{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(04) سافر معي في المشارق والمغارب

(04) سافر معي في المشارق والمغارب
الأديان المشهورة في الصين:

يتعجب كتاب الحضارات من تناقضات الصينيين الذين اجتمع فيهم الإيمان بالخرافات الغالية، والانصياع لأحكام العقل المتأملة، بسبب التأثر القوي بما يمليه عليهم فلاسفتهم مختلفي الاتجاهات: (لم يقم المجتمع الصيني على العلم، بل قام على خليط فذٍّ عجيب من الدين والأخلاق والفلسفة، ولم يشهد التاريخ شعباً من الشعوب أشد من الشعب الصيني استمساكاً بالخرافات، أو أكثر منه تشككاً، وأعظم منه تُقًى، أو أكثر انصياعاً لحكم العقل، أو أقوى منه دنيوية، ولم توجد على ظهر الأرض أمة تماثل الأمة الصينية في التجرد من سيطرة الكهنة، ولم يسعد قوم غير الهنود بآلهتهم أو يشقوا بهم، بمثل ما سعد بهم الصينيون أو شقوا، ولسنا نستطيع أن نفسر هذه التناقضات إلا بأن نعزو لفلاسفة الصين نفوذاً لا نظير له في التاريخ...) [قصة الحضارة، (4/ 256)].

أصل ديانة الصين

ولنلخص ما ذكره بدر الدين حي الصيني الأزهري عن ديانات الصين قبل وصول الديانات التي سماها: الأجنبية [بدر الدين و. ل. حيّ هذا ذكر عن نفسه في كتابه: (تاريخ المسلمين في الصين في الماضي والحاضر) أنه خرج من الصين التي احتلها الشيوعيون في أول عهد شبابه، ودرس في الجامعة الملية الإسلامية بدلهي وتعلم اللغة الأردية، من سنة 1927م إلى سنة 1933م، واتصل بكبار علماء المسلمين وقادتهم في الهند، ومنهم شاعر الإسلام محمد إقبال، والعلامة الكبير السيد سليمان الندوي... ثم سافر إلى القاهرة، والتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الذي كان يرأسه الشيخ مصطفى المراغي، وتعرف كذلك على كبار العلماء، ومنهم الدكتور عبد الوهاب عزام، والأستاذ مصطفى صادق الرافعي... وبقي هناك من سنة 1934م إلى سنة 1941م، ألف خلالها أول كتاب له باللغة العربية: (العلاقات بين العرب والصين) ثم سافر ضمن الوفد الصيني وأقام في نيويورك من سنة 1953 إلى سنة 1955م جمع خلالها كثيراً من مادة كتابه: (تاريخ المسلمين في الصين) وبعد أن أصبح مستشاراً للسفارة الصينية في جدة، عدل بعض التعديلات في هذا الكتاب بتوجيه من بعض العلماء، ذكر منهم الشيخ أحمد صلاح جمجوم والشيخ محسن باروم. ذكر ذلك في (مقدمة الكتاب المذكور)]..

قال بدر الدين: (كان للصينيين دين قبل وصول الديانات الأجنبية إليهم مبني على الأوهام والخرافات.. يتخذون الأجسام السماوية والظواهر الطبيعية معبودة لهم غير معتقدين بخالق جبار.. فالحكماء الذين ظهروا في الصين بعد زمن الخرافات... لا أحد منهم قد أتى بكتاب سماوي.. إلا أن كلامهم يدل على عقيدة بذات ما وراء الطبيعة...) ثم ذكر بعض الديانات الأجنبية التي دخلت الصين، ومحيت آثارها، ومنها المانوية التي وصلت إلى الصين في القرن السابع الميلادي، والمجوسية التي وصلت إلى الصين قبل الإسلام بقرن. ثم النسطورية التي وصلت إلى الصين في سنة: 635م [العلاقات بين العرب والصين، (ص: 141) الطبعة الأولى، 137 ـ 1950، مكتبة النهضة المصرية].

الكنفوشيوسية (confuci uisma ):

وهي ـ في الأصل ـ تقاليد وطقوس قومية ورثها الخلف عن السلف، وقد صاغها صياغة جديدة، واجتهد في إحيائها والدعوة إليها الفيلسوفُ الصينيُّ المشهور: (كانفوشيوس confucius) المولود سنة: 551 قبل الميلاد، والمُتَوَفَّى سنة: 479 قبل الميلاد، أي إن عمره: (72 سنة). ومعبودات هذه الديانة ثلاثة:

السماء:

والسماء ـ لدى الصينيين ـ اسم مشترك للقبة الزرقاء المحيطة بالأرض، والإله الذي يطلقون عليه: (الملك العلي) ويعتقدون أنه حي عليم قدير، يصرف السماوات والأرض وما بينهما، ويعتقدون القضاء والقدر.وعبادة السماء مخصوصة بالمَلِك، الذي يسمونه: (ابن السماء) ولا يشاركه في ذلك الرعية، ويرتبون على ذلك الاختصاص احترام الملك وطاعته، إذا قام بمصالحهم التي هي إرادة الإله، وخلعه أو قتله إذا قصر في تلك المصالح، لأنه بذلك عصى الإرادة السماوية.

الملائكة: وهم قسمان:

القسم الأول: ملائكة الكائنات العلوية، كالشمس والقمر والكواكب، وهذا القسم تابع للسماء التي يختص بعبادتها الملك. القسم الثاني: ملائكة الكائنات الأرضية، كالجبال والأنهار، وعبادتها خاصة بالأمراء، ولا حق لبقية الرعية في عبادتها.

الأرواح:

والصينيون كلهم ـ الملك والأمراء والرعية ـ يعبدون أرواح آبائهم وأجدادهم، ويعتقدون بقاء أرواحهم وأنها تعيش معهم في الدنيا، ويوجد في كل بيت معبد للأرواح، ولا يعتقدون وجود جنة ونار، وإنما الجزاء يكون في الدنيا.

أهداف تعاليم كونفوشيوس:

وقد كان تجديد الأخلاق المبني على المعرفة، المنظم لحياة الفرد والأسرة والمجتمع، المقامة على أساس صالح قويم هو هدف الفيلسوف (كونفوشيوس) من تعاليمه التي دعا إليها ودَوَّنها، ليزيح عن أمته الفوضى التي كانت تعيشها، ونشأ عنها عدم احترام أمراء الإقطاعيات للملك وعدم تنفيذ أوامره، مع احتدام الحروب فيما بينهم.

(ولُحْمة هذا الدين الإحسان بالوالدين والاحترام للكبار، وسداه المحافظة على التقاليد القومية والموسيقى، وبيان ذلك أن المثل الأعلى عند (كونفوشيوس) المروءة، وهي عبارة عن الفطرة السليمة والعواطف المعتدلة التي طبع الإنسان عليها، فما يبديه الإنسان في طفولته لوالديه وإخوته الكبار، هو ينبوع العواطف المعتدلة التي يجب عليه أن يبديها لأفراد المجتمع الإنساني، كما جاء في كتاب الحوار. [لكونفوشيوس نفسه، وهو كتاب يحترمه الصينيون احترام المسلمين لأنبيائهم].: (الإحسان بالوالدين والاحترام للإخوة الكبار هو أساس المروءة...).

ومما ينقل عن كونفوشيوس قوله: (إن القدامى الذين أرادوا أن ينشروا أرقى الفضائل في أنحاء الإمبراطورية، قد بدءوا بتنظيم ولاياتهم أحسن تنظيم، ولما أرادوا أن يحسنوا تنظيم ولاياتهم بدءوا بتنظيم أسرهم، ولما أرادوا تنظيم أسرهم بدءوا بتهذيب نفوسهم، ولما أرادوا أن يهذبوا نفوسهم بدءوا بتطهير قلوبهم، ولما أرادوا أن يطهروا قلوبهم عملوا أولاً على أن يكونوا مخلصين في تفكيرهم، ولما أرادوا أن يكونوا مخلصين في تفكيرهم بدءوا بتوسيع دائرة معارفهم إلى أبعد حد مستطاع، وهذا التوسع في المعارف لا يكون إلا بالبحث عن حقائق الأشياء.

فلما أن بحثوا عن حقائق الأشياء أصبح علمهم كاملاً، ولما كَمُلَ علمهم خلصت أفكارهم، فلما خلصت أفكارهم تطهرت قلوبهم، ولما تطهرت قلوبهم تهذبت نفوسهم، ولما تهذبت نفوسهم انتظمت شئون أسرهم، ولما انتظمت شئون أسرهم صلح حكم ولاياتهم، ولما صلح حكم ولاياتهم أضحت الإمبراطورية كلها هادئة سعيدة)
[قصة الحضارة4 /54)
].

الطاوية taoism:

تنسب هذه الديانة إلى الفيلسوف الصيني: (لوتس lutes) ولد قبل كونفوشيوس بخمسين عاماً، وقد قابله كونفوشيوس واحترمه. ومبادئه أخلاقية فلسفية محضة، لا تستند إلى دين، وأساسها السحر والرقى، وهدفها طرد الشياطين ومعالجة الأمراض بالطلاسم، واكتساب الحياة الخالدة في الدنيا بالرياضة البدنية والنفسية وعبادة الأولياء عندهم. [نظرة عامة إلى تاريخ الصين وأحوال المسلمين فيها (ص: 15 وما بعدها)]..

البوذية buddlism:

وهي منسوبة إلى مؤسسها (جوتَما gautama) الذي اعتقد أتباعه أنه (البودا buddha) الأخير من البودوات الذين وصلوا إلى مرتبة المكاشفة، ولد في الهند سنة: 560 قبل الميلاد، وتوفي سنة: 480 قبل الميلاد. أي إن عمره ثمانون سنة. كان أبوه ملكاً، وكان في أول أمره ـ كأبناء الملوك ـ مترفهاً يعيش في رغد من العيش، ثم زهد في الدنيا وتقشف واعتزل في أحد الجبال يفكر في أسباب الشقاء، وأسباب السعادة، ثم خرج على الناس يعظهم، ويدعوهم إلى أفكاره لينقذهم من الشقاء.






السابق

الفهرس

التالي


14230695

عداد الصفحات العام

2984

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م