهم الحج، وصلوا إلى مكة في شهر شوال.

وبعد الحج رجع أهله إلى كيب تاون، وبقي هو ـ وعمره 16 سنة ـ في مكة لطلب العلم، وكان يسكن في منزل الشيخ علوي شطا، وهو حفيد الشيخ بكري شطا مؤلف كتاب إغاثة الطالبين. بدأ دراسته في مدرسة "الفلاح" وكان مديرها في ذلك الوقت "السيد إسحاق عزوز" رحمه الله.

ومن العلماء الذين درس عليهم "الشيخ محمد العربي" وهو من أكابر علماء مكة المكرمة، ومنهم "السيد علوي مالكي" و"الشيخ محمد نور سيف". ومن زملائه في الحرم "السيد أمين كتبي" و"الشيخ جمعة" وهو من زنجبار، وقد أصبح قاضياً. وتخرج الشيخ نظيم من مدرسة الفلاح الابتدائية عام 1952م.

وانتقل إلى المعهد العلمي السعودي، وكان مديره "الشيخ حمدي" وكان غالب أساتذة المعهد من مصر. ولم يكمل دراسته فيه. وبقي في مكة سبع سنوات، ثم رجع بعد ذلك إلى مدينة كيب تاون في نهاية عام: (1955م).

أعماله:

بدأ يدرس أولاد المسلمين علوم الإسلام في المساجد. وقام بإمامة "مسجد دار القرار" لمدة: 11سنة. وكان في نفس الوقت عضواً في مجلس بلدية كيب تاون. ثم انتقل إلى "مسجد وصفية" ـ واسم المسجد مؤلف من اسم رجل، وهو (يوسف) وامرأته واسمها (صفية) وهما اللذان بنيا المسجد في سنة 1867م. ولا زال إلى الآن إماماً للمسجد المذكور، وهو يبعد عن منزله بالسيارة سبع دقائق، ووالده من رواد هذا المسجد.

وكان الشيخ معاوية الذي علمه القرآن إماماً لهذا المسجد. وكان ـ الشيخ نظيم ـ يأخذ العلم على أيدي كبار العلماء، منهم الشيخ أحمد بهاء الدين، الذي كان الرئيس الدائم لمجلس القضاء الإسلامي. ومن مشايخه الذين درس على أيديهم الشيخ إسماعيل الحنيف، وهو مؤلف كتب. وجالس كثيراً من العلماء وتعلم منهم. وبدأ يفسر القرآن الكريم في المسجد مرة واحدة في الأسبوع، ولا زال مواظباً على هذا الدرس، وقد وصل إلى الجزء الثالث والعشرين.

وقد ذهب إلى مكة وجدة سنة 1978م وأخته في جدة تزوجت رجلاً من بيت الرفاعي، ومكث هناك ستة شهور من أجل تجديد اللغة العربية، ثم رجع إلى كيب تاون واستمر في إمامة المسجد.

وكان رئيس مجلس إدارة مجلس القضاء الإسلامي لمدة 12سنة في أوقات متفرقة إلى عام 1982م. ثم أصبح رئيساً للمجلس مدة 18سنة. وانتهى من هذا العمل في هذا العام، لظروفه الصحية، وهو الرئيس الدائم للمجلس. [وهي رئاسة شرف، أما الرئيس العملي، فهو الشيخ إبراهيم جبريل، كما مضى في الحلقة (40)]. وفي وقت رئاسته للمجلس، بني المجلس ومرافقه. وهو الآن عضو في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في مكة.

وقام بالنشاط السياسي ضد الحكومة العنصرية، وكان هو يقوم بقيادة المظاهرات في الشوارع ضد العنصرية، وقد نجحت تلك الجهود والحمد لله. وعندما خرج مانديلا من السجن أصبح صديقاً له، وكان مانديلا يزوره في منزله وفي المكتب، وكان مع مانديلا في الاحتفال عند تنصيب الرئيس الجديد. وقد فجرت قنبلة في منزل الشيخ نظيم، وزاره مانديلا، وسأله عن الإسلام، فشرحه له، ومانديلا عضو في إحدى الكنائس المسيحية، واسمها (ميثوديس) وقد دعا مانديلا الشيخ نظيم إلى حضور حفل زواجه الجديد.


وقال الشيخ: إن أكبر المؤسسات الإسلامية مجلس القضاء الإسلامي، وهو الذي يسيطر على شئون المسلمين، وهو الذي تعترف به الحكومة في كيب تاون. والمؤسسات الأخرى تعتبر بالنسبة للمجلس مؤسسات صغيرة. وعدد المساجد في كيب تاون 120 مسجداً، يتبع المجلس منها (105) مساجد. ويعتبر مسجد واحد من مساجد المجلس أكبر من المنظمات الإسلامية الأخرى.

وقد حاولنا الاجتماع مع الآخرين للاتفاق والتعاون ولم ننجح. وقد أوقفنا القاديانيين في المحكمة العليا، وكانت ـ المحكمة ـ ضدنا، ثم رفعنا دعوى ضدهم إلى محكمة عليا أخرى وحكمت لنا. ومجلس القضاء معترف به في الداخل والخارج، والمفروض أن تنضم إليه المؤسسات الأخرى لتقوية المسلمين، وقد حاولنا ذلك معها فلم ترضَ.

ويوجد في مجلس القضاء قسم خاص بالدعوة، وفيه شخصان متخرجان من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهما عضوان في المجلس وينشران الدعوة إلى الإسلام. عدد المسلمين في البرلمان (35 عضواً) وعددهم في الوزارة (5 وزراء). وقد خصص مصلى للمسلمين في البرلمان لأول مرة في جنوب أفريقيا. عند الشيخ نظيم ستة أولاد: أربع بنات، وابنان، إحدى بناته موظفة في المجلس القضائي.

ما يسهل دخول الأفارقة السود في الإسلام:

[هذه الخواطر التي تعرض لي بسبب التفكير فيها، وعندما تعرض لي أحاول تسجيلها في وقتها، وقد يتكرر بعضها في أماكن أخرى لارتباطها بغيرها من الخواطر].

إن الاهتمام بدعوة السود إلى الإسلام أكثر من غيرهم من الأمور التي لا يجوز للمسلمين التساهل فيها، وقد بدأ بعض المسلمين القيام بذلك، وقد ظهر لي من محاورتي للعلماء والأئمة، وبعض من اجتمعت بهم من المسلمين السود أن هناك أموراً، لو اهتم بها المسلمون لنفع الله بها، وربما دخل كثير من السود في الإسلام.

الأمر الأول: وجود مراكز خاصة تهتم بدعوتهم، وتدريب من أسلم منهم ـ بعد تعليمه فروض العين بالتفصيل وتربيته ـ على أساليب الدعوة الناجحة ووسائلها.

الأمر الثاني: متابعة من دخل في الإسلام بالزيارات من الدعاة، واستضافة عدد منهم في مخيمات تعليمية تربوية، لمدد مناسبة، ثم رجوعهم إلى مواطنهم لدعوة قومهم.

الأمر الثالث: بناء مساجد ومدارس صغيرة في مساكنهم، لتعليمهم وتعليم أبنائهم، من قبل أئمة ومدرسين قادرين على ذلك، ويفضل أن يكونوا منهم.

الأمر الرابع: اهتمام المسلمين بدعوة من له صلة بهم من السود، رجالاً ونساءً، وأطفالاً، مثل الخدم في المنازل والمكاتب والأسواق والشركات، مع الحرص أن يكون المسلمون قدوة حسنة في تطبيق الإسلام في أنفسهم، وفي معاملتهم.

الأمر الخامس: إزالة ما علق بأذهانهم من أن المسلمين الهنود والملونين يحتقرونهم، ولا يعاملونهم معاملة الإنسان،كما كان الحال في عهد البيض، وما سنوه من التفرقة.

الأمر السادس: مساعدتهم المادية حسب الإمكان، ومحاولة رفع مستواهم بالتعليم الشامل للمنهج الإسلامي والمنهج الحكومي، والسعي في إيجاد منح دراسية لهم في المدارس الحكومية أو الإسلامية الخاصة ذات المنهجين، ومواصلة دراستهم في الجامعات في بلادهم أو في البلدان العربية والإسلامية.

الأمر السابع: تدريب من أسلم منهم على إجادة بعض المهن المتيسرة، كقيادة السيارات، والخياطة والحدادة والخبازة والتجارة والنجارة.

إن توافر هذه الأمور ـ وغيرها من الوسائل المتاحة ـ جديرة بأن تساعد على دخول هؤلاء القوم في الإسلام، لا سيما أنهم ذوو بساطة في حياتهم وعاداتهم قريبة إلى الفطرة القابلة لدين الفطرة، وهو الإسلام. يضاف إلى ذلك نفورهم الشديد من البيض الذين استعبدوهم فترة طويلة، وأهانوهم وحرموهم من أقل ما يجب أن يعطوه من الحقوق.

والمسلمون ـ وإن حصل من بعضهم تقصير ـ لم تكن معاملتهم لهم مماثلة لمعاملة البيض لهم، بل كان كثير من المسلمين يناصرونهم ويقفون معهم ضد التفرقة العنصرية ويشاركونهم في احتجاجاتهم ومظاهراتهم، وقد سجن بعض المسلمين مع من سجن من السياسيين السود.






السابق

الفهرس

التالي


14213416

عداد الصفحات العام

1142

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م