﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(04) سافر معي في المشارق والمغارب

(04) سافر معي في المشارق والمغارب

الأحد 29/10/1406ﻫ

الاجتماع بالأخ الصيني: إبراهيم جاو:

وفي هذا اليوم التقينا بالشاب الصيني المسلم الأخ الدكتور: إبراهيم إدريس جاو. ولد الأخ إبراهيم في سنة 1947م، درس في تايبيه إلى المرحلة الثانوية، وابتعث إلى ليبيا سنة 1964م، حيث بدأ هناك بتعلم اللغة العربية، وأخذ المرحلة الجامعية –الشريعة - تخرج سنة 1973م قبل أن يفرض تدريس الكتاب الأخضر على المدارس في ليبيا.

وحاول مواصلة الدراسات العليا في ليبيا، ولكنه نصح بمزاولة التدريس في معهد البحوث الإسلامية وهو من عهد السنوسي، درسّ في المعهد أربع سنوات، وخلال هذه السنوات وجد الأمور تنتقل من سيئ إلى أسوأ، فكتب إلى بعض المسؤولين عن التعليم في القاهرة والمملكة العربية السعودية، ليحصل على منحة لمواصلة دراسته، وبعد مرور سنتين سعد بالالتحاق بجامعة الملك عبد العزيز في جدة في آخر سنة 1397ﻫ، أخذ الماجستير في الفقه والأصول.

كانت رسالة الماجستير بعنوان الصلح في الحقوق المالية، والدكتوراه بعنوان: عصمة الدم في الشريعة الإسلامية -أسباب اكتسابها وأسباب زوالها سنة 1405-1406ﻫ. وعندما رجع هذه السنة إلى تايوان التحق بالخارجية الصينية للعمل في تايوان، ولكن طلب منه أن يذهب إلى سفارة الصين في جدة للعمل في القنصلية العامة. وصلته بالشباب في الصين طيبة.

ميدانك الصحيح في تايوان:

والحقيقة أن خروج الأخ إبراهيم من تايوان بعد أن نال ما نال من التعليم الإسلامي واللغة العربية، يعتبر خسارة للمسلمين، فمثله وأمثاله من الشباب المسلم المتعلم الواعي ينفع في الدعوة في بلاده بلغة قومه، وهو أعرف بعاداتهم ونفسياتهم، وهم أكثر قبولاً له من غيره من الدعاة من الخارج، وقد نصحنا الأخ إبراهيم بذلك، وقلنا له: إن ميدان عملك الصحيح في بلادك: تايوان. فلعله يفكر في الأمر. [وقد التحق فعلا بسفارة تايوان في المملكة، على وظيفة: سكرتير أول، وزارني في منزلي بالمدينة أكثر من مرة، وأظنه رجع إلى بلاده، نفع الله به].

ومن المشكلات التي ذكر الدكتور إبراهيم أنها تعترض الشباب الصيني فلا يجد الفرصة لتعلم الإسلام واللغة العربية: صعوبة نظام التعليم في البلد الذي يفرض على الطالب بذل كل جهده ووقته في التحصيل حتى يتمكن من مواصلة دراسته، والضعيف لا يستطيع ذلك، وبخاصة ما بعد المرحلة الثانوية.

مقابلة الإعلامي الصيني غسان!

كان قد اجتمع بنا شاب صيني يتحدث اللغة العربية بوضوح في حفل افتتاح المعسكر السابق في الصباح، وطلب منا مقابلة إذاعية وهو مسؤول عن الإذاعة في القسم العربي في إذاعة تايوان: "إذاعة صوت الصين الحرة - القسم العربي - المشرف لي تشوان تيان غسان"


مسؤول القسم العربي في إذاعة تايوان: غسان على يسار الكاتب ومحمد باكريم على يمينه 30/10/1406ﻫ ـ 7/7/1986م.

[وقد أعطانا عنوانه لنرسل له بعض الكتب المناسبة: ص. ب 38-24، تايبيه، تايوان، جمهورية الصين. في ملحق الصور]. وقد وعدناه أن نلتقي بعد صلاة العصر، وجاءنا في مكتب أخينا الفاضل الملحق التعليمي الأستاذ عبد الله البُخَيِّت ، وكانت أسئلته حول الأمور الآتية:

(1) أهمية المعسكر الدولي لشباب المسلمين الصينيين والغاية التي يصبون إليها؟
(2) المجالات التي يمكن أن تعزز العلاقات مع المملكة العربية السعودية وبخاصة في المجالات الثقافية، والسبيل إلى تحقيق ذلك؟
(3) ماذا تعرف عن الصين؟
(4) ما سبيل تقوية الإيمان؟


من اليسار الملحق الثقافي السعودي في تايوان عبد الله البخيت، محمد باكريم، الكاتب، الإعلامي الصيني غسان، الشاب الصيني إبراهيم جاو، الموظف بوزارة الخارجية التايوانية 30/10/1406ﻫ .

وكانت أجوبتنا مختصرة وغالبها يدور حول مهمتنا التي انتدبنا من أجلها، وهى الدعوة إلى الله والتعرف على أحوال المسلمين، والفوائد التي تعود على المسلمين وغيرهم من اللقاءات والاتصالات.

ورددنا له التحية بمثلها، فقابلناه!

وعندما عرفنا أن غساناً ليس مسلماً، وهو قد تعلم في إحدى الجامعات العربية في الأردن، قسم اللغة العربية، التفتُّ إليه بعد المقابلة التي تخصه، فقلت: وأنا عندي مقابلة معك فهل تسمح بذلك؟ فقال: هل أنت صحفي أو مذيع أو غير ذلك من الوظائف الإعلامية؟ فقلت له: عندي هواية لجمع المعلومات وتسجيلها في رحلاتي التي أطلقت عليها عنوان "في المشارق والمغارب" فقال: لا بأس.

فقلت له: هل أنت مسلم؟ فقال: لا. قلت: وما دينك؟ قال: ليس لي دين وكان الإسلام عندي أقرب من الأديان الأخرى. قلت: ما دمت قد درست اللغة العربية، وعندك مقدرة على فهم أساليبها وتراكيبها فإن في استطاعتك أن تفهم الإسلام بنفسك وتسأل عما يشكل عليك، والإسلام يرغم العقول على
التسليم بصدقه وأنه دين لا مرية فيه.

قال: ولكن عندي شبهات! قلت: ما هي؟ فأخذ يعددها، وكان منها ما يتعلق بالإله، ومنها ما يتعلق بالوحي، ومنها ما يتعلق بالرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها ما يتعلق ببعض الفروع والمحرمات. وطال النقاش والسؤال والجواب أكثر من ساعة ونصف الساعة. وكانت مقابلاتنا له أطول وأكثر جدية، ولم ننته من هذا النقاش إلا وقد استسلم استسلاماً كاملاً بأن كل شبهاته قد أزالتها الأدلة المقنعة، وكانت أغلبها عقلية مدعمة بالدليل النقلي.

ثم قلت له: وإذا كانت الشبهات كلها قد دحضت وأصبح هذا الدين عندك دين حق، فلماذا لا تتوكل على الله وتدخل في الإسلام الآن؟ فقال: سأعود إلى زوجتي وأحاول إقناعها بالإسلام وأجيب على شبهاتها، وإذا وجدت عندها شبهات لم أستطع الرد عليها فسأتصل بكم بالمراسلة البريدية، لتجيبوا عليها ولعلنا نسلم أنا وهى وأولادنا...

فأخبرته أن كل فرد مسؤول عن نفسه أولاً، وأن تأخر زوجته عن الإسلام لا يجيز له أن يتأخر هو وقد أقيمت عليه الحجة، لأنه إذا مات على كفره بعد إقامة الحجة عليه فمصيره إلى النار.

ومن النقاش الذي دار بيننا وبينه اتضح أن أهم ما يجب العناية به، هو نشر الكتب الإسلامية المتعلقة بالإيمان وبراهينه الكونية والعقلية، وكل أصول الإيمان وفروعه، كالإيمان بالله ورسوله وكتابه واليوم الآخر ونحوها، مع مقارنة ذلك بالأديان الأخرى، فان كثيراً من الناس إذا اتضحت لهم هذه المعاني تكون الحجة قد أقيمت عليهم، وكثير منهم سيدخلون في الإسلام أو يفكرون في دراسته.

ومن الأمور التي قال غسان إنها تقف عقبة في سبيل دخوله الإسلام بعد اقتناعه كونه لا يستطيع أن يقلع عن بعض الأشياء التي حرمها الإسلام، كشرب الخمر وأكل لحم الخنزير، وقد اقتنع بعد المناقشة بأن كل شيء يضر الإنسان في جسمه أو عقله يجب أن يقلع عنه، وشرحنا له بأن الخالق عليم حكيم، ولا يحرم على خلقه إلا ما فيه عليهم ضرر سواء كان معلوماً حساً أم لا. وبهذا فقد قابل غسان وقوبل، والحمد لله رب العالمين. [وقد بعثت له بكتب الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني اليمني: توحيد الخالق، وهي ستة أجزاء عن طريق الأخ عبد الله البخيت الملحق التعليمي، وجاءني خطاب من الأخ عبد الله ذكر فيه أن الرجل تأثر كثيراً بتلك المناقشة وبكتب الزنداني].






السابق

الفهرس

التالي


15251804

عداد الصفحات العام

598

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م