{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(03) سافر معي في المشارق والمغارب

(03) سافر معي في المشارق والمغارب

الخميس 13/1/1409ﻫ - 25/8/1988م

جولة في مدينة ميلانو:

في هذا اليوم قمنا بجولة في مدينة ميلانو، وكان يرافقني شاب أردني، وهو يدرس الهندسة المدنية في جنوب إيطاليا، وجاء إلى ميلانو في إجازة ليشارك في النشاطات الإسلامية في المركز، وقد عين لمرافقتي جزاه الله خيراً. تجولنا في وسط المدينة وذهبنا إلى الكاتدرائية الكبرى في ميلانو، وكذلك ذهبنا إلى مبنى قديم يسمى بالقصر، ولم نتمكن من دخوله لأنا جئنا في غير وقت الزيارة.

أما الكاتدرائية فان زخارفها والتماثيل التي نصبت في داخلها أو خارجها - ولا زالوا يزخرفونها - لو أنفقت الأموال التي خصصت لها على بعض الشعوب الجائعة، لكفتها وهنا تذكرت نهي الرسول صلى الله عليه وسلم، عن زخرفة المساجد، ووازنت بين مسجد صغير يبنى في ضاحية من ضواحي بلدان المسلمين من اللبن والخشب وتقام فيه الصلوات الخمس ويذكر فيه الله وحده، وبين أمثال هذه الكاتدرائية المزخرفة التي تبلغ مساحتها عشرات آلاف الأمتار ولا تجد فيها إلا السائح يتفرج، وأحياناً القسيس يقوم بالدجل ويغفر للناس ذنوبهم بمبلغ من المال إقرارهم بها عنده، ويَدَعُونه ليذهبوا يمارسون نفس الذنوب التي سيغفرها لهم بعد ذلك، وإذا جاء أحد يؤدي شيئاً من الطقوس فيها، فإنما يقوم بما يسخط الله من الشرك والحركات الوثنية.

الجمعة: 14/1/1409 ﻫ –26/8/1988م

لا بد من صنعا وإن طال السفر:

وفي صباح يوم الجمعة ذهبنا نلتمس مكاناً مرتفعاً خارج المدينة لنتصورها من الخارج، وقد سألت الإخوة قبل هذا اليوم: ألا يوجد برج عال أو جبل يشرف على المدينة فقالوا: إنهم لا يعرفون إلا سطح الكاتدرائية، وقد علونا سطحها ورأينا شيئاً ولكنه لا يكفي لأخذ التصور المطلوب، وقد مر مرافقي بمكتب البلدية وهو قريب من الكاتدرائية في مركز المدينة وفيه موظفو استعلامات فسألهم إن كان يوجد هذا المكان فقالوا: لا يوجد. ولكني لم أيأس وقلت لصاحبي: قف سائق أجرة وسله لعله يعرف ما نريد، وسائقو سيارات الأجرة أكثر خبرة من غيرهم بالمدن التي يزاولون فيها عملهم.

فوقف أحدهم وسئل فقال: اركبوا، فذهبنا معه وصعد بنا إلى جبل في شمال مدينة ميلانو - لعله يميل إلى الغرب قليلاً ويسمى هذا الجبل بجبل النجمة (MONTESTELLA). وقف سيارته في سفح الجبل وصعدنا إلى قمته، وكان يقف على القمة بعض رجال الشرطة (البوليس) على سيارة جيب، فألقينا نظرات على جهات المدينة والتقطنا بعض الصور لها.

وخلال المدة التي كنا نلتقط الصور للمدينة نزل رجال الشرطة إلى قائد السيارة وتكلما معه، ورأيناه بعد ذلك يتحرك هنا وهناك كأنه قلق فنزلنا إليه وركبنا، وبعد أن سار نحو كيلو قلت: هل يمكن أن يعود بنا إلى الجبل مرة أخرى لنستكمل شيئاً من صور المدينة؟ فقال: لا أستطيع فقد أنذرني البوليس من المجيء بأحد إلى هذا الجبل، لأن المنطقة عسكرية، فعرفنا سبب قلقه، ولقد نظر إلينا رجال البوليس ونحن نمشي على قمة الجبل ونصور ولم يبدوا أي اعتراض، ولا فهمنا منهم استياء أو امتعاضاً، والسائق ما كان ليخبرنا لولا أنا طلبنا منه الرجوع، وفعلهم هذا يدل على احترام الضيف، مع أن إيطاليا فيها مشكلات أمنية ومنظرنا واضح أنه مما يسمى بالشرق الأوسط وهم يخافون من أهل هذه المنطقة.

وهنا تذكرت قصة حصلت لنا أنا وفضيلة الشيخ عبد المحسن العباد وفضيلة الشيخ عمر محمد فلاتة كان الأول حينئذ نائب رئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وكان الثاني أمين عام الجامعة، وكنا في بلد عربي، وذهبنا من عاصمة ذلك البلد نتجول في بعض المناطق السياحية في ضواحي العاصمة مع ناس كثير، وكان ذلك اليوم يوم جمعة - يوم إجازة - وخرجنا نحن الثلاثة ومعنا رجلان من ذلك البلد أحدهما كان مشرفاً ثقافياً واجتماعياً والآخر مشرفاً رياضياً في الجامعة الإسلامية، كانا يعملان عندي، عندما كنت مسئولا عن شئون الطلاب، خرجنا من المسجد بعد صلاة الجمعة نتجول على أرجلنا، فإذا بعض الجنود يخرجون من خيمة ويصيحون بأصوات منكرة - وإن كانت أقل من أنكر الأصوات - لماذا جئتم هنا؟ ألا تعلمون أن هذه المنطقة محظورة لأنها منطقة عسكرية؟

قلنا: نحن لا ندري ولم نر ما يدل على أنها منطقة عسكرية، ولا داعي للخوف، فسنعود إلى حيث أتينا فقالوا: لا، بل يجب أن تبرزوا جوازاتكم وتنتظروا حتى نتصل بالقائد ليكون على علم، فأعطيناهم الجوازات وقعدنا نحن الثلاثة تحت شجرة كبيرة ننتظر أوامر الجنود وقائدهم!

ولما كان أهل مكة أدرى بشعابها فقد حاورهم الأخَوَان اللذان كانا معنا وهما من أهل البلد، وفي النهاية أخذ أحدهما شيئاً من النقود لا أظنها تزيد عن ريالين سعوديين ووضعها في جيب أحد الجنود، فانقلب لتوه من جندي يغار على منطقته العسكرية إلى رجل مؤدّب نادم على ما جرى وجاء يعتذر لنا وسلم لنا جوازاتنا وتركناه مسروراً بتلك النقود الضئيلة! ورجعنا قافلين. ترى: ما الفرق بين رجال أمن إيطاليا ورجال أمن ذلك البلد العربي؟! احْكُمْ! معذرة فالشيء بالشيء يذكر كما قيل. ولنعد إلى ميلانو. ثم رجعنا إلى الفندق في ميلانو وتهيئنا لصلاة الجمعة وذهبنا إلى المركز لصلاة الجمعة. وهناك التقينا بعض الإخوة من مسلمي إيطاليا وأجريت معهم الحوارات، ستأتي في الحلقة القادمة:







السابق

الفهرس

التالي


14231037

عداد الصفحات العام

3326

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م