﴿بَشِّرِ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ بِأَنَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِیمًا﴾ [ ١٣٨] ٱلَّذِینَ یَتَّخِذُونَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۚ أَیَبۡتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلۡعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِیعࣰا﴾ [النساء ١٣٩]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(023) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف

(023) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف



المسجد ساحة للتدريب على الفروسية



ولقد كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يشهد دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم أصحابه فيه، لحثهم على الجهاد في سبيل اللّه ومن المسجد ينطلقون، وفيه يُرتبون، بل لقد ترك بعض جنود الإسلام يتدربون فيه على السلاح، وهو ينظر إليهم.



بل أذن لزوجه عائشة أن تنظر إليهم من خلفه، وعندما رآهم عمر انتهرهم وحصبهم، فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتركهم، وفي ذلك إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى الرد على من زعم، أن المسجد لا يصلح إلا للصلاة ونحوها من شعائر العبادات.



فقد روى أبو هريرة، رضي الله عنه، قال: بينما الحبشة يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرابهم، إذ دخل عمر بن الخطاب فأهوى إلى الحصباء، فحصبهم بها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعهم يا عمر) [صحيح البخاري (3/1063) وصحيح مسلم (2/610)].



وفي حديث عائشة رضي الله عنهـا، قالت: لقد رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه، وأنا أنظر إلى الحبشة، يلعبون في المسجد حتى أكون أنا التي أسأمه، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، الحريصة على اللهو" [صحيح البخاري (5/ 19612) صحيح مسلم (2/609)].



وليس لعب الحبشة مقصودا لذات اللعب، بل فيه تدريب على بعض آلات القتال الموجودة في ذلك الوقت، ولهذا قال الحافظ ابن حجر، رحمه اللّه: "واللعب بالحراب ليس لعباً مجرداً، بل فيه تدريب الشجعان على مواقع الحروب، والاستعداد للعدو، وقال المهلب: المسجد موضوع لأمر جماعة المسلمين، فما كان من الأعمال يجمع منفعة الدين وأهله جاز فيه" [الفتح (1/549)].



وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم المسجد أمداً لسباق الخيل، وكان أحد المتسابقين من صغار الصحابة، وهو يذكر كيف قفز به فرسه حتى كاد يساوى المسجد، كما في حديث ابن عمر، رضي الله عنهـما، قال: "أجرى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ما ضمر من الخيل من الحفياء إلى ثنية الوداع، وأجرى ما لم يضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق، قال ابن عمر: فكنت فيمن أجرى فَطَففَ بي الفرس المسجد" [صحيح البخاري (3/1052) وصحيح مسلم (3/1492)].

و

كان ابن عمر هذا الذي طفف به الفرس، وهو يسابق يرقب مواكب الجهاد عندما يعقد الرسول صلى الله عليه وسلم الرايات لخروجها، فيعرض نفسه للخروج في سبيل الله، فيرده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه غيره ممن هو في سنه، كما في حديث البراء بن عازب، رضي الله عنه، قال: "استُصْغِرْتُ أنا وابن عمر يوم بدر، وكان المهاجرون يوم بدر نيفاً على الستين، والأنصار نيفاً وأربعين ومائتين. [صحيح البخاري (4/1456)].



واستصغر ابن عمر كذلك يوم أحد، ولم يرخص له الرسول صلى الله عليه وسلم إلا يوم الخندق، كما قال هو، قال: "عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في القتال وأنا بن أربع عشرة سنة فلم يجزني، وعرضني يوم الخندق وأنا بن خمس عشرة سنة فأجازني" [صحيح البخاري (9/48) وصحيح مسلم (3/1490)]. هذه هي التربية الناجعة للأحداث التي تقيهم الانحراف، عندما يكونون متعلقين بالعمل الذي ينفع الأمة، فيجعل أوقاتهم كلها تملأ بالعمل الصالح.



بل لقد أقر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، أن يتصدق بالسلاح في مسجده، كما روى جابر رضي الله عنه، عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "أنه أمر رجلاً كان يتصدق بالنبل في المسجد، أن لا يمر بها إلا وهو آخذ بنصولها" [مسلم (4/2019)].




السابق

الفهرس

التالي


14948281

عداد الصفحات العام

885

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م