{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(08) دور المسجد في تربية الأولاد ووقايتهم من الانجراف

(08) دور المسجد في تربية الأولاد ووقايتهم من الانجراف



المبحث الثالث: المشرفون الأكفاء على المسجد وأعماله



إن كل موظف في أي عمل من الأعمال، لابد أن تتوافر فيه شروط ثلاثة عامة، تندرج فيها صفات كثيرة تجعله ناجحاً في وظيفته، موًدياً ما أوجب اللّه تعالى عليه .و كل موظف في الدولة الإسلامية، هو مؤتمن على ثغرة من ثغور الإسلام، يجب أن يحرص أن لا يُؤتَى المسلمون من قبله. والشروط الواجب توافرها في الموظف هي:



(1) الأمانة، فإن الأمين يثق فيه الناس، في أداء حقوقهم، ولا يخشون منه خيانة، بخلاف الخائن، فإنه لا يثق فيه أحد، والخيانة من صفات المنافقين، كما أن الأمانة من صفات المؤمنين. وقد ورد في الأمانة نصوص كثيرة في كتاب اللّه وسنة رسوله صلّى الله عليه وسلم، منها قول اللّه تعالي: {إنّ الله يَأمُركم أن توَدُّوا الأمَاناتِ إلى أهلِهَا وَإذَا حَكمتم بين الناس أن تحكُمُوا بِالعَدلِ، إنَّ الله نِعِمَّا يعظكم بِه إن الله كَانَ سَمِيعاً بَصيراً} [النساء:58]. وقوله تعالى: عن بنت الرجل الصالح الذي لجأ إليه موسى فاراً من بطش فرعون، قبل رسالته: {يَا أبَتِ استأجرهُ إن خير مَنِ استأجَرت القوي الأمين} [القصص: 26].



وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن الرسول صلّى الله عليه وسلم قال: (آية المنافق ثلاث، وفيها: (وإذا اؤتمن خان) [البخاري (1/14)، ومسلم (1/78)].وفي حديثه - أيضاً- : قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة) فسئل عن إضاعتها فقال: (إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)



(2) القوة: أي أن يكون الموظف قادراً على القيام بعمله المسند إليه، باتخاذ القرار المفيد في وقته المناسب، وبتخطي العقبات، وبقيادة من يتبعه في الوظيفة إلى تحقيق الهدف وغير ذلك. وفي آية القصص الماضية جمع بين القوة والأمانة: {إن خير من استأجرت القوي الأمين} وقد نصح الرسول صلّى الله عليه وسلم أبا ذر، عندما طلب استعماله أي توظيفه وجعله من عماله صلّى الله عليه وسلم، فقال له: (يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها) [مسلم (3/1457]. والموظف الضعيف - وإن كان أميناً وخبيراً - تضيع في وظيفته الحقوق، وتختل الواجبات، بسبب ضعفه، فلا يجوز أن يلي وظيفة وغيره أولى منه في القيام بها.





(3) الخبرة: وهي علمه بعمله، ومراسه فيه، بحيث تكون خطواته كلها سائرة عن علم ودراية مؤدية إلى الهدف المرسوم، ولا يجهل شيئاً من عمله، يؤدي إلى الفشل في تحقيق الهدف. وقد أخبر اللّه تعالى عن يوسف عليه السلام الذي طلب منه ملك مصر أن يلي له بعض أمره لأمانته، أنه طلب من ملك مصر أن يجعله على الخزائن، لأمرين: الأمر الأول الحفظ، وهو يشمل القوة والأمانة، والأمر الثاني العلم، وتدخل فيه الخبرة، قال تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائتونِي بِهِ أسْتَخلِصهُ لِنفْسِي، فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إنك اليومَ لَدينَا مَكين أميِنٌ قَالَ اجعَلْنِي عَلَى خزَائِنِ الأرض إني حَفِيظ عَلِيم} [يوسف: 54، 55]



هذه الشروط الثلاثة العامة في الموظف هي عوامل نجاحه في عمله، مهما كان، وبها يأمنه الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم، فإن توافرت كاملة كان النجاح تاماً، وإن عدمت كانت الخسارة كاملة، وإن نقصت فبمقدار نقصها تكون الخسارة، وبمقدار توافرها يكون النجاح.



وإن من أولى الناس بتوافر هذه الشروط، هو الموظف الذي يقصد منه الإشراف على من يربي الأجيال ويقوم على هدايتهم وقوة صلتهم باللّه تعالى، وقيامهم بحقوق اللّه وحقوق عباده، وهو الذي تأمنه الأمة على توجيه فَلذات أكبادها، توجيهاً تترتب عليه السعادة في الدارين، أو الشقاء فيهما. ويدخل في ذلك الإخلاص في العمل، واللين والشفقة والقدوة الحسنة والحكمة وحُسن المعاملة والصبر، وغيرها من الصفات التي تندرج تحت الشروط الثلاثة المذكورة. [راجع مجموع الفتاوي، لشيخ الإسلام بن تيمية (28/253)].









السابق

الفهرس

التالي


14230724

عداد الصفحات العام

3013

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م