﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(017) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانجراف

(017) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانجراف



ومن الأعمال الصالحة التي تؤدى في المسجد قراءة القرآن بتدبر وخشوع، وحفظه والاجتماع

لتدارسه، كما روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً، وفيه: (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت اللّه، يتلون كتاب اللّه، ويتدا رسونه بينهم إلا نزلت عليه السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم اللّه فيمن عنده). [صحيح مسلم (4/20074) وانظر جامع العلوم والحكم لابن رجب ص295].



وتدارس كتاب الله شامل لقراءته وتعليمه للصغار وللعامة من الكبار وغير ذلك مما يتعلق بكتاب الله، كتجويده وتفسيره استنباط أحكامه، وهذا ما كان يحصل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ؤضي الله عنهم، ولا زالت بعض المساجد، وبخاصة المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، تقام فيها حلقات القرآن الكريم للتلاوة المجردة ولتفسيره أحياناً.



ولعل طلاب العلم الذين يحفظون كتاب الله وهم كثر، يجتهدون في دراسة تفسيره على أيدي العلماء الذين اهتموا بتفسير كتاب الله، سواء كانوا يقومون بذلك في المساجد أو في خارجه، ليجمعوا بين حفظه وفهم معانيه ويجتهدوا في قراءة كتب التفسير المتنوعة، وكتب علوم القرآن كأصول التفسير وعلوم اللغة العربية التي تعينهم على فهم كتاب الله.



ثم ينتشروا في المساجد في بلدانهم ليعقدوا فيها حلقات يدرسون طلاب العلم القرآن الكريم وما يتصل به، لتبقى هذه الحلقات مستمرة. وإن طالب العلم الذي يرزقه الله حفظ كتابه، لا يليق به أن يحفظ ألفاظه ولا يفقه معانيه، وينشر فقهها بين من هو أقل منه علماً من شباب المسلمين.



ومِنْ ذلك ذكر اللّه سبحانه، ما كان منه مقيداً بعدد ووقت، كالذكر أدبار الصلوات من تسبيح وتحميد وتكبير وتهليل، وكأذكار الصباح والمساء، وما كان غير مقيد وهو الذكر المطلق الذي شرع اللّه الإكثار منه، ومنه التهليل والصلاة على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وغيرها. [وقد فصل ذلك ـ أي الذكر المقيد والمطلق ـ في كتب الأذكار، راجع منها: كتاب الأذكار للنووي، والكلم الطيب لابن تيمية رحمهما الله].



ومن ذلك الاعتكاف المشروع في المسجد، وبخاصة في العشر الأخيرة من شهر رمضان، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعله، وفعله أصحابه من بعده. ومن ذلك الصلاة على الجنائز التي اعتادها المسلمون، لكثرة المصلين، ويرجى من الخير للميت مع وجود الكثرة، ما لا يرجى مع القلة في الغالب.



وهكذا كان المسجد منبراً للدعوة إلى الإيمان والعمل الصالح، كما كان تطبيقاً عملياً لتلك الدعوة السامية، من عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة، وإن مرت فترات ضَعُف فيها عمل الخير العام في المسجد، لبعد الناس عن تطبيق هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم



وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى الجهاد في مسجده، ويشاورهم في ذلك في مسجده، ويلبس سلاحه ويخرج إلى أصحابه في مسجده، وكان ينطلق بهم للجهاد من مسجده، كما كان ينطلق بهم للحج منه. وكان ينعي صلى الله عليه وسلم الشهداء من المجاهدين على منْبره البداية والنهاية لابن كثير (4/255).



وعندما ارتدَّت العرب بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وخشي أبو بكر أن يَغْزُوا المدينة، جعل على أنقابها – أي مداخلها - حراساً، وألزم الناس بحضور المسجد، ولما علم بغارة العدو خرج في أهل المسجد على النواضح، واتبعوا العدو حتى هزموهم [نفس المرجع السابق]




السابق

الفهرس

التالي


16485112

عداد الصفحات العام

501

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م