﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ

مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ



{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)} [البقرة]



ذكر المفسرون عند تفسيرهم لهذه الآية، اختلافا في المعنيين بها، أنقل في ذلك ما ذكره صاحب تفسيرالمنار باختصار، قال: "فِيهِ وُجُوهٌ:



أَحَدُهَا: أَنَّهُ يُشِيرُ إِلَى حَادِثَةٍ وَقَعَتْ بَعْدَ الْمَسِيحِ بِسَبْعِينَ سَنَةً، وَهِيَ دُخُولُ "تَيْطَسَ الرُّومَانِيِّ" بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَتَخْرِيبُهَا حَتَّى صَارَتِ الْمَدِينَةُ تَلًّا مِنَ التُّرَابِ، وَهَدْمُهُ هَيْكَلَ سُلَيْمَانَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ.



الثَّانِي: ذَهَبَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ إِلَى أَنَّ قَوْلَهُ - تَعَالَى - : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} نَزَلَ فِي مَنْعِ مُشْرِكِي الْعَرَبِ النَّبِيَّ وَأَصْحَابَهُ دُخُول مَكَّةَ فِي قِصَّةِ عُمْرَةِ الْحُدَيْبِيَّةِ ، وَقَالُوا: إِنَّ حَادِثَةَ الرُّومَانِيِّينَ كَانَتْ قَدْ طَالَ عَلَيْهَا الْأَمَدُ فَلَا مُنَاسَبَةَ لِإِرَادَتِهَا بِالْآيَةِ. وَاعْتُرِضَ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ بِأَنَّ مُشْرِكِي الْعَرَبِ مَا سَعَوْا فِي خَرَابِ الْكَعْبَةِ، بَلْ كَانُوا عَمَرُوهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانُوا يُعَظِّمُونَهَا وَيَرَوْنَهَا مَنَاطَ عِزِّهِمْ وَمَحِلَّ شَرَفِهِمْ وَفَخْرِهِمْ.



وَقَالَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ : يَصِحُّ أَنْ تَكُونَ الْآيَةُ فِي الْأَمْرَيْنِ عَلَى التَّوْزِيعِ، فَالَّذِينَ مَنَعُوا مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ هُمْ مُشْرِكُو مَكَّةَ، وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي خَرَابِهَا هُمْ مُشْرِكُو الرُّومَانِيِّينَ.
وَيَكُونُ قَرْنُ مَا عَمِلَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ مَنْعِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهِ اسْمُ اللهِ بِزِيَارَةِ النَّبِيِّ وَأَصْحَابِهِ بِمَا عَمِلَ مَنْ قَبْلَهُمْ مِنْ مُشْرِكِي الرُّومَانِيِّينَ مِنَ التَّخْرِيبِ مِنْ قَبِيلِ الْإِشَارَةِ إِلَى تَسَاوِي الْفِعْلَيْنِ فِي الْقَبِيحِ.



الثَّالِثُ: أَنَّ الْكَلَامَ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ، وَأَنَّ الْآيَةَ لَيْسَتْ مُنْبِئَةً بِأَمْرٍ وَقَعَ،
وَلَكِنْ بِأَمْرٍ سَيَقَعُ، وَهُوَ مَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ إِغَارَةِ الصَّلِيبِيِّينَ عَلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَغَيْرِهِ مِنْ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ وَصَدِّهِمْ إِيَّاهُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَتَخْرِيبِهِمْ كَثِيرًا مِنَ الْمَسَاجِدِ.



الرَّابِعُ: وَهُوَ مَبْنِيٌّ أَيْضًا عَلَى أَنَّ الْآيَةَ مُنْبِئَةٌ عَنْ أَمْرٍ سَيَقَعُ وَأَنَّ الْمُرَادَ بِهَا حَادِثَةُ "الْقَرَامِطَةِ" الَّذِينَ هَدَمُوا الْكَعْبَةَ وَمَنَعُوا الْمُسْلِمِينَ مِنْهَا، وَهَدَمُوا كَثِيرًا مِنَ الْمَسَاجِدِ....وَلَمْ يَكُنْ فِي أَيَّامِ الْحُرُوبِ الصَّلِيبِيَّةِ عَلَى طُولِهَا مِنَ الصَّدِّ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ مِثْلَمَا كَانَ عَلَى عَهْدِ "الْقَرَامِطَةِ" فَالْآيَاتُ عَلَى هَذَا مُبَيِّنَةٌ لِأَحْوَالِ جَمِيعِ الْمِلَلِ." انتهى كلامه.



قلت: والذي يظهر أن الآية شاملة لكل من منع أهل الإسلام من عبادة الله في مساجدهم، في القديم وفي الحديث، وأن كل من يحصل منه المنع والتخريب، أو المنع وحده أو التخريب وحده، داخل في ذلك، مشمول بالظلم المذكور فيها، ومستحق لعقابه في الدنيا، بأن لا يدخلها إلا خائفا من ردع المسلمين له وقهرهم له، بالإذلال الذي لا يمكنه معه من منعهم عبادة ربهم فيها، وفي الآخرة بما ذكر في الآية من العذاب العظيم.



ويدل على ذلك الأمور الآتية:



الأمر الأول: أن الآية الكريمة نزلت في أول العهد الإسلامي، وإذا أدخل في معناها ما حصل من الطوائف قبل الإسلام، فما حصل ويحصل في زمن الإسلام داخل فيها دخولا أوليا.



الأمر الثاني: ما في الآية من عموم النفي المقصود من الاستفهام: {ومن أظلم؟..} و عموم "مَن" الموصولة" في قوله: "مِمن منع" وإضافة مساجد المنكَّرة إلى المعرفة: "مساجد الله"



الأمر الثالث: من المعلوم عند علماء المسلمين، أن نصوص القرآن -وكذا السنة-إذا وردت في سبب معين، أو عُنِيَ بها حدثٌ مّا فالعبرة بعمومها وليس بسببها أو الحدث الخاص.



ثم إن إخراب المساجد قد يكون ماديا حقيقة، إذا هدمت جدرانها وسقوفها، وقد يكون معنويا، كما يفعل اليهود اليوم من منع المسلمين من أداء شعائرهم في المسجد الأقصى، وهو -وإن سمي بالإخراب مجازا من حيث اللغة- لا يقل ظلما وعدوانا، عن إخرابها الحقيقي، لأن المقصود من بنائها، إنما هو قيام المسلمين بعبادة الله فيها، وهي منعدمة في كلا الإخرابين المادي والمعنوي.



قال القرطبي رحمه الله: "خراب المساجد قد يكون حقيقيا كتخريب بخت نصر والنصارى بيت المقدس على ما ذكر أنهم غزوا بني إسرائيل مع بعض ملوكهم - قيل: اسمه نطوس بن اسبيسانوس الرومي فيما ذكر الغزنوي - فقتلوا وسبوا، وحرقوا التوراة، وقذفوا في بيت المقدس العذرة وخربوه. ويكون مجازا كمنع المشركين المسلمين حين صدوا رسول الله صَلى الله عليه وسلم عن المسجد الحرام، وعلى الجملة فتعطيل المساجد عن الصلاة وإظهار شعائر الإسلام فيها خراب لها." انتهى.



الأمر الرابع: أن إخراب المساجد المادي والمعنوي موجود ومستمر في كل العصور، من اليهود والنصارى والمشركين -الملحدين منهم والوثنيين- بل من بعض الطغاة الذين يدعون الإسلام، والذي يتتبع الأحداث في عصرنا هذا، يجد ذلك واضحا، فالشيوعيون في الاتحاد السوفييتي سابقا، والصينيون كم هدموا من مساجد للمسلمين، وكم من الزمن منعوهم من العبادة فيها، بل حولوا كثيرا منها، إلى متاحف ومخازن ودور للسينما والرقص وشتى أنواع الإهانات.



والوثنيون من الهنود في الهند وسريلانكا وبورما، لا يخفى ما فعلوه ولا زالوا يفعلونه مع المسلمين، من اضطهاد وابتلاء. والنصارى في الفليبين وفي الحبشة و إرتريا ونيجريا وساحل العاج وغيرها من البلدان الأفريقية، بل إن بعض النصارى -كأمريكا وحلفائها-هدموا مساجد المسلمين حسيا ومعنويا عندما اعتدوا عليهم في بلدانهم، وداسوا بأقدامهم على مصاحف المسلمين فيها، كما فعلوا ذلك في كثير من مدن العراق، وبخاصة الفلوجة، وكذا في أفغانستان، ويمكن من أراد الاطلاع على ذلك اليوم أن يبحث في قاموس العصر: "الإنترنت" قراءة وسماعا عن طريق "يوتيوب".



وهاهم اليهود اليوم يخربون المساجد إخرابا حسيا يشاهده كل العالم في غزة، ويمنعون المسلمين في الأرض المباركة "فلسطين" من الصلاة في ثالث أفضل المساجد الكبرى في العالم "المسجد الأقصى" يمنعونهم في أي وقت شاؤوا من الصلاة فيه، بل ويغلقونه في وجوههم أمام العالم كله، والمسلمون [وبخاصة حكام العرب] مشغولون عنه وعن تحرير أرض فلسطين كلها من الاحتلال اليهودي الظالم، مشغولون بمآربهم الخاصة وتآمر بعضهم على بعض، وتحزب دول منها ضد دول أخرى، تحزبا مبنيا على الأهواء المتباينة والمصالح السياسية المادية الآنية.



وكثير منهم مشغولون بالتسلط على شعوبهم والسيطرة عليهم، بالقوة والاستبداد، التي جعلت تلك الشعوب تنفجر عليهم، حتى أصبح الحاكم والمحكوم يتقاتلون فيما بينهم، وكأنهم أعداء كل يتربص بالآخر، فسفكوا دماءهم ودمروا مدنهم وتحالفوا مع من يقودهم إلى حرمان شعوبهم من الاستقرار، لكثرة الحروب، فدمروا بذلك مرافق بلدانهم، وأحرقوا مدنهم، وشردوا أهلهم الذين أصبحوا يلتمسون الملاجئ فلا يجدونها، وصار غنيهم فقيرا، لا يجد الطعام الذي يأكله، ولا الماء الذي يشربه، ولا العلاج الذي يستشفي به، ولا الملبس الذي يستره، لا فرق بين رجل وامرأة وشباب وشيب ورضع وفتيان.



كل ذلك يجري ويراه كل حكام المسلمين [ومنهم العرب] أمام أعينهم، فلا يحركون ساكنا، لحماية مقدساتهم من أعداء الله من اليهود والنصارى تلك الحماية التي كلفهم الله تعالى إياها، لبيوته في أرضه، في قوله تعالى: {مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ} يعني ما صح ولا استقام أن يدخل أعداء الله الذين يمنعون المسلمين من دخول مساجدهم، ويخربونها إلا خائفين من المسلمين الذين يحرسون مقدساتهم ويدافعون عنها، كما قال تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)} [الحج]



ولهذا صار المسلمون لا يدخلون مساجدهم للعبادة فيها إلا خائفين من عدوهم، أيا كانت ديانته.ولم يبق عند حكام المسلمين من سنة التدافع التي أرادها الله منهم ضد أعدائهم المعتدين على كل ضرورات حياتهم شيء، بل هذه السنة تجري بينهم: حاكم مسلم يعتدي على حاكم مسلم وهذا يدفع عن نفسه، وحاكم مسلم يعتدي على شعب مسلم، وجماعة مسلمة تعتدي على جماعة مسلمة، وحزب مسلم يعتدي على حزب مسلم، ويتحالف حاكم مسلم مع عدو كافر ضد شعوب مسلمة.



ولهذا ظهر الفساد واستشرى على المسلمين في بلدانهم وفي غير بلدانهم، تحقيقا لسنة الله تعالى التي سجلها في كتابه الكريم، كما قال عز وجل: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)} [البقرة]



إن العدوان والإذلال والفساد الذي حل بهذه الأمة، إنما حل بها بسبب بعدها عن دين الله ونصره في الأرض على أعدائه، فجعل الله تعالى بأسهم في ما بينهم، وأغرى بينهم العداوة والبغضاء وجعل بعضهم يعتدي على بعض، كما فعل بالأمم قبلهم عندما تركت دينه، وجزاء الله تعالى لا يفرق بين أمة وأخرى، فالله لا يحابي أحدا من خلقه، بل ينزل بأسه بهذه الأمة كما أنزله بتلك، وقد قال تعالى في اليهود والنصارى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَمِنْ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمْ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)} [المائدة]



وسوف لا يدوم لأعداء الله اليهود وحلفائهم ما هم فيه من الكبرياء والغرور، والعدوان على مقدسات المسلمين، وإخافتهم ومنعهم من التمتع بعبادة ربهم في مساجدهم، لأن المسلمين مهما حصل بينهم من تفرق، يضعفهم أمام أعدائهم لا بد أن يستيقضوا من نومهم، ويصحوا من نومهم، وينتبهوا من غفلتهم، ويذيقوا عدوهم ومن يتحالف معه عليهم، ما لم يخطر لهم على بال، وما يجري بين شباب المسلمين اليوم من تفرق وناجر فيما بينهم، سيتحول بإذن الله إلى اجتماع واعتصام بحبل الله، ويهيؤهم إلى طرق الله المستقيم، الذي سيزلبزون به هذا العدو اليهودي الغاشم وحلفاءه، ويظهر عتدئذ نصر الله أولياءه، على أعدائه: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (41) [الحج]





السابق

الفهرس

التالي


16484940

عداد الصفحات العام

329

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م