{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(023) طل الربوة تربية الأستاذ طلابه

(023) طل الربوة تربية الأستاذ طلابه



أسباب تقوية صلة الأستاذ بطلابه



سبق أن لتقوية صلة الأستاذ بطلبه رابطين



الأول: رابط الحب في الله بينه وبينهم.



الثاني: اتخاذ الأسباب التي تقوى بها الأخوة الإسلامية الحقة بينه وبين طلابه.



وفي هذه الحلقة ذكر أسباب تقوي الرابطين:



السبب الأول: أن يقتدي الأستاذ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم معلمٍ ومزكٍ أرسله الله من رسله، لأفضل طلاب وخير صحب وجدوا على ظهر الأرض، فقد كان صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى عنه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.[128]



وكان أصحابه رضي الله عنهم، يسرعون إليه، كلما اعترضتهم أي مشكلة، ليحلها لهم: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)}.[لمجادلة]

وقد وصف صلى الله عليه وسلم، شدة رحمته ورأفته وشفقته بأمته، وعلى رأسهم صحبه الذين كان يباشر تعليمهم وتزكيتهم، في حديث أبي هريرة الذي سمعه منه: (إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تقحَّمون فيها). [صحيح البخاري (5/2379) دار ابن كثير اليمامة، بيروت، وصحيح مسلم (4/1789) دار إحياء التراث العربي، بيروت.]



كان صلى الله عليه وسلم، مع تعليمه لهم ونصحه إياهم، يتفقد أحوالهم ويزورهم في السلم والحرب، في البيت وفي المعركة، ومن الأمثلة على ذلك ما روته عائشة رضي الله عنهـا، قالت: "أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل فضرب النبي صلى الله عليه وسلم، خيمة في المسجد، ليعوده من قريب، فلم يرعهم ـ وفي المسجد خيمة من بني غفار ـ إلا الدم يسيل إليهم فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم، فإذا سعد يغذو جرحه دماً فمات فيها". [لبخاري، رقم 451، ومسلم، رقم 1769.]



ومن أمثلة تفقده صلى الله عليه وسلم، لمن كان يقوم بتنظيف مسجده ويسأل عنه، كما روى أبو هريرة: "أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد أو شاباً ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها أو عنه، فقالوا مات، قال: (أفلا كنتم آذنتموني؟) قال: فكأنهم صغروا أمرها أو أمره، فقال: (دلوني على قبره) فدلوه فصلى عليها، ثم قال: (إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله عز وجل، ينورها لهم بصلاتي عليهم). [لبخاري، رقم 448، ومسلم، واللفظ له 956.]



السبب الثاني: حرص الأستاذ على فتح الثقة بينه وبين طلابه، بتعرف كل طرف منهم على الآخر ، وهو من الآداب الإنسانية العامة، التي لا تستغني عنها الأمم والأفراد مسلمين كانوا أم كافرين، ولا يمكن تحقيق العلاقات النافعة بين الناس أفراداً وجماعات ودولاً بدونه، ولذلك كان التعارف من أهم الآداب الإسلامية التي أبرزها القرآن في سورة الحجرات. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.[لحجرات] وبمعرفة الأستاذ لطلابه ومعرفة طلابه له، تقوى الرابطة وتتحسن العشرة بينه وبينهم، وتتحقق الألفة، وتزول الوحشة وسوء الظن الذي قد يدخله الشيطان بين المتعاشرين.



السبب الثالث: الحرص على التناصح فيما بينهم: ومن العوامل التي تقوي الصلة بين الأستاذ وطلبته، أن يتواصى معهم بالحق، فلا يسكت عن منكر وخطأ يراه في طالب، بل يسرع في نصحه سراً، ولا ينصحه علناً إلا إذا اشتدَّت الحاجة إلى ذلك، وليس التناصح خاصاً بذلك بل يشمل كل ما فيه مصلحة للمنصوح معنوية كانت أو مادية.



وينبغي أن يدرب طلابه أيضاً على أن يتناصحوا فيما بينهم بحكمة ولطف وتواضع؛ لأنهم إذا حققوا التناصح فيما بينهم، وهم في ميدان التلقي والطلب، فسيكون الأمر كذلك عندما يدخلون في ميدان العمل والممارسة، وفي ذلك ما فيه من الخير لمستقبل العمل للإسلام، وإذا لم يدربهم في حال الطلب على ذلك، فسيكون الأمر بالعكس بعد تخرجهم، لا يقبل أحدهم نصح أخيه، وفيه ما فيه من الخطر على مستقبل الدعوة إلى الله.



وعلى الأستاذ أن يتقبل نصح طلبته له أيضاً، فهو بشر يخطئ ويصيب مثلهم، وإن كان المفروض أن

يكون أقل خطأً وأكثر صواباً، وعليهم أن ينصحوه ولا يترددوا في نصحه بأدب ولطف، والأفضل أن يكون نصح الطالب لأستاذه على سبيل الإستشكال والاستفسار، لا على سبيل الأمر والإنكار.



ومن أمثلة ذلك حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: "لما مات عبد الله بن أُبي بن سلول دُعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليصلي عليه، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثبت إليه، فقلت: يا رسول الله أتصلي على بن أُبي وقد قال يوم كَذا كذا وكذا وَكذا؟ قال: أُعَدِّد عليه قوله. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: (أخر عني يا عمر). فلما أكثرت عليه، قال: (إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها) قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف، فلم يمكث إلا يسيراً حتى نزلت الآيتان من براءة: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً..} إلى قوله: { وَهُمْ فَاسِقُونَ (84)}



قال عمر: فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم". [صحيح البخاري، رقم (1300) وهو في صحيح مسلم من حديث ابن عمر، برقم (2400)، قوله: "حتى نزلت الآيتان من براءة" هي آية واحدة فقط، إلا إذا أراد إدخال الآية التي بعدها، وهي قوله تعالى: {وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85) } ولكنه يشكل على ذلك التحديد الواضح بآخر الآية: {وَهُمْ فَاسِقُونَ} وهي كذلك فيما اطلعت عليه من الأحاديث في غير البخاري، وفي سنن الترمذي: " إلى آخر الآية" (5/279).]



وقد علق الحافظ ابن حجر رحمه الله على ما يظهر من إشكال في شأن صلاته صلى الله عليه وسلم، على ابن أُبي، فقال: "أما جزم عمر بأنه منافق فجرى على ما كان يطلع عليه من أحواله، وإنما لم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم، بقوله وصلى عليه، إجراء له على ظاهر حكم الإسلام كما تقدم تقريره واستصحاباً لظاهر الحكم، ولما فيه من إكرام ولده الذي تحققت صلاحيته ومصلحة الاستئلاف لقومه ودفع المفسدة.



وكان النبي صلى الله عليه وسلم، في أول الأمر يصبر على أذى المشركين ويعفو ويصفح، ثم أمر بقتال المشركين فاستمر صفحه وعفوه عمن يظهر الإسلام، ولو كان باطنه على خلاف ذلك لمصلحة الاستئلاف وعدم التنفير عنه، ولذلك قال: (لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه) فلما حصل الفتح ودخل المشركون في الإسلام وقلَّ أهل الكفر وذلوا، أمر بمجاهرة المنافقين وحملهم على حكم أمر الحق ولا سيما، وقد كان ذلك قبل نزول النهي الصريح عن الصلاة على المنافقين وغير ذلك مما أمر فيه بمجاهرتهم. وبهذا التقرير يندفع الإشكال عما وقع في هذه القصة بحمد الله تعالى.



قال الخطابي: إنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، مع عبد الله بن أُبي ما فعل، لكمال شفقته على من تعلق بطرف من الدين ولتطييب قلب ولده عبد الله الرجل الصالح، ولتألُّف قومه من الخزرج لرياسته فيهم، فلو لم يجب سؤال ابنه وترك الصلاة عليه قبل ورود النهي الصريح، لكان سُبة على ابنه وعاراً على قومه فاستعمل أحسن الأمرين في السياسة إلى أن نُهى فانتهى" ).[فتح الباري فتح الباري (8/336).]

وكان لعمر مواقف أخرى في نصحه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تدل على إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم له [راجع على سبيل المثال فتح الباري (9/248).] والشاهد المقصود من الحديث موقف عمر رضي الله عنه، من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وإقراره له على ذلك الموقف، وهو رسول الله الذي ينزل عليه الوحي، فغيره صلى الله عليه وسلم، من العلماء والأساتذة أولى بقبول نصح طلابهم لهم... وعلى الجميع أن يكون هدفهم من النصح، محبة الخير للمنصوح عن لين وإخلاص وتواضع لا عن رياء وتكبر وتشهير. وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستقيم أمر المسلمين، وبدونهما تضطرب الأمور، وتنشر الفوضى والظلم، ويسيطر الفسقة والطغاة. [تراجع في هذا الموضوع الآيات والأحاديث المتعلقة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ ويراجع رياض الصالحين وغيره.]



السبب الرابع: حل المشكلات التي قد تقع بين الطلاب، أو بينه وبين بعض طلابه



ومن الأسباب التي تقوي المحبة بين الأستاذ وطلبته وتبقيها حية في نفوسهم، حل ما قد يحصل بينهم من الاختلاف والمشكلات؛ لأن الشيطان لا يزال يدأب على نزغه بين الناس، وبخاصة المؤمنين وبالأخص المعتصمين بحبل الله الذين يسوؤه اعتصامهم ويسره تنازعهم المؤدي إلى فشلهم، قال تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً (53)}. [لإسراء]

وقد ذكر الله تعالى لعباده الحرز الذي يقيهم نزغه، فقال: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)}. [لأعراف] فالاستعاذة الصادقة من الشيطان بالله تعالى تحميهم منه ومن وساوسه، وتجعل من فقد بصيرته بسبب نزغه بمجرد تلك الاستعاذة الصادقة يرجع مبصراً، كما تدل على ذلك "إذا" الفجائية.



وهذا يقتضي المكاشفة بين الطلاب أنفسهم فيما بينهم، ومكاشفتهم الأستاذ، بمشكلاتهم، حتى يتعاونوا

على حلها؛ لأن الفرد الذي تعترضه المشكلات في حياته فيخفيها في نفسه، لا يتمكن إخوانه من معاونته على حلها لعدم معرفتهم إياها. وقد تكون تلك المشكلات معوقة للفرد عن السير في دراسته إذا استمر، ولذلك ينبغي أن يبدأ الأستاذ طلبته بالسؤال عن أحوالهم، تشجيعاً لهم على إبداء ما قد يترددون في إظهاره ابتداءً. وقد يعجز الأستاذ أو طلبته عن حل بعض المشكلات، ولكن ذلك لا يمنع من إبدائها، من أجل المواساة والتسلية والتواصي بالصبر. وإذا ما ظهر الخلاف وأسبابه فعليهم حله بالصلح مع التزام العدل، والابتعاد عن الإثارة والدعاوى الباطلة، أو التهم التي لا حقيقة لها، هرباً من الاتصاف بصفة المنافق الذي (إذا خاصم فجر).[لبخاري (1/14) ومسلم (1/78).]



السبب الخامس: محافظة كل منهم على مواعيد حضور وقت التدريس:



يستوي في ذلك الأستاذ وطلابه، فإن التساهل في المواعيد ليس من صفات المؤمنين، والتأخر عنها يسبب لمن حرص على الانضباط في مواعيده القلق، فعليهم جميعاً الالتزام بمواعيد بعضهم مع بعض بكل عناية ودقة، وعدم التساهل في ذلك من غير عذر لما فيه من المحاذير الكثيرة ومنها:



1- الاتصاف بصفات المنافقين التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم.

2- تضييع الوقت على الآخرين.

3- زعزعة ثقة بعضهم في بعض.

4- تفويت فرص قد لا تعوض من الخير.

5- فتح أبواب قد لا تغلق من الشر.

6- وعلى الجميع مناصحة من تكرر منه ذلك حتى يتخلص من تلك الصفة الذميمة.



السبب السادس: عدم إفشاء بعضهم سر بعض:



فقد يأمن بعض الطلاب مدرسه على سر لا يحب كشفه لغيره، وقد يأمن الأستاذ بعض طلابه على سر لا يحب كشفه لغيره، فلا يليق بالأستاذ إفشاء أسرار طلبته، بل عليه كتمانها، كما لا يليق بالطلبة، إفشاء أسرار أستاذهم ولا سر بعضهم بعضاً، فيجب على كل أخ عدم إفشاء سر أخيه؛ لأن كلاً من الأستاذ وطلابه قد يفضي إلى الآخر ببعض أسراره لشدة ثقته به، ولحاجته إلى ذلك، بل لا يجوز له إفشاء سر زوجته بل سر نفسه الذي يستره الله عليه، كما هو معلوم في مواضعه.



وعلى الأستاذ أن يدرب طلبته على ذلك، ويبين لهم أن ذلك مهم في حياة دعوتهم، ولا سيما في الدول

الكافرة المعادية للإسلام وللحكم بكتاب الله. وقد كان الكتمان من الأمور المهمة في حياة الدعوة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ كان يكتم أمره في مكة وفي المدينة عند الحاجة.



وليس معنى ذلك أن يجعل الدعاة إلى الله خوف الناس، سبباً لانزوائهم عن الناس وعدم تبليغ الإسلام إليهم، كلا، بل معناه حماية الداعية نفسه وإخوانه، من فتح الباب على مصراعيه لأعداء الله في غير البلاد الإسلامية. فالعلم والعبادات لا تكتم.. [يدرس في هذا كتمان الرسول صلى الله عليه وسلم، في غزواته ورسالة الكتمان لمحمود شيت خطاب]. وهكذا كان أصحابه من بعده، ساروا على دربه، وكذلك كان علماء الإسلام في كل جيل، تربط بينهم وبين تلاميذهم الأخوة الإيمانية والمحبة، ولذلك أثمر علمهم عملاً وآتى أكله بإذن ربه.









السابق

الفهرس

التالي


14215113

عداد الصفحات العام

210

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م