﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


فاتت فرص كثيرة أثمرت ما حصل في اليمن اليوم!

فاتت فرص كثيرة أثمرت ما حصل في اليمن اليوم!


إذا تذكرنا الآن الحروب الخليجية الثلاث: حرب الخميني وصدام، وحرب الكويت بعد احتلال الصدام لها، وحرب القضاء على صدام، وهدم مدنه وجيشه، لأن ذلك كان من أهم الأهداف اليهودية والأمريكية وحلفائهم، ثم تسليم الدولة لمن يسمون أنفسهم ب"الشيعة" تلك الحروب الثلاث كلها كان المسلمون -ومنهم العرب- شركاء فيها، ولا بأس أن نذكر ما مهد لها من الثورة الإمامية الإيرانية على الشاه بزعامة الخميني، وكان الشاه يوصف "بشرطي الخليج" بمباركة من الدول الغربية ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن استغنت عن الشاه، وأحست أن الشعب قد مله، إلى درجة أنها تبرأت منه ورفضت دخوله أرضها لاجئا سياسيا، ولم يحصل على مأوى إلا في مصر السادات التي مات ودفن فيها.


ثم صب رافضة العراق على مواطني أهل السنة، أنواعا من التعذيب والتهجير والتقتيل، ولا زالوا، ولم يجدوا من أهل الدول الإسلامية من يدافع عنهم، وأصبحت العراق وسوريا النصيرية وما يسمى ب"حزب الله" في لبنان كلها تدين بالولاء الكامل لإيران، وبعد أن أحست بعض الدول العربية بخطر ما يترتب على ذلك، حاولوا سد السيل الإيراني الجارف الذي يحيط بهم من الجهة الشمالية والشرقية، ولكن الأمر كان أشد من المحاولة.


وكانت إيران -وهي تنفذ مخططاتها- في الشمال، تخطط لتثبيت أقدامها في أقرب موقع إلى الدول العربية، وبخاصة المملكة العربية السعودية، لتفتح ثغرة خطيرة يمكنها من تحقيق هدفها البعيد، وهو احتلال الحجاز، وكان التخطيط الإيراني من وقت ماض طويل يشمل إعدادا شاملا لتنفيذ هدفها في اليمن، من استقدام الطلاب اليمنيين الذين يميلون إلى موالاتها، لتعليمهم في مدارسها وجامعاتها وإعدادهم لليوم الذي يهيئون بلادهم لبسط نفوذ الإيرانيين فيها.

كما أنهم استقبلوا الشباب اليمني في المدن الإيرانية والسورية واللبنانية، ليوعوهم بالسياسة الطائفية، والأساليب الإعلامية والسياسية والقتالية ولم يفرقوا في ذلك بين الشباب والكهول والشيوخ، دربوهم على التخطيط الذي يوصلهم إلى الانقضاض على كل من يعارضهم، وبسط نفوذهم على الأغلبية اليمنية السنية، وكان رائد الكبار والشيوخ الموالين لإيران، هو بدر الدين الحوثي الذي قتل في بعض الحروب بين الحوثيين والحكومة اليمنية التي كان يقودها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الذي لم يكن جادا في حربه لهم، بل كان يتخذ ذلك وسيلة لمده بالأموال التي يودعها في بنوك العالم الخارجي، وكان يمدهم في الخفاء بالسلاح ليحاربوا به المملكة العربية السعودية، كما كان يريد من تلك الحروب إشغال الأحزاب اليمنية التي يخشى منها الفوز عليه في الانتخابات، وفضح سياسته لإسقاطه من على كرسي حكمه، وبخاصة بعد الانتخابات الأخيرة التي رشح فيها التجمع اليمني للإصلاح لرئاسة الجمهورية ضده الرجل الصالح: "فيصل بن شملان" رحمه الله.


إن الحكومة الإيرانية تتوق إلى استعادة الإمبراطورية الفارسية باسم الإسلام، وتطمح إلى زعامة العالم الإسلامي، وهي لا تخفي طموحها وهدفها البعيد هو السيطرة على أرض الحجاز التي تضم الحرمين، وتعرف أن استيلائها على الحجاز سيمكنها من زعامة العالم الإسلامي، ونشر عقيدتها فيه، ولهذا نراها تصر على الاستيلاء على بعض الجزر العربية في الخليج، وتصرح بأن بعض الدول الخليجية "البحرين، تعتبر إحدى محافظاتها، تمهيدا لتحقيق ما تطمح إليه، ولها زمر في غالب بلدان الخليج، جاهزون لتلبية ندائها وقت الطلب، وهاهم الحوثيون قد أنشؤوا مطارا دوليا، واتفقوا مع إيران على رحلات كثيرة من الجانبين، ليتمكنوا –الحوثيون-من اللقاءات والتوجيهات المستمرة، مع كبار خبراء السياسة، وكبار قادة الجيش، وبالذات الحرس الثوري، ليمدوهم بالسلاح والتدريبات والخبراء، وإنشاء مطار دولي في صعدة له ما وراءه، وقد صرح زعيمهم "الحوثي" قبل يومين، أن كل السفارات التي غادرت صنعاء لا تأثير لها على ثورتهم، لأن عندهم بدائل في بعض الدول، ومقصوده إيران، وقد حطت في مطار صنعاء أول طائرة إيرانية.


ويبدو أن في مباحثات إيران مع الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، في شأن برنامجها النووي، ما يحقق لها ما تطمح إلى تحقيقه، ولهذا يجب على دول الخليج أن تحذر من خداع الولايات المتحة الأمريكية، فهي تفعل في الأرض ما يخالف تصريحات زعمائها، والركون إليها قد تعقبه خسارة لحلفائها من العرب وغيرهم، فيندمون ولات ساعة مندم، والتجارب الدالة على خداعها كثيرة، ومن ذلك ما يتعلق بسوريا، فقد أظهرت في أول الأمر أنها تؤيد الإطاحة بنظام الأسد، وبعد أن اختلط الحابل بالنابل فيها، وبدا لها أن في إسقاطه ما قد يكون فيه ضرر على اليهود، عرقلت للمعارضين ووقفت عنهم السلاح الذي يمكنهم من الانتصار على النظام السوري، و حاولت ولا تزال تحاول أن تثني الدول التي تريد مد المعارضة بالسلاح المفيد لهم ضد النظام السوري.


إن أمريكا شبيهة في تعاملها مع الدول، ومنها الدول العربية، بمنادي الحراج، الذي يقول: من يزيد، فالذي يهمها ليس الحكومات المتحالفة معها، ولا زعماءها وإنما تهمها مصلحتها، فمن زادت مصلحتها معه مالت إليه وحالفته على من سواه، ولو كان حليفا سابقا لها. ولأمريكا في الدول العربية بالذات مشروعان:



المشروع الأول: إحداث الفوضى الخلاقة وهو المصطلح الذي أطلقته كلنتون في عهد بوش الظالم، والثاني التفتيت، أي تفتيت ما يسمونه بالشرق الأوسط، ليكون دويلات يمنح اليهود الأمن والاستقرار مع استيلائهم إلى المزيد من الأرض الفلسطينية، بل ربما كلها، كما يكرر ذلك نتنياهو في كتابيه: "استئصال الإرهاب" و"بلدة تحت الشمس" فهو وغيره من اليهود يدّعون أن الأردن هي من أرضهم، وسيسمحون مبدئيا للفلسطينيين أن يكونوا لهم فيها دولة تخضع لهم.


ولهذا -وفي هذا الوقت الحرج- يجب على دول الخليج التي يحيط بها البلاء من كل جانب-وبخاصة من إيران-أن تعد نفسها بما يأتي:


أولا: أن تضع لنفسها هدفا ثابتا، وهو اجتماع الكلمة ووحدتها وصدق بعضها بعضا، للدفاع عن أرضها.


ثانيا: أن تتخذ من شعوبها سياجا لها بالتصالح معهم، والبعد عما قد يُحدث بينها وبين شعوبها شيئا من الوحشة وسوء الظن، فالشعوب هي الجدار الواقي لها بعد الله تعالى

ثالثا: تجمعها مع الدول الإسلامية ومنها العربية التي يمكن أن تقف معها بصدق لدفع الشر والعدوان عليها أو على بعضها.


رابعا: لا تركن إلى إلى هيئة الأمم المتحدة ومجلس أمنها الماكرين، اللذين هما يد من أيدي دول "الفيتوا" ويد أمريكا أطول من يدي غيرها، وكم من حكومات تظلم، وكم من شعوب تقهر، فلا تجد من تلك المؤسسة وفروعها ما يرفع عنهم الظلم، والشعب الفلسطيني والشعب البرماوي ومسلمو الفلبين شاهدون على ذلك.؟


خامسا: هذا العصر هو عصر القوة الإيمانية بالمبدأ ولا مبدأ المسلمين ومنهم العرب إلا مبدأ الإسلام، وقوة الإرادة وإعداد الرجال والسلاح وإعداد الشعوب لدفاع المعتدين.






السابق

الفهرس

التالي


16485175

عداد الصفحات العام

564

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م