[
الصفحة الرئيسية
] [
حول الموقع
] [
تعريف بصاحب الموقع
]
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب
::
66- سافر معي في المشارق والمغارب
::
(34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف
::
(033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف.
::
(067) سافر معي في المشارق والمغارب
::
(066) سافر معي في المشارق والمغارب
::
(031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف
::
(065) سافر معي في المشارق والمغارب
::
(030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث
::
::
::
::
::
::
::
::
::
::
جملة البحث
جميع محتويات الموقع
المقالات العامة
مقالات الحدث
الجهاد في فلسطين
2 أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع المسلم
المقالات العامة
الإيمان هو الأساس
غيث الديمة الجزء الأول
غيث الديمة الجزء الثاني
حوارات مع أوربيين مسلمين
حوارات مع أوربيين غير مسلمين
الحدود و السلطان
حكم زواج المسلم بالكتابية
رحلة هونج كونج
جوهرة الإسلام
كتاب الجهاد
المسئولية في الإسلام
دور المسجد في التربية
كتاب سبب الجريمة
كتاب الشورى في الإسلام
كتاب السباق إلى العقول
الإيمان إصطلاحاً و أثره سلوكاً
كتاب طل الربوة
كتاب الوقاية من المسكرات
الكفاءة الإدارية
معارج الصعود إلى تفسير سورة هود
مقدمة سلسلة في المشارق و المغارب
المجلد الأول : رحلات الولايات المتحدة الأمريكية
المجلد الثاني : رحلات المملكة المتحدة (بريطانيا) و آيرلندا
المجلد الثالث : رحلات اليابان وكوريا وهونغ كونغ
المجلد الرابع:رحلات إندونيسيا الجزء الأول 1400هـ ـ 1980م
المجلد الخامس : الرحلة إلى إندونيسيا الجزء الثاني 1410هـ ـ 1990م
المجلد السادس : رحلات إندونيسيا الجزء الثالث 1419هـ ـ 1989م
المجلد السابع : رحلات أستراليا و نيوزيلاندا و سريلانكا
المجلد الثامن : رحلات كندا و إسبانيا
المجلد التاسع : رحلات سويسرا و ألمانيا و النمسا
المجلد العاشر : رحلات بلجيكا و هولندا و الدنمارك
المجلد الحادي عشر:رحلات السويد و فنلندا و النرويج
المجلد الثاني عشر : رحلات فرنسا و البرتغال و إيطاليا
المجلد الثالث عشر : رحلات سنغافورة و بروناي و تايوان
المجلد الرابع عشر : رحلات باكستان و الهند
المجلد الخامس عشر : رحلات تايلاند (بانكوك)
المجلد السادس عشر : الرحلة إلى ماليزيا
المجلد السابع عشر : رحلات الفلبين
المجلد الثامن عشر : رحلة كينيا
الفهرس
اليهود يدربون الفلسطينيين على الجهاد في سبيل الله!
(نسخة جديدة)
اليهود يدربون الفلسطينيين على الجهاد في سبيل الله!
(نسخة جديدة)
نعم اليهود وحلفاء اليهود يدربون الفلسطينيين على الجهاد "في سبيل الله" وهم-الفلسطينيون- يبرزون فضائح اليهود وحلفائهم
كيف؟
سأبدأ بنشر المجاهدين فضائح اليهود وحلفائهم.
واضح أن الفضائح موجود ومعروف كثير منها، ولكن المجاهدين ينشرونها ويزيدونها وضوحا لمن قد تخفى عليهم.
أولا: أن أبناء غزة أبانوا للعالم أن فئة قليلة من المسلمين محاصرة من اليهود والصليبيين ومن جيرانها العرب، برا وبحرا وجوا، لا تملك قوت يومها، ولا علاج مرضاها، ولا قيمة السلاح الذي تدفع به أذى اليهود المعتدين عليها، قادرة بتوكلها على ربها وصبرها على ما يصيبها من الابتلاء، وبإعداد ما تستطيعه من قوة، على الدفاع عن نفسها وضرورات حياتها، وأنها تنال من عدوها ما يرهبه ويقف كيده وغروره، على رغم ما يملكه من إمكانات الدولة، من مال واقتصاد ومصانع وسلاح وإعلام، وما تحيطه به الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، من دعم مادي ومعنوي، واستسلام ما يسمة بـ"السلطة الفلسطينية" لما تمليه عليها تلك الدول وحلفاؤها من العرب!
وهذا -أيضا-يفضح زعماء العرب الذين يحتمون في حصون عواصمهم المحيطة بأرض الإسراء والقدس التي فتحها أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه وأسس مسجدها "الأقصى" وقد كان رضي الله تعالى عنه ينام تحت الشجر ويركب الجمل والناقة والحمار، وكان يهتم بمصالح أمته ونصر دينه، فوجد أمته كلها تندفع لتحقيق ندائه إذا سمعوه يقول: "حي على الجهاد"!
ليحرر من عبودية غير الله البلاد والعباد، والزعماء اليوم يملكون الجيوش الجرارة من أهل القتال وبنوكهم مليئة بالأموال، وأجهزة ما يسمونه بـ"الأمن" المتنوعة ومخازن الأسلحة المدمرة، التي لم يعدوها لما كان يعده الفاروق، وإنما أعدوها لحماية أنفسهم وقتل شعوبهم بها إذا طلبت منهم أداء حقوقها بطرق سلمية.
وهم يعتبرون هذه الفئة المجاهدة في غزة المدافعة عن ضرورات حياتها من دين ونفس ونسل وعقل وعرض ومال، جماعة إرهابية تستحق التدمير لا النصر والتمكين، وإن حاولوا التصريحات الدبلوماسية المعتادة التي يفهم حقيقتها المثقف والجاهل، أنها مجرد كلمات تقال في وسائل الإعلام لمجرد أن يقال: إنهم قالوا.
ولقد حاول أعداء المجاهدين في غزة ترويض هذه الفئة بإدخالها في دهاليز السياسة التي تدربها على النفاق والميل إلى اضطراب الأهداف التي لا ثبات لها، وبيع المبادئ وتغييرها بحسب النصائح المكيافيللفية لتتبنى العدل والصدق والوفاء، إذا كان فيها مصلحة مادية لهم، وتتبنى الظلم والكذب والغدر، إذا كان فيها مصلحة مادية لهم ، ولو كان في ذلك ضرر عليها كما، ليسيروها في مسارهم المتقلب.
ودخل المجاهدون، وبخاصة "حماس" في عالم السياسة، وخاضوا الانتخابات التي كان أعداؤها يظنون أنها ستخسرها، فيسيطرون عليها بطريقة شرعية عن طريق الأغلبية "الديموقراطية"! ولكنها فاجأتهم بالفوز الذي منحها الشعب المتعطش لحكومة مستقلة ذات ولاء إسلامي ووطني، بعيدة عن الولاءات الأخرى، فاسودت وجوه المنافسين من طلاب المفاوضات واستجدائها من اليهود، وصدموا مما جرى فأصيبوا هم وحلفاؤهم من الصليبيين والصهاينة اليهود بالهلع وخيبة الأمل.
فعادوا على على البرلمان المنتخب، والحكومة المنتخبة بالنقض، وهي عادة جرى عليها الطغاة والمستبدون العرب! ورجعوا للمؤامرات التي يسمونها "الأمنية" أي الانقلابات، ودبروا لحماس المكائد، آملين أن يقضوا عليها بالقتل والاعتقال والسجون والمحاكمات التي أفسدوا بها البلاد والعباد، ولكن حماسا كانت لهم بالمرصاد، فكشفت عوار هم وفضحتهم بالوثائق وأوقعت بهم اعتقالا وطردا، ولا زال رئيس العصابة الأمنية المجرم يتنقل بين عواصم الغرب وحلفائهم العرب، وجعل الله بأس المتآمرين عليهم بينهم، فهم اليوم في نزاع شد، كما هو معروف في وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية وغيرها، وهذا من فضل الله على من يجاهد في سبيله يشتت الله شمل عدوه، ويجمع كلمته.
ثم اغتنم خصوم حماس الظرف الصعب الذي برز لها من بعض جيرانها في هذه الآونة، الأخيرة وشددوا عليها الضغط في حصارها أكثر من ذي قبل مع التهديد الصريح والوعيد، وأظهرت السلطة لها رغبتهم فيما يسمونه بالمصالحة التي كانوا يظهرون الرغبة فيها من قبل، حتى إذا ما أبرمت نقضوها بشتى الحيل الخادعة، واستجابت حماس للمصالحة وهي صادقة، بعد أن أكدوا رغبتهم بزيارتها في عقر دارها، واحتفلوا هناك بتوقيع الطرفين على وثيقة الصلح التي تتضمن تكوين حكومة مستقلة من الجانبين، وكان للطرف الآخر تحقيق ثلاثة أهداف:
الهدف الأول: إبطال ما تتمسك به حماس من حكومتها التي سبق أن أفشلوها فعلا، وأصبح الإعلاميون يطلقون عليها "المقالة".
الهدف الثاني: السيطرة على الميزانية والتحكم فيها، وجعلها كلها في خزينة السلطة مع المساعدات الرسمية من بعض الحكومات العربية تأتي عن طريق الحكومة الجديدة، التي يكون موظفو حماس تحت حكومتها في رواتبهم وكافة معيشتهم، فيصرفون لهم ما شاؤوا ويمنعون عنهم ما شاؤوا، وحتى بعض المساعدات الإنسانية لأهل غزة، تحول للحكومة الجديدة، لأنها أصبحت هي المسئولة عن الشعب الفلسطيني كله.
الهدف الثالث: -وهو الأهم-توحيد أجهزة الأمن التي تتبع الطرفين، وكذلك توحيد الجيش تحت الحكومة الجديدة تتلقى أوامرها منها وهي مرتبطة بالسلطة مباشرة، ولا يكون لحماس سيطرة على أجهزة أمنها ومقاتليها، ومن هنا تعود الحبكات الأمنية التي تمكنهم من ضربها باعتقالات قادتها واغتيالاتهم وفك الارتباط بينهم وبين مناصريهم، ونزع سلاحهم، تحقيقا لرغبة اليهود الذين يزعجهم بقاء حماس خارج دائرة "أوسلو" المستسلمة.
الهدف الرابع: استعارة ما جرى في بعض الدول المجاورة، من إعلانها منظمة إرهابية، ونصب محاكم أمنية تقضي على قادتها وناشطيها بالسجن والتعذيب والتشريد والقتل، إذا لزم الأمر، وبخاصة أنها تلتقي مع مثيلتها في تلك الدولة في الهدف والتسمية.
ولكن حماسا كانت تعلم أن تحركات خصومها لها ما وراءها، وأن اليهود وحلفاءهم يعتبرونها
منظمة إرهابية فعلا، كما علمت صراخ اليهود من الإبرام الصوري لتلك المصالحة، ولم يساورها شك في أن الخطوط الساخنة في اليوم الذي أعلنت فيه المصالحة، كانت تُقَلِّب لها الأمور ابتداء من تل أبييب وواشنطن، وانتهاء بجميع العواصم المتحالفة معهما، فأخذت حذرها وحرصت على بقاء تماسك فصائلها المدنية والأمنية والعسكرية، ولم يفت في عضدها تعاضد المتحالفين ضدها، بتشديد الحصار عليها، ولا بقطع رواتب موظفيها، وبقيت صامدة على توكلها على ربها وصبرها على ما ابتليت به، موقنة بأن الله الذي أمرها بالصبر وبالتوكل عليه، سينصرها، ما دامت تعد للدفع عن نفسها ودينها ما تقدر عليه، تحقيقا لقول الله تعالى:
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ
(60)
}
[الأنفال]
ولهذا اجتمع على حرب حماس العدو اليهودي وحلفاؤه الغربيين وعلى رأسهم أمريكا، ومن يدور في فلكها من الدول العربية بطرق يظنونها خافية على شعوبهم، وهي إعلانهم في وسائل إعلامهم استنكار العدوان الصهيوني، على غزة ودعوة الأمريكان ودول الغرب إلى الضغط على اليهود بوقف إطلاق النار، مع تحقيق الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه اليهود، وهو نزع سلاح المقاومين للاحتلال من حماس والجهاد وغيرهما من الفصائل، من أجل تمكنهم من القضاء على هذه الفئة التي لا زالت تتمسك بهدف المقاومة المسلحة لدفع العدوان عن ضرورات حياتها، ولم تخضع ببيع مبدئها الذي باعه غيرها.
أما الفضائح التي أبرزها المجاهدون في غزة: فأهمها: ظلمُ حكومات الغرب وجر حلفائهم إليه، من انتهاكها لحقوق الإنسان وحريته بدعم القتلة بالمال والسلاح والسياسة والإعلام والاقتصاد، ومحاربة الديمقراطية، إذا ترتب عليها فوز من لا يرغبون في فوزه، وبخاصة المسلمين الذين يريدون الثبات على دينهم ومبدئهم المستمد من كتاب ربهم وسنة نبيهم، حتى ولو هادنوا عدوهم لمدة طويلة، فإنهم لا يكفون عن حربهم، فقد صرح المجاهدون في غزة أنهم مستعدون لعقد هدنة طويلة مع اليهود المحتلين، ولكن اليهود وحلفاءهم رفضوا ذلك، مصرين على استسلامهم وخضوعهم لما خضع له فريق "أوسلو".
وتلك هي سنة المستكبرين العتاة الظالمين في أمم قد مضت في غابر التاريخ، تتكرر في القرن الذي يفتخر به دعاة الحرية وحقوق الإنسان: القرن الواحد والعشرين! وتأمل ما عرضه نبي الله شعيب عليه السلام على قومه من المهادنة بينه وبينهم حتى يحكم الله بينهم، وما أجابوه به من الكبرياء والاستبداد، كما قال الله تعالى عن ذلك:
{وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ
(87)
قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ
(88)
قَدْ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ
(89)
}
[الأعراف]
والأنكى في الأمر أن يقف بعض رموز السلطة الفلسطينية ضد المجاهدين المدافعين عن وطنهم، في استنكار دفاعهم عن أنفسهم بما ملكوه من سلاح صنعوا غالبه بأيديهم، مع عوزهم وحاجتهم، إنهم يفضحون أنفسهم بأنفسهم!
(
http://www.raialyoum.com/?p=121652)
ثانيا: وأما تدريب اليهود لأعدائهم الفلسطينيين على الجهاد في سبيل الله، فهو واضح كل الوضوح، فعندما يحتلون الأرض، ويذلون سكانها، ويحرقون بقوتهم الغاشمة الحجر والمدر، ويقتلون العجزة والمعوقين والنساء، والأطفال ويهدمون روضاتهم، ويهدمون منازلهم على رؤوسهم، ويحاصرونهم برا وبحرا وجوا، ويحرمونهم من الدواء والغذاء والكساء، ويأسرون من أرادوا من أهلهم وأقربائهم بدون حق، ويعتقلون الآلاف اعتقالا إداريا يبقونهم في معتقلاتهم مددا طويلة، ويحكمون على كثير منهم بالسجن المؤبد، ويذلونهم في معتقلاتهم وسجونهم.
إن هذه الممارسات الظالمة، تولد من المجاهدين صفوفا متراصة متواصلة، فالشباب الذي يجرح ويقتل، وتهدم منازله، ويقتل أقاربه وأسرته، تشتد عزيمته في نفس الزمن الذي يعتدي عليه العدو فيه، فيتكاتف ويتعاون فيم بينه على مجاهدة العدو ويبذل نفسه رخيصة لينال من عدوه نيلا يصليه عذابا ويهينه ويخزيه، ويذهب غيظه وغيظ كل من ناله عدوان عدوه، يشفي صدورهم المكلومة بنصر الله لمن جاهدهم في سبيل ربه، كما قال تعالى:
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ
(14)
وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
(15)
}
[التوبة].
والأطفال الذين جرحوا واستشهد زملاؤهم من أقاربهم وجيرانهم وزملائهم في المدرسة أو في اللعب، كلما كبرت سنهم وتذكروا ما جرى لإخوانهم الصغار أمام أعينهم، اشتد غيظهم واهتاجت نفوسهم وارتقت عواطفهم، اشتياقا إلى حسم المعركة بينهم وبين عدوهم طالبين النصر من ربهم سبحانه عليه، ولحقوا بصفوف أقاربهم المجاهدين يحملون السلاح ويتدربون عليه وعلى الكر والفر في ميادين القتال، واقتناء ما يقدرون عليه من أنواع السلاح الموجود في عصرهم وابتكار ما أمكنهم ابتكاره منه، ليفاجئوا العدو بما لا يكون له في حسبان، فيقلقوه في ميادينه العسكريه، ويرهبوه في مدنه وقراه، كما حصل في هذه الحرب الأخيرة في هذا الشهر المبارك، شهر رمضان من هذا العام: 1435ه.
فأتراب "الدرة" اليوم هم الذين ينبعثون من سراديب الجهاد، أمام العدو وخلفه وعن يمين وشمال، وأبناء يس من أمثال الرنتيسي وعياش، أبناؤهم هم الذين يذيقون العدو في الأرض التي اغتصبها سوء العذاب.
وآباؤهم هم الذين يحفظونهم كتاب الله ويعمقون في عقولهم معاني آيات الجهاد من سور البقرة وآل عمران والأنفال والتوبة والأحزاب، ويحضونهم على الانغماس في صفوف العدو اليهودي، ليخزيه الله بأيديهم، وهكذا دواليك، يذهب جيل وينشأ آخر مواصلا الجهاد الحقيقي في سبيل الله، حتى يحزب كل يهودي حقائبه ويعود إلى أفقه الذي كان فيه، أو يلقى حتفه في الأرض المباركة، ويصلى نار جهنم يوم يبعث.
وإن هذا كله ليذكر الفلسطينيين بأمرين عظيمين في حياة أمتهم الإسلامية:
الأمر الأول: ما فعله مشركو قريش وغيرهم من أعوانهم من مشركي الجزيرة العربية، من تعذيب وقتل وتشريد وإذلال لرسول الله عليه الصلاة والسلام وأصحابه رضوان الله عليهم، عندما كانوا قلة في العدد يعيش غالبهم في فقر واستعباد، يتذكرون ما أصاب آل ياسر وبلالا وأبا ذر وغيرهم، بل ما أصاب نبيهم في صحن الكعبة المشرفة وفي الطائف، وكيف اضطروهم إلى الهجرة من ديارهم إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وما نالهم من أذى في المدينة من اليهود والمنافقين، وكيف تغلبوا على كل تلك المحن بالصبر والتوكل على الله.
الأمر الثاني: تلك العاقبة العظيمة التي منحهم الله تعالى بصبرهم وتوكلهم عليه، وإرادتهم القوية للدفاع عن أنفسهم والقيام بالدعوة إلى الله بالبلاغ المبين، وإعداد ما استطاعوا للجهاد في سبيل الله، حتى أصبحوا مع قلتهم وكثرة عدوهم في داخل الجزيرة العربية وخارجها، هم سادة العالم وقادة الدنيا من حدود الصين شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، وحقق الله تعالى لهم معنى ما قاله ربهم عن المجاهدين الصادقين من بني إسرائيل:
{قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ
(249)
}
[البقرة].
إن المجاهدين الفلسطينيين، يتذكرون الأمرين المذكورين، ويسيرون على خطى سلفهم الذين نالوا من الأذى ما نالوا، ثم نالوا من العاقبة الحميدة والعزة والكرامة من ربهم ما نالوا، وهم موقنون بأن الله الذي أطاعوه فصبروا ووحدوه وعليه توكلوا، وأعدوا ما يقدرون عليه من التدريب والسلاح ما استطاعوا، لا بد ناصرهم على عدوهم، لأنه ظلمهم باحتلال أرضهم، وبانتهاك كل حقوقهم، بكل قساوة وتجبر، ولعل بذلك
{يحقق قول الباري عز وجل فيهم:
{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً
(7)
عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً
(8)
}
[الإسراء].
إن تماسك سكان غزة وتآلفهم واجتماع كلمتهم وصبرهم على ما ينزله بهم عدوهم اليهودي، وعدم معارضتهم للمجاهدين المدافعين عن أرضهم، بل تشجيعهم لأبنائهم على اقتحام العقبات وكلمتهم الواحدة التي يكررها كل واحد منهم إذا سئل عما أصابه في نفسه أو أسرت:
{حسبنا الله ونعم الوكيل}
، ورؤية المراهقين والأطفال قتل آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأقربائهم من قبل العدو المحتل لأرضهم، كل ذلك يدربهم ليكونوا مجاهدين في سبيل الله تعالى، وأقول: إن العدو يدربهم على الجهاد، لأنه يظن أن قوته وجبروته، ستكسر شوكتهم، وهم في الحقيقة يتبعون آباءهم في التدريب صفا بعد صف، فاليهود يدربونهم على الجهاد وهم لا يشعرون.
وقد كان اليهود يحاولون إفساد شباب فلسطين، باللهو والسكر والمخدرات، وسوء الفواحش والأخلاق، والتجسس على إخوانهم وأسرهم، ولم يدر بخلد اليهود أن جيلا جديدا، سينشأ في المساجد على يد رجل القرآن المقعد أحمد يس، يحفظ كتاب الله ويذيق اليهود المغتصبين أرضه أسوأ الخزي والعار!
من كان يظن أن هؤلاء الشباب القليل في هذه الرقعة الصغيرة من الأرض وهم قليلو العدد، فاقدي المال، بل فاقدي الطعام والشراب والدواء والكساء والمنزل، سيصنعون صواريخ تصل إلى أشدود وتل أبيب ويافا وحيفا، ومن كان يظن أنهم سيصنعون طائرات استطلاعية ترصد ما يعده العدو لحربهم، وأخرى هجومية، تطيش لها عقول اليهود، أليس هذا من تدريب اليهود للشباب الفلسطيني على الجهاد في سبيل الله؟!
وكم من المحن تنقلب منحا، وبخاصة في معارك الجهاد في سبيل الله وقتا أعداء الله:
{كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ
(216)
}
[البقرة]
{وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ
(154)
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ
(155)
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
(156)
أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ
(157)
}
[البقرة]
الجهاد وليس القتال:
وأقول: الجهاد، ولا أقول القتال، لأن الجهاد -وإن كان فيه قتال-له ضوابط سجلها القرآن الكريم والسنة النبوية، وسيرة سلف المجاهدين من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، تلك الضوابط تحرم -مع القتال-الظلم والعدوان وانتهاك الحرمات، فلا يقتل إلا من حمل السلاح أو حرض عليه، ولا يقتل الشيوخ والعجزة والمعوقون والأطفال والذين حبسوا أنفسهم على عبادة الله من جميع الأديان، ولا ينال من كل أولئك إلا عندما يضطر بالتترس خلفهم، وهو يقتل المسلمين.
أما القتال بمفهومه غير الإسلامي، فإن المقاتل يعتدي على كل من استطاع الوصول إليه، فهو يهدم البيوت على ساكنيها بمن فيها وما فيها ولو لم يحقق من قتاله هدا، ويهدم دور المعوقين ويحرق جثثهم ويقتل الشيوخ والعجائز والأطفال:
{كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ
(8)
}
[التوبة]
الفهرس
14217173
عداد الصفحات العام
2270
عداد الصفحات اليومي
جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م