{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


رسالة إلى رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي.

رسالة إلى رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي.



[وسبب إرسالي هذه الرسالة أمران: الأمر الأول وجوب نصح المسلم للمسلم. الأمر الثاني: أني من مواليد اليمن وفيه بعض أقاربي وزملائي وأصدقائي، والمؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر].

أولا: أهنئك بفضل الله عليك الذي أخرجك من ظلمات الحوثي، إلى نور الشعب اليمني، الذي سره ذلك الخروج، لتستعيد شرعيتك التي منحك إياها، لتقوده إلى بر الأمان، وقد بذلتَ بعض الأسباب التي كان يؤمل منها الوصول إلى الهدف الذي اختارك الشعب من أجل تحقيقه، ومنها مؤتمر الحوار الوطني، ومسودة الدستور، وهما عاملان مهمان لجمع اليمنيين على اختلاف أحزابهم وتنوعها، وعلى تنوع اتجاهاتهم السياسية وغيرها، وكان عهدك برغم كثرة العقبات والمنغصات، فيه شيء من الهدوء المؤدي إلى ما يتمنى أهل اليمن.



ثانيا: مسيرة قيادتك لشعبك تعثرت قبل تحقق الهدف المقصود، الذي كان يأمل منك تحقيقه، وهذا التعثر يحتاج إلى دراسة دقيقة لمعرفة الأساب التي حصل بها التعثر، أهي خارجة عن إرادتك -ولا شك أن كثيرا منها كذلك-أم يعود بعض الأسباب إلى إدارتك؟



ومعرفة الأسباب المذكورة ومصادرها لاتستبين إلا بمراجعة تلك المسيرة، والتحاور في شأنها مع قادة الأحزاب وقادة المجتمع المدني، عن طريق الشورى التي أمر الله رسوله صَلى الله عليه وسلم، أن يجريها مع صحابته، في قوله: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ...(159)} [آل عمران] وجعلها من صفات المؤمنين، في قوله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ . (38)} [الشورى].



وليس المقصود من هذه الدراسة التلاوم والتعاتب، لأن الخطأ من طبيعة الإنسان، وإنما المقصود تلافي ما قد حصل من الأخطاء، من الجانبين لتجنبي أمثالها مستقبلا، وقد كان يحصل في عهد الرسول صلى الله عليه وسَلم، بعض الأخطاء من بعض أصحابه في المعارك بينهم وبين المشركين، وكان تعالى يبعث جبريل إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم، ليبلغ رسوله بما أخطؤوا فيه، واليوم لم يعد ينزل جبريل من عند الله بوحي يذكرنا بأخطائنا، ولكن في توجيهات الله في كتابه، وتوجيهات رسوله في سنته وسيرته، ما يمكننا الاستفادة منه، كما أن مراجعتنا لتصرفاتنا وتشاورنا في شأنها، تمكننا من معرفة أخطائنا، والاعتراف بالخطأ فضيلة، وليس نقيصة.



ولقد استحسن رسول الله صَلى الله عليه وسلم عندما قدم المدينة، ترك تلقيح النخل الذي اعتاد أصحابه فعله لتجرتهم صلاحه بذلك، بقوله: (ما أظن يُغني ذلك شيئا) فتركوه ظنا منهم أن قوله المقصود به ترك ذلك أن يتوكلوا على الله ويتركوا فعل السبب الذي قد جربوا نفعه، فلم يصلح ثمر النخل الذي تركوا تلقيحه، فلما أخبروا الرسول بذلك، قال لهم: (إن كان ينفعهم ذلك فَلْيَصْنَعُوهُ ، فَإِنّي إنما ظننت ظَنّا. فلا تُؤَاخِذُوني بالظَّنِّ. ولكن إِذا حَدّثتكم عن الله بشيء فخذوا به. فإني لن أكذِبَ على الله) وفي رواية: (فقال: إنما أنا بَشَر. إِذا أمَرْتُكُمْ بشيء من دينكم فخذوا به، وإِذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر) وفي رواية: (إنما أنا بَشَر. إِذا أمَرْتُكُمْ بشيء من دينكم فخذوا به، وإِذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر) وفي رواية: (أنتم أعلم بأمر دنياكم) [أخرجه الإمام مسلم].



لا شك أن الخطأ في شئون السياسة أكثر من غيره من شئون الدنيا، ولهذا يجب أن يراجع الناس تصرفاتهم التي تعاطوها ليصححوا ما أمكن منها، عن طريق المشاورة والتناصح، فليس أحد بمعصوم في تصرفاته.

ثالثا: يجب أخذ الأمر الذي تبدو فيه المصلحة -ويتفق عليها غالب أهل الحل والعقد-بقوة وأمانة و أن يقنع من يعارض ذلك بالحجة وعدم التردد، ما وجدت لتحقيق ذلك قدرة. فإن

اقتنع فبها، وإلا وجب عليه الأخذ برأي الأغلبية، لأن في ذلك حلَّ ما يحصل من الخلاف بين وجهات النظر، ما دام لا يوجد فيه حكم صريح في الإسلام، وبدون ذلك يستقر الخلاف ويشتد النزاع، الذي قد يؤدي إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح، كما يشاهد اليوم في كثير من بلدان المسلمين، وبخاصة البلدان العربية.





السابق

الفهرس

التالي


14240039

عداد الصفحات العام

1548

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م