﴿بَشِّرِ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ بِأَنَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِیمًا﴾ [ ١٣٨] ٱلَّذِینَ یَتَّخِذُونَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۚ أَیَبۡتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلۡعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِیعࣰا﴾ [النساء ١٣٩]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(078) سافر معي في المشارق والمغارب

(078) سافر معي في المشارق والمغارب

الحلقة الثانية معلومات أدلى بها دريد دار التوحيد الأستاذ وليد السعدي

سبب انتشار المسيحية وعدم انتشار الإسلام:

لقد بدأ تاريخ المسلمين في جنوب أفريقيا مع بداية القرن السابع عشر الميلادي، حيث وفد المسلمون إلى هذا البلد من جزر الملايو ومن شبه القارة الهندية وغيرها، لأسباب سياسية وتجارية وزراعية، ومع ذلك لم يكن لهم أثر فعال في انتشار الإسلام في هذا البلد، بسبب موقف النظام العنصري الذي صنف السكان إلى طبقات عزل بعضها عن بعض حسياً واجتماعياً ونفسياً.

وكان النظام العنصري لا يعترف إلا بالديانة المسيحية، كما كانت عنده إمكانات استغلت لتنصير الشعب الأفريقي، ومُنِحَ المنصرون كل التسهيلات لنشر المسيحية بين السود، ولهذا كثر القساوسة في الكنائس الخاصة بالسود، وكثرت الكنائس، بحيث لا تكاد تجد شارعاً واحداً في جنوب أفريقيا بدون كنيسة.
أما المسلمون فقد حاولوا تخطي حاجز التفرقة، وفعلوا شيئاً قليلاً من ذلك بصعوبة بالغة، ولهذا لم ينتشر الإسلام كما انتشرت المسيحية. ولكن الأمر الجيد أن المسلمين تمسكوا بعقيدتهم ودافعوا عنها ضد أعداء الإسلام، ولا تزال الدعوة متعثرة إلى الآن.

سبب تعثر الدعوة إلى الإسلام:

وتابع الأخ وليد حديثه: إن عدد المسلمين في جنوب أفريقيا لا يتجاوز مليونين، حسب الإحصاءات، من مجموع عدد السكان الذي يزيد على خمسين مليوناً، وقد فطن بعض المسلمين لذلك، فأقاموا منظمات إسلامية منذ ربع قرن من الزمن، وازداد عددها حتى بلغ المئات في الوقت الراهن. وكان المفترض أن يكون لذلك أثر ملموس في البلاد بانتشار الدعوة فيها، ولكن ذلك لم يحدث، هكذا كانت مسيرة الدعوة، وكان نشاط التنصير على أشده .

ومن أهم أسباب تعثر الدعوة أن المسلمين - في الغالب - يعتمدون على دعاة ليس عندهم كفاءة، وعملهم مبني على أخذ الأجر، ودعوتهم في الغالب مقتصرة على السود المحتاجين يقدمون لهم الطعام مقابل دخولهم في الإسلام، ولا توجد متابعة لمن يدخل في الإسلام اسماً وشهادة فقط، لذا تجد المسلمين الجدد يعتبرون الإسلام مصدر رزق.[تعليق الكاتب: تختلف المؤسسات الإسلامية والدعاة، فبعض المؤسسات تأثيرها جيد، ومنها شبكة الدعوة الإسلامية التي يرأسها يوسف محمدي، ومعهد السلام الذي يديره الآن إبراهيم بن عبد الرحيم ماجم، وقد كان من مديريه يوسف محمدي، وحركة الدعوة الإسلامية التي يديرها إبراهيم دادا، فأثر الدعوة في تلك المؤسسات جيد، وهناك مؤسسات أخرى له أثر جيد، وإن كان تأسيسها متأخراً، وقد سبق التعريف بها].

وقال الأخ وليد: إن المؤسسات الإسلامية في البلد علمت بيقين أنني لا أريد زعامة ولا مركزاً قيادياً ولا تحقيق مآرب شخصية، لأنهم يطلبون مني الحضور إلى مساجدهم على اختلاف فئاتهم فأستجيب لهم دون أي شروط، وأنني لا أميل إلى جهة دون أخرى، ولا أطلب منهم تغيير مذهبهم، ولا أتعرض للخلافات.

مملكة لوسوتو:

توجد منطقة للسود تسمى مملكة لوسوتو، تقع في شمال غرب مدينة: دربن، وتبعد عنها: (550 كيلاً) وهي مسيحية 100% وتكثر بها الكنائس، وأقوم بزيارتها مرة كل ثلاثة أشهر. وقد بدئ بإلقاء دروس عن الإسلام في مدارسها الرسمية ساعة كل شهر، بإذن من وزير التعليم، وقد كلفت طالباً اسمه عبد الكريم الزير، وهو تونسي البقاء في المملكة، وأصبحت الدروس تلقى يومياً في كل مدرسة من المدارس الكبيرة، وتتضمن الدروس بعض مبادئ الإسلام وسورة الفاتحة ومعنى الشهادتين، والإجابة عن الأسئلة الثلاثة: من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟ والطلاب كلهم على دين آبائهم، وقد أخذنا منهم ثلاثة وأدخلناهم على حساب الدار في مدرسة خاصة في دربن وأصبحوا مسلمين وأسلمت عائلة أحدهم في لوسوتو بسببه.
وقد أقامت إحدى المدارس في لوسوتو احتفالاً ودعوني للحضور، وألقيت محاضرة وكانت الملكة حاضرة مع الوزراء والعائلات النصرانية. تعليق الكاتب: [وقد أراني الأخ وليد صورته وهو يرتدي لباس الحفل وهو قرب الملكة وهنا لا بد من الإشارة إلى التسامح الذي يتصف به مسيحيو الأفارقة في هذا البلد (جنوب أفريقيا وما جاوره) من التسامح وعدم التعصب، وما يمنحون المسلمين من الفرص في الدعوة والتعليم في مؤسساتهم الرسمية وبخاصة المدارس التي لا يوجد بها مسلمون، وإنما يوجد فيها أولاد المسيحيين، مثل مملكة لوسوتو، وكيف يدعون الداعية المسلم لحضور احتفالاتهم في مدارسهم ويمكنونه من إلقاء محاضرة مع وجود الملكة والوزراء والعائلات المسيحية. إن هذا الأمر يدل على أن هؤلاء القوم لا يحول دينهم بينهم وبين الاستماع إلى دعاة الإسلام والتأثر بهم، وأنه لو وجد الدعاة المسلمون الحكماء الفقهاء في الدين، واجتهدوا في الاتصال بهؤلاء الناس، سواء كانوا حكاماً أو محكومين، وحسنوا علاقاتهم معهم وبينوا لهم معاني الإسلام بالأساليب المناسبة لدخل كثير منهم في دين الله. وإني لأشبه الأفارقة ـ زعماء ورعية ـ في هذه البلدان بسكان جنوب شرق آسيا في القرون الماضية الذين تأثروا بتجار المسلمين ودخلوا في دين الله أفواجاً، حتى أصبح غالب سكان تلك البلدان مسلمين، كما هو الحال في إندونيسيا وماليزيا وبروناي، فأين المسلمون من هذه الفرص التي سيعاقب الله كل مقصر عن اغتنامها وهو قادر عليه، سواء كان من العلماء أو من الحكام أو من التجار، كل في حدود طاقته].

أسلوب دار التوحيد في القيام بالدعوة:

بدأت دار التوحيد أعمالها منفردة وبعدد قليل من الأفراد. [قدم لي الأخ وليد معلومات مطبوعة ـ بعد أن كتبت عنه المعلومات السابقة عن طريق الحوار ـ ومن هنا بدأت في التسجيل من المعلومات المطبوعة]. بدأ بمؤسسها، ثم انضم إليه بقية الإخوان. وكان العمل منحصراً في تلبية دعوات المنظمات الإسلامية الأخرى للمشاركة في برامجها، مثل مخيمات الشباب وورش العمل المختلفة، والمحاضرات والخطب في المساجد، وزيارة السجون ودور الأيتام. وبحمد الله وتوفيقه تبلور العمل لتنبثق منه المنظمة ويصبح لها كيانها واستقلالها.

إن دار التوحيد لتؤمن بأن الدعوة لن تكون فعالة بدون التغلغل في الناس والاختلاط بهم ومخاطبتهم بلغاتهم: (أفريكانز، وزولو، وخوصا، وتسوانا) وغيرها. كما تؤمن بأن اللغة العربية يجب أن يكون لها نصيب الأسد في برامجها الدعوية، فوجود اللغة العربية في جنوب أفريقيا يكاد يكون معدوماً، وإن أحد الأسباب الهامة لغياب اللغة العربية هو غياب العنصر العربي في البلاد، وكذلك غياب قنوات الاتصال بالعالم العربي.
انتهت الحلقة الثانية، وتليها الحلقة الثالثة التابعة لدار التوحيد.




السابق

الفهرس

التالي


14948099

عداد الصفحات العام

703

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م