{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(011) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم

(011) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم

أثر المجتمع في ربية المسجد


إن ما يحصل في المجتمع [ويعبر عنه الإعلام بالشارع] من خير أو شر، هو ثمرة لما يحصل في الأسرة والمدرسة، وسائر فئات المجتمع، فإذا كان المجتمع نظيفاً في أخلاقه ومعاملاته، انعكس ذلك على المجتمع، والمقصود ب أماكن تجمعات الناس العامة، كالأسواق ووسائل المواصلات ومراكز التصنيع وغيرها.



وللمجتمع تأثيره على الصغير، كغيره، فقد يربى الصغير تربية طيبة في المدرسة والأسرة، ولكنه إذا خرج إلى الشارع وجد فيه من الفساد والمغريات الداعية إليه، ما يهدم تربيته الصالحة، لذلك كان الشارع محل اهتمام الرسول صلّى الله عليه وسلم بما أوحى اللّه تعالى إليه.



من ذلك أمر اللّه سبحانه وتعالى النساء بالقرار في البيوت وعدم الخروج لغير حاجة، فإذا احتجن للخروج، خرجن غير متبرجات لما في تبرجهن من الفتنة لهن ولغيرهن، قال تعالى لنساء النبي وغيرهن مثلهن في الأحكام إلا ما خصه الدليل: (وَقَرْنَ فِي بُيوتِكُنّ ولا تبرجنَ تبَرُجَ الجَاهِلِيّةِ الأولَى وَأقِمْنَ الصّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأطِعْنَ اللّه وَرَسُولَه) [الأحزاب: 33]. وقال تعالى: (يَا أيهَا النَّبيُّ قُل لأزْوَاجك وَبَنَاتك وَنِسَاءِ الْمُؤمِنينَ يُدنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابيبهن، ذَلِك أدْنى أنْ يُعْرَفْنَ فلا يُؤذَيْنَ وَكَانَ اللّه غَفُوراً رَحَيما) [الأحزاب: 59].



وحذر النبي صلّى الله عليه وسلم من الجلوس في الشارع لغير حاجة، فإن دعت الحاجة إلى ذلك، وجب عمل ما يكون به الشارع نظيفاً من القاذورات الحسية والمعنوية. روى أبو سعيد الخدري رضى اللّه عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: (إياكم والجلوس على الطرقات) فقالوا: ما لنا بد إنما هي مجالسنا، نتحدث فيها، قال: (فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها) قالوا: وما حق الطريق؟ قال: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر) [البخاري (3/103)].



ولا شك أن الصغير، إذا خرج إلى الشارع، فوجد المنكر منتشراً فيه من الكبار والصغار، تأثر به وانحرف، وإن كان يجد في أسرته ومدرسته ومسجده تربية تخالف ذلك، بخلاف ما إذا وجد الشارع نظيفاً، يتورع الناس فيه عن المنكر، أو ينكرونه إذ حدث، فإن ذلك يؤثر فيه الكره للمنكر.



ومن عَجَبٍ أن نجد نشاطات جادة، تعقد لها المؤتمرات، وتكون لها المنظمات العالمية والمحلية، تهتم بالبيئة، في الجو والبر والبحر، وفي المدن والحارات، وفي الحيطان المتجمدة، وقمم الجبال، والغابات، تعد لها المواصلات وترصد لها الميزانيات، وتتوالى الاحتجاجات على من يخالف المحافظة على البيئة الحسية المادية...وهذا كله أمر محمود، لأن الله تعالى خلق ما في السماوات وما في الأرض لهذا الإنسان، وما ينفعه من حيوان، وزروع وغابات، ومياه، ووسائل مواصلات... فالحفاظ عليها أمر فطري، وإفسادها أمر شاذ لا يجوز إقراره.



ولكن العاقل يعجب ولا ينتهي عجبه، أن يرى هذا الحرص على المحافظة على البيئة الحسية المادية، ويجد نقيض ذلك فيما يخص البيئة الدينية والأخلاقيه، بل تشجع الأخلاق الفاسدة بشتى الوسائل: في دور التعليم، وسائل الإعلام... في البر والبحر والجو، وفي كل مكان على وجه الأرض، وتدعم ذلك دول، فتنتشر السيئات في المنازل والأسواق، وفي المدارس والنوادي...



ويقع في مستنقعاتها الكبير والصغير، والأسرة والمجتمع... فينشأ الأطفال والمراهقون في تلك البيئة المنتنة، التي تحول بين المسلمين، وبخاصة الصغار وبين التزكية القلبية بالإيمان الصادق والعلم النافع والعمل الصالح، ويألفون المسارح والمراقص، وأماكن الدعارة والخمارات والمخدرات، ويعزفون عن حلقات العلم، وعن ارتياد المساجد التي هي منطلقات العلم والإيمان، ومحاضن الفكر الصافي والأدب.





فكيف يطلب من المسجد، أن يصلح الشاردين عنه وعن أهله:

وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟!





السابق

الفهرس

التالي


14214936

عداد الصفحات العام

33

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م