{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(03)رسالتان إحداهما موجهة إلى شباب الإيمان والحكمة في اليمن

(03)رسالتان إحداهما موجهة إلى شباب الإيمان والحكمة في اليمن



أولا: الرسالة الموجهة إلى شباب الإيمان والحكمة في اليمن



احرصوا على ما ينفعكم بأحب العمل إلى الله وهو أدومه.



واعلموا أن سعي المؤمنين القادرين لتحقيق المصالح الشرعية لأمتهم، ودفع المفاسد و المضار العدوانية عنهم، واجب عليهم، وهو من نهجي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللذين لا تستقيم حياتهم بدونهما، والأمر والنهي المذكوران، يختلفان من حيث القائمين بهما، فقد يكفي للقيام بهما تارة الواحد والإثنين والثلاثة، وتارة لا يكفي في القيام بهما إلا الجماعة الكثيرة، أوالحكومة التي يعبر عنها شرعا بأولياء الأمر.



وقد شمل ذلك كله ما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة المطهرة، كما في قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (110)} [آل عمران] وقوله تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (41)} [الحج] والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب القدرة، هو نصر لله.



وقول الرسول صَلى الله عليه وسلم: (من رأى منكُم منكرًا فلْيُغَيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). [مسلم.]



وأنتم يا شباب الإيمان والحكمة في اليمن من قسم الجماعة الكثيرة التي لا تملك القدرة على التغيير باليد، ولو كنتم قادرين على تغيير المنكر باليد لوجب عليكم ذلك، دفاعا عن أنفسكم وأموالكم وأعراضكم، التي ينتهكها المعتدون عليكم، بسبب قوتهم التي مكنتهم منها الخيانات الداخلية والخارجية، فالذي يقتل دون دينه أو ماله أو عرضه شهيد.



ولكنكم تملكون القدرة على التغيير باللسان وبالفعل السلمي الضاغط على المعتدين على عامة الشعب، وقد جربتم هذا النوع من الأمر والنهي، في عام 2011 في ميادين تحرير محافظاتكم ومدنكم، وتمكنكم من إسقاط المستبد "الدكتاتور" الذي لم تكونوا تظنون في بداية اعتصامكم أن تسقطوه، وما كان هو يظن أن يسقط، ولكن أمرا مَّا بعد انتصاركم قد دبر بليل، ليحرف ثورتكم عن مسارها بأسلوب ظاهره فيه النجاة، وباطنه فيه الخداع والتكسيل والتضليل، أي كان طعما للقضاء على ثمرة ثورتكم الهائجة، ولكم حجة في اعتصاماتكم من سنة نبيكم صلى الله عَليه وسلم تؤيده، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنْه، قال رجل: يا رسول الله! إن لي جارا يؤذيني، قال انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق، فاجتمع الناس عليه، فقالوا: ما شأنك؟قال: لي جار يؤذيني، فذكرت ذلك للنبي صلى الله علَيه وسلم، فقال: انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق. فجعلوا يقولون: اللهم العنه اللهم اخزه، فأتاه، فقال: ارجع إلى منزلك، فوالله لا أوذيك. [صحيح الأدب المفرد، للشيخ الألباني]



واليوم -وقد عرفتم-كيف يدير المحتلون خداعكم، ويبرمون ما يهدم دعائم عمرانكم، فاستأنفوا قوة عملكم واستقبلوا السير المتواصل في شوارع محافظاتكم ومدنكم وقراكم، واحشدوا المعتصمين في ميادينكم وأديموا فيها بقاءكم، واصبروا وصابروا، حتى تنالوا بذلك مطالبكم.



فأحب العمل إلى الله أدومه، ولا تضعفوا فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، والمكروه الذي تعصب إزالته اليوم، سيكون أصعب الإزالة غدا، فلا تدعوا الظالم يثبت أركان ظلمه، فإنه إذا ثبتها ستكون خسارتكم أشد وأعظم من خسارتكم اليوم، وأعيدوا أسلوب حشد أعوانكم من مواطني شعبكم، حتى تصيروا سيلا جارفا يزيل كل ما يعترضه من جُفاء، وتوكلوا على ربكم واعتمدوا عليه، ولا تغتروا بكثرتكم، وقولوا كما قال نبيكم مستعينا بربه على من اعتدى عليه: (حسبنا الله ونعم الوكيل(.



الرسالة الثانية، إلى دول مجلس التعاون الخليجي.



إن اليمن هو جار قريب لكم، وحق الجار عند الله عظيم، فأحسنوا إلى جيرانكم، وادفعوا طوفان العدوان عن بلدانكم فاليمن سياج لبلدانكم، وتذكروا أن دولة الفرس قد أحاطت بكم من غالب الجهات حولكم، فقد ضاعت العراق وانفصلت من حيث الواقع عن جسمها العربي، وانضمت إلى الدولة الإيرانية، ولا يخفى عليكم وضع سوريا التي دمر شعبها القلة النصيرية بمعونة إيران وذراعها في لبنان المسمى بـ"حزب الله" وأذكركم بما تصرح به إيران فيما يتعلق بالبحرين.



وهذه اليمن قد عاثت فيها فئة الأقلية الحوثية فسادا وسفكت الدماء، وأسقطت حكومتها ورئيسها، بدعم قوي معنوي ومادي من إيران أيضا، وإذا استقر لهم الأمر في هذا البلد، فسيكون خنجرا في خاصرتكم، وبخاصة بلدنا الحبيب المملكة العربية السعودية التي هي المقصود الرئيس للعدوان الإيراني، وإن الشعب اليمني ينظر إلى دول مجلس التعاون نظرة إكبار واحترام، ويعتبر المملكة العربية السعودية بالذات هي أمه ينتظر أن تحن عليه، وإن في تسليم هذا البلد لإيران سيكون فيه من الخطر ما هو معلوم، ولست في مقام نصحكم وتوجيهكم ماذا تفعلون فأنتم أعلم بما يمكن أن تقوموا به، قبل أن يفوت الوقت فتندموا حين لا ينفع الندم.







السابق

الفهرس

التالي


14215119

عداد الصفحات العام

216

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م