{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(043) سافر معي في المشارق والمغارب

(043) سافر معي في المشارق والمغارب



الأسماء التي أطلقت على الإسلام وسبب إطلاقها:



من أشهر الأسماء التي أطلقها الصينيون على المسلمين لفظ (هْوِي)، ويسمون الدين الإسلامي: (دين هوي) وذكر بعض الكتاب أن سبب هذا الإطلاق هو: أن إحدى قوميات المسلمين العشر تسمى: (قومية هوي) وهذه القومية منتشرة في كل مناطق الصين، أما القوميات التسع الأخرى فإنها تنحصر في مناطق معينة لذلك اشتهرت قومية: (هوي) بالإسلام في الصين، فأطلق الصينيون هذا اللفظ على الإسلام، اعتقاداً منهم ـ وهو اعتقاد غير صحيح ـ أنه لا يوجد مسلمون في غير هذه القومية [الإسلام في الصين: الصفحة الأولى من مقدمة المؤلف: نبذة عامة ـ إبراهيم فنغ جين يوان. المسلمون الصينيون صفحة: 16].



ومن الأسماء التي أطلقوها على المسلمين كلمة: (داشي) وهي تعني معنى: تاجر، والسبب في ذلك أن لمسلمين الأوائل الذين وفدوا على الصين كانوا تجاراً فأطلقوا عليهم ذلك. وهناك تسميات أخرى عند الصينيين أطلقوها على الإسلام، ترجمات بعضها كما يأتي: (دين الصفاء، دين السلام، الدين المقدس، الدين الحنيف..)



وفي عهد الحكومة الشيوعية ـ عام 1956م ـ صدر بلاغ يوجب الالتزام بإطلاق اسم الإسلام، ويمنع غير ذلك من الأسماء فأصبح هو الغالب على ألسنة الناس. [الإسلام في الصين، صفحة: 36. فهمي هويدي، وقد أشار في صفحة 192 من نفس الكتاب إلى أن قومية (هوي) أطلقت على المسلمين من ذوي الأصول العربية والفارسية، ويمكن مراجعة: مجلة دراسات شرقية، العددان: 3، 4 ص: 54. لسنة: 1414 ﻫ ـ 1994م. باريس].



المساجد في الصين:



شأن المساجد في الإسلام عظيم، فقد أذن الله برفعها وعمارتها، وذكر اسمه فيها، وتطهيرها من الشرك والمعاصي، منذ أن جعل الله أول بيت في الأرض (المسجد الحرام) ثم بوأ إبراهيم مكانه، وأمره، مع ابنه إسماعيل جد سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، برفع قواعده. وسماه الله بيتا، قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ (97)}[القرة]. وقال تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)} [الحج]. وقال تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} ـ إلى قوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [125-127] [البقرة]. وسماه تعالى "المسجد الحرام" في أكثر من آية منها قوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ (144)} [البقرة.



وسمى المساجد كلها بيوتا، فقال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (36-37)} [النور]. وساها مساد فقال تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ (18)} [التوبة].



وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، كان أول أعماله بناء مسجد قباء، وكان من أول أعماله في المدينة بناء مسجده الشريف الذي هو مركز المدينة. وأضافه إلى نفسه، ولهذا سماه المسلمون مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو المسجد النبوي، ويطلقون عليه لفظ حرم باسم المدينة الذي بني فيه، وهي المدينة، لإطلاق الرسول صلى الله علي وسلم، اسم "حرم" عن أبي سعيد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد. مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى". [صحيح مسلم] وها هي الجوامع الكبيرة والمساجد تُشاد اليوم في كل مكان في العالم، في أوروبا بجناحيها الغربي والشرقي، وأمريكا الشمالية وأختها الجنوبية، وفي دول إفريقيا غير المسلمة، وفي الهند وأستراليا ونيوزيلندا، وفي الفلبين وتايوان واليابان والصين وكوريا...



لذلك لا تجد أرضاً وطئتها أقدام المسلمين، إلا كان من أهم آثارهم فيها المساجد التي ما تزال مناراتها شاهدة لهم بأنهم رفعوا منها كلمة التوحيد. ولا زالت المساجد هي مراكز مدن المسلمين الكبرى وأحيائها وقراها، لذلك ترى تلك المدن والأحياء والقرى تحيط بجوامعها ومساجدها، كما تحيط مباني مكة المكرمة، والمدينة المنورة، بالمسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. والذي يشاهد اليوم مساجد المسلمين القديمة التي بقيت لهم مساكن حولها في الصين، يتبين له أنأحياءهم كانت تبنى محيطة بتلك المساجد من كل جانب، كما هو الحال في مدينة: شيئان.

صعوبة إحصاء المساجد في الصين وأسباب ذلك:



وإن دراسة تاريخ المساجد في الصين وإحصاءها، شبيه في صعوبته بصعوبة إحصاء المسلمين أنفسهم، للأسباب الآتية:



السبب الأول: أن الحكومة الصينية تعامل مساجد المسلمين، كمعاملتها للمسلمين أنفسهم، فكما لا تهتم بهم في الإحصاء السكاني، لأنها لا تعترف بالدين، لا تهتم بمساجدهم كذلك، ولا تحافظ عليها إلا عندما يكون لها مصلحة في المحافظة على بعضها، كالمساجد الكبيرة في المدن الكبرى، لتبدو أمام الزوار والدبلوماسيين الأجانب، أنها تمنح المسلمين حرية في أداء شعائر دينهم.



السبب الثاني: أن كثيراً من المساجد القديمة قد تهدمت، ويصعب الوقوف على أطلالها لحصرها، والحكومة الصينية تمنع تجديدها، وبخاصة في المناطق التي يغلب فيها المسلمون، كتركستان الشرقية. قال الكاتب الصيني المسلم: (ومما يؤسف له أن الكثير من هذه المساجد قد تقوض ثم تلاشى بفعل الكوارث الطبيعية أو الغزو الاستعماري، الأمر الذي جعل من المتعذر دراسة تاريخ مساجد الصين دراسة دقيقة وافية..) [كتاب المساجد في الصين صفحة: 10]. ومما يذكر أن الإمبراطور المغولي "قوبلاي" بنى مسجداً في بكين كان يتسع لمائة ألف مصل [الإسلام في الصين (ص: 62) فهمي هويدي].. وهو بدون شك من المساجد المندثرة.



السبب الثالث: أن كثيراً من المساجد التي تنتشر في القرى والأرياف مساجد صغيرة، لا يعرفها إلا أهلها ومن جاورهم. كما قال الشيخ محمد بن ناصر العبودي ـ في زيارته لأحد الأرياف. [في مقاطعة: "ننشا" في وسط الصين]. الصينية -وقد أعجب الشيخ العبودي بأحد المساجد - : (فسألناهم بهذه المناسبة عن عدد المساجد في هذه المنطقة؟ فأجاب رئيس الجمعية الإسلامية التي هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن المساجد التي تعترف بها الحكومة: إن عددها يبلغ مائة وخمسين مسجداً... (و) إن هذه المساجد كلها مساجد جديدة..) [كتاب داخل أسوار الصين (1/ 88)].



وإن وجود (150 مسجداً) جديداً في ريف واحد، لدليل على كثرة المساجد في الصين. قد يقال: إن هذه المنطقة يكثر بها المسلمون، فلا غرابة أن تكثر بها المساجد! ولكن ليس الاستدلال على كثرة المساجد بمجرد وجود مساجد، بل بكون هذه المساجد جديدة، والغالب أن المساجد الجديدة لا تدخل في الإحصاء إلا بعد حين من الزمن.



السبب الرابع: أن كثيراً من المساجد لا توجد لها مآذن تدل الزائر - المهتم بالمساجد -ـ على وجودها.



السبب الخامس: أنه لو أراد السائح الاهتمام بمعرفة المساجد، قد لا يجد من يرشده إليها حتى من المسلمين الصينيين ما لم يكونوا يعرفونه شخصياً، وهم يخافون من مرافقة الأجانب، وبخاصة المسلمين ـ لشدة الرقابة التي يعرفونها من أجهزة أمن الدولة التي تراقب تحركات المسلمين الصينيين أنفسهم.



السبب السادس: أن كثيراً من المساجد قد أغلقت في عهد الثورة المشؤومة، والمساجد المغلقة ليست داخلة في المساجد التي تذكر في الإحصاء الرسمي. [كتاب داخل أسوار الصين (1 /118)].



السبب السابع: أنه توجد مساجد كثيرة غير معترف بها من قبل الحكومة، وهذه أيضا لا تدخل في إحصاء المساجد.



تسمية المساجد في الصين:



للمسجد عن الصينيين أسماء متعددة، تختلف - فيما يبدو - باختلاف فهمهم لوظائف المسجد، أو تسميته ببعض أجزائه. من تلك الأسماء: "لي تانغ" أي قاعة الاجتماع. كما قال أحد الكتاب الصينيين: (في بلاد الداشي. [يعني الدولة الإسلامية]. "لي تانغ" وهو يستوعب عشرة آلاف شخص، ومن عادة الملك أن يتوجه إليه حيث يصلى ويعتلي المنبر لشرح الأحكام على الملأ..). ومنها: "تسي تانغ" أي قاعة التقديس. ومنها: "لي باي تانغ" أي قاعة الصلاة. ومنها: "غوانغتا" أي المنارة. ومنها: "هْوي هوي سي" أي معبد هوي هْوي. ويسمي كثير من المسلمين المسجد: "لي باي سي" أي المصلَّى. [الإسلام في الصين (ص: 30)، إبراهيم فنغ جين يوان. المساجد في الصين (ص: 8)، محمد يوسف لي هواين].







السابق

الفهرس

التالي


14235634

عداد الصفحات العام

1282

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م