موقع الروضة الإسلامي

(02) سافر معي في المشارق والمغارب

(02) سافر معي في المشارق والمغارب

الزيارة الثانية لسغافورة[زيارة انتار "تر نزيت أيضا"] 1404ﻫ

كانت يوم الخميس الموافق: 6/10/1404ﻫ وكنت مع فضيلة الشيخ عمر بن محمد فلاتة ـ رحمه الله ـ الذي كان حينها أمينا عاماً للجامعة الإسلامية ونحن في طريقنا إلى أستراليا..

صعدنا إلى الطائرة في مطار الملك عبد العزيز في جدة وأقلعت في الساعة الخامسة والنصف مساء إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض، وهبطت فيه الساعة السابعة. وكانت مدة الانتظار في مطار الملك خالد أكثر من ساعة، ثم أعلن أن الطائرة ستقلع إلى سنغافورة وأن مدة الطيران ستكون ثماني ساعات، وقد صلينا المغرب والعشاء في الطائرة قبل الإقلاع، وكان الإقلاع في الساعة الثامنة والنصف. وحان موعد الفجر في الساعة الثانية بتوقيت المملكة، فصعدنا إلى الطابق العلوي وصلينا الفجر.

في مطار سنغافورة:
هبطت الطائرة في مطار سنغافورة في الساعة الخامسة إلا عشرين دقيقة بتوقيت المملكة - أي الساعة العاشرة إلا عشرين دقيقة بتوقيت سنغافورة. وكنا نريد تأكيد الحجز إلى سيدني، فلم نستطع التفاهم مع موظفي المطار بسبب فقدنا لغة التفاهم معهم، فإذا الله قد يسر لنا أحد الطلبة الإندونيسيين وهو من طلبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، فقام بذلك. ونمنا في سنغافورة ليلة واحدة أيضاً.

في ضيافة الشيخ عبد الرحمن الكاف:

استقبلنا في مطار سنغافورة الشيخ السيد الحضرمي، عبد الرحمن الكاف وأبناؤه في المطار، واستضافنا في منزله لتناول طعام الغداء، وذكر لنا الشيخ عبد الرحمن أن جده تزوج من حضرموت واستوطن سنغافورة وهو - أي الشيخ عبد الرحمن - يتكلم اللغة العربية بطلاقة وسألته: أين تعلمها؟ فقال: في سنغافورة في مدارس عربية خاصة، وللشيخ سبعة أولاد، اثنان منهم في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. وقال: إن عدد المسلمين في سنغافورة ستمائة ألف، وعدد السكان مليون ونصف المليون، وأغلب المسلمين من الملايويين.

وعدد المدارس التابعة للمسلمين ثمان: ثلاث ثانوية وخمس ابتدائية، ومنهاجها يجمع بين تدريس الدين واللغة العربية والمنهج الحكومي، وشكا من ضعف مدرسي اللغة العربية، وتمنى لو تعقد لهم دورات تقيمها بعض المؤسسات الإسلامية في البلدان العربية عن طريق الجمعيات والمجلس الديني في سنغافورة، وعدد المساجد ثلاثون منها خمسة جوامع كبيرة، ثم نقلونا إلى الفندق لنرتاح من عناء السفر. [ي الحلقة القادمة، سيأتي التعرف بالشيخ الكاف]

الجمعة 7/10/1404ﻫ

من سنغافورة إلى أستراليا:

أوصلنا الشيخ عبد الرحمن الكاف وأولاده إلى مطار سنغافورة في الساعة السابعة والنصف مساء، وأنهوا إجراءات السفر وودعونا بعد أن لم يبق علينا إلا الدخول إلى قاعة المغادرة، وسأذكر ما يتعلق بأستراليا في الكتاب الخاص بها.

الزيارة الثالثة 1404ﻫ

كانت يوم الأربعاء 11/11/1404ﻫ عندما عدنا من أستراليا، ونمنا فيها ليلة واحدة، ولكن بقينا فيها اليوم الثاني كاملاً وتجولنا في بعض أسواقها.

في مطار سنغافورة:
هبطت بنا الطائرة الأسترالية في مطار سنغافورة، في الساعة التاسعة والدقيقة الأربعين مساء بتوقيت دارون. فكانت مدة الطيران ثلاث ساعات وخمساً وأربعين دقيقة.

كيف الوصول إلى فندق ماندرين؟

دخلنا المطار متنقلين من ساحب إلى آخر، حتى وصلنا القاعة التي يسلم فيها العفش، وكنا قد أرحنا نفوسنا من الحقيبتين الكبيرتين إذ طلبنا بعثها إلى كولمبو عاصمة سريلانكا التي سنطير إليها غداً من سنغافورة.

وكنا قد أُخبرنا عندما أكدنا الحجز من دارون إلى سنغافورة. أننا سننزل في فندق على حساب الخطوط الأسترالية في سنغافورة، ولصعوبة التفاهم مع الموظفين كنا حائرين في كيفية الوصول إلى الفندق، لأنه يحتاج إلى تحويل رسمي من المطار، فاتفقنا أن نخرج أولاً لعلنا نجد الأخ هاشم بن عبد الرحمن الكاف، وهو طالب في الجامعة الإسلامية وكنا نتوقع استقباله لنا، لأنا اتصلنا به أمس الثلاثاء وأخبرناه أنا سنصل اليوم الأربعاء، فإذا وجدناه أخبرناه وهو سيدلنا أو يسأل عن الموظف الذي عنده هذا الأمر، ونظرنا من داخل القاعة، فلم نره، وإنما رأينا أخاه وصديقاً له معه فخرجت إليهما، فأخبراني أن الأخ هاشم سافر بالأمس إلى المدينة.

والأخوان لا يتكلمان اللغة العربية، وحاولت أن أفهمهما ففهما بمشقة، فكلما أحد الضباط، وكان قاعداً في مكتبه بجانب الباب من الداخل، فأشار لي إلى الجهة التي بها الموظف المختص، ثم قام بنفسه معي حتى أوصلني إلى الموظفة وليست الموظف، فحاولت التفاهم معها، وأعطيتها التذاكر ففهمت بعد لأي، فأعطتنا بطاقتين للفندق وأخبرتنا بموعد الحضور غداً إلى المطار.

في فندق ماندرين:

وذهبنا إلى الفندق "ماندرين" فأنزلونا في غرفتين متجاورتين بينهما باب، بحسب طلبنا، وأحضروا لنا العشاء والفاكهة بإشراف الأخوين قبل أن يتركانا، لنتحقق من أن الطعام حلال. وهذا الفندق من فنادق الدرجة الأولى الممتازة، غرفه واسعة، منظمة، مزينة وأجرة الغرفة في الليلة الواحدة مائة وخمسون دولاراً أمريكياً، والحمد لله، ليلتنا الوحيدة فيه على حساب شركة الخطوط الأسترالية:"كونتس".
واتصل بنا الشيخ عبد الرحمن الكاف من منزله في الهاتف الساعة الحادية عشرة، فرحب بنا، واتفقنا معه أن يلتمس لنا أحد طلابه الذين يجيدون اللغة العربية ليتجول معنا غداً في السوق لنشتري بعض الأغراض.

الخميس:12/11/1404ﻫ

خلا لكِ الجو!

طلبنا طعام الإفطار في الغرفة، فجاء الخادم بطبق الإفطار ومعه الشاي والقهوة وقليل من الحليب الصناعي الذي تبيض به القهوة، فقلت للشيخ: لقد ولى عهد الحليب الأسترالي الذي كنت أحصل عليه في كل مكان: في الطائرة والفندق وغيرهما وما بقي إلا حزبك: الشاي والقهوة، ولهذا أقول لهما - أي الشاي والقهوة - :خلا لك الجو.

زيارة ودعوة:

زارنا في الفندق الساعة العاشرة الشيخ عبد الرحمن الكاف، ومعه بعض أولاده، ودعانا لتناول طعام الغداء في منزله، وسألنا عن أحوال المسلمين في البلاد التي زرناها في هذه الرحلة، فأخبرناه بالجهود التي يقوم بها المسلمون، ومشكلة الخلاف التي مزقت شملهم وعدم وجود القادة المخلصين من العلماء الذين يجمعون كلمتهم. فقال الشيخ عبد الرحمن: هذه هي المشكلة الجوهرية، عدم وجود القادة من العلماء في كل البلدان التي يعيش فيها المسلمون، ثم خرجنا مع أحد أولاد الشيخ إلى السوق لشراء بعض الأغراض الخفيفة، ثم رجعنا إلى الفندق.