{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(07) سافر معي في المشارق والمغارب

(07) سافر معي في المشارق والمغارب

في مدينة روما

الاثنين 17/1/1409ﻫ - 29/8/1988م

مع إمام المركز الإسلامي في روما:

وفي صباح الاثنين اتصل بي وأملى عليّ عنوان الفندق الذي حجز لي فيه، فاستأجرت سيارة وذهبت إليه. وذهبنا إلى المركز الإسلامي في روما، فالتقينا إمام المسجد الشيخ محمد نور الدين إسماعيل الأزهري المولود في حلوان سنة 1917م وتخصصه التدريس من كلية أصول الدين التي تخرج فيها سنة 1948م.

كان مدرساً في الأزهر وشيخاً في معهد منوف الديني ومديراً عاماً للتعليم الأزهري في المنوفية.
وجاء إلى روما سنة 1983م إماماً للمسجد ومدرساً، ويقوم بعقود الزواج والطلاق، وإشهار الإسلام، والرد على الأسئلة الواردة إلى المركز، وهو مبعوث من قبل رابطة العالم الإسلامي.
وقال: إن المركز أقيم في روما منذ عشرين سنة تقريباً وإدارته مكونة من بعض سفراء الدول الإسلامية، وهم: سفراء مصر وباكستان والسعودية والمغرب والكويت والعراق، ويرأس مجلس الإدارة الآن سفير الباكستان. والأمين العام للمركز إيراني وهو قاسم أمين، وهو ينوب عن مجلس الإدارة. ومدير إدارة المركز حسن الأفغاني. ويوجد مدير آخر من قبل رابطة العالم الإسلامي ويدعى قيوم خان، وكلهم لا يعرفون اللغة العربية، ولا يوجد عندهم علم بالإسلام. وتوجد نشرة بعدة لغات توزع على السفارات.

إمام المسجد في روما ـ محمد نور الدين إسماعيل الأزهري 17/1/1409هـ ـ 29/8/1988م

وكان يوجد في المركز رجل مصري نشيط وهو عبد الله عبد الشكور وفصل من العمل، وهو الآن وكيل وزارة الأوقاف في مصر. وقال الشيخ محمد: إن اللاجئين المسلمين وغيرهم يأتون إلى روما، فيجدون المساعدة بالطعام واللباس والسكن عند المنصرين الفاتيكان، ولا يجدون شيئاً من ذلك عند المسلمين، ومع طول الزمن يخشى على المحتاجين من المسلمين من الدخول في النصرانية.

ومما يؤسف له أن حكومات بعض الشعوب الإسلامية تقدم مساعدات لجمعية الكارتسي وهى تابعة للفاتيكان. وقد تكونت جمعية في المركز لجمع التبرعات من أجل مساعدة المحتاجين، وكان يقوم بنشاط هذه الجمعية أمين المكتبة ولكنه فصل فانقطع عمل الجمعية.


اكتمل المركز الإسلامي الجديد في مدينة روما بعد رجوعي بفترةـ فأخذت صورته هذه من الشبكة

وقال الإمام: إنه يدخل في الإسلام يومياً عشرة أشخاص تقريباً، ولكن أغلبهم يدخلون في الإسلام من أجل الزواج أي زواج الرجل الذي يدخل في الإسلام بالمسلمة، أو المرأة التي تدخل في الإسلام بالمسلم، وكثير من المسلمات اللاتي يأتين من الدول العربية ويتزوجن بالأوربيين هن من الساقطات.

جولة في مدينة روما:
وبعث إلي الأخ وليد شاباً فلسطينيا يدعى محمد الخروبي تخرج قريباً في الهندسة المدنية، وله في إيطاليا سبع سنوات. وحاولنا أن ندخل مدينة الفاتيكان، ولكن الحراس منعونا.

كنيسة الفاتيكان وغرف الغفران!

فذهبنا إلى الكنيسة الفاتيكانية التي بدأ تأسيسها سنة 320م وهى قلعة ضخمة لها ساحة واسعة محاطة بسور عظيم وقد فرشت ردهاتها بالمرمر المزخرف، وهي واسعة الأرجاء، زينت بأنواع الزخارف وملئت بالأصنام، وزعت في داخلها غرف التوبة والغفران والاعتراف بالذنب أمام كهنتها الدجالين، ويوجد في كل غرفة من تلك الغرف ثلاثة مقاعد يجلس في المقعد الأوسط القسيس، وعلى يمينه مقعد وعلى يساره آخر يقعد بهما المذنبون الذين يعترفون عنده بما اقترفوه من الذنوب، ويمنحهم الغفران ثم يذهبون ليقترفوا ذنوباً أخرى فيعودوا إليه ليغفرها لهم!

وكنا نريد أن نصعد إلى أعلى الكنيسة لنرى منها مدينة روما وبخاصة مدينة الفاتيكان، لعلو الكنيسة، ولكن الوقت كان متأخراً، وقد أغلق الدرج الذي يصعد فيه الزوار وهي في حقيقتها عبارة عن متحف يتجول فيه السائحون ويملئون عيونهم بزخارفها ثم يذهبون.

وهنا تذكرت نهي الرسول صلى الله غليه وسلم، المسلمين عن زخرفة المساجد التي بنيت لذكر الله ورفع راية الإسلام، وأن المسلمين عندما يكونون متمسكين بدينهم يعمرون المساجد لعبادة الله ولا يحتاجون إلى زخرفتها وتزينها، وأنهم لا يقومون بزخرفتها إلا عندما يضعف إيمانهم وتقل عبادتهم ويصبح كثير منهم يدعون الإسلام بألسنتهم وقلوبهم خاوية.

وتذكرت كيف كان مسجد الرسول صلى الله غليه وسلم، في عهده الذي كان ينزل عليه المطر من سقفه ويسجد في أرضه بجبهته الشريفة على الماء والطين، وكيف انتشر منه الإسلام وعقدت فيه رايات الجهاد وانطلقت منه كتائب الله محررة أرض الله من الشرك والوثنية، قائمة بحكم الله، ناشرة عدله بين الناس، وكيف أخذ الإسلام يضعف عقيدة في نفوس أهله وعملاً في حياتهم رويداً رويداً، وأخذت المساجد تزخرف شيئاً فشيئاً، كلما ضعف الدين في حياة المسلمين زادوا في زخرفة المساجد التي نهى عنها رسول الله صلى الله غليه وسلم، لإبعاد المسلمين عن التشبه بأعداء الله من أهل الكتاب الذين زخرفوا كنائسهم وابتعدوا عن طاعة ربهم.





السابق

الفهرس

التالي


14217040

عداد الصفحات العام

2137

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م